الشجاعة
الشجاعة فضيلة وصفة أساسية ترافق الإنسان الصالح في جميع حالاته، ويكون ظهورها بشكل مباشر وواضح في الجهاد، ولا يكون المجاهد إلا شجاعا ً، فالشجاعة أمضى سلاح في مواجهة المخاطر والتحديات، والشجاع أقرب إلى الفوز والنجاة، بينما الجبان أقرب إلى الهلاك والخسران.
فضل الشجاعة
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "... ويحب الشجاعة ولو على قتل حيَّة".1
وعن الإمام علي عليه السلام: "شجاعة الرجل على قدر همته".
وعنه عليه السلام: "السخاء والشجاعة غرائز شريفة، يضعها الله سبحانه فيمن أحبه وامتحنه".3
معنى الشجاعة
عن الإمام علي عليه السلام: "الشجاعة صبر ساعة".4
وعن الإمام الحسن عليه السلام وقد سئل عن الشجاعة فقال: "موافقة الأقران والصبر عند الطعان".5
الشجاعة لا التهور
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "آفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي".6
وعن الإمام علي عليه السلام: "آفة الشجاعة إضاعة الحزم".7
وعنه عليه السلام: "آفة القوي استضعاف الخصم".8
وعن الإمام العسكري عليه السلام: "إن للشجاعة مقداراً، فإن زاد عليه فهو تهوُّر".9
زكاة الشجاعة
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "زكاة الشجاعة الجهاد في سبيل الله".10
آثار الشجاعة
عن الإمام علي عليه السلام: "الشجاعة أحد العزين".11
وعنه عليه السلام: "الشجاعة عزٌ حاضر". 12
ما يورث الشجاعة
عن الإمام علي عليه السلام: "جبلت الشجاعة على ثلاث طبائع، لكل واحدة منهن فضيلة ليست للأخرى: السخاء بالنفس، والأنفة من الذل، وطلب الذكر، فإن تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام لسبيله، والموسوم بالإقدام في عصره، وإن تفاضلت فيه بعضها على بعض كانت شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشد إقداماً".13
وعنه عليه السلام: "أشجع الناس من غلب الجهل بالحلم".14
من قصص أهل الشجاعة
روي أن ابن زياد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال في بعض كلامه: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين وأشياعه، وقتل الكذاب ابن الكذاب فما زاد على هذا الكلام شيئاً حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي وكان من خيار الشيعة وزهادها، وكان يلازم المسجد الأعظم، فيصلي فيه إلى الليل، فقال: يا ابن مرجانة إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك، ومن استعملك وأبوه، يا عدو الله أتقتلون أبناء النبيين، وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين؟
قال: فغضب ابن زياد ثم قال: من هذا المتكلم ؟ فقال: أنا المتكلم يا عدو الله تقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنهم الرجس، وتزعم أنك على دين الإسلام ؟ وا غوثاه أين أولاد المهاجرين والأنصار لا ينتقمون من طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين ؟ قال: فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه وقال: علي به، فبادر إليه الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله فقال ابن زياد: اذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى الأزد، أعمى الله قلبه
كما أعمى عينه، فائتوني به، فانطلقوا فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم قال: وبلغ ذلك إلى ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمرهم بقتال القوم قال: فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى قتل بينهم جماعة من العرب، قال: ووصل أصحاب ابن زياد إلى دار عبد الله بن عفيف، فكسروا الباب واقتحموا عليه فصاحت ابنته: أتاك القوم من حيث تحذر، فقال: لا عليك ناوليني سيفي فناولته إياه فجعل يذب عن نفسه ويقول:
أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر عفيف شيخي وابن أم عامر
كم دارعٍ من جمعكم وحاسر وبطلٍ جدلته مغادر
قال: وجعلت ابنته تقول: يا أبت ليتني كنت رجلاً أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة، قال: وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة وهو يذب عن نفسه، فلم يقدر عليه أحد وكلما جاؤوا من جهة قالت: يا أبه قد جاؤوك من جهة كذا حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به، فقالت بنته: واذلاه، يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به، فجعل يدير سيفه ويقول:
أقسم لو يفسح لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدر
قال: فما زالوا به حتى أخذوه، ثم حمل فادخل على ابن زياد فلما رآه قال: الحمد لله الذي أخزاك، فقال له عبد الله بن عفيف: يا عدو الله ! وبماذا أخزاني الله ؟...
