اللهم صل على محمد و آل محمد كما هم أهله و كما أنت أهله و أغفر لنا بهم يا رحمن ....
الحمد لله الذي جعلني من أهل العراق ... و أنا اهوى العراق و اهل العراق لأنه بلد سادتي آل محمد صلى الله على محمد و آل محمد ...
و قد تشرفتْ أرض العراق بجميع الأئمة الإثتي عشر صلوات الله عليهم بالإضافة الى تشرفها بسيدهم و سيدنا رسول الله (ص) ،
1- رسول الله (ص) : خلال الإسراء و المعراج مرَّ رسول الله (ص) بالكوفة المقدسه و صلّى في مسجد الكوفه ، و لذا هناك مقام لمولانا رسول الله (ص) في مسجد الكوفه .
2- أمير المؤمنين (ع) :أما أمير المؤمنين فقد شرف العراق بمرقده المقدس في النجف الأشرف فصارت ارض العراق طيبةً مباركه بهذا المرقد المعظم ، مضافاً الى انه (ع) قد إتخذ من الكوفة المقدسه عاصمةً له ، و بهذا صار العراق يفاخر السماوات السبع و الارضين بما ضمته ارضه من جسد سيد الوجود و علته ، جسد تهفوا اليه ارواح الانبياء المرسلين و تخدمه الملائكة المقربين ، فالحمد لله الذي حبانا بذلك .
3- الإمام الحسن (ع) : فقد أتى صلوات الله عليه مع أبيه امير المؤمنين (ع) الى الكوفه حين اتخذها عاصمةً لخلافته ، و بعد شهادة ابيه (ع) و مبايعة الناس له خلفاً لأبيه ، تابع على اختيار الكوفه عاصمة له ، و بقي فيها (ع) حتى ابرم الصلح او ( الهدنه ) مع ابن آكلة الأكباد ، كذلك فقد ارسله امير المؤمنين (ع) الى البصره كي يحثَّ الناس على الإلتحاق بالأمير (ع) في إحدى معاركه الثلاث ، و حين همَّ (ع) بمغادرة الكوفة المقدسه ، أنشئ قائلاً { و لا عن قِلىً فارقتُ دارَ معاشري *** هُمْ الـمانُعِونَ حَوزَتي و ذِماري } ، و هذا يدلُّ على مدى حبه (ع) للكوفة و العراق ، حتى وصفها (( دار معاشري )) ، و مما يذكر ان للامام الحسن مقاماً في الحله .
4- الإمام الحسين (ع) : أيضاً صلوات الله عليه أتى مع ابيه امير المؤمنين (ع) حين سكن الكوفه ، و بقي (ع) فيها ثم عاد مع اخيه الامام الحسن (ع) الى المدينة المنوره بعد ابرام الهدنه ، و بقي سيد الشهداء عليه السلام في المدينه حتى قَدِم مع اهل بيته و انصاره الى كربلاء كي يقوم بإحياء التوحيد و الاسلام بدمائه الزكية المقدسة الطاهره ، فتقدست ارض كربلاء و ارض العراق بدمائه المطهِّره ، و صار مرقده المعظم في العراق في كربلاء تهوي اليه النفوس عشقاً و هياما .
5- الإمام السجاد (ع) : كان مع جده الامير (ع) حين اتى العراق و اتخذ كوفته عاصمةً لخلافته ، و كان الامام السجاد (ع) آنذاك صغير السن ، ثم عاد الى المدينة المنوره مع عمه و ابيه الحسن و الحسين عليهما السلام ، ثم كان مع ابيه الامام الحسين (ع) في قافلته القاصدة كربلاء ، فتشرفت كربلاء به حتى سبي (ع) فيمن سبي الى الكوفة المقدسه ، و كذلك فقد عاود الامام السجاد (ع) مجيئه للعراق عدة مرات أخرى ، و منها زيارته لمرقد جده امير المؤمنين (ع) بالزياره المعروفه ( زيارة أمين الله ) ، و له صلوات الله عليه مقام في مسجد السهله المقدس .
