الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على نبينا محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كل صفحةٍ من صفحات السيرية النبوية المباركة درساً من الدروس التي تتلقاها الاجيال جيلاً بعد جيل على كل المستويات وفي كل مفصلٍ من مفاصل الحياة
فها نحن اليوم نقف امام انموذجاً من النماذج التي قدمتها السيرة النبوية العطرة لمجتمعنا تسير به نحو التكامل الروحي والبعد الخلقي الصالح .
فقد روي عن الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله ) قوله :
(( صل من قطعك , وأحسن الى من اساء اليك , وقل الحق ولو على نفسك ))
ولنأخذ المقطع الاول من الحديث (( صل من قطعك ))
نعلم تمام العلم ان للنفس الانسانية إقبال وادبار وقضية صلة القاطع ليست مجرد عمل اخلاقي في قبال عمل غير اخلاقي بل تحمل في طياتها جهاداً حقيقياً للنفس وارغاماً لها تحت ضغطٍ كبير تتجاذب فيه قوى الخير مع الامرة بالسوء .
فان النفس الامارة تدعو صاحبها لمقابلة الاساءة بالاساءة والقطيعة بالقطيعة ولكن الاسلام يلغي تلك النظرة وردة الفعل ويعطيها بعداً آخر وهو مقابلة الاساءة بالاحسان والقطيعة بالوصل , وكما نعلم ان هذا السلوك اصعب ما يكون على النفس والتفاعل معه وتطبيقه يحتاج الى مجاهدة حقيقية .
اذن ماهي الفائدة التي نحصل عليها من جرّاء هذا العمل ؟
بالتأكيد ان الفوائد جمّة وكثيرة نذكر منها :
1. التدريب النفسي على فعل المكرمات والانتصار على هوى النفس .
2. التعقل في مواطن الغضب والتريث في اخذ القرارات .
3. مقابلة الاساءة بالاحسان تعطي انطباعاً ايجابياً وتترك في نفس المقابل اثراً كبيراً وتجعله امام محاسبة ومحاكمة للضمير .
4. تصرف محمود يعطي انعكاساً لصفاء السريرة يُثاب عليه الانسان فتعلو درجات ايمانه ويكون عبداً صالحاً
فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
(( إنّ رجلاً أتى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال:
يا رسول الله إنّ لي أهلاً قد كنت أصلهم وهم يؤذونني، وقد أردت رفضهم، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ):
إذاً يرفضكم الله جميعاً. قال: وكيف أصنع؟ قال:
تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمّن ظلمك، فإذا فعلت ذلك، كان الله عزّ وجلّ لكَ عليهم ظهيرا ))
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم التوفيق لطاعته وشفاعة نبيه وآله الميامين .
تعليق