إنّ الوعي للتقدير الإلهيّ، ودور النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام في الحفاظ على الإسلام المحمّديّ الأصيل الذي من خلاله ستتحقّق الحكومة الإلهيّة الكبرى التي هي هدف الأنبياء يعرِّفنا سرًّا من أسرار علاقة الأنبياء بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام من خلال التوسّل بهم والبكاء عليهم، وإظهار مودّتهم، ونحو ذلك, لما لهم من دور في تحقيق هدفهم الأعلى المتعلِّق بغاية الخلق، وهذا ما نقرؤه في أحاديث عديدة منها:
1- انجذاب الأنبياء عليهم السلام للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام
نبيّ الله نوح عليه السلام
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لمّا أراد الله أن يهلك قوم نوح... ضرب (أي نوح عليه السلام) بيده إلى مسمار، فأشرق بيده، وأضاء كما يضيء الكوكب الدريّ في أفق السماء، فتحيّر نوحعليه السلام، فأنطق الله المسمار بلسان طلق ذلق، فقال: أنا على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم. فهبط جبرئيل عليه السلام، فقال له: يا جبرئيل، ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟ فقال: هذا باسم سيّد الأنبياء محمّد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، أسمره على أوّلها على جانب السفينة الأيمن. ثمّ ضرب بيده إلى مسمارٍ ثانٍ، فأشرق وأنار، فقال (نوح): وما هذا المسمار؟ فقال: هذا مسمار أخيه وابن عمّه سيّد الأوصياء عليّ ابن أبي طالب عليه السلام، فأسمره على جانب السفينة الأيسر في أوّلها، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار ثالثٍ فزهر وأشرق وأنار، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار فاطمة عليها السلام، فأسمره إلى جانب (مسمار) أبيها، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار رابع، فزهر وأنار، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار الحسن، فأسمره إلى جانب مسمار مسمار فاطمة عليها السلام، فأسمره إلى جانب (مسمار) أبيها، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار رابع، فزهر وأنار، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار الحسن، فأسمره إلى جانب مسمار أبيه، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار خامس، فزهر وأنار وأظهر النداوة، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار الحسين عليه السلام"1.نبيّ الله إبراهيم عليه السلام
عن الإمام الرضا عليه السلام في حديثه عن خليل الله إبراهيم عليه السلام بعد ابتلائه بذبح ولده:"فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم، من أحبّ خلقي إليك؟ فقال عليه السلام: يا ربّ، ما خلقت خلقًا هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فأوحى الله إليه: أفهو أحبّ إليك أم نفسك؟ قال عليه السلام: بل هو أحبّ إليّ من نفسي. قال: فولده أحبّ إليك أم ولدك؟ قال عليه السلام: بل ولده. قال: بذبح ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال عليه السلام: يا رب، بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي. قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ستقتل الحسين عليه السلام ابنه من بعده ظلمًا وعدوانًا، كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي. فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك، وتوجّع قلبه، وأقبل يبكي، فأوحى الله عزّ وجلّ: يا إبراهيم، قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل عليه السلام - لو ذبحته بيدك - بجزعك على الحسين عليه السلام، وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عزّ وجلّ:﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾2"3.نبيّ الله موسى عليه السلام
في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ﴾4: "واذكروا يا بني إسرائيل، إذ استسقى موسى عليه السلام لقومه، طلب لهم السقيا، لما لحقهم العطش في التيه، وضجّوا بالبكاء إلى موسى عليه السلام، وقالوا: أهلكنا العطش. فقال موسى عليه السلام: اللهمّ بحقّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم سيّد الأنبياء، وبحقّ عليّ عليه السلام سيّد الأوصياء، وبحقّ فاطمة عليها السلام سيّدة النساء، وبحقّ الحسن عليه السلام سيّد الأولياء، وبحقّ الحسين عليه السلام سيّد الشهداء، وبحقّ عترتهم وخلفائهم سادة الأزكياء لما سقيت عبادك هؤلاء. فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، ﴿فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ﴾5، فضربه بها ﴿فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ﴾ 6- كلّ قبيلة من بني أب من أولاد يعقوب- مشربهم)، فلا يزاحم الآخرين في مشربهم"7.
نبيّ الله عيسى عليه السلام
قال الشيخ الصدوق قدس سره: "ومن أعجب العجائب أنّ مخالفينا يروون أنّ عيسى بن مريم عليها السلام مرّ بأرض كربلا، فرأى عدّة من الظباء هناك مجتمعة، فأقبلت إليه، وهي تبكي، وأنّه جلس وجلس الحواريّون، فبكى، وبكى الحواريّون، وهم لا يدرون لِمَ جلس، ولم بكى، فقالوا: يا روح الله وكلمته، ما يبكيك؟ قال عليه السلام: أتعلمون أيّ أرض هذه؟ قالوا: لا، قال عليه السلام: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفرخ الحرّة الطاهرة البتول شبيهة أمي، ويلحد فيها، هي أطيب من المسك, لأنّها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، وهذه الظباء تكلّمني وتقول: إنّها ترعى في هذه الأرض شوقًا إلى تربة الفرخ المستشهد المبارك، وزعمت أنّها آمنة في هذه الأرض". ثمّ ضرب بيده إلى بعر تلك الظباء، فشمّها فقال عليه السلام: "اللهم أبقها أبدًا حتى يشمّها أبوه، فيكون له عزاء وسلوة"8.