6- الامام الباقر (ع) : كان صلوات الله عليه حاضراً في كربلاء المقدسه في واقعة الطف و قد تشرفت به ارض كربلاء المقدسه ، ثم سبي (ع) الى الكوفة المقدسه ، و مما يروى ان الامام الباقر (ع) في زمن امامته قدم العراق و القى فيها دروسه ، و كان العراقيين مجتمعين حوله ، فمرًّ احد الملوك الامويين عليهم اللعنه ، فألتفت و اشار الى الامام قائلاً (( اهذا الذي اتخذه اهل العراق ربا ؟!؟ )) ، و هذا يدلك على شهرة العراقيين بحبهم المنقطع النظير لأهل البيت (ع) .
7- الإمام الصادق (ع) : له مقام معروف في مسجد الكوفة المقدس ، و قد زار جده الامام الحسين (ع) و روى له صاحب مفاتيح الجنان الشيخ القمي ( رحمة الله عليه ) كلمات يزور بها جده المذبوح (ع) خلال تواجده في مرقده في كربلاء ، و قد أقام في الكوفة فترةً ، القى فيها دروسه العلميه بحرية كبيره ، و كان يجتمع حوله التلاميذ و العلماء بأعداد هائله ، و كان أكثر تلامذة الامام من العراق و لاسيما من الكوفه ، و مما يذكر ان رجلاً من الشيعه اراد ان يشتري بيتاً ، فسأل الامام الصادق صلوات الله عليه اي البلدان افضل ؟ فأجابه الامام اشتري بيتاً في الكوفه ففيها شيعتنا .
8- الإمام الكاظِم (ع) :فقد شرف صلوات الله عليه العراق و ارض الكاظمية المقدسه بمرقده المقدس ، لتصبح ارض الكاظميه من اشرف بقاع الأرض و أطهرها ، و قد قضى (ع) فترةً طويله من عمره المقدس في سجون العراق على يد الملوك العباسيين عليهم اللعائن ، حتى قضى مسموماً بسجن "الشاهك السندي" لعنه الله بأمرٍ من اللارشيد عليه لعائن الله بلعناته كلها ، ثم شيعه شيعته من اهل العراق بعد ان رأوا جنازته على جسر بغداد ، و قد حمل العراقيين الشيعه جنازته (ع) بقلوب منكسره و دموع منهمره .
9- الإمام الرضا (ع) : قد تشرف العراق به حين طويتْ له الارض من المدينة الى بغداد ليقوم بدفن ابيه الكاظم (ع) بعد استشهاده في سجن بغداد ، و ذلك لأن الامام لا يقوم بدفنه الا الامام ، ثم مرَّ صلوات الله عليه بالعراق حين قاده جند المأمون العباسي الملعون من المدينة المنوره الى مشهد المقدسه ( خراسان ) ، و قد مدح (ع) اهل الكوفه و وصفهم بقوله ( إنكم ممن امتحن الله قلبه للإيمان ) ، و هذه شهادة من سيد من سادات الوجود لأهل الكوفه اللذين هم اهل العراق .
10- الامام الجواد (ع) :اما الامام الجواد عليه صلوات الله و سلامه فقد تنورت بمرقده و تقدست ارض العراق و الكاظميه ، حين ضمت جسده المبارك جنب جده الامام الكاظم (ع) ، و قد اقام الامام الجواد (ع) في العراق فترةً طويله ، عاش خلالها في بغداد ، حتى قضى مسموماً مظلوما ، و كان اهل العراق يلتجأون اليه كثيراً و يلوذون به ، و في آخر مره استدعاه المعتصم عليه اللعنه من المدينة الى بغداد ، اوصى الى ولده الامام الهادي (ع) و ابلغ اهله و اصحابه انه لن يعود ثانيةً لأنه سيلقى منيته هناك ، صلوات الله عليه .
