كان القمر دامياً، حين قفزت عقارب الوقت بلا رحمة خاطفة كُل المشاعر، لتصفع بها وجه الحياة، أمّا البشر فبيوتهم أغلقت أبوابها، والنيران أصبحت أقرب إلى العيون؛ أقرب من أيّ وقتٍ مضى، وصوت خطوات الضباع فوق رمال المدينةأوضح؛ أوضح من أيّ وقتٍ مضى!، لم يدخلوا في قتال حربي، إنهم مجموعة ترتعد بعد كُل صيحة في ساحات الحروب، إلا أنّهم في هذه اللحظات .. هجموا وقرّروا تغييب القمر، واغتيال الشمس، فلم يكن لهم إلا صوت الضمائر المُتسائل:
إن في الدار ..
إلا أنّ الصوت الآخر قاطعهم، وقال:
وإن ..
بلا اكتراث، ظهرت الكلمة وأُعلن العصيان، وانطلقت النيران لتأكل ما تبقّى من الإرث العظيم، أحرقوا الباب، وانتشرت النيران لتُخفي القمر، ورُفِسَ الباب، وغُرِسَ المِسمار في ضِلع القمر .. رُفِسَ الباب مرّة أخرى .. ظهر الأنين وانطلقت الدماء لتُعانق صدر السماء، وتُلوّن المساء باللون الأحمر.
هُشّمت الأضلاع، وأُسقِطت الروح الأخرى، وسُرق النور من الأعين، فالسواد اعتلى وجه القَمر، فالصفعة الأخيرة كانت مُباشرة، لا يحجبها إلا القماش، وبقي صوت الحقيقة يصدح، لا شيء يُرعبه، سحقت الحقيقة سمعهم، فمجاعة الفِكر، لا تُسد إلا بكلمات النور، وعطش الروح لا يُروى إلى بصوتٍ سماويّ، بحروفٍ حادّة، تكسر كُل سيوف الطغيان.
ساهرت الموت قبل رحيلها بعد استشهاد الروح الأعظم، وبَكت إلى أن ابتلّت الأرض وبُنيَ بيت لها لترمي الأحزان بعيداً عن أعينهم، إلا أنّهم اقتلعوه بعد أن أعلنوا الانزعاج، ولم تبقى طويلاً في هذه الحياة، أفلتت جسمها تركته يهوي بين يدي قالع الباب، قرّرت الرحيل إلى العالم الآخر.. وأخفيَ القَبر، بعيداً عن الأعين، لا يُزار ولا يُرى ولا يُتخيّل!، وأخفيَ برغبة، لا خوفاً بل حُباً، فالدموع لن تكون كافيةً أبداً، والبُكاء لن يكون حارقاً بقدر ما يجب أن يكون، والعويل سيكون أبعد من ما تستحق الفاجعة، وسيُهان الموت، سيبحث عنه الزوّار!، أخفيَ لنبقى نبحث، أخفيَ لنفهم معنى الضياع، أخفيَ لنعرَف قدرَ المظلومية، أخفيَ لنتعرّف على معاني الانتظار، أخفيَ ليتقّد الضمير ولا يهدأ.
لُغتها في خُطبتها .. نهر، وبقتلهم إيّاها .. جمّروا فكرة الانتظار، إنّا بانتظارك أيّها الآتي.
إن في الدار ..
إلا أنّ الصوت الآخر قاطعهم، وقال:
وإن ..
بلا اكتراث، ظهرت الكلمة وأُعلن العصيان، وانطلقت النيران لتأكل ما تبقّى من الإرث العظيم، أحرقوا الباب، وانتشرت النيران لتُخفي القمر، ورُفِسَ الباب، وغُرِسَ المِسمار في ضِلع القمر .. رُفِسَ الباب مرّة أخرى .. ظهر الأنين وانطلقت الدماء لتُعانق صدر السماء، وتُلوّن المساء باللون الأحمر.
هُشّمت الأضلاع، وأُسقِطت الروح الأخرى، وسُرق النور من الأعين، فالسواد اعتلى وجه القَمر، فالصفعة الأخيرة كانت مُباشرة، لا يحجبها إلا القماش، وبقي صوت الحقيقة يصدح، لا شيء يُرعبه، سحقت الحقيقة سمعهم، فمجاعة الفِكر، لا تُسد إلا بكلمات النور، وعطش الروح لا يُروى إلى بصوتٍ سماويّ، بحروفٍ حادّة، تكسر كُل سيوف الطغيان.
ساهرت الموت قبل رحيلها بعد استشهاد الروح الأعظم، وبَكت إلى أن ابتلّت الأرض وبُنيَ بيت لها لترمي الأحزان بعيداً عن أعينهم، إلا أنّهم اقتلعوه بعد أن أعلنوا الانزعاج، ولم تبقى طويلاً في هذه الحياة، أفلتت جسمها تركته يهوي بين يدي قالع الباب، قرّرت الرحيل إلى العالم الآخر.. وأخفيَ القَبر، بعيداً عن الأعين، لا يُزار ولا يُرى ولا يُتخيّل!، وأخفيَ برغبة، لا خوفاً بل حُباً، فالدموع لن تكون كافيةً أبداً، والبُكاء لن يكون حارقاً بقدر ما يجب أن يكون، والعويل سيكون أبعد من ما تستحق الفاجعة، وسيُهان الموت، سيبحث عنه الزوّار!، أخفيَ لنبقى نبحث، أخفيَ لنفهم معنى الضياع، أخفيَ لنعرَف قدرَ المظلومية، أخفيَ لنتعرّف على معاني الانتظار، أخفيَ ليتقّد الضمير ولا يهدأ.
لُغتها في خُطبتها .. نهر، وبقتلهم إيّاها .. جمّروا فكرة الانتظار، إنّا بانتظارك أيّها الآتي.
أعلاه منقول لـــ حسين مكي المتروك
~~~~
ومـــازال مخفي ذالك القبر...
و مازالت نيران ألمها متقدة
مازالــت تخبرنا أنها لاتسمح لنا بزيارتها اذاما خلصنا انفسنا من قيود ذنوبنا واتباع هوانا ..
فالظلم مستمر والاسلام فقط بالرسم!
تعليق