الذي نعتقده في المقام هو أنّه لا تُوجد روح أو نفس إنسانية شرّيرة وأخرى خيّرة في أصل خلقتها، فالروح خيرٌ محض (وَنَفَخت فِيهِ مِنْ رُوحِي)، وإنّما هي تمحّلات وغشاوات ورين يُغيّب فيها الإنسان فطرته الأُولى وتحجبه عن إبصار حقيقته خصوصا والكون عموماً.
قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: «لولا تَمزّع قلوبكم وتزيّدكم في الحديث لسمعتم ما أسْمع».
وعنه صلى الله عليه وآله أيضاً: «لولا أنّ الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت».
فالروح طاهرة مُطهّرة في أصل خلقتها ولكن أغشية الزيغ والتمزّع بأوحال التمرّد والأنا تُلقي بالإنسان من حضيرة القدس إلى براثن الدنس.
من كتاب: معرفة الله ، للسيد كمال الحيدري
تعليق