[ 132 ]
كان أكرمها و ابن أكرمها إلا ما جعل الله لنبيه ص فإنه انتجبه و أكرمه و لو أن أبا سفيان ولد الناس كلهم لكانوا حلماء . فقال له صعصعة بن صوحان كذبت قد ولدهم خير من أبي سفيان من خلقه الله بيده و نفخ فيه من روحه و أمر الملائكة فسجدوا له فكان فيهم البر و الفاجر و الكيس و الأحمق . قال و من المجالس التي دارت بينهم أن معاوية قال لهم أيها القوم ردوا خيرا أو اسكتوا و تفكروا و انظروا فيما ينفعكم و المسلمين فاطلبوه و أطيعوني . فقال له صعصعة لست بأهل ذلك و لا كرامة لك أن تطاع في معصية الله . فقال إن أول كلام ابتدأت به أن أمرتكم بتقوى الله و طاعة رسوله و أن تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا . فقالوا بل أمرت بالفرقة و خلاف ما جاء به النبي ص . فقال إن كنت فعلت فإني الآن أتوب و آمركم بتقوى الله و طاعته و لزوم الجماعة و أن توقروا أئمتكم و تطيعوهم . فقال صعصعة إن كنت تبت فإنا نأمرك أن تعتزل عملك فإن في المسلمين من هو أحق به منك ممن كان أبوه أحسن أثرا في الإسلام من أبيك و هو أحسن قدما في الإسلام منك . فقال معاوية إن لي في الإسلام لقدما و إن كان غيري أحسن قدما مني لكنه
تعليق