فقال ابن زياد: والله لا سألتك عن شئ أو تذوق الموت فقال عبد الله بن عفيف: الحمد لله رب العالمين أما إني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك أمك وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه، فلما كف بصري يئست من الشهادة، والآن الحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها، وعرفني الإجابة منه في قديم دعائي فقال ابن زياد: اضربوا عنقه ! فضربت عنقه وصلب في السبخة.15
شعر في الشجاعة
و إياك و الجبن عند الــنزال ففي الجبن عــار على مــن جـبن
فإن الشجاعة زين الرجــال بـــها يبلـغ الـمرء عـالي الفنن
فزنها بحلم و عقل و زيـــن و لا تطغـــين و لا تعجـــبن
و لا تتكـبر على من سـواك فتنحــط قــدرا و لا ترفـعــن
تواضع لمن قـد علـا أو دنا و في أحــد قــط لا تزهـــدن
بخفض الجناح تنــال النجاح من الله و أرحـم لكــي تُرحمــن
هوامش
1- مسند الشهاب ج2 ص 152
2- غرر الحكم ح 5763
3- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 2 - ص 1412
4- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- الحديث 9157
5- الحراني - ابن شعبة - الوفاة: ق 4- تحف العقول- الطبعة: الثانية - مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة - ص 226
6- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 1 - ص 84
7- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 2 - ص 1413
8- نفس المصدر
9- نفس المصدر
10- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 1 - ص 445
11- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 2 - ص 1412
12- نفس المصدر
13- نفس المصدر
14- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 2 - ص 1413
15- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة – ج 45 - ص 119 -
الشجاعة فضيلة وصفة أساسية ترافق الإنسان الصالح في جميع حالاته، ويكون ظهورها بشكل مباشر وواضح في الجهاد، ولا يكون المجاهد إلا شجاعا ً، فالشجاعة أمضى سلاح في مواجهة المخاطر والتحديات، والشجاع أقرب إلى الفوز والنجاة، بينما الجبان أقرب إلى الهلاك والخسران.
فضل الشجاعة
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "... ويحب الشجاعة ولو على قتل حيَّة".1
وعن الإمام علي عليه السلام: "شجاعة الرجل على قدر همته".
وعنه عليه السلام: "السخاء والشجاعة غرائز شريفة، يضعها الله سبحانه فيمن أحبه وامتحنه".3
معنى الشجاعة
عن الإمام علي عليه السلام: "الشجاعة صبر ساعة".4
وعن الإمام الحسن عليه السلام وقد سئل عن الشجاعة فقال: "موافقة الأقران والصبر عند الطعان".5
الشجاعة لا التهور
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "آفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي".6
وعن الإمام علي عليه السلام: "آفة الشجاعة إضاعة الحزم".7
وعنه عليه السلام: "آفة القوي استضعاف الخصم".8
وعن الإمام العسكري عليه السلام: "إن للشجاعة مقداراً، فإن زاد عليه فهو تهوُّر".9
زكاة الشجاعة
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "زكاة الشجاعة الجهاد في سبيل الله".10
آثار الشجاعة
عن الإمام علي عليه السلام: "الشجاعة أحد العزين".11
وعنه عليه السلام: "الشجاعة عزٌ حاضر". 12
ما يورث الشجاعة
عن الإمام علي عليه السلام: "جبلت الشجاعة على ثلاث طبائع، لكل واحدة منهن فضيلة ليست للأخرى: السخاء بالنفس، والأنفة من الذل، وطلب الذكر، فإن تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام لسبيله، والموسوم بالإقدام في عصره، وإن تفاضلت فيه بعضها على بعض كانت شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشد إقداماً".13
وعنه عليه السلام: "أشجع الناس من غلب الجهل بالحلم".14
من قصص أهل الشجاعة
روي أن ابن زياد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال في بعض كلامه: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين وأشياعه، وقتل الكذاب ابن الكذاب فما زاد على هذا الكلام شيئاً حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي وكان من خيار الشيعة وزهادها، وكان يلازم المسجد الأعظم، فيصلي فيه إلى الليل، فقال: يا ابن مرجانة إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك، ومن استعملك وأبوه، يا عدو الله أتقتلون أبناء النبيين، وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين؟
