(4) شبهة وجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الصديقة المظلومة الشهيدة .
***
ـ الشبهة : انتم معاشر الشيعة تنكرون حجة ابي بكر على الزهراء ع بحديث : نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة .. والحال ان هذا الحديث مروي عندكم في... الكافي وبسند صحيح فقد روى الكليني بسنده عن الامام الصادق ع عن جده رسول الله ص : "....وإن العلماء ورثة الانبياء إن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر .." .!
الجواب :
اولا : فدك نحلة من النبي ص للزهراء ع باعتبارها ملكه لانها مما فتحه الله على نبيه ولم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، وقد روى المسلمون ان ذلك كان سببا في نزول قوله تعالى : وآت ذا القربى حقه .
وعليه : فثبوت التوريث وعدمه للانبياء في الاموال لا يؤثر على قضية فدك لاختلاف الموضوعين .
ثانيا : وبصرف النظر عن مصدر حديث ابي بكر فثمة فرق شاسع بين نص الحديثين حديث " نحن معاشر الانبياء لانورث " الذي انفرد به العامة وحديث " ان الانبياء لم يورثوا " الذي يرويه الشيعة واليك الفرق بينهما :
أـ حديث : نحن معاشر الانبياء لا نورث : اداة النفي فيه <لا> مما يعني ان الحديث يهدف لإنشاء حكم خاص بالانبياء وهو عدم توريثهم الاموال لذراريهم .
ب ـ بينما حديث : ان الانبياء لم يورثوا : اداة النفي فيه <لم> مما يجعل الحديث في معرض الاخبار عن واقع الانبياء وان مقامهم وشانهم توريث العلم لا المال كما يشهد لهم التاريخ فلم يكونوا اصحاب دنيا وجمع اموال ليورثوها لذراريهم ، نعم : فهم اصحاب علم ودعوة وزهد ولذا ورثوا العلم للعلماء .
ثالثا : ثم ان سياق الحديث الذي يرويه الشيعة ناظر لتوريث الانبياء العلم للعلماء لا المال وهو لا ينفي توريثهم "ع" لذراريهم الاموال وشاهد ذلك نفس الحديث فانتبه لهاتين الجملتين فيه :
1ـ العلماء ورثة الانبياء .
2ـ ان الانبياء لم يورثوا دينارا ..
فالفعل < يورثوا > يتعدى لمفعولين ذكر احدهما وهو " دينارا " وحذف الاخر وهو " العلماء " لدلالة الجملة الاولى عليه فقد تضمنته فيكون التقدير " ان الانبياء لم يورثوا العلماء دينارا ولا درهما .." وهذا نظير قوله تعالى : {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} فحذف ثانيا للدلالة اولا : وعليه يكون الحديث اجنبي عن توريث الانبياء المالي لذراريهم .
رابعا : على ان الفهم الرسمي لحديث العامة " انا او نحن معاشر الانبياء لانورث ما تركناه صدقة " غير متعين اذ وجه اخر ـ بعد صرف النظر عن اشكال اصل صدوره ـ وهذا الوجه قد ذكره الشيخ المفيد في رسالته في هذا الحديث حيث ابطل استدلال العامة به لا من جهة صدوره فذاك امر بات معلوما بالضرورة وانما من وجه اخر وحاصل هذا الوجه هو :
1ـ ان ما تركه الانبياء من صدقات لا يورث .
2ـ لا ان اموال الانبياء الخاصة بهم تصير صدقة بعدهم .
والفرق بينهما مبني المحل الاعرابي لـ " ما " المهم ان معنى الحديث على الاول صحيح لا غبار عليه بل هو المتعين لموافقته لعموم القران والعقل كما هو محرر في محله دون المعنى الثاني وعلى اقل تقدير يغدوا الحديث مجملا فاذا جاء الاحتمال سيما العقلائي الوجيه فلا يصح للاستدلال .
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الصديقة المظلومة الشهيدة .
***
ـ الشبهة : انتم معاشر الشيعة تنكرون حجة ابي بكر على الزهراء ع بحديث : نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة .. والحال ان هذا الحديث مروي عندكم في... الكافي وبسند صحيح فقد روى الكليني بسنده عن الامام الصادق ع عن جده رسول الله ص : "....وإن العلماء ورثة الانبياء إن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر .." .!
الجواب :
اولا : فدك نحلة من النبي ص للزهراء ع باعتبارها ملكه لانها مما فتحه الله على نبيه ولم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، وقد روى المسلمون ان ذلك كان سببا في نزول قوله تعالى : وآت ذا القربى حقه .
وعليه : فثبوت التوريث وعدمه للانبياء في الاموال لا يؤثر على قضية فدك لاختلاف الموضوعين .
ثانيا : وبصرف النظر عن مصدر حديث ابي بكر فثمة فرق شاسع بين نص الحديثين حديث " نحن معاشر الانبياء لانورث " الذي انفرد به العامة وحديث " ان الانبياء لم يورثوا " الذي يرويه الشيعة واليك الفرق بينهما :
أـ حديث : نحن معاشر الانبياء لا نورث : اداة النفي فيه <لا> مما يعني ان الحديث يهدف لإنشاء حكم خاص بالانبياء وهو عدم توريثهم الاموال لذراريهم .
ب ـ بينما حديث : ان الانبياء لم يورثوا : اداة النفي فيه <لم> مما يجعل الحديث في معرض الاخبار عن واقع الانبياء وان مقامهم وشانهم توريث العلم لا المال كما يشهد لهم التاريخ فلم يكونوا اصحاب دنيا وجمع اموال ليورثوها لذراريهم ، نعم : فهم اصحاب علم ودعوة وزهد ولذا ورثوا العلم للعلماء .
ثالثا : ثم ان سياق الحديث الذي يرويه الشيعة ناظر لتوريث الانبياء العلم للعلماء لا المال وهو لا ينفي توريثهم "ع" لذراريهم الاموال وشاهد ذلك نفس الحديث فانتبه لهاتين الجملتين فيه :
1ـ العلماء ورثة الانبياء .
2ـ ان الانبياء لم يورثوا دينارا ..
فالفعل < يورثوا > يتعدى لمفعولين ذكر احدهما وهو " دينارا " وحذف الاخر وهو " العلماء " لدلالة الجملة الاولى عليه فقد تضمنته فيكون التقدير " ان الانبياء لم يورثوا العلماء دينارا ولا درهما .." وهذا نظير قوله تعالى : {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} فحذف ثانيا للدلالة اولا : وعليه يكون الحديث اجنبي عن توريث الانبياء المالي لذراريهم .
رابعا : على ان الفهم الرسمي لحديث العامة " انا او نحن معاشر الانبياء لانورث ما تركناه صدقة " غير متعين اذ وجه اخر ـ بعد صرف النظر عن اشكال اصل صدوره ـ وهذا الوجه قد ذكره الشيخ المفيد في رسالته في هذا الحديث حيث ابطل استدلال العامة به لا من جهة صدوره فذاك امر بات معلوما بالضرورة وانما من وجه اخر وحاصل هذا الوجه هو :
1ـ ان ما تركه الانبياء من صدقات لا يورث .
2ـ لا ان اموال الانبياء الخاصة بهم تصير صدقة بعدهم .
والفرق بينهما مبني المحل الاعرابي لـ " ما " المهم ان معنى الحديث على الاول صحيح لا غبار عليه بل هو المتعين لموافقته لعموم القران والعقل كما هو محرر في محله دون المعنى الثاني وعلى اقل تقدير يغدوا الحديث مجملا فاذا جاء الاحتمال سيما العقلائي الوجيه فلا يصح للاستدلال .
تعليق