العتبتان المقدستان تحيي ذكرى
شهادة السيدة رقية ( عليها السلام ) ..
السلام عليكِ يا ابنة الحسين الشهيد الذبيح العطشان
المرمّل بالدماء ، السلام عليك يا مهضومة ،
السلام عليك يا مظلومة ،
السلام عليك يا محزونة.
لواقعة الطف فصول مؤلمة ،
ومن تلكم الفصول سبي عيال الإمام الحسين
( عليه السلام ) وأهل بيته ،
ومن أحداث السبي المؤلمة هي حادثة شهادة السيدة
رقية بنت الإمام الحسين ( عليهما السلام )
والتي تصادف ذكراها اليوم الإثنين 5صفر 1435هـ الموافق
9كانون الأول 2013م .
وإحياءً لهذه الواقعة التي تُدمي القلب وتقرح الجفون شهدت
العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية بعد ظهر اليوم
وكعادتهما في إحياء مناسبات أهل البيت ( عليهم السلام ) ،
خروج خَدَمَتهما بموكب عزائي موحّد كانت انطلاقته من صحن
عمِّها وساقي عيال الإمام الحسين ( عليه السلام )
أبي الفضل العباس ( سلام الله عليه ) باتجاه صحن
والد صاحبة الذكرى - وهو المُعزّى بهذه المناسبة المؤلمة -
أبي عبدالله الحسين ( عليه السلام ) ،
ليعقد هناك مجلس عزاء جمع خدمة العتبتين المقدستين ،
والذي ابتدأ بقراءة آيات من الذكر الحكيم وزيارة الإمام الحسين
( عليه السلام ) وأنشودة نداء العقيدة وليختتم بقصيدة مرثية حسينية ، وخلال مسيرة الموكب صدحت الحناجر وضُربت الصدور
حزناً وألماً لهذه الذكرى والمصاب الجلل .
من جهة أخرى شهدت العتبتان المقدستان دخولاً لمواكب
العزاء الكربلائية ( اللطم والتشابيه ) وفي مشاهد أعادت للأذهان
ذكرى هذه الفاجعة وما جرى على سيدتنا رقية في خربة
الشام واستشهادها ( سلام الله عليها ) على رأس والدها المقطوع والمضمّخ بالدماء الإمام الحسين ( عليه السلام )
وسط تفاعل الزائرين والوافدين لزيارة المرقدين الطاهرين .
والسيدة رقية بنت الإمام الحسين ( عليهما السلام ) ولدت ما بين
سنة 57_58 هجرية وعمرها الشريف ما بين ثلاث الى أربع
سنوات وأمها الرَّباب بنت أمرؤ القيس ،
وقصة استشهادها هي:
في ليلة الخامس من صفر 61هـ ،
وعندما أدخلوا أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
في بلاد الشام وأخذوهم كالسبايا وأنزلوهم في خربة الشام ،
وفي إحدى الليالي قامت السيدة رقية ( عليها السلام )
فزعةً من نومها وقالت : أين أبي الحسين ( عليه السلام ) ؟
فإني رأيته في المنام مضطرباً شديداً ،
فلمّا سمعت النساء ذلك بكين وبكى معهن سائر الأطفال ،
فانتبه يزيد( لعنه الله ) من نومه وقال : ما الخبر ؟
ففحصوا عن الواقعة وقصوها عليه ،
فأمر اللعين أن يُرسلوا رأس أبيها اليها ،
فأتوا بالرأس الشريف ووضعوه في طشت وهو مغطى بمنديل
ووضعوه في حجرها فلما كشفت الغطاء فقالت : ما هذا الرأس ؟
قالوا لها : إنه رأس أبيك فرفعته من الطشت وهي تحضنه
وتقول : يا أبتاه من الذي خضبك بدمائك ؟
يا أبتاه من الذي قطع وريدك ؟
يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني ؟
يا أبتاه من الذي بقي بعدك نرجوه ؟
يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر ؟ ..
ثم وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غُشي عليها، وهنا قال الإمام السجاد ( عليه السلام )
لعمته زينب ( عليها السلام ) : يا عمة ارفعي رقية عن رأس
أبي فقد فارقت الحياة ،
فعلا البكاءُ والنحيب بين النساء والأطفال وكل
من كان حاضراً في الخربة ،
ولما أحضروا لها مغسِّلة تغسِّلها جرّدتها
من ثيابها فقالت : لا أغسِّلها !!
فقالت السيدة زينب ( عليها السلام ) ولما لا تغسليها ؟ !!
قالت : أخشى أن يكون بها مرض فإني أرى أضلاعها زرقاً ...
فقالت زينب ( عليها السلام ) : والله ليس بها مرض ولكن هذا
من ضرب سياط أهل الكوفة ،
وقد دفنت ( عليها السلام ) في المكان الذي استشهدت
فيه وكانت أول هاشمية تقتل بعد الحسين ( عليه السلام ) .
لمزيد من التفاصيل عن الموضوع
اضغط هنا
تعليق