قال: فغضب ابن زياد ثم قال: من هذا المتكلم ؟ فقال: أنا المتكلم يا عدو الله تقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنهم الرجس، وتزعم أنك على دين الإسلام ؟ وا غوثاه أين أولاد المهاجرين والأنصار لا ينتقمون من طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين ؟ قال: فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه وقال: علي به، فبادر إليه الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله فقال ابن زياد: اذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى الأزد، أعمى الله قلبه
كما أعمى عينه، فائتوني به، فانطلقوا فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم قال: وبلغ ذلك إلى ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمرهم بقتال القوم قال: فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى قتل بينهم جماعة من العرب، قال: ووصل أصحاب ابن زياد إلى دار عبد الله بن عفيف، فكسروا الباب واقتحموا عليه فصاحت ابنته: أتاك القوم من حيث تحذر، فقال: لا عليك ناوليني سيفي فناولته إياه فجعل يذب عن نفسه ويقول:
أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر عفيف شيخي وابن أم عامر
كم دارعٍ من جمعكم وحاسر وبطلٍ جدلته مغادر
قال: وجعلت ابنته تقول: يا أبت ليتني كنت رجلاً أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة، قال: وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة وهو يذب عن نفسه، فلم يقدر عليه أحد وكلما جاؤوا من جهة قالت: يا أبه قد جاؤوك من جهة كذا حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به، فقالت بنته: واذلاه، يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به، فجعل يدير سيفه ويقول:
أقسم لو يفسح لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدر
قال: فما زالوا به حتى أخذوه، ثم حمل فادخل على ابن زياد فلما رآه قال: الحمد لله الذي أخزاك، فقال له عبد الله بن عفيف: يا عدو الله ! وبماذا أخزاني الله ؟...
فقال ابن زياد: والله لا سألتك عن شئ أو تذوق الموت فقال عبد الله بن عفيف: الحمد لله رب العالمين أما إني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك أمك وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه، فلما كف بصري يئست من الشهادة، والآن الحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها، وعرفني الإجابة منه في قديم دعائي فقال ابن زياد: اضربوا عنقه ! فضربت عنقه وصلب في السبخة.15
شعر في الشجاعة
و إياك و الجبن عند الــنزال ففي الجبن عــار على مــن جـبن
فإن الشجاعة زين الرجــال بـــها يبلـغ الـمرء عـالي الفنن
فزنها بحلم و عقل و زيـــن و لا تطغـــين و لا تعجـــبن
و لا تتكـبر على من سـواك فتنحــط قــدرا و لا ترفـعــن
تواضع لمن قـد علـا أو دنا و في أحــد قــط لا تزهـــدن
بخفض الجناح تنــال النجاح من الله و أرحـم لكــي تُرحمــن
هوامش
1- مسند الشهاب ج2 ص 152
2- غرر الحكم ح 5763
3- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 2 - ص 1412
4- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- الحديث 9157
5- الحراني - ابن شعبة - الوفاة: ق 4- تحف العقول- الطبعة: الثانية - مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة - ص 226
6- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 1 - ص 84
7- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 2 - ص 1413
8- نفس المصدر
9- نفس المصدر
10- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 1 - ص 445
11- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 2 - ص 1412
12- نفس المصدر
13- نفس المصدر
14- الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 2 - ص 1413
15- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة – ج 45 - ص 119 -
تعليق