بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ابن الأعرابي] : نا نجيح بن محمّد بن الحسين ، ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد . (ح) و[ابن حبّان] : ثنا محمّد بن سليمان بن فارس ، ثنا زكريّا بن يحيى بن العاصم الكوفي ، ثنا ضرار بن صرد . (ح) و[الحاكم] : ثنا عبدان ابن يزيد بن يعقوب الدّقاق من أصل كتابه ، ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد . (ح) و[ابن عساكر] : من طريق ابن الأعرابي ، عن ابن صرد . (ح) و[أيضاً] : أنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد الحافظ ، ومحمّد بن الهيثم بن محمّد بن الهيثم الأديب ، قالا : أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شكروية ، زاد الحافظ : وأبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ السمسار . (ح) وأخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد ابن المميّز وأبو عبد الله محمّد بن سعيد بن أحمد كورجة الخرقي ، بأصبهان ، قالا : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن خورشيد قوله : أنا أبو عبد الله حسين بن إسماعيل المحاملي ، نا عبد الأعلى بن واصل ، نا أبو نعيم الضرار بن صرد . (ح) و [أيضاً] : أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ ، أنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن سهل الماسرجسي ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد بن بشر بمكّة ، نا نجيح بن إبراهيم ، أبو محمّد الزهري ، نا ضرار بن صرد ، نا المعتمر بن سليمان التيمي ، قال : سمعت أبي يذكر ، عن الحسن ، عن أنس ، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لعليّ : « أنت تبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي» .الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ثمّ قال الحاكم : هذا حديث صحيح ، على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه . قال الذّهبي : بل هو فيما أعتقد ، من وضع ضرار ، قال ابن معين كذّاب(1).
إنّ ضرار بن صرد هذا سجّل فيما بين الّذين قذفهم القوم في وادي المتروكين ، ووضعوا عليه صبغة التشيّع . وأمّا الذنب الّذي استحقّ به ذلك ؛ فهو روايته لهذا الحديث ، فقد قال أبوحاتم : صدوق ، صاحب قرآن وفرائض ، يكتب حديثه ، ولا يحتجّ به ، روى حديثاً ، عن معتمر ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن أنس عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في فضيلة لبعض الصحابة ، ينكرها أهل المعرفة بالحديث . وقال ابن عديّ : وضرار بن صرد هذا من المعروفين بالكوفة ، وله أحاديث كثيرة ، وهو في جملة من يُنسب إلى التشيّع بالكوفة . وقال الحافظ في التقريب : صدوق له أوهام وخطأ ، ورمي بالتشيّع ، وكان عارفاً بالفرائض . وعدّوه ممّن روى عنه أبو زرعة والبخاري في كتاب أفعال العباد وغيرهما ، وعن البخاري وغيره : أنّه متروك الحديث . مات سنة : تسع وعشرين ومائتين(2).
لاحظ أنّ البعض الّذي لم يحبّ أبو حاتم أن يذكر اسمه هو عليّ ابن أبي طالب ، وأنّ سبب نكارة الحديث هو كون الفضيلة مختصّة به (عليه السلام) ، دون غيره .
هذا ، مع أنّ ضرار بن صرد لم ينفرد برواية هذا الحديث عن أنس ، بل قد روي من طريقين آخرين ، فلاحظ :
[أبو نعيم] : ثنا محمّد بن أحمد بن عليّ ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، ثنا عليّ بن عيّاش [وفي تاريخ دمشق : ابن عبّاس ، وفي نسخة : بن عابس] ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « يا أنس ، اسكب لي وضوءاً » . ثمّ قام فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : « يا أنس ، أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين وخاتم الوصيّين» . قال أنس : قلت : اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار ، وكتمته ، إذ جاء عليّ ، فقال : « من هذا يا أنس ؟» فقلت : عليّ . فقام مبشراً ، فاعتنقه ، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، ويمسح عرق عليّ بوجهه ، قال عليّ : يا رسول الله ، لقد رأيتك صنعتَ شيئاً ، ما صنعتَ بي من قبلُ! قال : « وما يمنعني ؟ وأنت تؤدّي عنّي ، وتسمعهم صوتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي» .
وأخرجه ابن عساكر وابن الجزري ؛ من طريق أبي نعيم(3).
[ابن عساكر] : أنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النجّار ، نا محمّد بن المظفر ، نا إسحاق ابن محمّد بن مروان ، نا أبي ، نا الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق ، عن بشير الغفاري ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ : « أنت تغسّلني ، وتواريني في لحدي ، وتبيّن لهم بعدي»(4) .
[الديلمي] : عن أنس عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : « يا عليّ ، أنت تبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي»(5) .
