بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الصفات التي يجب أن يتحلّى بها المؤمن حتى يكون من المحبّين لله سبحانه وتعالى..
هذا السؤال أجاب عليه إمامنا السجّاد عليه السلام في مناجاته المسماة بالمحبّين، فقد أورد الصفات التي ينبغي لمن يحبّ أن يتّصف بها..
فقد جاء في هذه المناجاة الرائعة ((اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الِارْتِيَاحُ إِلَيْكَ وَ الْحَنِينُ))، فانّ المؤمن يجب أن يكون دائم الذكر لله تعالى وفي كلّ الأحوال حتى انّ نفسه لا ترتاح إلاّ بالذكر، فاذا انقطع عنها استوحشت وارتبكت فلا تستقرّ، كأنّها فقدت عزيزاً عليها فتحنّ اليه ولا تهدأ إلاّ بعودة الذكر اليها..
هكذا ينبغي أن تكون عليه النفس حتى تُعد من المحبّين الحقيقيين لله تعالى، وهذا ما طلبه الامام عليه السلام من الله تعالى في مناجاته، لأنّ التوفيق والتسديد يجب أن يُطلب منه وحده، فلولاه لا يتقدّم العبد في الوصول الى مرامه أبداً..
ثمّ يقول عليه السلام ((وَدَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَالْأَنِينُ))، أي انّ المؤمن ينبغي أن يكون همّه الآخرة لا غير ولا تشغله الدنيا بمشاغلها فتنسيه عما خُلق من أجله، لذلك يطلب الامام عليه السلام أن يكون ممّن يئنّ ويبكي لهذا الحبّ الذي أسهر عيونه وأحزن قلبه، وكلّما زاد أنينه وحنينه لله تعالى كلّما ازداد قرباً اليه..
والمؤمن المحبّ لا يصل الى هذه الحالة إلاّ إذا كان دائم السجود لله تعالى وهذا ذكره الامام عليه السلام في هذا المقطع ((جِبَاهُهُمْ سَاجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ))، فالسجود له من التأثير الكبير على النفس، فلا تصل الى أعلى المراقي إلاّ بالتذلّل لله تعالى، فكلّما زاد المؤمن تذلّلـه لله كلّما إزداد علواً وإقتراباً من العليّ الأعلى، وتتحقّق أعلى مراتب الذلّ لله تعالى في السجود إقراراً بحقارة نفسه أمام عظمة الخالق الجبّار، فقد قال الامام الرضا عليه السلام ((أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله تبارك وتعالى: (واسجد واقترب)..))..
ومما تجدر الاشارة اليه هو انّه ينبغي أن يسجد الجسم والنفس لله تعالى، ويفسّرها لنا الإمام علي عليه السلام بقوله: ((السجود الجسماني هو وضع عتائق الوجوه على التراب، واستقبال الأرض بالراحتين والكفين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية، والسجود النفساني فراغ القلب من الفانيات، والإقبال بكنه الهمة على الباقيات وخلع الكبر والحمية، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلي بالخلائق النبوية))..
نسأل الله تعالى أن يشملنا بلطفه ورحمته بأنّ يجعلنا من المحبّين له الساجدين لعظمته...
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الصفات التي يجب أن يتحلّى بها المؤمن حتى يكون من المحبّين لله سبحانه وتعالى..
هذا السؤال أجاب عليه إمامنا السجّاد عليه السلام في مناجاته المسماة بالمحبّين، فقد أورد الصفات التي ينبغي لمن يحبّ أن يتّصف بها..
فقد جاء في هذه المناجاة الرائعة ((اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الِارْتِيَاحُ إِلَيْكَ وَ الْحَنِينُ))، فانّ المؤمن يجب أن يكون دائم الذكر لله تعالى وفي كلّ الأحوال حتى انّ نفسه لا ترتاح إلاّ بالذكر، فاذا انقطع عنها استوحشت وارتبكت فلا تستقرّ، كأنّها فقدت عزيزاً عليها فتحنّ اليه ولا تهدأ إلاّ بعودة الذكر اليها..
هكذا ينبغي أن تكون عليه النفس حتى تُعد من المحبّين الحقيقيين لله تعالى، وهذا ما طلبه الامام عليه السلام من الله تعالى في مناجاته، لأنّ التوفيق والتسديد يجب أن يُطلب منه وحده، فلولاه لا يتقدّم العبد في الوصول الى مرامه أبداً..
ثمّ يقول عليه السلام ((وَدَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَالْأَنِينُ))، أي انّ المؤمن ينبغي أن يكون همّه الآخرة لا غير ولا تشغله الدنيا بمشاغلها فتنسيه عما خُلق من أجله، لذلك يطلب الامام عليه السلام أن يكون ممّن يئنّ ويبكي لهذا الحبّ الذي أسهر عيونه وأحزن قلبه، وكلّما زاد أنينه وحنينه لله تعالى كلّما ازداد قرباً اليه..
والمؤمن المحبّ لا يصل الى هذه الحالة إلاّ إذا كان دائم السجود لله تعالى وهذا ذكره الامام عليه السلام في هذا المقطع ((جِبَاهُهُمْ سَاجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ))، فالسجود له من التأثير الكبير على النفس، فلا تصل الى أعلى المراقي إلاّ بالتذلّل لله تعالى، فكلّما زاد المؤمن تذلّلـه لله كلّما إزداد علواً وإقتراباً من العليّ الأعلى، وتتحقّق أعلى مراتب الذلّ لله تعالى في السجود إقراراً بحقارة نفسه أمام عظمة الخالق الجبّار، فقد قال الامام الرضا عليه السلام ((أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله تبارك وتعالى: (واسجد واقترب)..))..
ومما تجدر الاشارة اليه هو انّه ينبغي أن يسجد الجسم والنفس لله تعالى، ويفسّرها لنا الإمام علي عليه السلام بقوله: ((السجود الجسماني هو وضع عتائق الوجوه على التراب، واستقبال الأرض بالراحتين والكفين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية، والسجود النفساني فراغ القلب من الفانيات، والإقبال بكنه الهمة على الباقيات وخلع الكبر والحمية، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلي بالخلائق النبوية))..
نسأل الله تعالى أن يشملنا بلطفه ورحمته بأنّ يجعلنا من المحبّين له الساجدين لعظمته...
تعليق