بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام الحسن ( عليه السلام ) :
( مَن لا يُؤمِن بالله وقضائه وقدره فقد كَفَر ،
ومن حمل ذنبه على ربه فقد فجر . إنَّ الله لا يُطاع استكراهاً ،
ولا يعطي لغلَبة ، لأنه المليك لما ملَّكهم ، والقادر على ما أقدرهم .
فإن عملوا بالطاعة لم يَحُلْ بينهم وبين ما فعلوا ،
فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي يجبرهم على ذلك .
فلو أجبر الله الخلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب ،
ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب ،
ولو أنه أهملهم لكان عجزاً في القدرة .
ولكنْ له فيهم المشيئة التي غيَّبها عنهم ،
فإن عملوا بالطاعات كانت له المِنَّة عليهم ،
وإن عملوا بالمعصية كانت له الحُجَّة عليهم ) .
الموعظة الثانية : في ذكر الموت
قال ( عليه السلام )
لجنادة - أحد أصحابه - :
( يا جنادة ، استعدَّ لِسَفَرك ، وحصِّل زادك قبل حلول أجلك ،
واعلم أنك تطلب الدنيا و الموت يطلبك .
ولا تحمل هَمَّ يومك الذي لم يأتِ على يومك الذي أنتَ فِيه ،
واعلمْ أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك
إلاَّ كنت فيه خازناً لغيرك . واعلم أنَّ الدنيا في حلالها حساب ،
وفي حَرامها عقاب ، وفي الشُّبُهات عِتاب . فَأَنزِلِ الدنيا بمنزلة الميتة ،
خُذْ منها ما يكفيك ، فإن كان حلالاً كنتَ قد زهدْتَ فيه ،
وإن كان حراماً لم يكن فيه وِزْر ، فأخذت منه كما أخذت من الميتة ،
وإن كان العقاب فالعقاب يسير . واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ،
واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً . وإذا أردت عِزّاً بلا عشيرة ،
وهيبة بلا سلطان ، فاخرج من ذُلِّ معصية الله إلى عِزِّ طاعة الله
عزَّ وجلَّ . وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة ،
فاصحب مَن إذا صحبتَهُ زَانَك ، وإذا أخذتَ منه صانَك ،
وإذا أردت منه مَعونة أعَانَك ، وإن قلتَ صَدَّقك ،
وإن صلتَ شَدَّ صَولتَك ، وإن مَدَدت يدك بفضلٍ مَدَّها ،
وإن بَدَتْ منك ثلمَةٍ سَدَّها ، وإن رأى منك حَسَنة عَدَّها ،
وإن سألته أعطاك ، وإن سَكَتَّ عنه ابْتَداك ، وإن نزلتْ بك
إحدى المُلمَّات وَاسَاك . مَن لا تأتيك منه البوائق ،
ولا تختلف عليك منه الطَّرائِق ، ولا يخذلُك عند الحقائق ،
وإنْ تَنازَعْتُما منقسماً آثَرَكَ ) .
الموعظة الثالثة : في مُهلِكات المرء
قال ( عليه السلام ) :
( هَلاكُ المَرءِ في ثلاث : الكِبَر ، والحِرْص ، والحَسَد ،
فالكِبَر هلاك الدين ، وبه لُعِن إبليس ، والحِرْص عَدوُّ النفس ،
وبه أُخرِجَ آدم من الجنة ، والحَسَد رائد السوء ، ومِنهُ قَتَلَ قَابيل هَابيلَ ) .
الموعظة الرابعة : في الأخلاق
قال ( عليه السلام ) :
( لا أدَبَ لِمن لا عقل له ، ولا مُرُوءة لِمَنْ لا هِمَّة له ،
ولا حَياءَ لِمَن لا دين له ، ورأسُ العقل مُعَاشَرَة الناس بالجميل ،
وبالعقل تُدرَكُ الداران جميعاً ، وَمَنْ حُرِم العقلُ حُرِمَهُمَا جَميعاً ) .
الموعظة الخامسة : في جوامع الموعظة
قال ( عليه السلام ) :
( يا ابن آدم ، عفَّ عن محارم الله تَكُنْ عابداً ،
وارضَ بما قسم الله تكن غَنيّاً ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً ،
وصاحب الناس بمثل ما تحبَّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً .
إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيراً ، ويبنون مشيداً ،
ويأملون بعيداً ، أصبح جمعهم بوراً ، وعَملهُم غُروراً ،
ومَسَاكنهم قُبوراً . يا ابن آدم ، لم تَزَلْ في هَدم عمرك
منذ سقطتَ من بَطنِ أمِّك ، فَخُذ مما في يديك لما بين يديك ،
فإنَّ المؤمنَ يتزوَّد ، والكافرَ يتمتَّع ) .
******
لا تتنسونا من صالح دعائكم
تعليق