[الديلمي] : عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « عليّ منّي ، ومبيّن لأُمّتي ما أرسلت به بعدي ، حبّه إيمان ، وبغضه نفاق»(6) .
[ابن عدي] : ثنا أحمد بن حفص بن عمر ، ثنا أحمد بن أبي روح ، ثنا يزيد بن هارون ، ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قيل : يا رسول الله ، عمن يكتب العلم بعدك ؟ قال : « عن عليّ وسلمان » .
ثم قال ابن عدي : وهذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلاّ من حديث أحمد بن أبي روح ، ولا يتابَع أحمد بن أبي روح عليه .
وأخرجه الخطيب والسهمي وابن الجوزي من طريق ابن عدي ، وأعلّوا الحديث بأحمد بن أبي روح البغدادي (7).
الحاصل : أنّك قد لاحظت أنّ الله جلّ شأنه نصّب عليّاً ميزاناً للحقّ والهداية ، وجعله مبيِّناً لما اختُلف فيه بين الأُمّة . فكان من الواجب واللازم على جميع المسلمين الرجوع إلى عليّ (عليه السلام) ، والاقتداء به في كلّ ما كان مختلَفاً فيه بينهم ، والإعراض عن كلّ رأي معارض لقوله سلام الله عليه ، سواء كان ذلك الرأي لصحابي أو لغيره .
------------------------
(1) المستدرك على الصحيحين : 3 / 122 ، معجم الشيوخ لابن الأعرابي : 2 / 455 ح : 2389 تاريخ دمشق : 42 / 387 ، المجروحين : 1 / 380 .
(2) الجرح والتعديل : 4 / 465 م : 2046 ، التاريخ الكبير : 4 / 340 م : 3054 ، المجروحين : 1 / 380 ، الكامل لابن عديّ : 5 / 161 م : 950 ، تهذيب الكمال : 9 / 180 - 182 م : 2915 ، تهذيب التهذيب : 4 / 419 - 420 م : 3082 ، تقريب التهذيب : 221 م : 2982 ، ميزان الاعتدال : 2 / 327 - 328 م : 3951 ، لسان الميزان : 8 / 407 م : 13000 .
(3) حلية الأولياء : 1 / 63 - 64 ، تاريخ دمشق : 42 / 386 ، مناقب الأسد الغالب : 23.
(4) تاريخ دمشق : 42 / 386 - 387 .
(5) كنز العمّال : 11 / 615 ح : 32983 .
(6) سمط النجوم : 3 / 64 ح : 141 ، كنز العمّال : 11 / 614 - 615 ح : 32981 وعن مسند الفردوس(4000) .
(7) الكامل لابن عدي : 1 / 321 م : 36 ، تاريخ بغداد : 4 / 379 – 380 م : 2146 ، تاريخ جرجان : 64 م : 6 ، العلل المتناهية : 1 / 283 – 284 ح 458 ، ميزان الاعتدال : 1 / 98 م : 378 ، لسان الميزان : 1 / 260 م : 558
(1) المستدرك على الصحيحين : 3 / 122 ، معجم الشيوخ لابن الأعرابي : 2 / 455 ح : 2389 تاريخ دمشق : 42 / 387 ، المجروحين : 1 / 380 .
(2) الجرح والتعديل : 4 / 465 م : 2046 ، التاريخ الكبير : 4 / 340 م : 3054 ، المجروحين : 1 / 380 ، الكامل لابن عديّ : 5 / 161 م : 950 ، تهذيب الكمال : 9 / 180 - 182 م : 2915 ، تهذيب التهذيب : 4 / 419 - 420 م : 3082 ، تقريب التهذيب : 221 م : 2982 ، ميزان الاعتدال : 2 / 327 - 328 م : 3951 ، لسان الميزان : 8 / 407 م : 13000 .
(3) حلية الأولياء : 1 / 63 - 64 ، تاريخ دمشق : 42 / 386 ، مناقب الأسد الغالب : 23.
(4) تاريخ دمشق : 42 / 386 - 387 .
(5) كنز العمّال : 11 / 615 ح : 32983 .
(6) سمط النجوم : 3 / 64 ح : 141 ، كنز العمّال : 11 / 614 - 615 ح : 32981 وعن مسند الفردوس(4000) .
(7) الكامل لابن عدي : 1 / 321 م : 36 ، تاريخ بغداد : 4 / 379 – 380 م : 2146 ، تاريخ جرجان : 64 م : 6 ، العلل المتناهية : 1 / 283 – 284 ح 458 ، ميزان الاعتدال : 1 / 98 م : 378 ، لسان الميزان : 1 / 260 م : 558
تعليق