بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((اللّهم طهّر قلبي من النفاق))..
وردت هذه الفقرة في دعاء السحر من ليالي شهر رمضان المبارك..
الطهارة ضربان: طهارة جسم، وطهارة نفس، وحمل عليهما عامة الآيات. يقال: طهرته فطهر، وتطهر، واطهر فهو طاهر ومتطهر، ((والله يحب المطهرين))التوبة: 108، فإنه يعني تطهير النفس/ مفردات الراغب..
الطهارة ضربان: طهارة جسم، وطهارة نفس، وحمل عليهما عامة الآيات. يقال: طهرته فطهر، وتطهر، واطهر فهو طاهر ومتطهر، ((والله يحب المطهرين))التوبة: 108، فإنه يعني تطهير النفس/ مفردات الراغب..
النفاق: وهو الدخول في الشرع من باب والخروج عنه من باب، وعلى ذلك نبه بقوله: ((إن المنافقين هم الفاسقون))التوبة:67، أي: الخارجون من الشرع/ مفردات الراغب..
يتبيّن مما سبق انّ المقصود من النفاق هو أن يظهر الانسان خلاف ما يضمره في قلبه، أي انّ قلبه يعاكس ظاهره من القول والفعل..
لقد تناولت هذه الفقرة من الدعاء موضوع النفاق، فطلب الامام (عليه السلام) من خالقه أن يطهّر قلبه من النفاق، وهذا يعني ان الطهارة المقصودة هنا هي الطهارة النفسية وليست الجسدية..
يعتبر النفاق من الأمراض التي تصيب القلب، وهو قوله تعالى ((إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ))الأنفال : 49، وهو من أشد أمراض القلب خطورة، حيث قال تعالى ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ))النساء : 142، وقال تعالى ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))التوبة : 67..
هذا هو واقع المنافق لذلك اعتبره الله تعالى أشرّ من الكافرين فجعل مكانه في الدرك الأسفل من النار فقال تعالى ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ))النساء : 145..
أول من أظهر النفاق هو إبليس (عليه اللعنة) عندما خدع آدم وحواء (عليهما السلام) وأخرجهما من الجنّة حيث قال تعالى ((وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ))الأعراف : 21، فأظهر لهما النصح والإخلاص بهيئة العابد المؤمن، مع انّه كان يضمر الشر والعدوان..
لذلك حذّر الله سبحانه وتعالى من هذا المرض ولهذا وعد المتّصف به في الدرك الأسفل من النار..
ويمكن معرفة المنافق من خلال الصفات التي بيّنها القرآن الكريم والأئمة (عليهم السلام)، حيث قال تعالى ((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ))التوبة : 67، وقال تعالى ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ))المنافقون : 1، وقال الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان))..
ولهذا علينا أن نستعين بالله سبحانه وتعالى بأن يطهّر قلوبنا من هذا المرض الخطير، على أن نكون صادقين في نوايانا ساعين بجدّ لتخليص أنفسنا من الرذائل النفسية التي تصيبنا وقد وعدنا ربّنا بالعفو والمغفرة بقوله تعالى ((إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا))النساء : 146، وهذا إستثناء من الباري عزّ وجلّ من التهديد والوعيد الإلهي الذي صدر سابقاً على هذه الآية بقوله تعالى ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ))النساء : 145..
فنسأل الله تعالى أن نكون من المستثنين من التهديد والوعيد الإلهي...
تعليق