اختلاف الأقوال في ابتداء خلق البشر
و اعلم أن الناس اختلفوا في ابتداء خلق البشر كيف كان فذهب أهل الملل من المسلمين و اليهود و النصارى إلى أن مبدأ البشر هو آدم الأب الأول ع و أكثر ما في القرآن العزيز من قصة آدم مطابق لما في التوراة . و ذهب طوائف من الناس إلى غير ذلك أما الفلاسفة فإنهم زعموا أنه لا أول لنوع البشر و لا لغيرهم من الأنواع . و أما الهند فمن كان منهم على رأي الفلاسفة فقوله ما ذكرناه و من لم يكن منهم
[ 104 ]
على رأي الفلاسفة و يقول بحدوث الأجسام لا يثبت آدم و يقول إن الله تعالى خلق الأفلاك و خلق فيها طباعا محركة لها بذاتها فلما تحركت و حشوها أجسام لاستحالة الخلاء كانت تلك الأجسام على طبيعة واحدة فاختلفت طباؤعها بالحركة الفلكية فكان القريب من الفلك المتحرك أسخن و ألطف و البعيد أبرد و أكثف ثم اختلطت العناصر و تكونت منها المركبات و منها تكون نوع البشر كما يتكون الدود في الفاكهة و اللحم و البق في البطائح و المواضع العفنة ثم تكون بعض البشر من بعض بالتوالد و صار ذلك قانونا مستمرا و نسي التخليق الأول الذي كان بالتولد و من الممكن أن يكون بعض البشر في بعض الأراضي القاصية مخلوقا بالتولد و إنما انقطع التولد لأن الطبيعة إذا وجدت للتكون طريقا استغنت به عن طريق ثان . و أما المجوس فلا يعرفون آدم و لا نوحا و لا ساما و لا حاما و لا يافث و أول متكون عندهم من البشر البشري المسمى كيومرث و لقبه كوشاه أي ملك الجبل لأن كو هو الجبل بالفهلوية و كان هذا البشر في الجبال و منهم من يسميه كلشاه أي ملك الطين و كل اسم الطين لأنه لم يكن حينئذ بشر ليملكهم . و قيل تفسير كيومرث حي ناطق ميت قالوا و كان قد رزق من الحسن ما لا يقع عليه بصر حيوان إلا و بهت و أغمي عليه و يزعمون أن مبدأ تكونه و حدوثه أن يزدان و هو الصانع الأول عندهم أفكر في أمر أهرمن و هو الشيطان عندهم فكرة أوجبت أن عرق جبينه فمسح العرق و رمى به فصار منه كيومرث و لهم خبط طويل في كيفية تكون أهرمن من فكرة يزدان أو من إعجابه بنفسه أو من توحشه و بينهم خلاف في قدم أهرمن و حدوثه لا يليق شرحه بهذا الموضع
و اعلم أن الناس اختلفوا في ابتداء خلق البشر كيف كان فذهب أهل الملل من المسلمين و اليهود و النصارى إلى أن مبدأ البشر هو آدم الأب الأول ع و أكثر ما في القرآن العزيز من قصة آدم مطابق لما في التوراة . و ذهب طوائف من الناس إلى غير ذلك أما الفلاسفة فإنهم زعموا أنه لا أول لنوع البشر و لا لغيرهم من الأنواع . و أما الهند فمن كان منهم على رأي الفلاسفة فقوله ما ذكرناه و من لم يكن منهم
[ 104 ]
على رأي الفلاسفة و يقول بحدوث الأجسام لا يثبت آدم و يقول إن الله تعالى خلق الأفلاك و خلق فيها طباعا محركة لها بذاتها فلما تحركت و حشوها أجسام لاستحالة الخلاء كانت تلك الأجسام على طبيعة واحدة فاختلفت طباؤعها بالحركة الفلكية فكان القريب من الفلك المتحرك أسخن و ألطف و البعيد أبرد و أكثف ثم اختلطت العناصر و تكونت منها المركبات و منها تكون نوع البشر كما يتكون الدود في الفاكهة و اللحم و البق في البطائح و المواضع العفنة ثم تكون بعض البشر من بعض بالتوالد و صار ذلك قانونا مستمرا و نسي التخليق الأول الذي كان بالتولد و من الممكن أن يكون بعض البشر في بعض الأراضي القاصية مخلوقا بالتولد و إنما انقطع التولد لأن الطبيعة إذا وجدت للتكون طريقا استغنت به عن طريق ثان . و أما المجوس فلا يعرفون آدم و لا نوحا و لا ساما و لا حاما و لا يافث و أول متكون عندهم من البشر البشري المسمى كيومرث و لقبه كوشاه أي ملك الجبل لأن كو هو الجبل بالفهلوية و كان هذا البشر في الجبال و منهم من يسميه كلشاه أي ملك الطين و كل اسم الطين لأنه لم يكن حينئذ بشر ليملكهم . و قيل تفسير كيومرث حي ناطق ميت قالوا و كان قد رزق من الحسن ما لا يقع عليه بصر حيوان إلا و بهت و أغمي عليه و يزعمون أن مبدأ تكونه و حدوثه أن يزدان و هو الصانع الأول عندهم أفكر في أمر أهرمن و هو الشيطان عندهم فكرة أوجبت أن عرق جبينه فمسح العرق و رمى به فصار منه كيومرث و لهم خبط طويل في كيفية تكون أهرمن من فكرة يزدان أو من إعجابه بنفسه أو من توحشه و بينهم خلاف في قدم أهرمن و حدوثه لا يليق شرحه بهذا الموضع
تعليق