. الشيعة لغة هم الأتباع وهم من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه. والشياع والانتشار. ويقال شيعه وشيع وأشياع، وقال تعالى (وان من شيعته لإبراهيم)) وقال ((هذا من شيعته وهذا من عدوه)) أي أتباعه، وقال تعالى((وجعل أهلها شيعا)) فرقا، وقال تعالىا ((في شيع الأولين)) وقال ((ولقد أهلكنا أشياعكم)) أتباعكم.
ذكر ابن الأثير في النهاية- اصل ألشيعه هم الفرقة من الناس، وتقع على الواحد والاثنين والجميع، المذكر والمؤنث بلفظ واحد. وقد غلب هذا الاسم على هل من يزعم انه يتولى عليا رضي الله عنه وأهل بيته، حتى صار اسما خاصا، فإذا قيل فلان من الشيعة عرف انه منهم
إذن كلمة الشيعة، كلمة من اللغة العربية، لها مدلول خاص، وردت في القرآن الكريم بالمعنى اللغوي في عدة آيات.
أن كل حقيقة لغوية، إذا صرفت عن معناها اللغوي إلى معنى خاص بحسب قرائن شرعية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة. فإن المعنى يصبح ذا حقيقة شرعية خاصة لا يجوز صرفها عن معناها لغيره. ولذلك اقر المسلمون جميعا بمفهوم ابن الأثير، إن هذا الاسم وهو الشيعة صار له حقيقة شرعيه، وبذلك صار المعنى الشرعي للشيعة هو من تولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته وعادى أعدائهم.
وإليك عددا من القرائن التي تدل على أن المعنى خاص، قد أطلقه الشارع المقدس، وأقره الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ودعى إليه، وان أتباع أهل البيت سلام الله عليهم، قد طبقوا أمر الله ورسوله، بمشايعتهم لأمير المؤمنين وأهل بيته، وبالتالي فأنهم أي الشيعة رضوان الله تعالى عليهم، قد التزموا بالحقيقة الشرعية التي فيها رضى الله ورضى رسوله صلَّى الله عليه وآله:
أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال:كنا عند النبي صلى الله عليه و إله و سلم فأقبل علي فقال النبي:"و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة"،و نزلت:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا:جاء خير البرية.
أخرج ابن عدي و ابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا:"علي خير البرية".
و أخرج ابن عدي عن ابن عباس قال:لما نزلت:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية قال رسول الله صلى الله عليه و إله و سلم لعلي:"هو أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين".
أخرج ابن مردويه عن علي قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه و إله و سلمـ:"أ لم تسمع قول الله:إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية أنت و شيعتك، موعدي و موعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين".
أخرج ابن مردويه عن عائشة، قالت:قلت:يا رسول الله من أكرم الخلق على الله؟قال:"يا عائشة أما تقرأين:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية"البينة.
روى ابن حجر في صواعقه عن أم سلمة:كانت ليلتي،و كان النبي صلى الله عليه و إله و سلم عندي فأتته فاطمة فتبعها علي رضي الله عنهما فقال النبي:"يا علي أنت و أصحابك في الجنة،أنت و شيعتك في الجنة".
روى ابن الأثير في نهايته:قال النبي مخاطبا عليا:"يا علي،إنك ستقدم على الله أنت و شيعتك راضين مرضيين،و يقدم عليه عدوك غضابا مقمحين"ثم جمع يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح.قال ابن الأثير:الإقماح:رفع الرأس و غض البصر.
روى الزمخشري في ربيعه:أن رسول الله قال:"يا علي،إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله تعالى،و أخذت أنت بحجزتي،و أخذ ولدك بحجزتك،و أخذ شيعة ولدك بحجزهم، فترى أين يؤمر بنا".
روى أحمد في المناقب:انه صلى الله عليه و إله و سلم قال لعلي:"أما ترضى إنك معي في الجنة،و الحسن و الحسين و ذريتنا خلف ظهورنا،و أزواجنا خلف ذريتنا،و شيعتنا عن أيماننا و شمائلنا".
روى الطبراني:أنه صلى الله عليه و إله و سلم قال لعلي:"أول أربعة يدخلون الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين،و ذريتنا خلف ظهورنا،و أزواجنا خلف ذرياتنا،و شيعتنا عن أيماننا و شمائلنا".
أخرج الديلمي:"يا علي،إن الله قد غفر لك و لذريتك و لولدك و لأهلك و لشيعتك،فابشر انك الأنزع البطين".
أخرج الديلمي عن النبي أنه قال:"أنت وشيعتك تردون الحوض رواء مرويين،بيضة وجوهكم،وإن عدوك يردون الحوض ظماء مقمحين".
روى المغازلي بسنده عن أنس بن مالك قال:قال رسول الله:"يدخلون من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم ثم التفت إلى علي فقال:ـ هم شيعتك و أنت إمامهم".
روى المغازلي عن كثير بن زيد قال:دخل الأعمش على المنصور، فلما بصر به قال له:يا سليمان تصدر،قال:أنا صدر حيث جلست إلى أن قال في حديثه: حدثني رسول الله قال:"أتاني جبرئيل عليه السلام آنفا فقال:تختموا بالعقيق،فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية،و لي بالنبوة،و لعلي بالوصية،و لولده بالإمامة،و لشيعته بالجنة".
و روى أيضا بسنده إلى سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه و إله و سلم قال:"يا علي تختم باليمين تكن من المقربين،قال:يا رسول الله و من المقربون؟قال:جبرئيل و وميكائيل، قال:فبما أتختم يا رسول الله؟قال:بالعقيق الأحمر،فإنه جبل أقر لله بالوحدانية،و لي بالنبوة،و لك بالوصية،و لولدك بالإمامة،و لمحبيك بالجنة،و لشيعتك و شيعة ولدك بالفردوس".
روى ابن حجر:انه مر علي على جمع فأسرعوا إليه قياما، فقال:"من القوم؟"فقالوا:من شيعتك يا أمير المؤمنين،فقال لهم:خيرا،ثم قال:"يا هؤلاء مالي لا أرى فيكم سمة شيعتنا و حلية أحبتنا"فأمسكوا حياء،فقال له من معه:نسألك بالذي أكرمكم أهل البيت و خصكم و حباكم،لما نبأتنا بصفة شيعتكم فقال:"شيعتنا هم العارفون بالله،العاملون بأمر الله".
وروي في الحديث أن ابن عباس قال:سمعت رسول الله يقول:"إذا كان يوم القيامة و رأى الكافر ما أعد الله تبارك و تعالى لشيعة علي من الثواب الزلفى و الكرامة...".
روي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور. للإمام جلال الدين السيوطي وهو من أكابر العلماء عند أهل السنة قال:أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} " فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية.
تعليق