وَعَنِ الشَّيْخِ الْمَوْثُوقِ أَبِي عَمْرٍو الْعَمْرِيِّ (هو عثمان بن سعيد العمري- بفتح العين و سكون الميم- أول النواب الأربعة ) رضوان الله علیه قَالَ:
تَشَاجَرَ ابْنُ أَبِي غَانِمٍ الْقَزْوِينِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْخَلَفِ فَذَكَرَ ابْنُ أَبِي غَانِمٍ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ صلوات الله علیه مَضَى وَلَا خَلَفَ لَهُ ثُمَّ إِنَّهُمْ كَتَبُوا فِي ذَلِكَ كِتَاباً وَأَنْفَذُوهُ إِلَى النَّاحِيَةِ وَأَعْلَمُوهُ بِمَا تَشَاجَرُوا فِيهِ فَوَرَدَ جَوَابُ كِتَابِهِمْ بِخَطِّ الإمام المهدي صلوات الله علیه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَ وَهَبَ لَنَا وَلَكُمْ رُوحَ الْيَقِينِ وَأَجَارَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ إِنَّهُ أُنْهِي إِلَيَّ ارْتِيَابُ جَمَاعَةٍ مِنْكُمْ فِي الدِّينِ وَمَا دَخَلَهُمْ مِنَ الشَّكِّ وَالْحَيْرَةِ فِي وُلَاةِ أَمْرِهِمْ فَغَمَّنَا ذَلِكَ لَكُمْ لَا لَنَا وَسَاءَنَا فِيكُمْ لَا فِينَا لِأَنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَلَا فَاقَةَ بِنَا إِلَى غَيْرِهِ
وَالْحَقُّ مَعَنَا فَلَنْ يُوحِشَنَا مَنْ قَعَدَ عَنَّا
وَ نَحْنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا
وَالْخَلْقُ بَعْدُ صَنَائِعُنَا.
يَا هَؤُلَاءِ مَا لَكُمْ فِي الرَّيْبِ تَتَرَدَّدُونَ وَفِي الْحَيْرَةِ تَنْعَكِسُونَ أَ وَ مَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ يَقُولُ:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ؟
أَ وَ مَا عَلِمْتُمْ مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ مِمَّا يَكُونُ وَيَحْدُثُ فِي أَئِمَّتِكُمْ عَلَى الْمَاضِينَ وَالْبَاقِينَ مِنْهُمُ السَّلَامُ؟
أَ وَ مَا رَأَيْتُمْ كَيْفَ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَعَاقِلَ تَأْوُونَ إِلَيْهَا وَأَعْلَاماً تَهْتَدُونَ بِهَا مِنْ لَدُنْ آدَمَ سلام الله علیه إِلَى أَنْ ظَهَرَ الْمَاضِي(الإمام العس?ري) صلوات الله علیه؟
كُلَّمَا غَابَ عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ وَإِذَا أَفَلَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ أَبْطَلَ دِينَهُ وَقَطَعَ السَّبَبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ كَلَّا مَا كَانَ ذَلِكَ وَلَا يَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَيَظْهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ وَإِنَّ الْمَاضِيَ صلوات الله علیه مَضَى سَعِيداً فَقِيداً عَلَى مِنْهَاجِ آبَائِهِ صلوات الله علیهم حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَفِينَا وَصِيَّتُهُ وَعِلْمُهُ وَمِنْهُ خَلَفُهُ وَمَنْ يَسُدُّ مَسَدَّهُ وَلَا يُنَازِعُنَا مَوْضِعَهُ إِلَّا ظَالِمٌ آثِمٌ وَلَا يَدَّعِيهِ دُونَنَا إِلَّا كَافِرٌ جَاحِدٌ وَلَوْ لَا أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ لَا يُغْلَبُ وَسِرَّهُ لَا يُظْهَرُ وَلَا يُعْلَنُ لَظَهَرَ لَكُمْ مِنْ حَقِّنَا مَا تَبْتَزُّ مِنْهُ عُقُولُكُمْ وَيُزِيلُ شُكُوكَكُمْ وَلَكِنَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَسَلِّمُوا لَنَا وَ رُدُّوا الْأَمْرَ إِلَيْنَا فَعَلَيْنَا الْإِصْدَارُ كَمَا كَانَ مِنَّا الْإِيرَادُ وَلَا تُحَاوِلُوا كَشْفَ مَا غُطِّيَ عَنْكُمْ وَلَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَتَعْدِلُوا إِلَى الْيَسَارِ وَاجْعَلُوا قَصْدَكُمْ إِلَيْنَا بِالْمَوَدَّةِ عَلَى السُّنَّةِ الْوَاضِحَةِ فَقَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ وَاللَّهُ شَاهِدٌ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ وَلَوْ لَا مَا عِنْدَنَا مِنْ مَحَبَّةِ صَاحِبِكُمْ وَرَحْمَتِكُمْ وَالْإِشْفَاقِ عَلَيْكُمْ لَكُنَّا عَنْ مُخَاطَبَتِكُمْ فِي شُغُلٍ مِمَّا قَدِ امْتُحِنَّا بِهِ مِنْ مُنَازَعَةِ الظَّالِمِ الْعُتُلِّ الضَّالِّ الْمُتَتَابِعِ فِي غَيِّهِ الْمُضَادِّ لِرَبِّهِ الْمُدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ الْجَاحِدِ حَقَّ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ الظَّالِمِ الْغَاصِبِ.
وَفِي ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلوات الله علیه وآله لِي أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
وَسَيَتَرَدَّى الْجَاهِلُ رِدَاءَ عَمَلِهِ وَسَيَعْلَمُ الْكَافِرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ
عَصَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْمَهَالِكِ وَالْأَسْوَاءِ وَالْآفَاتِ وَالْعَاهَاتِ كُلِّهَا بِرَحْمَتِهِ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَ الْقَادِرُعَلَى مَا يَشَاءُ وكَانَ لَنَا وَلَكُمْ وَلِيّاً وَحَافِظاً
وَالسَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ الْأَوْصِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيما.
الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج2، ص: 746
تَشَاجَرَ ابْنُ أَبِي غَانِمٍ الْقَزْوِينِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْخَلَفِ فَذَكَرَ ابْنُ أَبِي غَانِمٍ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ صلوات الله علیه مَضَى وَلَا خَلَفَ لَهُ ثُمَّ إِنَّهُمْ كَتَبُوا فِي ذَلِكَ كِتَاباً وَأَنْفَذُوهُ إِلَى النَّاحِيَةِ وَأَعْلَمُوهُ بِمَا تَشَاجَرُوا فِيهِ فَوَرَدَ جَوَابُ كِتَابِهِمْ بِخَطِّ الإمام المهدي صلوات الله علیه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَ وَهَبَ لَنَا وَلَكُمْ رُوحَ الْيَقِينِ وَأَجَارَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ إِنَّهُ أُنْهِي إِلَيَّ ارْتِيَابُ جَمَاعَةٍ مِنْكُمْ فِي الدِّينِ وَمَا دَخَلَهُمْ مِنَ الشَّكِّ وَالْحَيْرَةِ فِي وُلَاةِ أَمْرِهِمْ فَغَمَّنَا ذَلِكَ لَكُمْ لَا لَنَا وَسَاءَنَا فِيكُمْ لَا فِينَا لِأَنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَلَا فَاقَةَ بِنَا إِلَى غَيْرِهِ
وَالْحَقُّ مَعَنَا فَلَنْ يُوحِشَنَا مَنْ قَعَدَ عَنَّا
وَ نَحْنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا
وَالْخَلْقُ بَعْدُ صَنَائِعُنَا.
