بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الشماتة
وهو إظهار أن ما حدث بغيره من البلية والمصيبة إنما هو من سوء فعله واساءته، والغالب صدوره عن العداوة أو الحسد. وعلامته أن يكون مع فرح ومسرة، وربما صدر عن رداءة القوة الشهوية، بأن يهتز به ويميل إليه، مع جهله بمواقع القضاء والقدر، وإن لم يكن معه حقد وحسد. والتجربة والأخبار شاهدان على أن كل من شمت بمسلم في مصيبة لم يخرج من الدنيا حتى يبتلى بمثلها ويشمت به غيره فيها. قال الصادق (ع): " لا تبدي الشماته لأخيك، فيرحمه الله ويحلها بك ". وقال (ع): " من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن "[1] على أن كل بلية ومصيبة ترد على مسلم يمكن أن تكون كفارة لذنوبه أو باعثاً لرفع درجاته واعلاء مرتبته في دار الآخرة.
والدليل على ذلك: أن أعظم البلايا والمصائب موكلة بالأنبياء، ثم بالأولياء، ثم بالأمثل فالأمثل في درجات الاعتلاء. ولا ريب في أن ورود المصائب والمحن عليهم ليس من سوء فعلهم وإساءتهم. فينبغي لكل عاقل أن يتأمل (أولا) أن الشماتة بمسلم بمصيبة لا ينفك في الدنيا من ابتلائه بمثلها، (وثانياً) أنها ايذاء لأخيه المسلم، فلا ينفك عن العذاب في الآخرة (ثالثاً) ان نزول هذه المصيبة به لا يدل على سوء حاله عند الله، بل الأرجح دلالته على حسن حاله وتقربه عند الله سبحانه. فليحافظ على نفسه عن ابداء الشماتة لأحد من المسلمين، ويخوف من يراه من الشامتين عن عقوبة العاجل وعذاب الآجل.
------------------
[1] صححنا الحديثين على (أصول الكافي): باب الشماتة.
تعليق