بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
السَّلامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ..
بين الفينة والاخرى يتشدق بعض (المستمدنين) – وخدمة للانتهازيين من أصحاب رؤوس الأموال وغيرهم - للمطالبة بحقوق المرأة – وكأن المرأة لا حقوق لها !! - وتحت أكثر من عنوان ...
فتارة باسم التحرر وأخرى باسم المساواة وثالثة باسم التحضر وهلم جر .....
فهؤلاء اما من المغفلين الذين ينعقون بما لايعلمون .. وما أكثرهم اليوم !!
أو هم من أصحاب المصالح المادية والآنية الذين يرفعون الحق المزعوم لترويج باطلهم ، حيث أصبح من الواضح والمعلوم أن وراء هذه الأساليب المنحرفة عن الفطرة ، والهتافات الجوفاء عن الصدق ، والعبارات المجانبة للحقيقة غايات سوداء قد بدأ شيء منها يطفو على السطح ، منها استغلال المرأة لترويج البضائع وكسب الزبائن والايقاع بالخصوم ووو..
فهذه الصيحات وهذا الكلام كلام باطل ألبسوه ثياب حق ، يرى الحاذق بطلانه واضحاً ، ويخفى على أعشى القلب مغزاه فيزمّر لنشره ويطبّل للتبشير به ، فيصبح اداة بيد الانتهازيين ويجعلونه جسراً ليعبروا عليه .
ان هؤلاء الذين يدعون أنهم يبحثون عن حقوق المرأة قد أخذوا من المرأة حقوقاً كبيرة وباسم حقوق المرأة وجردوها عن اسمى الوظائف وأنبل المهن باسم الحرية والتمدن !!
حرموا المرأة سواء كانت بنتاً أو أُمّاً او زوجةً من المعيل فاضطروها للخروج للعمل وجعلوا نفقتها في رقبتها !!
حرموها من الجو الاسري الهادئ الذي يرفل بالمشاعر الدافئة !!
حرموها من أفضل وأشرف وظيفة ألا وهي وظيفة الامومة التي لا مثيل لها في الحياة والتي هي أعظم وظيفة وهبها المولى عزّ وجلّ للمرأة - لو اجتمعت كل القوى الدنيوية على أن يخلقوا كلباً او قرداً بل وحتى ذبابة وبقدراتهم الذاتية فلن يتمكنوا منه ابداً - واستبدلوها بممارسة الأعمال الشاقة والانخراط في القوات العسكرية وممارسة رياضات عنيفة !!
هل تعلم المرأة بأن الأعمال العنيفة والشاقة تعتبر من الأمور التي تقلل من الخصوبة عند المرأة وبالتالي تقلل من فرص الانجاب لدى النساء وبالتالي الحرمان من حلم المرأة الحقيقي والأكبر وهو ((الامومة )) .
وهذا الخبر أفاده باحثون بجامعة "العلوم والتكنولوجيا" بالعاصمة النرويجية (أوسلو)، حيث أوردت في هذه الدراسة معاناة عدد كبير من الرياضيات والمشاركات فى البطولات الدولية من تحقيق حلم الأمومة، حيث يلعب النشاط البدني العنيف المتواصل على تقليل مستوى الخصوبة عند النساء .
بينما نجد الاسلام قد أكرم المرأة وأعلى من شأنها بعد ان كانت تعامل معاملة الوضيع الدني وأوكل اليها ما يناسب فطرتها وهيئتها وتركيبتها البدنية والفيسيولوجية ، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
" إن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة "(1)
اي ان المرأة كائن حسن المنظر رقيق المشاعر كالريحانة والزهرة تنشر عطرها أينما توجد ، وليست شخصاً مصارعاً ضخماً لتُكلف بأعمال شاقة ومهمات صعبة .
وإنما جعل الاسلام للمرأة مهمة سامية وغاية نبيلة وهي تكوين الأسرة الصالحة وتنشئة الجيل الصالح السليم ، وبالمقابل جعل نفقتها ومسؤولية حمايتها ورعايتها في رقبة الرجل ، هذا مضافاً لما أعد الله تعالى للصالحات من النساء من الأجر والثواب والجزاء .
عن أبي عبدالله (عليه السلام) :
«أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
" أيما امرأة دفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به صلاحا نظر الله إليها، ومن نظرالله إليه لم يعذبه "
فقالت أم سلمة: يا رسول الله ـ (صلى الله عليه وآله) ـ، ذهب الرجال بكل خير فأي شيء للنساء المساكين؟ فقال (عليه السلام):
"بلى إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، فإذا وضعت كان لها من الاجر ما لا يدري أحد ما هو لعظمه، فإذا أرضعت كان لها بكل مصة كعدل عتق محرر من ولد اسماعيل، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال: استأنفي العمل فقد غفر لك " »(2)
فما أعظم المشرع الاسلامي الحكيم الذي جعل كلّ شيء في موضعه واختار لكل شيء ما يناسبه .
__________________________________
(1) الكافي الكليني - (5 / 511)
(2) وسائل الشيعة - الحر العاملي - (21 / 451)
تعليق