بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
روي عن النبي صلى الله عليه واله انه قال (لا يدخل الجنه من كان في قلبه ذره من الحسد )الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
واقعا ان هذا القول من النبي صلى الله عليه واله يجعل الانسان التواق الى رضى الله سبحانه وتعالى خائفا وجلا ,
لإنّ هذه الصفة الرذيلة كسائر الصفات الأخلاقية الذميمة الاُخرى تارة تكون صريحة واُخرى خفية، ولهذا لابدّ من تتبّع كلمات علماء الأخلاق وعلماء النفس في استعراضهم لحالات الحسد وعلاماته ، فلابدّ من معرفة الحسد ووجوده في مراحله الأوّلية قبل أن يتجذّر في باطن الإنسان وتستحكم دعائمه ويصعب علاجه حينئذ.
ومن جملة العلائم الّتي ذُكرت للحسد اُمور :
1 ـ أنّ الحاسد يحزن ويتألم عندما يسمع بنعمة تصيب الآخر حتّى لو لم تظهر آثار الحزن على محياه.
2 ـ أحياناً يتجاوز هذه المرحلة وينطلق لسانه بالتعرض للطرف الآخر بذكر معايبه وانتقاده من موقع التنقيص والتسقيط.
3 ـ وأحياناً يتجاوز هذه المرحلة أيضاً ويتحرّك في تعامله مع الآخر من موقع الخصومة والعداوة.
4 ـ وأحياناً يكتفي هذا الشخص بإظهار عدم اهتمامه للطرف الآخر أو يقطع رابطته وعلاقته معه ويسعى إلى اجتنابه وعدم رؤيته وأن لا يسمع شيئاً عنه، فلو اتفق وأن دار الحديث عنه سعى لتغيير موضوع الحديث وقطع على القائل مقولته، وإذا اُجبر يوماً على التحدّث عنه بأمر من الاُمور فإنه يسعى لإخفاء صفاته البارزة ونقاط قوّته أو اكتفى بالسكوت.
وكلّ واحدة من هذه الاُمور تدلّ على وجود حالة الحسد الخبيثة.
وفي الأحاديث الشريفة الواردة، من مصادر أهل بيت العصمة والطهارة اشارات واضحة على هذا المعنى، ومن ذلك ما ورد في كلام أميرالمؤمنين (عليه السلام) قوله «يَكْفِيكَ مِنَ الْحَاسِدِ اَنَّهُ يَغْتَمُّ فِي وَقْتِ سُرُورِكَ (
اجارنا الله واياكم من هذا الخلق الذميم
عمار النصرالله
تعليق