قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "وَإِنَّمَا أَنْتُمْ إِخْوَانٌ عَلَى دِينِ اللَّهِ مَا فَرَّقَ بَيْنَكُمْ إِلَّا خُبْثُ السَّرَائِرِ وَسُوءُ الضَّمَائِرِ فَلَا تَوَازَرُونَ وَلَا تَنَاصَحُونَ وَلَا تَبَاذَلُونَ وَلَا تَوَادُّونَ مَا بَالُكُمْ تَفْرَحُونَ بِالْيَسِيرِ مِنَ الدُّنْيَا تُدْرِكُونَهُ وَلَا يَحْزُنُكُمُ الْكَثِيرُ مِنَ الْآخِرَةِ تُحْرَمُونَهُ وَيُقْلِقُكُمُ الْيَسِيرُ مِنَ الدُّنْيَا يَفُوتُكُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِكُمْ وَقِلَّةِ صَبْرِكُمْ عَمَّا زُوِيَ مِنْهَا عَنْكُمْ كَأَنَّهَا دَارُ مُقَامِكُمْ وَكَأَنَّ مَتَاعَهَا بَاقٍ عَلَيْكُمْ وَمَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَ أَخَاهُ بِمَا يَخَافُ مِنْ عَيْبِهِ إِلَّا مَخَافَةُ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ بِمِثْلِهِ"1.
هناك الكثير من القضايا والمسائل التي تعيق مسيرة الحياة الإنسانية وتحرفها عن مسارها الطبيعي فتنقلب معها حياة البشر وتتحوّل عن الفطرة التي خلقهم الله تعالى عليها.
ففي النظام الطبيعي ينبغي أن تتوفّر الحياة على كل عناصر الوئام والمحبة والمودّة بين البشر، وأن تكون العلاقات فيما بينهم منتظمة كما هو نظام الكائنات في هذا الكون.
فلا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار، ولا من فلكٍ يقترب من فلك إلا ضمن المسار الذي لا يهدم النظام الكوني و... وإلّا لا ختلّ هذا النظام ولم يعد هناك مجال للحياة فيه.
وهكذا علاقات الناس ببعضهم البعض فإنها تقوم على نُظُم وقوانين ومن تعدّاها فقد عطّلها وهدم المسيرة البشرية، وهذا ما يفرض على المرء والفرد الصالح في الأمة أن يعمل له بحيث لا يفسح المجال أمام من يريد الخراب والدمار.
والإنسان مفطور على حبّ الخير وجلب السعادة لنفسه، وعلى العيش ضمن النظام الذي يحتاج فيه إلى العلاقة مع الآخرين، ولكنّ الفطرة قد تتلوّث، والمشاعر الإنسانية قد تتعطّل لدى البعض مما يجعلهم وحوشاً ضارية في المجتمع يعملون على الأذية، وتنغيص السعادة على الآخرين، وهدم العلاقات الإنسانية، والسعي إلى الخراب في المنظومة البشرية.
وقد حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذه النماذج وعن الهدف من وراء أفعالها القبيحة حيث قال صلى الله عليه وآله: "سيأتي على الناس زمان، تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم، طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربّهم، يكون دينهم رياءً، لا يخالطهم خوف، يعمّهم الله بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق، فلا يستجيب لهم"2.
ومن هنا وضعت الشريعة الإسلامية الضوابط التي ينبغي أن يتقيّد بها الإنسان في مجال الصداقة والصحبة، مع التأكيد على ضرورة حُسن الصحبة ومداراة الناس ومودّتهم.
والغرض من ذلك هو أن يتجنّب الإنسان في حياته الصديق الذي لا يمكن التزوّد منه للآخرة، والذي لا تنفع صحبته إلّا في الإقتراب من أهل الشرّ، والذي لا يمكن أن يتأثّر بالكلام والموعظة الحسنة وغير ذلك.
قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا﴾3.
وفي الحديث النبوي: "أحكم الناس من فرّ من الجهّال"4.
من هو الذي تُكره معاشرته
الضوابط العامة التي على أساسها ينبغي إجتناب الناس، وعدم اتخاذ الإنسان صديقاً يمكن إدراجها ضمن النقاط التالية:
أولاً: خمسة لا تصاحبهم
عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: قال أبي علي بن الحسين (عليه السلام): "يا بنيّ انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: يا أبَة من هم؟ عرّفنيهم قال:
"إيّاك ومصاحبة الكذّاب، فإنّه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب.
وإيّاك ومصاحبة الفاسق، فإنّه بايعك بأكلة أو أقلّ من ذلك.
وإيّاك ومصاحبة البخيل، فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه.
وإيّاك ومصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرُّك.
وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّ وجلّ في ثلاثة مواضع": قال الله عزّ وجلّ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ﴾5، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾6، وقال عزّ وجلّ:﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾7.
