بين يديك أيها القارئ الكريم ملخص محاضرات الشيخ علي رضا بناهيان تحت عنوان «السيدة الزهراء سلام الله عليها بين المحبوبية والمظلومية»:
شأن فاطمة
إن أيام الفاطمية تذكرنا بمجموعة من المفاهيم المهمة والأساسية التي لها شأن مهم جدا في تاريخ الإسلام، وكما لها تأثير على حياتنا الفردية وعلى مستوى علاقتنا بأهل البيت، كذلك لها تأثير على حياتنا الاجتماعية. وإن الارتباط بهذه المفاهيم يؤدي إلى بركات وفوائد كثيرة لمن يهتمّ بالمسائل المعنوية.
إنها تحمل مختلف الرسائل والدروس والحقائق عن الدين، وقد تكون بعض هذه الدروس أعمق بكثير من الدروس التي نستلهمها من كربلاء.
ومن بين هذه المفاهيم، يمتاز مفهومي «مظلومية» و «محبوبية» السيدة الزهراء سلام الله عليها بأهمية خاصة. إن مظلومية السيدة الزهراء سلام الله عليها تحمل لنا معاني كثيرة وكذلك تنطوي محبوبية السيدة الزهراء سلام الله عليها على معارف دينية عميقة.
محبوبية السيدة الزهراء سلام الله عليها، محور الأيام الفاطمية
إن لمحبة السيدة الزهراء سلام الله عليها، تأثيرا كبيرا في النفوس، فبإمكاننا أن نفترضها محور الأيام الفاطمية. إن أهمية محبوبية الزهراء بدرجة تمكننا من افتراض مظلوميتها وحتى استشهادها فرعا لها. في بعض الأحيان، لعلّ مظلومية الإنسان تجعله محبوبا لدى القلوب، أما في هذه المناسبة نجد أن محبة الزهراء سلام الله عليها تدخل في القلب بلا حاجة إلى تذكار مظلوميتها، بل هي التي جعلت من مظلوميتها مصيبة عزّت على القلوب.
وقد أشار القرآن في صريح قوله إلى هذه المحبوبية وإظهار المحبة؛ «قُلْ لا أَسْئَلُ?ُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى»[1]
ضرورة التأكيد على محبوبية الزهراء في المجتمع العالمي
نحن الآن وفي هذا المجتمع العالمي الذي نعيش فيه، أمام أعداء كثيرين ومختلف الديانات التي تشاهد تمسكنا بالدين. وأحيانا نشاهدهم ينتجون أفلاما ضدّ الإسلام ويصوّرون الإسلام دينا غير إنساني مليئا بالعنف.
نحن نعظّم هذه المناسبة ونعتزّ بها في ظل هكذا أجواء، فلابدّ أن نعرف هل نجعل محور هذه الأيام هو محبوبية السيدة الزهراء أم مظلوميتها؟ وأيّ المفهومين أنسب بالتسليط الأضواء عليه وأجدر بالتأثير في المجتمع العالمي؟ ومع افتراض هذه الظروف الراهنة، أي الخطابين سيحظى باهتمام أكثر من قبل شعوب العالم؟ فإذا أردنا أن نراعي المصلحة ونجعل خطابنا منسجما مع مقتضيات المجتمع العالمي، لابدّ أن نطرح «محبوبية» السيدة الزهراء سلام الله عليها.
الحب لغة الجميع: إن الحبّ هو اللغة المشتركة في جميع العالم. إنه موضوع أوسع من نطاق الدين والمذهب وحتى الثقافة. إنه أحد القضايا التي لا تتحدد بحدود. فكل العالم يعرف ويفهم أن حبّ أحد ما هو بنفسه أمر جميل ممتع وثمين.
إن هذه الظاهرة وهي أن هناك أناس يحبّون «أمّاً» في أعلى درجات الحبّ ويثنون عليها بكل عظمة وروعة، ويعشقونها حتى الموت من أجلها، تبدو جميلة ورائعة لدى الجميع. ويودّ الجميع أن يشاهدوا هذه المحبة، فبإمكاننا أن نكسب قلوب أهل العالم بإظهار هذه المحبة.
