بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
نص الحديث :
من أقوال الإمام علي عليه السلام :
يَوْمُ الْمَظْلُومِ : عَلَى الظَّالِمِ .
أَشدُّ : مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ ، عَلَى الْمَظْلُومِ.
شرح الحديث :
إن يوم المظلوم : يوم جزاء الله وعقابه للظالم ، وهو يوم طويل ، سواء عند الموت ، وفي البرزخ ، أو يوم القيامة ، وفي النار .
وإن الله سبحانه لا يدع : حق لمظلوم ، إلا وأخذه له من الظالم ، وإن عذاب الله شديد وعقابه أليم ، وأخذه أخذ عزيز مقتدر .
وإن الظالم : مهما طالت أيامه في الدنيا ، فهي زائلة فانية ، والآخرة باقية دائمة .
وجاء في هذا المعنى : كثير من الآيات والروايات تحذر الظالمين ، وتصبر المظلومين ، وأنه كل شيء في عين الله وهو المحاسب والمثيب والمعاقب .
طبعا والظلم أنواع كثيرة : وهو كل غصب لحق من الحقوق ، سواء لحق الله وهو التمتع بنعمه وعدم شكره ولا الإيمان به وعدم إقامة عبوديته ، أو ظلم الإنسان نفسه وعدم أعطاء حقوق روحه مما تحتاج من الآداب والأخلاق والعبودية لله والتمتع بمناجاته ودعاءه بل هناك حقوق للبدن كثيرة .
أو حقوق العباد : وما أدراك ما حقوق العباد ، وسلبها يكون سواء بقتل أو فساد وجور وطغيان على الآخرين ، أو غيبة أو نميمة أو كتم شهادة أو غيرها مما يلحق الضرر بالآخرين ـ أو سلب حريتهم وراحتهم وأمنهم أو أمانهم ، أو الانتقاص منهم والسخرية بهم وغيرها الكثير ، وخير ما يبين ما ذكرنا هو ما :
قال الإمام الباقر عليه السلام :
الظلم ثلاثة : ظلم يغفره الله ، و ظلم لا يغفره الله ، و ظلم لا يدعه الله .
فأما الظلم : الذي لا يغفره ، فالشرك .
و أما الظلم : الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين الله .
و أما الظلم : الذي لا يدعه ، فالمداينة بين العباد .
فإذن يا طيب : الظالم لغيره مؤأخذ بقدرة الله ، ويؤيده .
ما قال الإمام الصادق عليه السلام : في قول الله عز و جل :
{ إن ربك لبالمرصاد } .
قال : قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة .
و عن شيخ من النخع قال قلت لأبي جعفر عليه السلام : إني لم أزل واليا منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا ، فهل لي من توبة ؟ قال : فسكت ، ثم أعدت عليه .
فقال : لا ، حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه .
وقال الإمام الصادق عليه السلام :
ما من مظلمة أشد : من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا الله عز و جل .
فإن أخذ الله شديد : ولذا قال الإمام أبو جعفر الباقر محمد بن علي :
لما حضر علي بن الحسين عليه السلام : الوفاة ، ضمني إلى صدره ، ثم قال :
يا بني أوصيك : بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة ، و بما ذكر أن أباه أوصاه به ، قال :
يا بني : إياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله .
و قال أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم :
من خاف القصاص كف عن ظلم الناس .
وقال الإمام الصادق عليه السالم :
من أصبح : لا ينوي ظلم أحد ، غفر الله له ما أذنب ذلك اليوم .
ما لم : يسفك دما ، أو يأكل مال يتيم حراما .
و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من أصبح : لا يهم بظلم أحد ، غفر الله ما اجترم .
وقال الإمام الصادق عليه السلام :
من ظلم مظلمة : أخذ بها في نفسه ، أو في ماله ، أو في ولده .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
اتقوا الظلم : فإنه ظلمات يوم القيامة .
الكافي ج2ص331ح1 ح2ح3ح4ح5ح6ح7ح8ح9ح10 .
وقال الله سبحانه وتعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء
إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ
وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) } التوبة .
وقال الله سبحانه :
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42)
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43) } إبراهيم .
وقال عز وجل :
{ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)
وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41)
إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ
وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) } الشورى .وقال الإمام الباقر عليه السلام : خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك و تعالى :
دعوة : الإمام المقسط .
و دعوة : المظلوم ، يقول الله عز و جل لأنتقمن لك و لو بعد حين .
و دعوة : الولد الصالح لوالديه .
و دعوة : الوالد الصالح لولده .
و دعوة : المؤمن لأخيه بظهر الغيب ، فيقول : و لك مثله .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
إياكم و دعوة المظلوم : فإنها ترفع فوق السحاب ، حتى ينظر الله عز و جل إليها .
فيقول : ارفعوها حتى أستجيب له و إياكم .
و دعوة الوالد : فإنها أحد من السيف .
الكافي ج2ص509ح2ح3ح.
وفي الحديث القدسي :
يا موسى : انظر إلى الأرض ، فإنها عن قريب قبرك .
و ارفع عينيك إلى السماء : فإن فوقك فيها ملكا عظيما .
و ابك على نفسك : ما دمت في الدنيا ، و تخوف العطب و المهالك ، و لا تغرنك زينة الدنيا و زهرتها .
و لا ترض بالظلم : و لا تكن ظالما .
فإني للظالم رصيد : حتى أديل منه المظلوم .
الكافي ج8ص47 .
وقال الإمام علي عليه السلام :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * فالظلم مرتعه يقضي إلى الندم
فاحذر بني من المظلوم دعوته * كيلا يصبك سهام الليل في الظلم
تنام عينك و المظلوم منتبه * يدعو عليك و عين الله لم تنم
تعليق