بسم الله الرحمن الرحيم
الوحي في اللغة يعني الايماء بخفاء باي وسيلة كانت ، واما استعمالاته في الذكر الحكيم فهي على قسمين رئيسين :
الاول : الوحي النبوي الرسالي .
الثاني : غير ذلك وهو ما استعمله القران للوحي كمادة مع غير الانبياء والرسل في معان عدة ، والمهم هو الاول ولذا سنجمل الكلام عن النمط الثاني بما يلي :
اولا : فجاء استخدامه بالمعنى اللغوي اي الإيماء والاعلام قال تعالى {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم : 11]
ثانيا : الايداع الفطري والتكويني الغريزي {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل : 68]
ثالثا : الشعور والالهام النفسي وهو يختلف من حيث المصدر والمحل :
أـ فتارة يكون مصدره الله ومحله بشري {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص : 7]
ب ـ واخرى مصدره الله تعالى لكن محله الملائكة {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال : 12]
حـ ـ وثالثة مصدره الشيطان المبعر عنها بالوسوسة {إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام : 121]
د ـ ورابعة بعض الشياطين لبعض من الانس والجن قال تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام : 112]
هذا ما يخص النمط الثاني وعودا على ما بدئنا به نعطف الحديث على وحي النبوة والرسالة والذي ياخذ صورا ثلاث حسب النص القراني : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى : 51]
وهي كالتالي :
1ـ فاما وحي المشافهة ووحي الالهام بالايقاع والالقاء في قلبه .
2ـ او يسمع الصوت ولا يرى وهو ما عبرت الاية عنه بـ " من وراء حجاب " كما كلم الله نبيه موسى عليه السلام .
3ـ او يرسل له ملك فيوحي ويوصل له ما يريده الله تعالى .
وفيما يخص نبينا الكريم "ص" فقد وقعت له الرؤيا الصادقة قبل الرسالة وبعدها.
اما قبلها فقد ورد في الخبر الوارد في اصول الكافي عن الباقر ع " ..واما النبي فهو الذي يرى في منامه .... ونحو ما كان راى رسول الله ص من اسباب النبوة قبل الوحي .."
واما بعدها : {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح : 27] .
وكذلك اوحي له ص بواسطة جبريل ع اما دون رؤية او برؤية والثاني اما بصورة دحية الكلبي وثالثة بصورته الحقيقية ، والوسيلة الاخرى والاخيرة الاتصال المباشر وبلا واسطة حيث كان يتصبب عرقا بابي هو وامي ويغمى عليه حينها فلو كان بواسطة جبريل لاستئذنه قبل كما ورد في الخبر .
الحسيني
الوحي في اللغة يعني الايماء بخفاء باي وسيلة كانت ، واما استعمالاته في الذكر الحكيم فهي على قسمين رئيسين :
الاول : الوحي النبوي الرسالي .
الثاني : غير ذلك وهو ما استعمله القران للوحي كمادة مع غير الانبياء والرسل في معان عدة ، والمهم هو الاول ولذا سنجمل الكلام عن النمط الثاني بما يلي :
اولا : فجاء استخدامه بالمعنى اللغوي اي الإيماء والاعلام قال تعالى {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم : 11]
ثانيا : الايداع الفطري والتكويني الغريزي {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل : 68]
ثالثا : الشعور والالهام النفسي وهو يختلف من حيث المصدر والمحل :
أـ فتارة يكون مصدره الله ومحله بشري {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص : 7]
ب ـ واخرى مصدره الله تعالى لكن محله الملائكة {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال : 12]
حـ ـ وثالثة مصدره الشيطان المبعر عنها بالوسوسة {إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام : 121]
د ـ ورابعة بعض الشياطين لبعض من الانس والجن قال تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام : 112]
هذا ما يخص النمط الثاني وعودا على ما بدئنا به نعطف الحديث على وحي النبوة والرسالة والذي ياخذ صورا ثلاث حسب النص القراني : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى : 51]
وهي كالتالي :
1ـ فاما وحي المشافهة ووحي الالهام بالايقاع والالقاء في قلبه .
2ـ او يسمع الصوت ولا يرى وهو ما عبرت الاية عنه بـ " من وراء حجاب " كما كلم الله نبيه موسى عليه السلام .
3ـ او يرسل له ملك فيوحي ويوصل له ما يريده الله تعالى .
وفيما يخص نبينا الكريم "ص" فقد وقعت له الرؤيا الصادقة قبل الرسالة وبعدها.
اما قبلها فقد ورد في الخبر الوارد في اصول الكافي عن الباقر ع " ..واما النبي فهو الذي يرى في منامه .... ونحو ما كان راى رسول الله ص من اسباب النبوة قبل الوحي .."
واما بعدها : {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح : 27] .
وكذلك اوحي له ص بواسطة جبريل ع اما دون رؤية او برؤية والثاني اما بصورة دحية الكلبي وثالثة بصورته الحقيقية ، والوسيلة الاخرى والاخيرة الاتصال المباشر وبلا واسطة حيث كان يتصبب عرقا بابي هو وامي ويغمى عليه حينها فلو كان بواسطة جبريل لاستئذنه قبل كما ورد في الخبر .
الحسيني
تعليق