الحب نداء الفطرة: وسبب كون الإنسان يدرك بالحبّ جميع المفاهيم بسهولة وأنه أمر سهل الإدراك لدى الجميع هو أن الله قد خلق الإنسان بهذه الكيفية. لقد قال الإمام الباقر عليه السلام: «هل الدين إلا الحبّ».[2] فبما أن الدين ليس إلا الحبّ، وأن الدين مفطور بفطرة الإنسان الإلهية، إذن نستطيع القول بأن الإنسان ليس سوى الحبّ. إن الحبّ أمر فطريّ في وجود الإنسان. ولهذا أنتم قادرون على غزو العالم بالحبّ. إنه لأكسير عجيب.
ليس في العالم شخصية تماثل السيدة الزهراء سلام الله عليها، لم تستطع ثقافات العالم وحضاراتها وأساطيرها أن تصنع شخصية محبوبة تشبه السيدة الزهراء سلام الله عليها حتى في أبعاد أصغر جدا.
أما نحن فنمتلك هذه الشخصية العظيمة، فلو كانت جميع الأشجار أقلاما والبحار مدادا لنفدت عند وصفها ونظْمِ الشعر في حبّها. نحن قادرون على هزّ العالم بقدر هذا الكمّ القليل من المعلومات التي نعرفها عن حياة هذه المرأة العظيمة التي لم تتجاوز الثماني عشرة، فلماذا لم نتناول هذه القضية ولا نخوض فيها؟
حسبنا أن يصل حبكم للزهراء سلام الله عليها إلى أسماع أهل العالم. فإن شاهدوا هذا الحبّ وسمعوه، سوف يرمي أهل الخمور كؤوسهم، ويقف الراقصون عن رقصهم ويهدأ المغنون عن غنائهم لينظروا إلى مشاهد حبّكم للزهراء سلام الله عليها.
يتبع إن شاء الله...
[1]الشورى، الآية 23.
[2]الكافي، ج8، ص79.
شأن فاطمة
إن أيام الفاطمية تذكرنا بمجموعة من المفاهيم المهمة والأساسية التي لها شأن مهم جدا في تاريخ الإسلام، وكما لها تأثير على حياتنا الفردية وعلى مستوى علاقتنا بأهل البيت، كذلك لها تأثير على حياتنا الاجتماعية. وإن الارتباط بهذه المفاهيم يؤدي إلى بركات وفوائد كثيرة لمن يهتمّ بالمسائل المعنوية.
إنها تحمل مختلف الرسائل والدروس والحقائق عن الدين، وقد تكون بعض هذه الدروس أعمق بكثير من الدروس التي نستلهمها من كربلاء.
ومن بين هذه المفاهيم، يمتاز مفهومي «مظلومية» و «محبوبية» السيدة الزهراء سلام الله عليها بأهمية خاصة. إن مظلومية السيدة الزهراء سلام الله عليها تحمل لنا معاني كثيرة وكذلك تنطوي محبوبية السيدة الزهراء سلام الله عليها على معارف دينية عميقة.
محبوبية السيدة الزهراء سلام الله عليها، محور الأيام الفاطمية
إن لمحبة السيدة الزهراء سلام الله عليها، تأثيرا كبيرا في النفوس، فبإمكاننا أن نفترضها محور الأيام الفاطمية. إن أهمية محبوبية الزهراء بدرجة تمكننا من افتراض مظلوميتها وحتى استشهادها فرعا لها. في بعض الأحيان، لعلّ مظلومية الإنسان تجعله محبوبا لدى القلوب، أما في هذه المناسبة نجد أن محبة الزهراء سلام الله عليها تدخل في القلب بلا حاجة إلى تذكار مظلوميتها، بل هي التي جعلت من مظلوميتها مصيبة عزّت على القلوب.