ثانياً: لا تصاحب من يزيّن المعصية
سُئل أمير المؤمنين عليه السلام: أيُّ صاحب أشرّ؟ قال: "المزيّن لك معصية الله"8.
ثالثاً: لا تصاحب من لا يفيدك في الدين
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "انظر إلى كلّ من لا يفيدك منفعةً في دينك فلا تعتدَّنَّ به، ولا ترغبنَّ في صحبته، فإنّ كلّ ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحلُّ وخيم عاقبته"9.
رابعاً: لا تصاحب من يميت القلب
قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "ثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال، والحديث مع النساء، ومجالسة الأغنياء"10.
خامساً: لا تجالس الأشرار
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "مجالسة الأشرار تورث الظنّ بالأخيار"11.
وقال عليه السلام: "مجالسة الأشرار تورث سوء الظنّ بالأخيار، ومجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار، ومجالسة الأبرار للفجّار تلحق الأبرار بالفجّار، فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه، فانظروا إلى خلطائه، فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين الله، وإن كانوا على غير دين الله فلا حظّ له من دين الله"، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤاخينَّ كافراً ولا يخالطنَّ فاجراً، ومن آخى كافرا أو خالط فاجراً كان كافراً فاجراً"12.
سادساً: لا تصاحب الفاجر
عن سفيان الثوريّ، عن الصادق عليه السلام قال: "لا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره، يا سفيان أمرني والدي بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بنيّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومَن يدخل مداخل السوء يتّهم، ومن لا يملك لسانه يندم..."13.
سابعاً: لا تصاحب الأحمق
عن الإمام الصادق عليه السلام، عن أبيه الباقر عليه السلام قال: "أردت سفراً فأوصى أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال في وصيّته: إيّاك يا بنيّ أن تصاحب الأحمق أو تخالطه، واهجره ولا تجادله (ولا تحادثه)، فإنّ الأحمق هجنة، غائباً كان أو حاضراً، إن تكلم فضحه حمقه، وإن سكت قصر به عيّه، وإن عمل أفسد، وإن استرعى أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه، ولا يطيع ناصحه، ولا يستريح مقارنه، تودُّ أمّه ثكلته، وامرأته أنّها فقدته، وجاره بعد داره، وجليسه الوحدة من مجالسته، إن كان أصغر مَن في المجلس أعيى من فوقه، وإن كان أكبرهم أفسد من دونه"14.
ثامناً: لا تصاحب الشرير
قال الإمام الجواد عليه السلام: "إيّاك ومصاحبة الشرّير، فإنّه كالسيف المسلول يحسن منظره، ويقبح أثره"15.
هذه الموازين والمقاييس وضعها لنا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام من أجل منفعتنا وتحذيرنا من مصاحبة هؤلاء النمط من البشر الذين يتّسمون بالأخلاق الذميمة والسحايا الرذيلة، والذين لن ينتفع الإنسان من صحبتهم ومصداقتهم، بل على العكس فإن ضررهم أكثر من نفعهم، وحتى لو لم نأخذ من سجاياهم وطباعهم فإنّ المجتمع سوف يحسبنا منهم من خلال صحبتهم، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل"16.
هناك الكثير من القضايا والمسائل التي تعيق مسيرة الحياة الإنسانية وتحرفها عن مسارها الطبيعي فتنقلب معها حياة البشر وتتحوّل عن الفطرة التي خلقهم الله تعالى عليها.
ففي النظام الطبيعي ينبغي أن تتوفّر الحياة على كل عناصر الوئام والمحبة والمودّة بين البشر، وأن تكون العلاقات فيما بينهم منتظمة كما هو نظام الكائنات في هذا الكون.
فلا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار، ولا من فلكٍ يقترب من فلك إلا ضمن المسار الذي لا يهدم النظام الكوني و... وإلّا لا ختلّ هذا النظام ولم يعد هناك مجال للحياة فيه.
وهكذا علاقات الناس ببعضهم البعض فإنها تقوم على نُظُم وقوانين ومن تعدّاها فقد عطّلها وهدم المسيرة البشرية، وهذا ما يفرض على المرء والفرد الصالح في الأمة أن يعمل له بحيث لا يفسح المجال أمام من يريد الخراب والدمار.
والإنسان مفطور على حبّ الخير وجلب السعادة لنفسه، وعلى العيش ضمن النظام الذي يحتاج فيه إلى العلاقة مع الآخرين، ولكنّ الفطرة قد تتلوّث، والمشاعر الإنسانية قد تتعطّل لدى البعض مما يجعلهم وحوشاً ضارية في المجتمع يعملون على الأذية، وتنغيص السعادة على الآخرين، وهدم العلاقات الإنسانية، والسعي إلى الخراب في المنظومة البشرية.
وقد حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذه النماذج وعن الهدف من وراء أفعالها القبيحة حيث قال صلى الله عليه وآله: "سيأتي على الناس زمان، تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم، طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربّهم، يكون دينهم رياءً، لا يخالطهم خوف، يعمّهم الله بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق، فلا يستجيب لهم"2.
