قَتلتكَ ...عفواً
أربعةُ عقُودٍ عِجاف جِفاف مررنا بها، تخَللها تنوعٌ عجيبٌ في الشَكلِ والمضمون، رأينا الظلمَ والقهرَ والجور وضياعَ الحقوق، وهَتك الأعراض، وهَدمَ بيوت الله ومراقدَ القداسة... لم يَسلم من البطش والتعذيب والتهميش شيء، حتى الأرض شملها هذا الجور ودستور الطغيان، وفي الوقتِ ذاته سمعنا ورأينا فيما بعد عن قصورٍ ومزارعٍ وثراءٍ فاحش وتمييز طبقي لا مثيل له، عاشته الطبقة الجاثمة، وليست الحاكمة على بلد الخيرات.
حُوربنا على الهوية، ولكن على أي هوية... هل هي هوية المذهب؟ أم هوية الأرض؟ فنحن مسلمون شيعة، أو لنقل روافض، وهذا لقبٌ نفخرُ به، وعربٌ عراقيون شاء أم أبى الآخر...
إنتماؤنا منذُ الأزل معروف لبلد الأنبياء والأولياء والأوصياء، عراق علي والحسين (عليهما السلام)،
لا يوجدُ إنسانٌ صحيحُ العقلِ والإيمان يساوم على عقيدته أو مبادئهِ التي فُطمَ عليها، ونحنُ ولدنا وحبُ أهل البيت سلام الله عليهم يجري في عروقنا.
وما يثير ُقلقنا اليوم هو تعالي الأصواتُ من أجلِ إرجاعهم ...
تلك الدعواتُ الرعناءُ غير المُبالية بدماء الملايين من أبناءِ هذا البلد الذين غيّبتهم مقابرُ الطاغيةِ المقبور وزبانيته وأزلام حزبهِ الفاشي، وحتى الشروط التي وضِعَت؛ غير مُنصفة بحق الانسانية، فما معنى تبرّأ وأدخل العمليةَ السياسية ! من يضمنُ ولاءَه؟ إتجاهَه؟
كما حصلَ وما زال يحصل، صباحاً شريكٌ في العملية السياسية، ومساءً شريكٌ في العملية الأساسية لقتل وتشريد أبناء هذا البلد!
أخيراً وليس آخراً.. هم يمتلكون وجوهاً عِدّة،وهم أجندة دولٍ أخرى،واحجار شطرنج تتحرك تبعاً لأهداف من يسيّسها... الحذرُ في التعاملِ معهم واجبٌ مطلق، وحقوقُ الأراملِ والإيتامِ والشهداءِ والسُّجناء والمغيبين في قعرِ السُّجون يجبُ أن يتم التعامل معها بكلِّ إنسانيةٍ وشفافيّة، لا طبقاً لحالة الطقس الإنتخابي، وشكراً !!
تعليق