بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
وشى شخص بيوسف بن يعقوب ـــ وهو رجل نصراني من اهالي فلسطين ـــ عند المتوكل ، فأمر باحضاره ومعاقبته.
فنذر يوسف مائة دينار الى الامام الهادي عليه السلام إن اعاده الله سالما الى بيته وانقذه من شر المتوكل وكان المتوكل آنذاك قد احضر الامام عليه السلام من الحجاز الى سامراء وحبسه في بيته فكانت أحواله المعيشية صعبة للغاية.
قال يوسف:
ما أن وصلت سامراء حتى قلت لنفسي: من الافضل ان اسلم الامام عليه السلام المائة دينار قبل ان اتوجه الى المتوكل ولكن ما أصنع، فأنا رجل نصراني ولا اعرف منزل الامام عليه السلام أخشى أن اسأل احدا فيخبر المتوكل فيزداد غضبه عليّ، من جانب آخر فان المتوكل منع الناس من الذهاب الى دار الامام عليه السلام، فوقع في قلبي ان اركب حماري ولا أمنعه من حيث يذهب لعلي اقف بلطف الله دون سؤال الآخرين على معرفة دار الامام عليه السلام؛ فكان الحمار يخترق الشوارع والاسواق الى أن صرت على باب دار فوقف الحمار فجهدت ان يزول فلم يزل، فسألت غلاما:
ـــ لمن هذه الدار؟
قال: دار ابن الرضا عليه السلام الامام الهادي.
فقلت الله اكبر هذه دلالة على عظمة الامام عليه السلام واذا بغلام قد خرج من الدار وقال:
ـــ انت يوسف بن يعقوب؟
فقلت: نعم.
قال: انزل.
فنزلت فقادني الى داخل الدار فقلت في نفسي: هذه دلالة اخرى، من أين عرف هذا الغلام اسمي، ثم قال:
ـــ ناولني المائة دينار التي نذرتها.
فقلت وهذه الثالثة، فناولته المال، فأخذه وعاد الي فقادني الى الامام وهو في مجلسه وحده، فقال:
ـــ اما آن لك ان تسلم يا يوسف!
قلت: لقد بان لي من الدليل والبرهان مافيه كفاية لمن اكتفـى.
فقال عليه السلام:
ــ هيهات إنك لا تسلم، ولكن سيسلم ولدك اسحق وهو من شيعتنا.
ثم قال عليه السلام:
ــ يا يوسف! ان اقواما يزعمون ان ولايتنا لا تنفع امثالكم، كذبوا والله فمن احبنا انتفع بنا، اسلم ام لم يسلم. امض في ما وافيت له فانك سترى ما تحب.
قال يوسف: فمضيت دون قلق الى المتوكل فبلغت ما أريد ثم رجعت.
وبعد مدة مات يوسف فاسلم ولده اسحق وهو حسن التشيع، وكان يقول دائما:
ــ انا بشارة مولاي الامام الهادي عليه السلام.
كتاب حكايات بحار الانوار
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
وشى شخص بيوسف بن يعقوب ـــ وهو رجل نصراني من اهالي فلسطين ـــ عند المتوكل ، فأمر باحضاره ومعاقبته.
فنذر يوسف مائة دينار الى الامام الهادي عليه السلام إن اعاده الله سالما الى بيته وانقذه من شر المتوكل وكان المتوكل آنذاك قد احضر الامام عليه السلام من الحجاز الى سامراء وحبسه في بيته فكانت أحواله المعيشية صعبة للغاية.
قال يوسف:
ما أن وصلت سامراء حتى قلت لنفسي: من الافضل ان اسلم الامام عليه السلام المائة دينار قبل ان اتوجه الى المتوكل ولكن ما أصنع، فأنا رجل نصراني ولا اعرف منزل الامام عليه السلام أخشى أن اسأل احدا فيخبر المتوكل فيزداد غضبه عليّ، من جانب آخر فان المتوكل منع الناس من الذهاب الى دار الامام عليه السلام، فوقع في قلبي ان اركب حماري ولا أمنعه من حيث يذهب لعلي اقف بلطف الله دون سؤال الآخرين على معرفة دار الامام عليه السلام؛ فكان الحمار يخترق الشوارع والاسواق الى أن صرت على باب دار فوقف الحمار فجهدت ان يزول فلم يزل، فسألت غلاما:
ـــ لمن هذه الدار؟
قال: دار ابن الرضا عليه السلام الامام الهادي.
فقلت الله اكبر هذه دلالة على عظمة الامام عليه السلام واذا بغلام قد خرج من الدار وقال:
ـــ انت يوسف بن يعقوب؟
فقلت: نعم.
قال: انزل.
فنزلت فقادني الى داخل الدار فقلت في نفسي: هذه دلالة اخرى، من أين عرف هذا الغلام اسمي، ثم قال:
ـــ ناولني المائة دينار التي نذرتها.
فقلت وهذه الثالثة، فناولته المال، فأخذه وعاد الي فقادني الى الامام وهو في مجلسه وحده، فقال:
ـــ اما آن لك ان تسلم يا يوسف!
قلت: لقد بان لي من الدليل والبرهان مافيه كفاية لمن اكتفـى.
فقال عليه السلام:
ــ هيهات إنك لا تسلم، ولكن سيسلم ولدك اسحق وهو من شيعتنا.
ثم قال عليه السلام:
ــ يا يوسف! ان اقواما يزعمون ان ولايتنا لا تنفع امثالكم، كذبوا والله فمن احبنا انتفع بنا، اسلم ام لم يسلم. امض في ما وافيت له فانك سترى ما تحب.
قال يوسف: فمضيت دون قلق الى المتوكل فبلغت ما أريد ثم رجعت.
وبعد مدة مات يوسف فاسلم ولده اسحق وهو حسن التشيع، وكان يقول دائما:
ــ انا بشارة مولاي الامام الهادي عليه السلام.
كتاب حكايات بحار الانوار
تعليق