بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
من أهم ما يؤثر في نظافة النفس ونظافة المجتمع من الذنوب والآثام الفردية والاجتماعية: الخوف من الله تبارك وتعالى، وقد ورد في النصوص والروايات التأكيد الكبير على ذلك.
قال الله تعالى على لسان هابيل (عليه السلام): (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)(1).الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
من أهم ما يؤثر في نظافة النفس ونظافة المجتمع من الذنوب والآثام الفردية والاجتماعية: الخوف من الله تبارك وتعالى، وقد ورد في النصوص والروايات التأكيد الكبير على ذلك.
وقال سبحانه: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)(2).
وقال عزّ وجلّ: (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)(3).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من عرف الله خافه، ومن خاف الله حثه الخوف من الله على العمل بطاعته والأخذ بتأديبه، فبشر المطيعين المتأدبين بأدب الله، والآخذين عن الله، إنه حق على الله أن ينجيهم من مضلات الفتن)(4).
لا يخفى أن الخوف إنما هو من عدل الله عزّ وجلّ، لأنا مهما بذلنا جهدنا في طاعة الله وعبادته، نكون مقصرين في قبال نعمه وأياديه، فلو لم يعاملنا بفضله لكنا من الهالكين، وذلك كما ورد في الأحاديث وإلا فهذا الخوف ليس كالخوف من أسد أو نار أو حيّة أو ما أشبه.
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا أبا ذر يقول الله تعالى: لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة وإذا خافني آمنته يوم القيامة)(5).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (رأس الحكمة مخافة الله)(6).
الحكمة عبارة عن وضع الأشياء مواضعها سواء بالنسبة إلى الموضوعات أو الأحكام.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (المؤمن لا يخاف غير الله ولا يقول عليه إلا الحق)(7).
يعني خوفاً واقعياً، فإن الخوف من الأشياء الدنيوية أقسام من الخوف المجازي، وإنما الخوف الحقيقي من الله سبحانه وتعالى.
وفي حديث عنه (عليه السلام) قال: (خف الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)(8).
وعنه (عليه السلام) قال: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء)(9).
وجه ذلك واضح لأن الذي يخاف الله سبحانه وتعالى يتفضل الله عليه بقوة وهيبة تسب خوف كل شيء منه، أما من لم يخف الله فإن الله سبحانه وتعالى يجعل نفس هذا الإنسان عادية والنفس العادية تخاف من كل شيء كما قال سبحانه: (يحسبون كل صيحة عليهم)(10).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (إن الله إذا جمع الناس يوم القيامة نادى فيهم مناد: أيها الناس إن أقربكم اليوم من الله أشدكم منه خوفا، وإن أحبكم إلى الله أحسنكم عملاً، وإن أفضلكم عنده منصباً أعملكم فيما عنده رغبة، وإن أكرمكم عليه أتقاكم)(11).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إن الله يعاتب عبداً يوم القيامة ويقول عبدي خفت من النار وما خفت مني أما لتستحيي؟ فيطرق العبد رأسه حياء من الله)(12).
--------------------
1ـ سورة المائدة: الآية 28.
2ـ سورة النازعات: الآية 40-41.
3ـ سورة الأنعام: الآية 15.
4ـ مستدرك الوسائل: ج11 ص228 ب14 ح12817.
5ـ مستدرك الوسائل: ج11 ص228 ب14 ح12818.
6ـ مستدرك الوسائل: ج11 ص229 ب14 ح12823.
7ـ مستدرك الوسائل: ج11 ص228 ب14 ح12819.
8ـ مستدرك الوسائل: ج11 ص229 ب14 ح12822.
9ـ مستدرك الوسائل: ج11 ص229 ب14 ح12821.
10ـ سورة المنافقون: الآية 4.
11ـ مستدرك الوسائل: ج11 ص229 ب14 ح12825.
12ـ مستدرك الوسائل: ج11 ص231 ب14 ح12830.
تعليق