علي بن حماد
وقد قام فيهم خاطباً قائلا لهم |
ولم يك من ريب المنون ليجزعا |
|
ألم تأتني يا قوم بالكتب رسلكم |
تقولون عجّل نحونا السير مسرعا |
|
فانا جميعاً شيعة لك لا نرى |
لغيرك في حق الامامة موضعا |
|
وقد جئت للعهد الذي لي عليكم |
فما عندكم في ذاك قولوا لا سمعا |
|
فقالوا له ما هذه الكتب كتبنا |
فقال لهم خلّوا سبيلي لارجعا |
|
فقالوا له هيهات بل لنسوقكم |
الى ابن زياد كارهين وخُضّعا |
|
فان لم تجيبوا فالأسنة بيننا |
تجرّعكم أطرافها السم منقعا |
|
فقال لهم يا ويلكم فتباعدوا |
عن الماء كي نروى فقالوا له معا |
|
سنوردكم حوض الردى قبل ورده |
ومالوا عليه بالأسنةُ شرّعا |
|
فبادر أصحاب الحسين اليهم |
فرادى ومثنى حاسرين ودرّعا |
|
إذا ما دنوا نحو الشريعة من ظما |
رأوا دونها زرق الأسنة مشرعا |
|
لقد صبروا لا ضيّع الله صبرهم |
ولم يك عند الله صبر مضيّعا |
|
الى أن ثووا صرعى على الترب حوله |
فلله ذاك المصرع الفذّ مصرعا |
|
فهاجوا على المولى وقد ظل وحده |
فقل حُمرٌ لاقت هزبراً سميدعا |
|
يشدّ عليهم شدةً علوية |
يظل نياط القلب منها مقطعا |
|
كشد أبيه في الهياج وضربه |
وهل تلد الشجعان إلا المشجعا |
|
الى أن هوى عن سرجه متعفراً |
يلاحظ فسطاط النساء مودّعا |
|
وأقبل شمر الرجس فاحتز راسه |
وخلّف منه الجسم شلواً مبضعا |
|
وشال سنان في السنان كريمه |
كبدر الدجى وافى من التمّ مطلعا |
|
ومالوا على رحل الحسين وأهله |
فيا يومهم ما كان أدهى وأفظعا |
|
فلو تنظر النسوان في ذلة السبا |
يسقن على رغم عطاشى وجوّعا |
|
وزينب ما تنفك تدعو باختها |
أيا أخت ركني قد وهى وتضعضعا |
|
أيا اخت من بعد الحسين نعدّهُ |
لحادثة الايام حصنا ممنعا |
|
أيا اخت هذا اليوم آخر عهدنا |
فبعد حسين قط لن نتجمعا |
|
أيا اخت لو أن الذي بي من الاسى |
برضوى إذن لا نهدّ أو لتزعزعا |
تعليق