إعـــــــلان

**الصدوق** · 13-01-2010, 08:23 PM

بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ...

قول الإمام الباقر (عليه السلام) :
(( لا يقبل عمل إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، ومن عرف دلته معرفته على العمل، ومن لم يعرف فلا عمل له ))

اما قوله(عليه السلام) :
(لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة)

أي قبول العمل متوقف على معرفة الله تعالى، ومعرفة صفاته , ومعرفة رسوله المبلغ عنه، ومعرفة العمل ومأخذه الذي يجب أن يؤخذ عنه، ومعرفة كيفية العمل وأجزائه وشرائطه ومفاسده وموانع صحته ، فإذا حصلت تلك المعارف لأحد وعمل على وفقها كان عمله مقبولا وإلا فلا يعلم قبوله او عدمه ، فقد قال (صلى الله عليه وآله) : (من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح) (1)

اما قوله (عليه السلام ) :
(ولا معرفة إلا بعمل)

فهو يشير الى أنه :لا معرفة في الحقيقة أو على وجه الكمال إلا إذا كانت مقرونة بعمل لأن العالم إذا لم يعمل بعلمه فهو والجاهل سواء، كما دل عليه قول أمير المؤمنين (عليه السلام): " إن العالم العامل بغيره[اي بغيرعلمه] كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله " (2) .

وأيضا العمل سبب لبقاء العلم واستمراره ، فإذا انتفى العمل انتفى العلم وزال بالكلية ، كما دل عليه قول النبي (صلى الله عليه واله ) : " إن العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل عنه."(3)

اما قوله (عليه السلام) :
( فمن عرف دلته المعرفة على العمل , ومن لم يعرف فلا عمل له )

فالمقصود أن المعرفة إذا رسخت في النفس واستقرت فيها فإنها تدل العارف على العمل وتوصله إليه وتبعثه عليه , والعمل من آثارالمعرفة وتوابعها المترتبة عليها .

كما ويجب علينا أن نلتفت الى أن هذا العلم الذي يدعو إلى العمل ليس حفظ الاصطلاحات والأقوال والأحكام بل هو الإيمان الراسخ بالمبدأ والمعاد والاعتقاد بهما اعتقادا يقينيا دون شك او ترديد.

ويمكن أن يكون العمل أيضا مصقلة للذهن وسبب لصفائه ونورانيته فهو معد لحصول معرفة اخرى فيه أكمل وأفضل من المعرفة الباعثة على العمل ، فمن لم يعمل لم يكن له تلك المعرفة الكاملة , فالمعرفة باعثة على العمل، وهذا العمل معد لحصول معرفة اخرى أكمل وأفضل،
وبعبارة أخرى فإن العمل من المعرفة , ثم هذا العمل الذي كانت سببه معرفة , سيكون سببا لمعرفة أخرى أعلى منها مرتبة , وهذه المعرفة الاخرى ستكون سببا لعمل اعلى من العمل الاول مرتبة وهكذا يتدرجان إلى أن يبلغ أقصى مراتب التكامل والإيمان ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 74 / ص 150)
(2) الكافي الكليني - (ج 1 / ص 59)
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 2 / ص 33)

وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين...