بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
عن أبي جعفر سلام الله عليه قال: قال أبي يوماً وعنده أصحابه: مَن منكم تطيب نفسه أن يأخُذ جمرةً في كفّه فيُمسكها حتى تطفأ؟ قال: فكاع(1) الناس كُلّهم ونكلوا. فقمت وقلت: يا أبةِ أتأمُر أن أفعل؟ فقال: ليس إيّاك عنيت إنّما أنت منّي وأنا منك بل إيّاهم أردت. قال: وكرّرها ثلاثاً ثم قال: ما أكثر الوصف وأقلّ الفعل! إنّ أهل الفعل قليل، إنّ أهل الفعل قليل، ألا وإنّا لنعرف أهل الفعل والوصف معاً، وما كان هذا منّا تعامياً عليكم بل لنبلُوَ أخباركم ونكتب آثاركم. فقال: والله لكأنّما مادت بهم الأرض حياءً ممّا قال حتّى إنّي لأنظر إلى الرجل منهم يَرْفَضُّ(2) عرقاً ما يرفع عينيه من الأرض. فلمّا رأى ذلك منهم قال: رحمكم الله فما أردت إلا خيراً. إنّ الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يُدركها أحد من أهل القول ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم. قال: فو الله لكأنّما نُشطوا من عقال(3) »(4) .
يقول سماحته: عندما اُطالع حديثاً أو رواية أضع نفسي موضع أولئك الذين عناهم الحديث وأسأل نفسي: ماذا كنت سأفعل لو كنت مكان أصحاب الإمام سلام الله عليه؟.
--------------------------------------------------------------------------
* من كلمة لسماحته بعدد من أساتذة الحوزة العلمية والفضلاء وجمع من المؤمنين
(1) فكاع: جبنوا.
(2) يرفضّ: يسيل.
(3) عقال: مأخوذة من عقل الناقة أي ربطها.
(4) الكافي/ ج8/ ص288
تعليق