1- انجذاب الأنبياء عليهم السلام للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام
نبيّ الله نوح عليه السلام
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لمّا أراد الله أن يهلك قوم نوح... ضرب (أي نوح عليه السلام) بيده إلى مسمار، فأشرق بيده، وأضاء كما يضيء الكوكب الدريّ في أفق السماء، فتحيّر نوحعليه السلام، فأنطق الله المسمار بلسان طلق ذلق، فقال: أنا على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم. فهبط جبرئيل عليه السلام، فقال له: يا جبرئيل، ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟ فقال: هذا باسم سيّد الأنبياء محمّد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، أسمره على أوّلها على جانب السفينة الأيمن. ثمّ ضرب بيده إلى مسمارٍ ثانٍ، فأشرق وأنار، فقال (نوح): وما هذا المسمار؟ فقال: هذا مسمار أخيه وابن عمّه سيّد الأوصياء عليّ ابن أبي طالب عليه السلام، فأسمره على جانب السفينة الأيسر في أوّلها، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار ثالثٍ فزهر وأشرق وأنار، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار فاطمة عليها السلام، فأسمره إلى جانب (مسمار) أبيها، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار رابع، فزهر وأنار، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار الحسن، فأسمره إلى جانب مسمار مسمار فاطمة عليها السلام، فأسمره إلى جانب (مسمار) أبيها، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار رابع، فزهر وأنار، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار الحسن، فأسمره إلى جانب مسمار أبيه، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار خامس، فزهر وأنار وأظهر النداوة، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار الحسين عليه السلام"1.نبيّ الله إبراهيم عليه السلام
عن الإمام الرضا عليه السلام في حديثه عن خليل الله إبراهيم عليه السلام بعد ابتلائه بذبح ولده:"فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم، من أحبّ خلقي إليك؟ فقال عليه السلام: يا ربّ، ما خلقت خلقًا هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فأوحى الله إليه: أفهو أحبّ إليك أم نفسك؟ قال عليه السلام: بل هو أحبّ إليّ من نفسي. قال: فولده أحبّ إليك أم ولدك؟ قال عليه السلام: بل ولده. قال: بذبح ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال عليه السلام: يا رب، بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي. قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ستقتل الحسين عليه السلام ابنه من بعده ظلمًا وعدوانًا، كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي. فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك، وتوجّع قلبه، وأقبل يبكي، فأوحى الله عزّ وجلّ: يا إبراهيم، قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل عليه السلام - لو ذبحته بيدك - بجزعك على الحسين عليه السلام، وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عزّ وجلّ:﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾2"3.نبيّ الله موسى عليه السلام
في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ﴾4: "واذكروا يا بني إسرائيل، إذ استسقى موسى عليه السلام لقومه، طلب لهم السقيا، لما لحقهم العطش في التيه، وضجّوا بالبكاء إلى موسى عليه السلام، وقالوا: أهلكنا العطش. فقال موسى عليه السلام: اللهمّ بحقّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم سيّد الأنبياء، وبحقّ عليّ عليه السلام سيّد الأوصياء، وبحقّ فاطمة عليها السلام سيّدة النساء، وبحقّ الحسن عليه السلام سيّد الأولياء، وبحقّ الحسين عليه السلام سيّد الشهداء، وبحقّ عترتهم وخلفائهم سادة الأزكياء لما سقيت عبادك هؤلاء. فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، ﴿فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ﴾5، فضربه بها ﴿فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ﴾ 6- كلّ قبيلة من بني أب من أولاد يعقوب- مشربهم)، فلا يزاحم الآخرين في مشربهم"7.
نبيّ الله عيسى عليه السلام
قال الشيخ الصدوق قدس سره: "ومن أعجب العجائب أنّ مخالفينا يروون أنّ عيسى بن مريم عليها السلام مرّ بأرض كربلا، فرأى عدّة من الظباء هناك مجتمعة، فأقبلت إليه، وهي تبكي، وأنّه جلس وجلس الحواريّون، فبكى، وبكى الحواريّون، وهم لا يدرون لِمَ جلس، ولم بكى، فقالوا: يا روح الله وكلمته، ما يبكيك؟ قال عليه السلام: أتعلمون أيّ أرض هذه؟ قالوا: لا، قال عليه السلام: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفرخ الحرّة الطاهرة البتول شبيهة أمي، ويلحد فيها، هي أطيب من المسك, لأنّها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، وهذه الظباء تكلّمني وتقول: إنّها ترعى في هذه الأرض شوقًا إلى تربة الفرخ المستشهد المبارك، وزعمت أنّها آمنة في هذه الأرض". ثمّ ضرب بيده إلى بعر تلك الظباء، فشمّها فقال عليه السلام: "اللهم أبقها أبدًا حتى يشمّها أبوه، فيكون له عزاء وسلوة"8.
تعليق