الصّيام عبادة.. لا عادة
من الآفات التي تفتك بجوهر العبادات، وتُذهب بقيمتها وتفرّغها من محتواها، أن نحوّلها بتصرّفاتنا إلى مجرّد سلوكيّات تفرضها العادة، ويقدّسها العرف، بعيداً عن كونها فريضةً عباديّةً لها غاياتها وفوائدها وكيفيّاتها الّتي تعمل على بناء شخصيّة الإنسان العابد الواعي والمتبصّر، لا الإنسان السّائر بما يمليه العرف وتكرّسه العادة في حياته، والّتي تجعله يفقد كلّ شعورٍ فعليّ وحيّ وصادق بجوهر العبادة وأثرها الرّوحيّ والأخلاقيّ والتّربويّ، كما تجعل صاحبها يفقد السّلطة في قيادة ذاته الّتي تعي دورها وأهدافها في عباداتها...
ومن هذه العبادات فريضة الصّيام، الّتي تحضّ على أن يحيا المرء بحقّ فعاليّة سلطته على ذاته، بتحكّمه بها، عبر تربيتها على الابتعاد عن سلطة الشّهوات والإغراءات وحبّ المظاهر، وغيرها من الغرائز والرّغبات. ولا يمكن، والحال هذه، أن يتحقّق هذا الهدف إذا كان المرء يتعاطى مع الصّيام كفريضةٍ يفرضها روتين العادة، بحيث تصبح العادة سلطةً لا يمكن التخلّص من سلبيّاتها، تعمل على أسر الصّائم ومنعه من التّفاعل مع حقيقة عباداته...
فميدان الصّوم الحقيقيّ هو في اختيار الإنسان مدى سلطته على ذاته، في مواجهة سلطة ممارسة العبادة كعادةٍ فقط، ومدى تخلّصه من أثر ذلك، فالمسألة أن تترك العبادات أثراً في الواقع، يشعر معه الإنسان بأنّ العبادة الّتي يؤدّيها لها مفعول في حياته الخاصّة والعامّة؛ فعلى المستوى الخاصّ، يشعر بأنّها عملت على تحريره من سلطة الذّات الّتي تنزع إلى الرّغبات والشّهوات والأنانيّات والعصبيّات، وعلى المستوى العام، بأنّها تركت أثراً عمليّاً على العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة بكلّ مناحيها، وساهمت مساهمةً فعّالةً في ترسيخ القيم الأخلاقية والروحية التي تثبّت الواقع، وتعمل على تعزيز الرّوح الجماعيّة الإيجابيّة فيه...
فالصّيام كعبادة يُفترض فيه الإخلاص لله تعالى، يتعارض مع كثير من المظاهر التي تنتشر في المجتمع، والتي تبتعد كل البعد عن معاني الإخلاص لله وتجلياته، حيث نسمع كلّ يوم عن سلطة الذّات في أنانيّاتها وأحقادها وشهواتها وتحكّمها بالأفراد والجماعات، ودفعهم لممارسة الصّيام كعادة يفرضها العرف، بينما جوهر العبادة مغيّب عن تمثّله في حياتنا على كلّ الصّعد...
لا يمكن أن نبقى في مجتمعٍ يحيا العبادات طقوساً فارغة، وعادات تبعدها عن معاني الصّوم الحقيقيّة التي تساهم في بناء مجتمع حيّ ومتفاعل ومتكافل ومتضامن، مجتمع لا تتحكّم فيه الذاتيّات والأنانيّات والعصبيّات. إنّ المطلوب إعادة توجيه الذّات وتربيتها وربطها بجوهر عباداتها، وهذا ما يحتّم على كلّ من يعنيه الأمر، أن يمارس دوره بمسؤوليّة ووعي، لأنّ أمانة العبادة أن تؤدَّى على وجهها الصَّحيح. فمتى نتحوَّل إلى مجتمع العبادة، لا مجتمع العادة؟!
