ابن حماد من شعراء القرن الرابع
فظل محامياً يسطو عليهم |
بذات شبا تواصلها شعوب |
|
الى أن غاله سهم المنايا |
فخر وصدره بدم خضيب |
|
وراح المهر ينعاه حزينا |
يُحمحم والصهيل له نحيبُ |
|
فلما أن رأين السرج ملقى |
بجنبٍ والعنان له جنيب |
|
خرجن وقلن قد قتل المحامي |
بحومتها فشُققت الجيوب |
|
وجئنَ صوارخاً والشمر جاثٍ |
ليذبحه وفي يده القضيب |
|
فصاحت زينب فيه وظنّت |
تدافعه ومدمعها سكوبُ |
|
تقول له يا شمر دع لي |
اخي فهو المؤمل والحبيب |
|
فما أبقى الزمان لنا سواه |
كفيلاً حين ندعوه يجيب |
|
وساروا بالسباء الى يزيد |
لأرض الشام تحملهن نيب |
|
فكم من نادبات يا أبانا |
وكم من صائحات يا غريب |
|
وظل السبط شلواً في الفيافي |
تقلّبه الشمائل والجنوب |
|
وتكسوه من الحلل السوافي |
فمنها برده أبداً قشيب |
|
اذا هبّت عليه الريح طابت |
ودام لها به أوجٌ وطيب |
|
ولم تزل الأنوف تشم منها |
عبيراً كلما حصل الهبوب |
|
فذب يا قلب من حزن عليه |
وهل قلب دراه ولا يذوب |
|
وصُبي الدمع يا عيني صباً |
فما فضل السحابة لا تصوب |
|
ودونك يا بن خير الخلق نظما |
زهى فكأنه الفنن الرطيب |
|
يوازن ما نظمت بكم قديماً |
ذريني من دلالك يا خلوب |
|
فما العبدي عبدكم علي |
ليطرفكم بما لا يستطيب |
|
رثاكم والدي قبلي وأوصى |
بأني لا أغبّ ولا أغيب |
|
فوفوا لي الشفاعة يوم حشري |
فقد كثرت على صحفي الذنوب |
|
ووفوا والدي ما كان يرجو |
فسائلكم لعمري لا يخيب |
|
سقى اجدائكم غيث ملثّ |
يروّيها له سحّ سكوب |
|
ولا زالت صلوة الله تترى |
عليكم ما شدا طير طروب |
تعليق