11- الإمام الهادي (ع) :تشرفت ارض العراق و تقدست ارض سامراء المعظمه بمرقده المبارك صلوات الله عليه ، و تقدست ايضاً بداره الموجود في سامراء و الذي اقام فيه ، و قد قضى عليه صلوات الله فترةً طويله من حياته المقدسه في العراق في سامراء ، و كان خواص اصحابه و ثقات انصاره من اهل العراق ، ثم استشهد (ع) مسموماً و دفن في داره في سامراء .
12- الإمام الحسن العسكري (ع) : قدم صلوات الله عليه مع ابيه من المدينة الى العراق في سامراء و بقي في العراق و لم يغادره حتى استشهد مسموما ، و كان معروفاً عند العراقيين مشهوراً بالعظمة و الوقار ، و كان خواص اصحابه من اهل العراق ، و قد تزوج (ع) بالسيدة المقدسه نرجس (ع) في العراق ، في حياة والده (ع) ، ثم استشهد و دفن جنب ابيه و دفنت زوجته جنبه و كذلك جنبهم عمته بنت الجواد (ع) في سامراء .
13- الامام المهدي صلوات الله عليه : هو الامام الوحيد الذي ولد في العراق ، فيا فخرك و يا عزك ايها العراق و قد ولد فيك محقق آمال الائمة و الانبياء ، و ينقل ان مسكن الامام في غيبته في " الذكوات البيض " و التي هي في الكوفه المقدسه ، و له صلوات الله عليه مقام في مسجد السهلة المعظم ، و هو اعظم و اوثق مقام للامام المهدي (ع) مضافاً الى مقامه في كربلاء المقدسه و في الحله ، ايضاً فهو في كل يوم يزور العراق لزيارة آبائه الائمة الاطهار (ع) ، و بعد كل هذا فإن عاصمته صلى الله عليه عند ظهوره هي العراق و الكوفة المقدسه تحديداً .
أقوال اهل البيت (ع) في العراقيين :
قال الامام علي امير المؤمنين (ع) مخاطباً اهل العراق : (( انتم الانصار على الحق و الاخوان في الدين و الجنن يوم البأس و الباطنة دون الناس بكم اضرب المدبر و ارجو طاعة المقبل )) .
و عن امير المؤمنين (ع) (( يا اهل الكوفه انكم من اكرم المسلمين و اقصدهم واعدلهم ستة و افضلهم سهما في الاسلام و اجودهم في العرب مركبا و نصابا انتم اشد العرب ودا للنبي (ص) و اهل بيته وانماجئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من انفسكم ))
و قال (ع) يصف الكوفه : (( هذه مدينتنا و محلنا و مقر شيعتنا )) .
و قال الامام السجاد (ع) لما عرف جماعة قادمة له انهم من اهل الكوفه (( مرحباً بكم يا اهل الكوفه انتم الشعار دون الدثار )) كناية عن القرب و المنزله .
و قال صادق آل محمد (ع) : (( و اهل الكوفة اوتادنا و اهل هذا السواد منا و نحن منهم ))
و عن الامام الصادق (ع) في الكوفه : (( تربة تحبنا و نحبها ))
و عنه (ع) ايضاً (( اللهم ارمي من رماها و عادي من عاداها ))
و قال صلى الله عليه عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من اهل العراق : (( ممن انتم ؟ قلنا من اهل الكوفه ، قال ما من البلدان اكثر محبا لنا من اهل الكوفه لا سيما هذه العصابه ، ان الله هداكم لامر جهله الناس فاحببتمونا و ابغضنا الناس و بايعتمونا و خالفنا الناس و صدقتمونا و كذبنا الناس فاحياكم الله محيانا و اماتكم مماتنا )) .