من الآفات التي تفتك بجوهر العبادات، وتُذهب بقيمتها وتفرّغها من محتواها، أن نحوّلها بتصرّفاتنا إلى مجرّد سلوكيّات تفرضها العادة، ويقدّسها العرف، بعيداً عن كونها فريضةً عباديّةً لها غاياتها وفوائدها وكيفيّاتها الّتي تعمل على بناء شخصيّة الإنسان العابد الواعي والمتبصّر، لا الإنسان السّائر بما يمليه العرف وتكرّسه العادة في حياته، والّتي تجعله يفقد كلّ شعورٍ فعليّ وحيّ وصادق بجوهر العبادة وأثرها الرّوحيّ والأخلاقيّ والتّربويّ، كما تجعل صاحبها يفقد السّلطة في قيادة ذاته الّتي تعي دورها وأهدافها في عباداتها...
ومن هذه العبادات فريضة الصّيام، الّتي تحضّ على أن يحيا المرء بحقّ فعاليّة سلطته على ذاته، بتحكّمه بها، عبر تربيتها على الابتعاد عن سلطة الشّهوات والإغراءات وحبّ المظاهر، وغيرها من الغرائز والرّغبات. ولا يمكن، والحال هذه، أن يتحقّق هذا الهدف إذا كان المرء يتعاطى مع الصّيام كفريضةٍ يفرضها روتين العادة، بحيث تصبح العادة سلطةً لا يمكن التخلّص من سلبيّاتها، تعمل على أسر الصّائم ومنعه من التّفاعل مع حقيقة عباداته...
فميدان الصّوم الحقيقيّ هو في اختيار الإنسان مدى سلطته على ذاته، في مواجهة سلطة ممارسة العبادة كعادةٍ فقط، ومدى تخلّصه من أثر ذلك، فالمسألة أن تترك العبادات أثراً في الواقع، يشعر معه الإنسان بأنّ العبادة الّتي يؤدّيها لها مفعول في حياته الخاصّة والعامّة؛ فعلى المستوى الخاصّ، يشعر بأنّها عملت على تحريره من سلطة الذّات الّتي تنزع إلى الرّغبات والشّهوات والأنانيّات والعصبيّات، وعلى المستوى العام، بأنّها تركت أثراً عمليّاً على العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة بكلّ مناحيها، وساهمت مساهمةً فعّالةً في ترسيخ القيم الأخلاقية والروحية التي تثبّت الواقع، وتعمل على تعزيز الرّوح الجماعيّة الإيجابيّة فيه...
فالصّيام كعبادة يُفترض فيه الإخلاص لله تعالى، يتعارض مع كثير من المظاهر التي تنتشر في المجتمع، والتي تبتعد كل البعد عن معاني الإخلاص لله وتجلياته، حيث نسمع كلّ يوم عن سلطة الذّات في أنانيّاتها وأحقادها وشهواتها وتحكّمها بالأفراد والجماعات، ودفعهم لممارسة الصّيام كعادة يفرضها العرف، بينما جوهر العبادة مغيّب عن تمثّله في حياتنا على كلّ الصّعد...
لا يمكن أن نبقى في مجتمعٍ يحيا العبادات طقوساً فارغة، وعادات تبعدها عن معاني الصّوم الحقيقيّة التي تساهم في بناء مجتمع حيّ ومتفاعل ومتكافل ومتضامن، مجتمع لا تتحكّم فيه الذاتيّات والأنانيّات والعصبيّات. إنّ المطلوب إعادة توجيه الذّات وتربيتها وربطها بجوهر عباداتها، وهذا ما يحتّم على كلّ من يعنيه الأمر، أن يمارس دوره بمسؤوليّة ووعي، لأنّ أمانة العبادة أن تؤدَّى على وجهها الصَّحيح. فمتى نتحوَّل إلى مجتمع العبادة، لا مجتمع العادة؟!
تعليق