بسم الله الرحمن الرحيم
وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بمَا أُنزِلَ إِلَيْك وَ مَا أُنزِلَ مِن قَبْلِك وَ بِالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)
المعنى
ثم بين تعالى تمام صفة المتقين فقال « و الذين يؤمنون بما أنزل إليك » يعني القرآن « و ما أنزل من قبلك » يعني الكتب المتقدمة و قوله « و بالآخرة » أي بالدار الآخرة لأن الآخرة صفة فلا بد لها من موصوف و قيل أراد به الكرة الآخرة و إنما وصفت بالآخرة لتأخرها عن الدنيا كما سميت الدنيا دنيا لدنوها من الخلق و قيل لدناءتها « هم يوقنون » يعلمون و سمي
العلم يقينا لحصول القطع عليه و سكون النفس إليه فكل يقين علم و ليس كل علم يقينا و ذلك أن اليقين كأنه علم يحصل بعد الاستدلال و النظر لغموض المعلوم المنظور فيه أو لإشكال ذلك على الناظر و لهذا لا يقال في صفة الله تعالى موقن لأن الأشياء كلها في الجلاء عنده على السواء و إنما خصهم بالإيقان بالآخرة و إن كان الإيمان بالغيب قد شملها لما كان من كفر المشركين بها و جحدهم إياها في نحو ما حكي عنهم في قوله و قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا فكان في تخصيصهم بذلك مدح لهم .
مجمع البيان ج : 1 ص : 124
وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بمَا أُنزِلَ إِلَيْك وَ مَا أُنزِلَ مِن قَبْلِك وَ بِالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)
المعنى
ثم بين تعالى تمام صفة المتقين فقال « و الذين يؤمنون بما أنزل إليك » يعني القرآن « و ما أنزل من قبلك » يعني الكتب المتقدمة و قوله « و بالآخرة » أي بالدار الآخرة لأن الآخرة صفة فلا بد لها من موصوف و قيل أراد به الكرة الآخرة و إنما وصفت بالآخرة لتأخرها عن الدنيا كما سميت الدنيا دنيا لدنوها من الخلق و قيل لدناءتها « هم يوقنون » يعلمون و سمي
العلم يقينا لحصول القطع عليه و سكون النفس إليه فكل يقين علم و ليس كل علم يقينا و ذلك أن اليقين كأنه علم يحصل بعد الاستدلال و النظر لغموض المعلوم المنظور فيه أو لإشكال ذلك على الناظر و لهذا لا يقال في صفة الله تعالى موقن لأن الأشياء كلها في الجلاء عنده على السواء و إنما خصهم بالإيقان بالآخرة و إن كان الإيمان بالغيب قد شملها لما كان من كفر المشركين بها و جحدهم إياها في نحو ما حكي عنهم في قوله و قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا فكان في تخصيصهم بذلك مدح لهم .
مجمع البيان ج : 1 ص : 124
تعليق