بسم الله الرحمن الرحيم
ان محورية القران في فكر علماء مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) من الوضوح بدرجة اظن انني لا احتاج معه الى تطويل البحث لكن ظهرت في الفترة الأخيرة دعاوى تتهم فقهاء الطائفة باهمأل القران والاعتماد على الحديث على نحو الاصالة واختصار دور القران بكونه مرجح فقط في حال تعارض الأدلة فغدا – على قول هؤلاء – علمائنا الأصوليين كالاخباريين الذين نفوا الحجية عن ظاهر القران واعتمدوا كليا على الحديث الشريف .
واخص بالذكر الدعوى التي اطلقها السيد كمال الحيدري واتهامه كبار علماء الطائفة باهمال القران ونحن وان كنا نحفظ للسيد الحيدري مكانته وسعيه الدائم للدفاع عن مذهب اهل البيت (عليهم السلام) لكننا نجده في هذه الدعوى قد جافى الحق وغالى في نقده لهذه الطائفة والعصمة لاهلها .
ونحن ننقل دعاوى السيد كمال الحيدري وبعد ذلك نذكر الرد:
يقول السيد كمال الحيدري (حفظه الله تعالى):
"الفريق الثاني: يقولون المرجعية للحديث ولكنه في جملة من الأحيان هذا الحديث الذي وصل إلينا من النبي أو الأئمة يقع فيه تعارض وتهافت فلا نعلم نرجح هذه الكفة أو هذه الكفة؟ لأنه قلنا نحن لسنا في خدمة النبي حتى نسأله يا رسول الله نعمل بهذا الحديث أو نعمل بهذا الحديث، جاءنا حديثان متعارضان كما يقال ولم نجد طريقا لرفع التعارض فماذا نفعل؟ هذا الاتجاه يقول هنا يبرز دور القرآن، يبرز دور القرآن في التعارض، وإلّا قبل التعارض لا نحتاج إلى القرآن، لا يوجد دور للقرآن، الدور للقرآن يأتي في مراحل متأخرة وهو في بعض المراحل الثالثة أو الرابعة عندما تتعارض الروايات للترجيح هنا يقول هذا الاتجاه ما وافق القرآن يتقدم على ما لم يوافق القرآن. إذن هو يقبل القرآن ولكنه لا كمحور بل السنة عنده أصل ومحور، ولكنه في مرحلة من المراحل لا يسقط القرآن مطلقا عن الاعتبار كما في الفريق الأول وإنما يقول له دور هنا يظهر، وعلى رأس هؤلاء، أنا أذكر أعلام الأصوليين المعاصرين، السيد الخوئي، أعزّائي في مصباح الأصول التفتوا، طبعا أنا أعلم أنه سوف ترتفع الأصوات، كيف تصنف السيد الخوئي على أنه لا يقبل القرآن، لا عزيزي، تعالوا وكونوا من أهل العلم وبينوا أين السيد الخوئي قال أن المحورية الأول للقرآن قبل السنة، مصباح الأصول للسيد أبو القاسم الخوئي، تحقيق نشر الفقاهة، المجلد الثالث، صفحة 435، قال: « الكلام في علاج التعارض….. ما ذكره من أن الأخبار الدالة على أن مخالف القرآن زخرف أو باطل < إذن نحتاج القرآن في باب التعارض لا مطلقا، إذن أصحاب هذا الفريق يقبلون القرآن ولكن لا كأصل أولي وله المحورية وترجع إليه الرواية، المحورية للرواية فإذا ضاقت علينا الرواية نذهب إلى القرآن، يكون في علمكم أصحاب هذا الاتجاه لم يعتنوا بالقرآن، يعني لم تتوجه أبحاثهم الدالة الدرسية والتراثية والكتابية وتربية العلماء باتجاه القرآن وإنما صار باتجاه الحديث، السيد الخوئي بحمد الله تراثه بعشرات المجلدات، خمسين مجلد في الفقه، ثلاثين مجلد في الرجال، لعله عشرين ثلاثين في أصول الفقه، ولكن لا يوجد له إلا كتاب يتيم واحد في القرآن وهو البيان في تفسير القرآن، لماذا السيد الخوئي أيضا لم يكن له خمسين مجلد في القرآن؟ لماذا لم يكن له درس في الحوزة العلمية؟ لأنه بيني وبين الله هو يعتقد أن المحورية العامة في فهم المنظومة الدينية إنما تكون من خلال الرواية، وليس من خلال القرآن، وإلا لو كان منهجه ورؤيته العلمية قائمة على محورية القرآن، طبعا هذا ليس فقط عندنا، في الواقع السني أمر من هذا وأشد بمراتب، أنت لا تجد تفسير عند السنة، نعم توجد كتب تفسيرية ولكن أنا أتكلم في الحواضر العلمية، الدرس التفسيري أيضا غائب ولكن كل التأكيد على كتب الفقه وكتب الحديث، يعني كل هم طالب العلم عند السنة أن يقرأ كتاب البخاري وكتاب مسلم وكتب الحديث، الآن أيضاً عندما تسأل يقول رواه مسلم رواه البخاري، نادرا يذهب إلى آية من القرآن، عندي شاهد آخر على أن السيد الخوئي ومن هو على منهجه، من تلامذة السيد الخوئي وأستاذته، لا يتبادر إلى الذهن هذا شخص بل أنا ذكرت نموذج، السيد الخوئي في كتابه التنقيح في شرح العروة الوثقى تأليف ميرزا علي الغروي التبريزي مؤسسة آل البيت، في المجلد الأول ص 20 يقول: « مباحث الاجتهاد < يعرف الاجتهاد ثم يأتي في ص 24، يقول: « مبادئ الاجتهاد < ما هي العلوم التي يحتاجها المجتهد لاستنباط المعارف الدينيّة؟هم لا يقبلون أنهم علماء الحلال والحرام، هم يقولون أنهم علماء الدين، الآن لو أقول أن السيد الخوئي هو عالم الحلال والحرام تقوم الدنيا ولا تقعد، هم يعتقدون أن السيد الخوئي عالم ديني يعني مجتهد في جميع المعارف الدينية، يقول: « يحتاج إلى علمين: العلم الأول علم الأصول، العلم الثاني علم الرجال < علم الأصول للفقه، علم الرجال لمعرفة السند، ثمّ يقول: « يحتاج إلى علم اللغة وقواعد اللغة < وثم يأتي يقول: « علم الأصول احدهما والثاني علم الرجال < تعالوا إلى ص 27 يقول: « والمتحصل أن علم الرجال… من أهم ما يتوقف علي رحى الاستنباط والاجتهاد، وأما غير ما ذكرناه من العلوم فهو فضل <، يعني يشترط على أن يكون مفسر أو لا؟ لا يشترط، يعني هامش، تريد أن تكون مفسر فبها ونعم، لا تريد أن تكون مفسر لا تكون مفسر، تريد أن تكون متكلم تعرف العقائد فهذا جيد لا تريد أن تعرف لا يؤثر على كونك مجتهدا تام الاجتهاد.".انتهى كلام السيد كمال الحيدري (حفظه الله).
تعليق