بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
ولا توجـد ساعـة ألذ وأحلى عند اولئك المهتدين من ساعة يختلون فيها مع ربهـم فيدعونه ويناجونه ويتضرعون اليه بقلوب صهرها حب المعشوق السرمدي فازدادت تعلقا به - سبحانه - .
ولاشك ان ليس هناك مثل النبي ( صلى الله عليه وآله ) والائمة المعصومين (عليهم السلام) في دعائهم ومناجاتهم وانصرافهم الى ربهم ، وانشغالهم عن الدنيا الا عن ما أحل لهم الله - تعالى - من طيباتها واقتضته ضرورة الحياة ، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يصلي ليله ونهاره ، وانها لاكبر متعة واجمل لحظات عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) والائمة (عليهم السلام) عندما يختلون بربهم الكريم يناجونه ويدعونه بقلوب ملؤها الخشوع ، وعيون تنساب منها الدموع ، وحناجر يزفر منها الانين ، وجوارح يهزها الحب والحنين .
وقد كانت الزهراء (عليها السلام) اذا وقفت ساعة الصلاة طال وقوفها حتى تتورم قدماها وكذلك ولداها الحسن والحسين (عليهما السلام) ؛ فاما المجتبى فقد كان اذا نهض وتهيـأ للصـلاة اصفر وجهه وارتعدت فرائصه حتى يكاد ينكره من عرفه من اصحابه .
ولو تعرضنا لحياة الامام زيـن العابديـن ( عليه السلام ) فيكفي ما أطلق عليه من الكنى والالقاب دليلا وشاهدا على عظيم عبادته ؛ فهو زين العابدين وسيد الساجدين
حتى غدت عبادته وانشداده الى اللـه - سبحانه وتعالى - مثلا في العالمين .
وهكذا فانك - ايها الانسان - لم تخلق لكي تأكل فتشبع ، وتشرب لترتوي ، ولا لتنام وتشبع غرائزك الحيوانية ، بل خلقت لتكون خليل الله وكليمه ولتكون كما قال الله - تعالى - في حديث قدسي : " عبدي اطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون " .
تعليق