وقد أشار القرآن في صريح قوله إلى هذه المحبوبية وإظهار المحبة؛ «قُلْ لا أَسْئَلُ?ُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى»[1]
ضرورة التأكيد على محبوبية الزهراء في المجتمع العالمي
نحن الآن وفي هذا المجتمع العالمي الذي نعيش فيه، أمام أعداء كثيرين ومختلف الديانات التي تشاهد تمسكنا بالدين. وأحيانا نشاهدهم ينتجون أفلاما ضدّ الإسلام ويصوّرون الإسلام دينا غير إنساني مليئا بالعنف.
نحن نعظّم هذه المناسبة ونعتزّ بها في ظل هكذا أجواء، فلابدّ أن نعرف هل نجعل محور هذه الأيام هو محبوبية السيدة الزهراء أم مظلوميتها؟ وأيّ المفهومين أنسب بالتسليط الأضواء عليه وأجدر بالتأثير في المجتمع العالمي؟ ومع افتراض هذه الظروف الراهنة، أي الخطابين سيحظى باهتمام أكثر من قبل شعوب العالم؟ فإذا أردنا أن نراعي المصلحة ونجعل خطابنا منسجما مع مقتضيات المجتمع العالمي، لابدّ أن نطرح «محبوبية» السيدة الزهراء سلام الله عليها.
الحب لغة الجميع: إن الحبّ هو اللغة المشتركة في جميع العالم. إنه موضوع أوسع من نطاق الدين والمذهب وحتى الثقافة. إنه أحد القضايا التي لا تتحدد بحدود. فكل العالم يعرف ويفهم أن حبّ أحد ما هو بنفسه أمر جميل ممتع وثمين.
إن هذه الظاهرة وهي أن هناك أناس يحبّون «أمّاً» في أعلى درجات الحبّ ويثنون عليها بكل عظمة وروعة، ويعشقونها حتى الموت من أجلها، تبدو جميلة ورائعة لدى الجميع. ويودّ الجميع أن يشاهدوا هذه المحبة، فبإمكاننا أن نكسب قلوب أهل العالم بإظهار هذه المحبة.
الحب نداء الفطرة: وسبب كون الإنسان يدرك بالحبّ جميع المفاهيم بسهولة وأنه أمر سهل الإدراك لدى الجميع هو أن الله قد خلق الإنسان بهذه الكيفية. لقد قال الإمام الباقر عليه السلام: «هل الدين إلا الحبّ».[2] فبما أن الدين ليس إلا الحبّ، وأن الدين مفطور بفطرة الإنسان الإلهية، إذن نستطيع القول بأن الإنسان ليس سوى الحبّ. إن الحبّ أمر فطريّ في وجود الإنسان. ولهذا أنتم قادرون على غزو العالم بالحبّ. إنه لأكسير عجيب.
ليس في العالم شخصية تماثل السيدة الزهراء سلام الله عليها، لم تستطع ثقافات العالم وحضاراتها وأساطيرها أن تصنع شخصية محبوبة تشبه السيدة الزهراء سلام الله عليها حتى في أبعاد أصغر جدا.
أما نحن فنمتلك هذه الشخصية العظيمة، فلو كانت جميع الأشجار أقلاما والبحار مدادا لنفدت عند وصفها ونظْمِ الشعر في حبّها. نحن قادرون على هزّ العالم بقدر هذا الكمّ القليل من المعلومات التي نعرفها عن حياة هذه المرأة العظيمة التي لم تتجاوز الثماني عشرة، فلماذا لم نتناول هذه القضية ولا نخوض فيها؟
حسبنا أن يصل حبكم للزهراء سلام الله عليها إلى أسماع أهل العالم. فإن شاهدوا هذا الحبّ وسمعوه، سوف يرمي أهل الخمور كؤوسهم، ويقف الراقصون عن رقصهم ويهدأ المغنون عن غنائهم لينظروا إلى مشاهد حبّكم للزهراء سلام الله عليها.
يتبع إن شاء الله...
[1]الشورى، الآية 23.
[2]الكافي، ج8، ص79.
تعليق