عن ابن أبي ليلى ، قال : دخلت على أبي عبداللّه عليهالسلام ومعي النعمان ، فقال أبو عبداللّه عليهالسلام : من الذي معك ؟ فقلت : جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له نظر ونفاذ رأي يقال له النعمان . قال : فلعلّ هذا الذي يقيس الأشياء برأيه ، فقلت : نعم ، قال : يانعمان ، هل تحسن أن تقيس رأسك ؟ فقال : لا ، فقال : ما أراك تحسن شيئا ، ولا فرضك إلاّ من عند غيرك ، فهل عرفت كلمة أوّلها كفر وآخرها إيمان ؟ قال : لا ، قال : فهل عرفت ما الملوحة في العينين ، والمرارة في الاُذنين ، والبرودة في المنخرين ، والعذوبة في الشفتين ؟ قال : لا .
قال ابن أبي ليلى : فقلت : جعلت فداك ، فسّر لنا جميع ما وصفت . قال : حدّثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أنّ اللّه تبارك وتعالى خلق عيني ابن آدم من شحمتين فجعل فيهما الملوحة ، ولولا ذلك لذابتا ، فالملوحة تلفظ ما يقع في العين من القذى . وجعل المرارة في الاُذنين حجابا من الدماغ ، فليس من دابّة تقع فيه إلاّ التمست الخروج ، ولولا ذلك لوصلت إلى الدماغ . وجعلت العذوبة في الشفتين منّا من اللّه عزّوجلّ على ابن آدم يجد بذلك عذوبة الريق وطعم الطعام والشراب . وجعل البرودة في المنخرين لئلاّ تدع في الرأس شيئا إلاّ أخرجته .
قلت : فما الكلمة التي أوّلها كفر وآخرها إيمان ؟ قال : قول الرجل : «لا إله إلاّ اللّه» أوّلها كفر وآخرها إيمان . ثمّ قال : يانعمان ، إيّاك والقياس ، فقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «من قاس شيئا بشيء قرنه اللّه عزّوجلّ مع إبليس في النار فإنّه أوّل من قاس على ربّه» فدع الرأي والقياس ، فإنّ الدين لم يوضع بالقياس وبالرأي.
البحار ج61 ص31
قال ابن أبي ليلى : فقلت : جعلت فداك ، فسّر لنا جميع ما وصفت . قال : حدّثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أنّ اللّه تبارك وتعالى خلق عيني ابن آدم من شحمتين فجعل فيهما الملوحة ، ولولا ذلك لذابتا ، فالملوحة تلفظ ما يقع في العين من القذى . وجعل المرارة في الاُذنين حجابا من الدماغ ، فليس من دابّة تقع فيه إلاّ التمست الخروج ، ولولا ذلك لوصلت إلى الدماغ . وجعلت العذوبة في الشفتين منّا من اللّه عزّوجلّ على ابن آدم يجد بذلك عذوبة الريق وطعم الطعام والشراب . وجعل البرودة في المنخرين لئلاّ تدع في الرأس شيئا إلاّ أخرجته .
قلت : فما الكلمة التي أوّلها كفر وآخرها إيمان ؟ قال : قول الرجل : «لا إله إلاّ اللّه» أوّلها كفر وآخرها إيمان . ثمّ قال : يانعمان ، إيّاك والقياس ، فقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «من قاس شيئا بشيء قرنه اللّه عزّوجلّ مع إبليس في النار فإنّه أوّل من قاس على ربّه» فدع الرأي والقياس ، فإنّ الدين لم يوضع بالقياس وبالرأي.
البحار ج61 ص31
تعليق