و قال الاما الرضا المرتضى (ع) (( يا اهل الكوفه لقد اعطيتم خيراً كثيرا و انكم لمن امتحن الله قلبه للايمان مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا ثم يكشفه كاسف الكرب العظيم ))
و قال معاوية بن ابي سفيان عليه و على محبيه لعائن الله (( و الله لوفائكم له - اي علي بن ابي طالب- بعد موته اعجب من حبكم له في حياته !!!)) .
و قال عليه اللعائن (( هيهات يا اهل العراق نبهكم علي بن ابي طالب فلن تفيقوا )) .
وفي الخبر : (( ان اهل الكوفه هم اسعد الناس بظهور الامام المهدي الحجه (ع) حتى انه صلوات الله عليه لمّا يعتلي منبر الكوفه و يخطب ، لا يسمع صوته من فرط شدة اصوات بكاء الجالسين )) !! ،
و ان انصار المهدي صلوات الله عليه الثلاثمائه و الثلاثة عشر ، خمسون منهم من اهل الكوفه .
العراقيين و نصرتهم لأهل البيت (ع) :
أنصار امير المؤمنين (ع) : مالك الاشتر (رض) و كان كوفي المولد و السكن ، حجر بن عدي (رض) و كان كوفي ، شرطة الخميس و هم من افضل انصار امير المؤمنين (ع) و كانوا كوفيين ، رُشًيد الهجري الكوفي (رض) ، و أويس القرني (رض) و هو يمني المولد و لكن كوفي النشأه .
أنصار الامام الحسن (ع) : هم انصاو والده (ع) و كثير منهم كوفيون .
انصار الامام الحسين (ع) : حبيب بن مظاهر الأسدي (رض) الكوفي و هو زعيم انصار الامام الحسين (ع) ، الحر بن يزيد الرياحي (رض) و غيرهما .
مضافاً الى ذلك المختار الثقفي الكوفي رضوان الله تعالى عليه الذي انتقم ( و ليس ثأر لأن الامام المهدي -ع- هو من سيثأر ) من قتلة سيد الشهداء (ع) .
أنصار الامام السجاد (ع) : سعيد بن جبير رضوان الله عليه الذي قتله الحجاج عليه اللعنه
الامام الباقر و الامام الصادق (ع) : زرارة بن أعين (رض) الكوفي و هو سيد اصحاب الصادق صلوات الله عليه ، و ابو بصير الكوفي ، و ليث بن البختري المرادي الكوفي و عبد الله بن أبي يعفور الكوفي ، و عامر ابن عبد الله بن جذاعة الكوفي ، و حجر بن زائدة الكوفي ، و حمران بن أعين الكوفي ،
و كذلك جميع آل أعين ، من ابناء زراره و اخوته كانوا خلاصة انصار الامام (ع) و هم من عائلة كوفيه ذاع صيتها بالمحبة و الولاء لأهل البيت (ع) ، و هشام بن الحكم الكوفي و جابر الجعفي ( رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ) .
و من خلَّص اصحاب الامامين الهادي و الحسن العسكري صلوات الله عليهما عثمان بن سعيد العمري و محمد بن عثمان بن سعيد العري و هما عراقيان .
و سفراء الامام المهدي (ع) الاربعه رضوان الله عليهم ، ثلاثة منهم عراقيين و واحد منهم فارسي ، رضي الله عنهم أجمعين ، و اكثر انصاره من الكوفه و اسعد الناس به هم اهل الكوفه .
و الآن اهل العراق هم السواد الأعظم في الزيارات المليونيه ، و لاسيما زيارة الاربعين للامام سيد الشهداء (ع) ، و هم اصحاب المواكب و المخيمات و هم الذين يخدمون الزوار و يوفرون لهم كلما يحتاجون اليه ...
فسلامٌ من الله و من محمد و آل محمد على جميع الشيعه من الاولين الى الآخرين ، عربيهم و أعجميهم و لا تفاضل بينهم الا بالتقوى و هي حب محمد و آل محمد (ص) ...
