عن أبي هريرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبوبكر وعمر خير أهل السماوات والارض ، وخير الاولين والآخرين ، إلا النبيين والمرسلين .
ذكره ابن حجر في الصواعق 45 نقلا عن الحاكم وابن عدي ، وأخرجه الخطيب في تاريخه 5 ص 253 وسكت عما في سنده من العلل " على عادته الجارية في مناقب الشيخين " وفيه : جبرون بن واقد الافريقي والراوي عنه محمد بن داود القنطري ، قال الذهبى في الميزان : جبرون متهم فانه روى بقلّة حياء عن سفيان ، وروى عنه محمد بن داود القنطري ، عن أبي هريرة مرفوعا : أبوبكر وعمر خير الاولين . الحديث تفرد به وبالذي قبله وهما موضوعان . وزاد ابن حجر في اللسان 2 ص 94 عن ابن عدي انه قال : لا أعرف له غير هذين الحديثين وأعلم يرويهما عنه غير محمد بن داود وهما منكران وقال الذهبي في ترجمة محمد بن داود : عن جبرون الافريقي بحديثين باطلين ذكرهما ابن عدي في ترجمة جبرون وقال تفرد بهما محمد .
وقال ابن حجر في اللسان 5 : 161 : أحسب الآفة في الحديث من جبرون وقد ساق المؤلف الحديثين في ترجمته وصرح بأنهما موضوعان وأشار إلى أن المشتهر بهما جبرون .
قال الاميني :
ومن الحريّ لمثل هذين المبطلين أن يرويا باطلا كمثل هذا الذي يرتأي مفتعله تفضيل الرجلين على الملائكة المقربين المعصومين من أهل السماوات وفيهم سيدهم أمين الوحي جبرئيل ، وعلى من ثبتت زلفتهم وقربهم من أولياء الله وأصفيائه وأوصياء الانبياء ، أنا لا أدري بماذا فضلا عليهم أبعلمهما المتدفق ؟ وقد عرفت مبلغهما منه ، أم بالعصمة عن الخطايا والذنوب ؟ وأنت لا تقول بها ، أو أن ما حفظه التاريخ من سيرتهما لا يدع أن تقول بها ، لكن عصمة الملائكة ثابتة لاريب فيها ، وعصمة الاوصياء واجبة بالبرهنة الصحيحة ، وزلفى المقربين كلقمان والخضر وذي القرنين من القضايا التي قياساتها معها ، أم ببأسهما المرهب في ذات الله وعنائهما في سبيل الدين وجهودهما الجبارة ؟ لا يخفى على أحد حق القول في ذلك كله ، ضع يدك ها هنا على أي فضيلة فانك لا تجد فيهما منها ما يربي بهما على كثير من الصحابة والتابعين هلم جرا فضلا عن من ذكرناهم ، غير أن الغلو في الفضائل حدى صاحبه إلى أن يقول بذلك ، فدعه يقول فان الحقائق الثابتة غير قابلة للزوال والاصول الموضوعة يركن اليها على كل حال .
تعليق