حكم و مواعظ من حياة النبي يونس بن متي ( عليهما السلام )
قصة النبي يونس بن متي عليهما السلام
قال الله تعالى : « وان يونس لمن المرسلين * اذ ابق الى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم * فلولا انه كان من المسبحين * للبث في بطنه الى يوم يبعثون * فنبذناه بالعراء وهو سقيم * وانبتنا عليه شجرة من يقطين * وارسلناه الى مئة الف او يزيدون » (1).
قصة النبي يونس عليه السلام :
نتطرق في بحثنا هذا لقصة يونس عليه السلام ، وقومه التائبين ، والتي ستكون هذه القصة اخر قصص الانبياء الستة الذين مر ذكر خمسة منهم في القسم الاول والقسم الثاني من كتابنا هذا « حكم ومواعظ » ، وهذه القصة السادسة التي تتعلق بحياة النبي يونس عليه السلام وقومه.
والذي يلفت النظر ان القصص الخمس التي تحدثت عن قوم « نوح » و « ابراهيم » و « موسى » و « هارون » و « الياس » و « لوط » اشارت الى ان تلك الاقوام لم تصغ لنصائح الانيباء الذين بعثوا اليها ولم تؤمن بهم وبقيت غارقة في نومها ، فعمها العذاب الالهي وهلكت ، فيما انقذ الله سبحانه وتعالى الانبياء العظام الذين ارسلهم الى تلك الاقوام مع القلة القليلة ممن تبعهم.
ولكن نرى ان قضية نبي الله يونس عليه السلام تنتهي احداثها بشكل معاكس لما انتهت اليه تلك القصص ، اذ ان قوم يونس صحوا من غفلتهم وتابوا الى الله فور مشاهدتهم بعض دلائل العذاب الالهي الذي سيحل بهم ان لم يؤمنوا ، وان الله شملهم بلطفه وانزل عليهم بركاته المادية والمعنوية.
وفي المقابل فان نبي الله يونس ابتلى ببعض الابتلاءات والمشاكل لانه تعجل في ترك قومه وهجره اياهم ، حتى ان القرآن المجيد اطلق عليه كلمة « آبق » والتي تعني هروب العبد من مولاه :
وهذه القصة بمثابة خطاب موجه الى مشركي قريش ، وحكمة وموعظة الى كل بني الانسان على طول التاريخ ، جاء فيه : هل تريدون ان تكونوا كالاقوام الخمسة الماضية ، ام كقوم يونس ؟ وهل ترغبون ان تكون عاقبتكم الخير والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة ، الأمر لكم ...
منقول
تعليق