وأما التاسعة: فنحن أهل الذكر الذين قال اللّه عزّ وجل: «فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون» فنحن اهل الذكر فاسألونا ان كنتم لاتعلمون.
فقالت العلماء: انما عنى الله بذلك اليهود والنصارى!
فقال ابو الحسن(عليه السلام): سُبحان الله وهل يجوز ذلك؟ اذاً يدعونا الى دينهم ويقولون: انه أفضل من دين الاسلام.
فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن؟
فقال أبو الحسن(عليه السلام): نعم، الذكر رسول الله ونحن أهله، وذلك بيِّنٌ في كتاب عزّ وجلّ حيث يقول في سورة الطلاق: (فأتقوا الله يا أولي الالباب الذين آمنوا قد أنزلَ الله اليكم ذكراً رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات) فالذكر رسول الله(صلى الله عليه وآله)ونحن أهله، فهذه التاسعة.
وأما العاشرة: فقول الله عزّ وجلّ في آية التحريم: (حُرِّمت عليكم أمّهاتكم وبناتكم وأخواتكم) الآية فاخبروني هلْ تَصلُح ابنتي وابنة ابني وما تناسل من صُلبي لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ان يتزوجها لو كان حيّاً؟
قالوا: لا
قال: فأخبروني هَلْ كانت ابنة احدكم تصلُح له ان يتزوجها لو كان حياً؟
قالوا: نعم.
قال: ففي هذا بيان لاني أنا من آله ولَستُم من آله، ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لاني من آله وأنتم من أمته، فهذا فرقٌ بين الآل والامة، لان الآل منه والامّة اذا لم تكن من الآل فليست منه، فهذه العاشرة.
وأما الحادية عشرة: فقول الله عزّ وجلّ في سورة المؤمن حكايةٌ عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: (وقال رجلٌ مؤمنٌ من آل فرعون يكتم ايمانه اتقتُلون رجُلا أنْ يقول ربي الله وقد جائكم بالبينات من ربكم) الى تمام الآية فكان ابن خال فرعون فنَسَبَهُ الى فرعون بنَسَبهِ ولم يضفه اليه بدينه، وكذلك خُصِصْنا نحن اذ كُنا من آل رسول الله(صلى الله عليه وآله) بولادتنا منه وعممنا الناس بالدين، فهذا فرقٌ بين الآل والامة، فهذه الحادية عشرة.
وأما الثانية عشرة: فقوله عزّ وجلّ: (وامُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)فخصّنا الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية اذ امرنا مع الامة باقامة الصلاة ثم خُصِصْنا من دون الامة، فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يجيء الى باب علي وفاطمة(عليهما السلام) بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول: الصلاة رحمكم الله، وما اكرم الله أحداً من ذراري الانبياء بمثل هذه الكرامة التي اكرمنا بها وخُصِصْنا من دون جميع أهل بيتهم.
فقال المأمون والعلماء: جَزاكم الله أهل بيت نبيّكم عن هذه الامة خيراً فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا الا عندكم(1).
تعليق