الحمد لله الذي جعلني من أهل العراق ... و أنا اهوى العراق و اهل العراق لأنه بلد سادتي آل محمد صلى الله على محمد و آل محمد ...
و قد تشرفتْ أرض العراق بجميع الأئمة الإثتي عشر صلوات الله عليهم بالإضافة الى تشرفها بسيدهم و سيدنا رسول الله (ص) ،
1- رسول الله (ص) : خلال الإسراء و المعراج مرَّ رسول الله (ص) بالكوفة المقدسه و صلّى في مسجد الكوفه ، و لذا هناك مقام لمولانا رسول الله (ص) في مسجد الكوفه .
2- أمير المؤمنين (ع) :أما أمير المؤمنين فقد شرف العراق بمرقده المقدس في النجف الأشرف فصارت ارض العراق طيبةً مباركه بهذا المرقد المعظم ، مضافاً الى انه (ع) قد إتخذ من الكوفة المقدسه عاصمةً له ، و بهذا صار العراق يفاخر السماوات السبع و الارضين بما ضمته ارضه من جسد سيد الوجود و علته ، جسد تهفوا اليه ارواح الانبياء المرسلين و تخدمه الملائكة المقربين ، فالحمد لله الذي حبانا بذلك .
3- الإمام الحسن (ع) : فقد أتى صلوات الله عليه مع أبيه امير المؤمنين (ع) الى الكوفه حين اتخذها عاصمةً لخلافته ، و بعد شهادة ابيه (ع) و مبايعة الناس له خلفاً لأبيه ، تابع على اختيار الكوفه عاصمة له ، و بقي فيها (ع) حتى ابرم الصلح او ( الهدنه ) مع ابن آكلة الأكباد ، كذلك فقد ارسله امير المؤمنين (ع) الى البصره كي يحثَّ الناس على الإلتحاق بالأمير (ع) في إحدى معاركه الثلاث ، و حين همَّ (ع) بمغادرة الكوفة المقدسه ، أنشئ قائلاً { و لا عن قِلىً فارقتُ دارَ معاشري *** هُمْ الـمانُعِونَ حَوزَتي و ذِماري } ، و هذا يدلُّ على مدى حبه (ع) للكوفة و العراق ، حتى وصفها (( دار معاشري )) ، و مما يذكر ان للامام الحسن مقاماً في الحله .
4- الإمام الحسين (ع) : أيضاً صلوات الله عليه أتى مع ابيه امير المؤمنين (ع) حين سكن الكوفه ، و بقي (ع) فيها ثم عاد مع اخيه الامام الحسن (ع) الى المدينة المنوره بعد ابرام الهدنه ، و بقي سيد الشهداء عليه السلام في المدينه حتى قَدِم مع اهل بيته و انصاره الى كربلاء كي يقوم بإحياء التوحيد و الاسلام بدمائه الزكية المقدسة الطاهره ، فتقدست ارض كربلاء و ارض العراق بدمائه المطهِّره ، و صار مرقده المعظم في العراق في كربلاء تهوي اليه النفوس عشقاً و هياما .
5- الإمام السجاد (ع) : كان مع جده الامير (ع) حين اتى العراق و اتخذ كوفته عاصمةً لخلافته ، و كان الامام السجاد (ع) آنذاك صغير السن ، ثم عاد الى المدينة المنوره مع عمه و ابيه الحسن و الحسين عليهما السلام ، ثم كان مع ابيه الامام الحسين (ع) في قافلته القاصدة كربلاء ، فتشرفت كربلاء به حتى سبي (ع) فيمن سبي الى الكوفة المقدسه ، و كذلك فقد عاود الامام السجاد (ع) مجيئه للعراق عدة مرات أخرى ، و منها زيارته لمرقد جده امير المؤمنين (ع) بالزياره المعروفه ( زيارة أمين الله ) ، و له صلوات الله عليه مقام في مسجد السهله المقدس .
