نحن مع اعتقادنا بعصمة جميع الاَنبياء لا نرى أنّ العصمة تلازم النبوّة، أي أنّنا لا نرى أنّ كلَ معصومٍ هو نبيٌّ بالضرورةِ، وإنْ كان كلّ نبيٍّ معصوماً بالضرورة، فربّ إنسان معصومٌ ولكنّه ليس بِنبيّ، فها هو القرآنُ الكريم يقول حول السيدة مريم
: ﴿يا مَرْيَمُ إنّ اللهَ اصْطفاكِ وَطَهَّرَكِ واصْطَفاكِ عَلى نِساءِالعالَمِيْن﴾(آل عمران:42).
إنّ استخدامَ القرآن الكريم للفظة "الاصطفاء" في شأن السيّدة مريم عليها السلام يَدلُّ على عِصمتها لاَنّ نفسَ هذه اللَّفظة "الاِصطفاء" استخدمت في شأن الاَنبياء سلامُ الله عليهم أيضاً:
﴿إنّ الله اصْطَفى آدمَ ونُوحاً وآلَ إبراهيمَ وآلَ عِمرانَ عَلى العالَمِيْن﴾(آل عمران:33).
هذا مضافاً إلى أنّ الآية قد تحدَّثتْ حول طهارة السيدة مريم عليها السلام، والمقصود هو طهارتها من أيّ نوع من أنواع الرجْس، والمعصية، وليست هذه الطهارة والبراءة هو براءتها من الذنب الذي رَمَتْها اليهودُ به في مجال ولادة عيسى منها من دون والدٍ، لاَنّ تبرئة مريم من هذه المعصية ثبتت
في الاَيّام الاَُولى لولادة عيسى عليه السلام بتكلُّمه ﴿فَأشارَتْ إليه...﴾ (مريم:29).
فلم تعُدْ حاجة إلى بيان ذلك مجدّداً.
إضف إلى ذلك أنّ الآية تتحدّث عن مريم قبل ان تحمل بالمسيح، حيث جاء حديث حملها له عبر هذه الآية فلاحظ.
*العقيدة الاسلامية،آية الله جعفر السبحاني،*
تعليق