قام مصور فوتوغرافي يدعى أناتولي بيلوشكين، بتوثيق تجربة استكشافه لنهر كهف سينوت الممتلئ البحر، وهي قليلة الحدوث، مشهد غاية في الندرة والروعة والجمال لنهر في قاع كهف شهير يمتلئ بالمياه في المكسيك. وربما كان آخر شيء يتوقعه أي من الغواصين على عمق 90 قدما تحت سطح الماء الذي يملأ كهف سينوت أنغليتا هو أن يرى ذلك النهر.
ويمكن لأصحاب القلوب الجريئة الذين يمتلكون مهارة الغوص أن يشاهدوا ذلك المنظر الفريد من نوعه، حيث سيتمكنون من مشاهدة موجة من الضباب تحوم فوق مجرى النهر الذي يبدو متدفقا في وسط الكهف، إلى جانب أشجار خارجة من السطح.
على عمق 180 قدما
ويمكن لمحبي المغامرة أن يشاهدوا تلك الظاهرة بأنفسهم إذا ما كانوا يمتلكون مهارة عالية في مجال الغوص ويمكنهم التكيف مع استكشاف أعماق تصل الى 180 قدما.
وقد قرر مصور فوتوغرافي يدعى أناتولي بيلوشكين، أن يخوض تلك المغامرة بنفسه، وأن يوثق تجربته الاستكشافية لهذا النهر الموجود كهف سينوت، الذي تكون نتيجة انهيار حجر جيري، ثم امتلأ بالمياه، ليكشف عن هذا المشهد المثير للنهر.
ويقع هذا الكهف الذي يعني بالعربية «الملاك الصغير» على بعد عشر دقائق بالسيارة من مدينة تولوم، على طول الساحل الشرقي لشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية.
مياه عذبة
وخلال أول 90 قدما، يمكن لمحبي المغامرة أن يسبحوا عبر مياه عذبة وتكون الرؤية واضحة أمامهم بالداخل لكل ما يحيط بهم قبل أن يبدأ النهر في الظهور بالأسفل.
أما طبقة الضباب الموجود فوق النهر فهي في واقع الأمر عبارة عن طبقة سميكة من كبريتيد الهيدروجين، تقع على عمق يقدر بحوالي 6 أقدام، وتتكون نتيجة تصادم المياه العذبة في قمة الكهف والمياه المالحة التي تملأ النصف الآخر الخاص بالقاع.
ورغم أن الوصول لتلك المرحلة يبدو وكأنها نهاية الرحلة، إلا أنها لا تكون سوى نقطة منتصف الطريق في تلك الرحلة الاستكشافية. حيث يمكن للغواصين وقتها أن يضيئوا الكشافات التي بحوزتهم ويمضوا في طريقهم عبر المسافة القصيرة نسبيا قبل أن يدخلوا المياه المالحة. ولمن لا يعرف أن تلك الصور قد التقطت تحت الماء، فإنه قد يقتنع بسهولة أن تلك الصور قد تم التقاطها في مكان معزول وسط إحدى الغابات.
تعليق