يَا هَؤُلَاءِ مَا لَكُمْ فِي الرَّيْبِ تَتَرَدَّدُونَ وَفِي الْحَيْرَةِ تَنْعَكِسُونَ أَ وَ مَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ يَقُولُ:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ؟
أَ وَ مَا عَلِمْتُمْ مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ مِمَّا يَكُونُ وَيَحْدُثُ فِي أَئِمَّتِكُمْ عَلَى الْمَاضِينَ وَالْبَاقِينَ مِنْهُمُ السَّلَامُ؟
أَ وَ مَا رَأَيْتُمْ كَيْفَ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَعَاقِلَ تَأْوُونَ إِلَيْهَا وَأَعْلَاماً تَهْتَدُونَ بِهَا مِنْ لَدُنْ آدَمَ سلام الله علیه إِلَى أَنْ ظَهَرَ الْمَاضِي(الإمام العس?ري) صلوات الله علیه؟
كُلَّمَا غَابَ عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ وَإِذَا أَفَلَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ أَبْطَلَ دِينَهُ وَقَطَعَ السَّبَبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ كَلَّا مَا كَانَ ذَلِكَ وَلَا يَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَيَظْهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ وَإِنَّ الْمَاضِيَ صلوات الله علیه مَضَى سَعِيداً فَقِيداً عَلَى مِنْهَاجِ آبَائِهِ صلوات الله علیهم حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَفِينَا وَصِيَّتُهُ وَعِلْمُهُ وَمِنْهُ خَلَفُهُ وَمَنْ يَسُدُّ مَسَدَّهُ وَلَا يُنَازِعُنَا مَوْضِعَهُ إِلَّا ظَالِمٌ آثِمٌ وَلَا يَدَّعِيهِ دُونَنَا إِلَّا كَافِرٌ جَاحِدٌ وَلَوْ لَا أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ لَا يُغْلَبُ وَسِرَّهُ لَا يُظْهَرُ وَلَا يُعْلَنُ لَظَهَرَ لَكُمْ مِنْ حَقِّنَا مَا تَبْتَزُّ مِنْهُ عُقُولُكُمْ وَيُزِيلُ شُكُوكَكُمْ وَلَكِنَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَسَلِّمُوا لَنَا وَ رُدُّوا الْأَمْرَ إِلَيْنَا فَعَلَيْنَا الْإِصْدَارُ كَمَا كَانَ مِنَّا الْإِيرَادُ وَلَا تُحَاوِلُوا كَشْفَ مَا غُطِّيَ عَنْكُمْ وَلَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَتَعْدِلُوا إِلَى الْيَسَارِ وَاجْعَلُوا قَصْدَكُمْ إِلَيْنَا بِالْمَوَدَّةِ عَلَى السُّنَّةِ الْوَاضِحَةِ فَقَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ وَاللَّهُ شَاهِدٌ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ وَلَوْ لَا مَا عِنْدَنَا مِنْ مَحَبَّةِ صَاحِبِكُمْ وَرَحْمَتِكُمْ وَالْإِشْفَاقِ عَلَيْكُمْ لَكُنَّا عَنْ مُخَاطَبَتِكُمْ فِي شُغُلٍ مِمَّا قَدِ امْتُحِنَّا بِهِ مِنْ مُنَازَعَةِ الظَّالِمِ الْعُتُلِّ الضَّالِّ الْمُتَتَابِعِ فِي غَيِّهِ الْمُضَادِّ لِرَبِّهِ الْمُدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ الْجَاحِدِ حَقَّ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ الظَّالِمِ الْغَاصِبِ.
وَفِي ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلوات الله علیه وآله لِي أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
وَسَيَتَرَدَّى الْجَاهِلُ رِدَاءَ عَمَلِهِ وَسَيَعْلَمُ الْكَافِرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ
عَصَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْمَهَالِكِ وَالْأَسْوَاءِ وَالْآفَاتِ وَالْعَاهَاتِ كُلِّهَا بِرَحْمَتِهِ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَ الْقَادِرُعَلَى مَا يَشَاءُ وكَانَ لَنَا وَلَكُمْ وَلِيّاً وَحَافِظاً
وَالسَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ الْأَوْصِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيما.
الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج2، ص: 746
تعليق