«تَمَسَّكوا بأهل بيتي بعدي والأئمة من ذُرِّيَّتي»
(9) روى العلامة الخزّاز القمّي الرازي(رحمه الله) بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:
صَلّى بنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) الصَلاة الأولى، ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابي إنّ مَثَل أهل بيتي فيكم سفينة نوح وباب حطة في بني اسرائيل، فتَمَسَّكوا بأهل بَيتي بعدي والأئمة الراشدين من ذرّيّتي، فإنّكم لَن تَضِلّوا أبداً.
فقيل: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟
فقال: اثنا عشر من أهل بيتي، أو قال: من عترتي(14).
(10) وروى أيضاً بإسناده عن أبي هريرة قال: قلت لرسول الله(صلى الله عليه وآله): لكلّ نبيّ وصيّ وسبطان، فمن وصيّك وسبطاك؟ فَسَكتَ ولم يردّ عليّ الجواب، فانصَرَفتُ حَزيناً فلمّا حان الظّهر قال: ادنُ يا أبا هريرة، فجعلت أدنوا وأقول: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله.
ثم قال: إنّ الله بعث أربَعَة آلاف نبيّ، وكان لهم أربعة آلاف وصيّ وثمانية آلاف سبط، فوَ الذي نفسي بيده لأنا خيرُ النبيّين ووَصِييّ خيرُ الوَصيّين وإنّ سبطيّ خير الأسباط، ثم قال(عليه السلام): سبطاي خير الأسباط الحسن والحسين سبطا هذه الأمة، وإنّ الأسباط كانوا من وُلد يعقوب وكانوا اثنى عشر رجلا، وإنّ الائمة بعدي اثنا عشر رجلا من أهل بيتي عليٌّ أوّلهم وأوسطهم محمّد وآخرهم محمّد، ومهديّ هذه الأمّة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ألا إنّ مَن تَمَسَّكَ بهم بعدي فقد تَمَسَّكَ بحبل الله ومَن تَخَلّى منهم فقد تَخَلّى من حَبلِ الله(15).
(12) وروى الخزّاز القمّي الرازي بإسناده من طريق العامة عن عمر بن عثمان بن عفان، قال: قال لي أبي: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول:
الأئمة(عليهم السلام) بعدي اثنا عشر، تسعة من صُلب الحسين، ومِنّا مهديّ هذه الأمة، مَن تَمَسَّك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله، ومَن تخلّى منهم فقد تخلّى من الله(16).
(13) وروى الخزّاز القمي(رحمه الله) في «كفاية الاثر»(17) بإسناده من طريق العامة عن زيد بن ثابت قال:
مرض الحسن والحسين(عليهما السلام) فعادهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأخذهما وقبّلَهُما ثمّ رفع يده إلى السماء فقال: «اللّهمّ ربّ السماوات السبع وما أظلَّت ورَبّ الرياح وما ذرت، اللّهمّ ربّ كلّ شيء، أنت الأوّل فلا شيء قبلك وأنت الباطن فلا شيء دونك، وربّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، واله ابراهيم وإسحاق ويعقوب، أسألك أن تمُنّ عليهما بعافيتك وتجعلهما تحت كنفك وحرزك، وأن تصرف عنهما السوء والمحذور برحمتك».
ثمّ وضع يده على كتف الحسن فقال: أنت الإمام ابن وليّ الله، ووضع يده على صلب الحسين فقال: أنت الإمام أبو الأئمة تسعة من صُلبك، أئمةٌ أبرار و التّاسع قائمهم، مَن تَمسَّك بهم وبالأئمة من ذرّيتكم كان معنا يوم القيامة، وكان معنا في الجنة في درجاتنا.
قال: فبرءا من علّتهما بدعاء رسول الله(صلى الله عليه وآله).
تعليق