6- الامام الباقر (ع) : كان صلوات الله عليه حاضراً في كربلاء المقدسه في واقعة الطف و قد تشرفت به ارض كربلاء المقدسه ، ثم سبي (ع) الى الكوفة المقدسه ، و مما يروى ان الامام الباقر (ع) في زمن امامته قدم العراق و القى فيها دروسه ، و كان العراقيين مجتمعين حوله ، فمرًّ احد الملوك الامويين عليهم اللعنه ، فألتفت و اشار الى الامام قائلاً (( اهذا الذي اتخذه اهل العراق ربا ؟!؟ )) ، و هذا يدلك على شهرة العراقيين بحبهم المنقطع النظير لأهل البيت (ع) .
7- الإمام الصادق (ع) : له مقام معروف في مسجد الكوفة المقدس ، و قد زار جده الامام الحسين (ع) و روى له صاحب مفاتيح الجنان الشيخ القمي ( رحمة الله عليه ) كلمات يزور بها جده المذبوح (ع) خلال تواجده في مرقده في كربلاء ، و قد أقام في الكوفة فترةً ، القى فيها دروسه العلميه بحرية كبيره ، و كان يجتمع حوله التلاميذ و العلماء بأعداد هائله ، و كان أكثر تلامذة الامام من العراق و لاسيما من الكوفه ، و مما يذكر ان رجلاً من الشيعه اراد ان يشتري بيتاً ، فسأل الامام الصادق صلوات الله عليه اي البلدان افضل ؟ فأجابه الامام اشتري بيتاً في الكوفه ففيها شيعتنا .
8- الإمام الكاظِم (ع) :فقد شرف صلوات الله عليه العراق و ارض الكاظمية المقدسه بمرقده المقدس ، لتصبح ارض الكاظميه من اشرف بقاع الأرض و أطهرها ، و قد قضى (ع) فترةً طويله من عمره المقدس في سجون العراق على يد الملوك العباسيين عليهم اللعائن ، حتى قضى مسموماً بسجن "الشاهك السندي" لعنه الله بأمرٍ من اللارشيد عليه لعائن الله بلعناته كلها ، ثم شيعه شيعته من اهل العراق بعد ان رأوا جنازته على جسر بغداد ، و قد حمل العراقيين الشيعه جنازته (ع) بقلوب منكسره و دموع منهمره .
9- الإمام الرضا (ع) : قد تشرف العراق به حين طويتْ له الارض من المدينة الى بغداد ليقوم بدفن ابيه الكاظم (ع) بعد استشهاده في سجن بغداد ، و ذلك لأن الامام لا يقوم بدفنه الا الامام ، ثم مرَّ صلوات الله عليه بالعراق حين قاده جند المأمون العباسي الملعون من المدينة المنوره الى مشهد المقدسه ( خراسان ) ، و قد مدح (ع) اهل الكوفه و وصفهم بقوله ( إنكم ممن امتحن الله قلبه للإيمان ) ، و هذه شهادة من سيد من سادات الوجود لأهل الكوفه اللذين هم اهل العراق .
10- الامام الجواد (ع) :اما الامام الجواد عليه صلوات الله و سلامه فقد تنورت بمرقده و تقدست ارض العراق و الكاظميه ، حين ضمت جسده المبارك جنب جده الامام الكاظم (ع) ، و قد اقام الامام الجواد (ع) في العراق فترةً طويله ، عاش خلالها في بغداد ، حتى قضى مسموماً مظلوما ، و كان اهل العراق يلتجأون اليه كثيراً و يلوذون به ، و في آخر مره استدعاه المعتصم عليه اللعنه من المدينة الى بغداد ، اوصى الى ولده الامام الهادي (ع) و ابلغ اهله و اصحابه انه لن يعود ثانيةً لأنه سيلقى منيته هناك ، صلوات الله عليه .
