(التاسع) «حديث ثابت البناني عن أنَس»
* روى الحاكم أبو عبدالله النيشابوري المتوفي سنة 405 هـ في «المستدرك»(17) باسناده عن ثابت البناني :
اَن أنس بن مالك رضي الله عنه كان شاكياً فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا علياً رضي الله عنه ، فتنقصه محمد بن الحجاج فقال أنس : من هذا اقعدوني ، فاقعدوه ، فقال : يا ابن الحجاج اَلا اراك تنقص علي بن ابي طالب ، والذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) بالحَقّ ، لقد كنت خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين يديه ، وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) غلامٌ من أبناء الأنصار فكان ذلك اليوم يومي فجاءت اُمّ ايمن مَولاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطير ، فوضَعته بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا اُمّ ايمن ، ما هذا الطائر ؟
قالت : هذا الطائر أصبَتهُ فصَنَعتُه لك ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اَللّهُم جئني باحبِ خَلقكَ اِليكَ والي يأكل معي من هذا الطائر ، وضُرِبَ الباب ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا أنس انظر مَن على الباب ، قلت : اللّهُم اجعَلهُ رجُلا من الانصار ، فذهبتُ فاذا علي بالباب ، قلت : اِن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة ، فجئتُ حتى قمتُ مقامي ، فلم اَلبث اَنْ ضُرِبَ الباب فقال : يا أنس انظر من على الباب ، فقلتُ : اللهُم اجعَلهُ رجُلا من الانصار ، فذهبتُ فاذا علي بالباب ، قلت : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة، فجئتُ حتى قُمتُ مقامي فلم ألبثت اَن ضُرِبَ الباب ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا أنَس اذهب فادخله ، فلَستُ بأوّل رجل أحب قومه ، ليسَ هو من الانصار ، فذهبت فأدخلته ، فقال : يا أنَس قرِّب الي الطير ، قال : فوضعتُه بين يدَي رسول الله (صلى الله عليه وآله)فأكلا جميعاً ، قال محمد بن الحجاج : يا أنَس كان هذا بمحضر منك ؟ قال : نعم ، قال : اُعطي بالله عَهداً ان لا انتقص علياً بعد مقامي هذا ، ولا أعلمُ أحداً ينتَقصُه اِلا اشنت له وجهه(18).
تعليق