ومن هنا وضعت الشريعة الإسلامية الضوابط التي ينبغي أن يتقيّد بها الإنسان في مجال الصداقة والصحبة، مع التأكيد على ضرورة حُسن الصحبة ومداراة الناس ومودّتهم.
والغرض من ذلك هو أن يتجنّب الإنسان في حياته الصديق الذي لا يمكن التزوّد منه للآخرة، والذي لا تنفع صحبته إلّا في الإقتراب من أهل الشرّ، والذي لا يمكن أن يتأثّر بالكلام والموعظة الحسنة وغير ذلك.
قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا﴾3.
وفي الحديث النبوي: "أحكم الناس من فرّ من الجهّال"4.
من هو الذي تُكره معاشرته
الضوابط العامة التي على أساسها ينبغي إجتناب الناس، وعدم اتخاذ الإنسان صديقاً يمكن إدراجها ضمن النقاط التالية:
أولاً: خمسة لا تصاحبهم
عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: قال أبي علي بن الحسين (عليه السلام): "يا بنيّ انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: يا أبَة من هم؟ عرّفنيهم قال:
"إيّاك ومصاحبة الكذّاب، فإنّه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب.
وإيّاك ومصاحبة الفاسق، فإنّه بايعك بأكلة أو أقلّ من ذلك.
وإيّاك ومصاحبة البخيل، فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه.
وإيّاك ومصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرُّك.
وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّ وجلّ في ثلاثة مواضع": قال الله عزّ وجلّ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ﴾5، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾6، وقال عزّ وجلّ:﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾7.
ثانياً: لا تصاحب من يزيّن المعصية
سُئل أمير المؤمنين عليه السلام: أيُّ صاحب أشرّ؟ قال: "المزيّن لك معصية الله"8.
ثالثاً: لا تصاحب من لا يفيدك في الدين
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "انظر إلى كلّ من لا يفيدك منفعةً في دينك فلا تعتدَّنَّ به، ولا ترغبنَّ في صحبته، فإنّ كلّ ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحلُّ وخيم عاقبته"9.
رابعاً: لا تصاحب من يميت القلب
قال الإمام الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "ثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال، والحديث مع النساء، ومجالسة الأغنياء"10.
خامساً: لا تجالس الأشرار
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "مجالسة الأشرار تورث الظنّ بالأخيار"11.
وقال عليه السلام: "مجالسة الأشرار تورث سوء الظنّ بالأخيار، ومجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار، ومجالسة الأبرار للفجّار تلحق الأبرار بالفجّار، فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه، فانظروا إلى خلطائه، فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين الله، وإن كانوا على غير دين الله فلا حظّ له من دين الله"، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤاخينَّ كافراً ولا يخالطنَّ فاجراً، ومن آخى كافرا أو خالط فاجراً كان كافراً فاجراً"12.
سادساً: لا تصاحب الفاجر
عن سفيان الثوريّ، عن الصادق عليه السلام قال: "لا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره، يا سفيان أمرني والدي بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بنيّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومَن يدخل مداخل السوء يتّهم، ومن لا يملك لسانه يندم..."13.
سابعاً: لا تصاحب الأحمق
عن الإمام الصادق عليه السلام، عن أبيه الباقر عليه السلام قال: "أردت سفراً فأوصى أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال في وصيّته: إيّاك يا بنيّ أن تصاحب الأحمق أو تخالطه، واهجره ولا تجادله (ولا تحادثه)، فإنّ الأحمق هجنة، غائباً كان أو حاضراً، إن تكلم فضحه حمقه، وإن سكت قصر به عيّه، وإن عمل أفسد، وإن استرعى أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه، ولا يطيع ناصحه، ولا يستريح مقارنه، تودُّ أمّه ثكلته، وامرأته أنّها فقدته، وجاره بعد داره، وجليسه الوحدة من مجالسته، إن كان أصغر مَن في المجلس أعيى من فوقه، وإن كان أكبرهم أفسد من دونه"14.
ثامناً: لا تصاحب الشرير
قال الإمام الجواد عليه السلام: "إيّاك ومصاحبة الشرّير، فإنّه كالسيف المسلول يحسن منظره، ويقبح أثره"15.
هذه الموازين والمقاييس وضعها لنا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام من أجل منفعتنا وتحذيرنا من مصاحبة هؤلاء النمط من البشر الذين يتّسمون بالأخلاق الذميمة والسحايا الرذيلة، والذين لن ينتفع الإنسان من صحبتهم ومصداقتهم، بل على العكس فإن ضررهم أكثر من نفعهم، وحتى لو لم نأخذ من سجاياهم وطباعهم فإنّ المجتمع سوف يحسبنا منهم من خلال صحبتهم، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل"16.
والحمد لله ربّ العالمين
تعليق