بسم الله الرحمن الرحيم. روي عن إمامنا جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال لأحد تلاميذه: أي شيء تعلمت مني؟ فقال: ثماني مسائل. فقال (عليه السلام): قصها علي لأعرفها. فقال الأولى: رأيت كل محبوب يفارقه حبيبه عند الموت، فصرفت وجهي إلى ما لا يفارقني، بل يؤنسني في وحدتي، وهو فعل الخير، وهو قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) الزلزلة/، قال (عليه السلام): أحسنت والله، ألثانية؟ قال: رأيت قوما يفتخرون بالحسب، وآخرين بالمال والولد، وإذ ذلك الفخر لا فخر فيه، ورأيت الفخر العظيم في قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات/، فاجتهدت لأكون عند الله كريما، قال (عليه السلام): أحسنت والله، ألثالثة؟ قال: رأيت لهو الناس، وسمعت قوله تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فأن الجنة هي المأوى) النازعات/_، فاجتهدت في صرف الهوى عن نفسي، حتى استقرت في مرضاة الله. قال (عليه السلام) أحسنت والله، ألرابعة؟ قال: رأيت كل وجد شيئا مكرما اجتهد في حفظه، وسمعت قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أجر كريم) الحديد/ فأحببت المضاعفة ولم أر أحفظ مما يكون عنده فكلما وجدت شيئا مكرما وجهت به إليه ليكون لي ذخرا إلى وقت حاجتي. قال (عليه السلام): أحسنت والله، الخامسة؟ قال: رأيت حسد الناس بعضهم لبعض في الرزق، وسمعت قوله تعالى: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون) الزخرف/، فما حسدت أحدا، ولا أسفت على ما فاتني. قال (عليه السلام): أحسنت والله، السادسة؟ قال: رأيت عداوة الناس بعضهم لبعض في دار الدنيا، والحزازات التي في صدورهم، وسمعت الله تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) فاطر/ فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة غيره. قال (عليه السلام): أحسنت والله، السابعة؟ قال: رأيت كدح الناس واشتغالهم في طلب الرزق، وسمعت قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) الذاريات_ فعلمت أن وعده حق، وقوله صدق، وسكنت إلى وعده، ورضيت بقوله، واشتغلت بما له علي عن ما لي عنده، قال (عليه السلام): أحسنت والله، الثامنة؟ قال: رأيت قوما يتكلون على صحة أبدانهم، وقوما على كثرة أموالهم، وقوما على خلق مثلهم، وسمعت قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) الطلاق/_، فاتكلت على الله، وزال اتكالي على غيره. فقال (عليه السلام): والله إن التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وسائر الكتب يرجع إلى هذه المسائل. ------------------------ () المواعظ العددية
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
تعلمت منك ثماني مسائل.
تقليص
X
تعليق