(ج) روى الحافظ رجب البرسي، قال:
ومن ذلك ما رواه ابن عبّاس قال: لمّا نزلت هذه الآية: (وكُلَّ شيء أحصيناه في امام مُبين)، قام رجلان فقالا: يا رسول الله، أهي التوراة؟ قال: لا، قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن؟ قال: لا.
فأقبل أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال: هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كلّ شيء، وإنّ السّعيد كلّ السّعيد مَن أحب عليّاً على حياته وبعد وفاته،، والشّقيّ كلّ الشّقيّ مَن أبغَضَ هذا في حياته وبعد وفاته(43).
(د) روى العلامة أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري(رحمه الله) بإسناده عن أبي الحمراء، خادم رسول الله(صلى الله عليه وآله) فجَلست إليه، فلمّا سمع حديثي استوى جالساً، فقال: مه، فقلت: حدِّثني رحمك الله بما رأيت من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وصنعه بعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فإنّ الله سائلك عنه.
فقال: على الخبير سقطت.. إلى أن قال: فقلت: رحمك الله زدني، قال: نعم، خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم عَرَفة وهو آخذٌ بيد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فقال: يا مَعاشر الخلائق إنّ الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة، ثمّ التفت إلى عليّ(عليه السلام) وقال له: وغَفَر لك يا عليّ خاصّة، وقال: يا عليّ اُدنُ منّي فدَنا منه فقال: إنّ السّعيد كلّ السّعيد مَن أحبَّك وأطاعَك، وإن الشّقيّ كلّ الشقيّ مَن عاداكَ ونَصَبَ لك الحرب وأبغضك يا عليّ كذب مَن زعم أنـّه يحبَّني ويبغضَك، يا عليّ مَن حاربك فقد حاربني، ومَن حاربني فقد حارب الله عزّ وجلّ، يا عليّ مَن أبغضَك فقد أبغضني ومَن أبغضني فقد أبغضَ الله، وأتعَسَ الله جدّه وأدخَله نار جهنّم(44).
تعليق