رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)
الجزء السادس
وأما حق جليسك فأن تلين له جانبك ، وتنصفه في مجاراة اللفظ ، ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ، ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنه ، وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ، ولا تسمعه إلا خيرا.
وأما حق جارك فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما ، ولا تتبع له عورة ، فإن علمت عليه سوءا سترته عليه ، وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ، ولا تسلمه عند شديدة ، وتقيل عثرته، وتغفر ذنبه ، وتعاشره معاشرة كريمة ، ولا قوة إلا بالله.
وأما حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف ، وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق إلى مكرمة ، فان سبق كافأته ، وتودّه كما يودك ، وتزجره عما يهم به من معصية ، وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله .
وأما حق الشريك فإن غاب كفيته ، وإن حضر رعيته ، ولا تحكم دون حكمه ، ولا تعمل برأيك دون مناظرته ، وتحفظ عليه ماله ، ولا تخونه فيما عز أو هان من أمره فإن يد الله تبارك وتعالى على أيدي الشريكين ما لم يتخاونا ولا قوة إلا بالله .
وأما حق مالك فأن لا تأخذه إلا من حله ، ولا تنفقه إلا في وجهه، ولا تؤثر به على نفسك من لا يحمدك ، فاعمل فيه بطاعة ربك ولا تبخل به فتبوء بالحسرة و الندامة مع التبعة ولا قوة إلا بالله.
وأما حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسرا أعطيته وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا.
وحق الخليط أن لا تغرّه ولا تغشّه ولا تخدعه وتتقي الله تبارك وتعالى في أمره.
وحق الخصم المدعي عليك ، فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ، ولم تظلمه وأوفيته حقه ، وإن كان ما يدعي به باطلا رفقت به ولم تأتِ في أمره غير الرفق ، ولم تسخط ربك في أمره ولا قوة إلا بالله.
وحق خصمك الذي تدعي عليه إن كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته ، و لم تجحد حقه وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله عزوجل وتبت إليه وتركت الدعوى.
الاخوين (رافضي وافتخر) و( مؤيد الكربلائي )
أشكر مروركما , وبارك الله تعالى بكما
وجميع المؤمنين
تعليق