بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
حرص الإسلام على استقرار المجتمع الإسلامي ، وخلوه من المنازعات والمشاحنات ، وصيانته وحمايته من أسباب التفرقة والتمزق حتى لا يكون مجتمعاً ضعيفاً منهاراً هزيلاً يخترق من قبل الأعداء ، فإن قوة المجتمع سبب لقوة اللأمة وعزتها وهزالة وضعف المجتمع سبب لمذلة الأمة وهوانها ،ومن أخطر المنافذ التي تزرع الضغينة والحقد ، والقطيعة والهجران بين أفرادها : الطعن في الأعراض والكرامات ، والغيبة والنميمة اللتان هما من الكبائر ،
وحرمةُ الغيبة من ضروريات الإسلام، ومن المعاصي المُهْلكة التي يُمكنُ أن تُحبط عمل سنين بأيَّامها ولياليها، وهي كَمَنْ يجمع حطبه لسنين ويحرقهم في ساعة!
أما النصوص من كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي وردت بتحريمها فهي فوق الحصر وفوق العد، فمن ذلك قول الله تبارك
وتعالى: { وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } [الحجرات:12].
وهذا أقبح مثل في بتشبيه المغتاب يأكل لحم الميت من أخيه الإنسان . والغيبة حرام سوء كان الشيء المغتاب به موجوداً أو غير موجود .
فأذا فيه كان غيبه وإن لم يكن فيه فهو البهتان ، ونبين ذلك
بسؤال الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) وهو يسأل أصحابه عن الغيبة فيقول: «أتدرون ما الغيبة»؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «ذكرك أخاك بما يكره».
قيل: أفرأيت إن كان فيّ أخي ما أقول.
قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه» 1.
وقال(صلى الله عليه وآله ): «إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق» 2.
وقال(صلى الله عليه وآله ): في حجة الوداع: «أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وإياكم والغيبة، فإن الله حرّم أكل لحم الإنسانِ، كما حرّم ماله ودمه» 3.
وقيل له(صلى الله عليه وآله ): «ما النجاة؟ قال: أملك عليك لسانك» 4.
وقال(صلى الله عليه وآله ): «أكبر ما يدخل الناس النار إلا جوفان: الفم، والفرج» 5
والمراد بالفم: اللسان.
وقال(صلى لله عليه وآله ) في وصيته لأبي ذر: «يا أباذر وهل يكتب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا يزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب الله لك أو عليك»6 .
وقال(ص):«إذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججتاعوججنا» 7.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مرآة العقول / 10 / 408.
2 ـ ميزان الحكمة / 4 / 36.
3 ـ تذكرة الأخبار في تلخيص ربيع الأبرار / 6 / 1.
4 ـ جامع الأخبار / 21 / 8.
5 ـ بحار الأنوار / 68 / 274.
6 ـ مكارم الأخلاق / 1 / 4
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
حرص الإسلام على استقرار المجتمع الإسلامي ، وخلوه من المنازعات والمشاحنات ، وصيانته وحمايته من أسباب التفرقة والتمزق حتى لا يكون مجتمعاً ضعيفاً منهاراً هزيلاً يخترق من قبل الأعداء ، فإن قوة المجتمع سبب لقوة اللأمة وعزتها وهزالة وضعف المجتمع سبب لمذلة الأمة وهوانها ،ومن أخطر المنافذ التي تزرع الضغينة والحقد ، والقطيعة والهجران بين أفرادها : الطعن في الأعراض والكرامات ، والغيبة والنميمة اللتان هما من الكبائر ،
وحرمةُ الغيبة من ضروريات الإسلام، ومن المعاصي المُهْلكة التي يُمكنُ أن تُحبط عمل سنين بأيَّامها ولياليها، وهي كَمَنْ يجمع حطبه لسنين ويحرقهم في ساعة!
أما النصوص من كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي وردت بتحريمها فهي فوق الحصر وفوق العد، فمن ذلك قول الله تبارك
وتعالى: { وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } [الحجرات:12].
وهذا أقبح مثل في بتشبيه المغتاب يأكل لحم الميت من أخيه الإنسان . والغيبة حرام سوء كان الشيء المغتاب به موجوداً أو غير موجود .
فأذا فيه كان غيبه وإن لم يكن فيه فهو البهتان ، ونبين ذلك
بسؤال الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) وهو يسأل أصحابه عن الغيبة فيقول: «أتدرون ما الغيبة»؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «ذكرك أخاك بما يكره».
قيل: أفرأيت إن كان فيّ أخي ما أقول.
قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه» 1.
وقال(صلى الله عليه وآله ): «إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق» 2.
وقال(صلى الله عليه وآله ): في حجة الوداع: «أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وإياكم والغيبة، فإن الله حرّم أكل لحم الإنسانِ، كما حرّم ماله ودمه» 3.
وقيل له(صلى الله عليه وآله ): «ما النجاة؟ قال: أملك عليك لسانك» 4.
وقال(صلى الله عليه وآله ): «أكبر ما يدخل الناس النار إلا جوفان: الفم، والفرج» 5
والمراد بالفم: اللسان.
وقال(صلى لله عليه وآله ) في وصيته لأبي ذر: «يا أباذر وهل يكتب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا يزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب الله لك أو عليك»6 .
وقال(ص):«إذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججتاعوججنا» 7.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مرآة العقول / 10 / 408.
2 ـ ميزان الحكمة / 4 / 36.
3 ـ تذكرة الأخبار في تلخيص ربيع الأبرار / 6 / 1.
4 ـ جامع الأخبار / 21 / 8.
5 ـ بحار الأنوار / 68 / 274.
6 ـ مكارم الأخلاق / 1 / 4
تعليق