11- الإمام الهادي (ع) :تشرفت ارض العراق و تقدست ارض سامراء المعظمه بمرقده المبارك صلوات الله عليه ، و تقدست ايضاً بداره الموجود في سامراء و الذي اقام فيه ، و قد قضى عليه صلوات الله فترةً طويله من حياته المقدسه في العراق في سامراء ، و كان خواص اصحابه و ثقات انصاره من اهل العراق ، ثم استشهد (ع) مسموماً و دفن في داره في سامراء .
12- الإمام الحسن العسكري (ع) : قدم صلوات الله عليه مع ابيه من المدينة الى العراق في سامراء و بقي في العراق و لم يغادره حتى استشهد مسموما ، و كان معروفاً عند العراقيين مشهوراً بالعظمة و الوقار ، و كان خواص اصحابه من اهل العراق ، و قد تزوج (ع) بالسيدة المقدسه نرجس (ع) في العراق ، في حياة والده (ع) ، ثم استشهد و دفن جنب ابيه و دفنت زوجته جنبه و كذلك جنبهم عمته بنت الجواد (ع) في سامراء .
13- الامام المهدي صلوات الله عليه : هو الامام الوحيد الذي ولد في العراق ، فيا فخرك و يا عزك ايها العراق و قد ولد فيك محقق آمال الائمة و الانبياء ، و ينقل ان مسكن الامام في غيبته في " الذكوات البيض " و التي هي في الكوفه المقدسه ، و له صلوات الله عليه مقام في مسجد السهلة المعظم ، و هو اعظم و اوثق مقام للامام المهدي (ع) مضافاً الى مقامه في كربلاء المقدسه و في الحله ، ايضاً فهو في كل يوم يزور العراق لزيارة آبائه الائمة الاطهار (ع) ، و بعد كل هذا فإن عاصمته صلى الله عليه عند ظهوره هي العراق و الكوفة المقدسه تحديداً .
أقوال اهل البيت (ع) في العراقيين :
قال الامام علي امير المؤمنين (ع) مخاطباً اهل العراق : (( انتم الانصار على الحق و الاخوان في الدين و الجنن يوم البأس و الباطنة دون الناس بكم اضرب المدبر و ارجو طاعة المقبل )) .
و عن امير المؤمنين (ع) (( يا اهل الكوفه انكم من اكرم المسلمين و اقصدهم واعدلهم ستة و افضلهم سهما في الاسلام و اجودهم في العرب مركبا و نصابا انتم اشد العرب ودا للنبي (ص) و اهل بيته وانماجئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من انفسكم ))
و قال (ع) يصف الكوفه : (( هذه مدينتنا و محلنا و مقر شيعتنا )) .
و قال الامام السجاد (ع) لما عرف جماعة قادمة له انهم من اهل الكوفه (( مرحباً بكم يا اهل الكوفه انتم الشعار دون الدثار )) كناية عن القرب و المنزله .
و قال صادق آل محمد (ع) : (( و اهل الكوفة اوتادنا و اهل هذا السواد منا و نحن منهم ))
و عن الامام الصادق (ع) في الكوفه : (( تربة تحبنا و نحبها ))
و عنه (ع) ايضاً (( اللهم ارمي من رماها و عادي من عاداها ))
و قال صلى الله عليه عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من اهل العراق : (( ممن انتم ؟ قلنا من اهل الكوفه ، قال ما من البلدان اكثر محبا لنا من اهل الكوفه لا سيما هذه العصابه ، ان الله هداكم لامر جهله الناس فاحببتمونا و ابغضنا الناس و بايعتمونا و خالفنا الناس و صدقتمونا و كذبنا الناس فاحياكم الله محيانا و اماتكم مماتنا )) .
و قال الاما الرضا المرتضى (ع) (( يا اهل الكوفه لقد اعطيتم خيراً كثيرا و انكم لمن امتحن الله قلبه للايمان مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا ثم يكشفه كاسف الكرب العظيم ))
و قال معاوية بن ابي سفيان عليه و على محبيه لعائن الله (( و الله لوفائكم له - اي علي بن ابي طالب- بعد موته اعجب من حبكم له في حياته !!!)) .
و قال عليه اللعائن (( هيهات يا اهل العراق نبهكم علي بن ابي طالب فلن تفيقوا )) .
وفي الخبر : (( ان اهل الكوفه هم اسعد الناس بظهور الامام المهدي الحجه (ع) حتى انه صلوات الله عليه لمّا يعتلي منبر الكوفه و يخطب ، لا يسمع صوته من فرط شدة اصوات بكاء الجالسين )) !! ،
و ان انصار المهدي صلوات الله عليه الثلاثمائه و الثلاثة عشر ، خمسون منهم من اهل الكوفه .
العراقيين و نصرتهم لأهل البيت (ع) :
أنصار امير المؤمنين (ع) : مالك الاشتر (رض) و كان كوفي المولد و السكن ، حجر بن عدي (رض) و كان كوفي ، شرطة الخميس و هم من افضل انصار امير المؤمنين (ع) و كانوا كوفيين ، رُشًيد الهجري الكوفي (رض) ، و أويس القرني (رض) و هو يمني المولد و لكن كوفي النشأه .
أنصار الامام الحسن (ع) : هم انصاو والده (ع) و كثير منهم كوفيون .
انصار الامام الحسين (ع) : حبيب بن مظاهر الأسدي (رض) الكوفي و هو زعيم انصار الامام الحسين (ع) ، الحر بن يزيد الرياحي (رض) و غيرهما .
مضافاً الى ذلك المختار الثقفي الكوفي رضوان الله تعالى عليه الذي انتقم ( و ليس ثأر لأن الامام المهدي -ع- هو من سيثأر ) من قتلة سيد الشهداء (ع) .
أنصار الامام السجاد (ع) : سعيد بن جبير رضوان الله عليه الذي قتله الحجاج عليه اللعنه
الامام الباقر و الامام الصادق (ع) : زرارة بن أعين (رض) الكوفي و هو سيد اصحاب الصادق صلوات الله عليه ، و ابو بصير الكوفي ، و ليث بن البختري المرادي الكوفي و عبد الله بن أبي يعفور الكوفي ، و عامر ابن عبد الله بن جذاعة الكوفي ، و حجر بن زائدة الكوفي ، و حمران بن أعين الكوفي ،
و كذلك جميع آل أعين ، من ابناء زراره و اخوته كانوا خلاصة انصار الامام (ع) و هم من عائلة كوفيه ذاع صيتها بالمحبة و الولاء لأهل البيت (ع) ، و هشام بن الحكم الكوفي و جابر الجعفي ( رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ) .
و من خلَّص اصحاب الامامين الهادي و الحسن العسكري صلوات الله عليهما عثمان بن سعيد العمري و محمد بن عثمان بن سعيد العري و هما عراقيان .
و سفراء الامام المهدي (ع) الاربعه رضوان الله عليهم ، ثلاثة منهم عراقيين و واحد منهم فارسي ، رضي الله عنهم أجمعين ، و اكثر انصاره من الكوفه و اسعد الناس به هم اهل الكوفه .
و الآن اهل العراق هم السواد الأعظم في الزيارات المليونيه ، و لاسيما زيارة الاربعين للامام سيد الشهداء (ع) ، و هم اصحاب المواكب و المخيمات و هم الذين يخدمون الزوار و يوفرون لهم كلما يحتاجون اليه ...
فسلامٌ من الله و من محمد و آل محمد على جميع الشيعه من الاولين الى الآخرين ، عربيهم و أعجميهم و لا تفاضل بينهم الا بالتقوى و هي حب محمد و آل محمد (ص) ...
تعليق