ما حقيقة التقوى ؟؟
ما هي حقيقة التقوى؟
التقوى من الوقاية، أي الحفظ والصيانة(1)، وهي بعبارة اُخرى جهاز الكبح الداخلي الذي يصون الإنسان أمام طغيان الشهوات.
لهذا السبب وصف أمير المؤمنين علي(عليه السلام) التقوى بأنها الحصن الذي يقي الإنسان أخطار الإنزلاق إذ قال: «اِعْلَمُوا عِبَادَ الله اَنَّ التَّقْوَى دَارُ حِصْن عَزِيز»(2).
وفي النصوص الدينية والأدبية تشبيهات كثيرة تجسّم حالة التقوى، فعن الامام علي(عليه السلام) قال: ...«أَلا وَإِنَّ التَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُها، وأُعْطُوا أزِمَّتَها، فَاَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ»(3).
___________________________
1 ـ يقول الراغب في مفرداته: الوقاية حفظ الشيء ممّا يؤذيه ويضرّه، والتقوى جعل النفس في وقاية ممّا يخاف، لذلك يسمى الخوف تارة تقوى بينما الخوف سبب للتقوى. وفي عرف الشرع، التقوى حفظ النفس عمّا يُؤثم. و «كمال التقوى» اجتناب المشتبهات.
2 ـ نهج البلاغة، الخطبة 157.
3 ـ نهج البلاغه، الخطبة 16.
وعبد الله بن المعتز شبّه التقوى بحالة رجل يسير على طريق شائكة، ويسعى إلى أن يضع قدمه على الأرض بتأنّ وحذر، كي لا تخزه الأشواك، أو تتعلق بثيابه، يقول:
خَل الذُّنُوبَ صَغيرَهَا وَكَبيرَهَا فَهُوَ التُّقى
وَاصْنَعْ كَمَاش فَوْقَ أرْ ضِ الشَّوْك يَحْذَرُ مَا يَرى
لا تَحْقِرَنَّ صَغيرَة اِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصى!(1)
هذا التشبيه يفيد أيضاً أن التقوى لا تعني العزلة والإنزواء عن المجتمع، بل تعني دخول المجتمع، وخوض غماره، مع الحذر من التلوّث بأدرانه إن كان المجتمع ملوثاً.
بشكل عام، فانّ حالة التقوى والضبط المعنوي من أوضح آثار الإيمان بالله واليوم الآخر. ومعيار فضيلة الإنسان وافتخاره، ومقياس شخصيته في الإسلام، حتى أضحت الآية الكريمة: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ اَتْقَاكُمْ)(2) شعاراً إسلامياً خالداً.
يقول الامام عليّ(عليه السلام): «اِنَّ تَقْوى اللهِ مِفْتَاحٌ سَدَادٌ، وَذَخيرَةُ مَعَاد، وَعِتْقٌ من كُلِّ مَلَكَة، وَنَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلكَة»(3).
جدير بالذكر أن التقوى ذات شعب وفروع، منها التقوى المالية والإقتصادية، والتقوى الجنسية والإجتماعية، والتقوى السياسية ... .
1 ـ تفسير أبو الفتوح الرازي، ج 1، ص 62
مع تحيات ابوعلي
التقوى من الوقاية، أي الحفظ والصيانة(1)، وهي بعبارة اُخرى جهاز الكبح الداخلي الذي يصون الإنسان أمام طغيان الشهوات.
لهذا السبب وصف أمير المؤمنين علي(عليه السلام) التقوى بأنها الحصن الذي يقي الإنسان أخطار الإنزلاق إذ قال: «اِعْلَمُوا عِبَادَ الله اَنَّ التَّقْوَى دَارُ حِصْن عَزِيز»(2).
وفي النصوص الدينية والأدبية تشبيهات كثيرة تجسّم حالة التقوى، فعن الامام علي(عليه السلام) قال: ...«أَلا وَإِنَّ التَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ، حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُها، وأُعْطُوا أزِمَّتَها، فَاَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ»(3).
___________________________
1 ـ يقول الراغب في مفرداته: الوقاية حفظ الشيء ممّا يؤذيه ويضرّه، والتقوى جعل النفس في وقاية ممّا يخاف، لذلك يسمى الخوف تارة تقوى بينما الخوف سبب للتقوى. وفي عرف الشرع، التقوى حفظ النفس عمّا يُؤثم. و «كمال التقوى» اجتناب المشتبهات.
2 ـ نهج البلاغة، الخطبة 157.
3 ـ نهج البلاغه، الخطبة 16.
وعبد الله بن المعتز شبّه التقوى بحالة رجل يسير على طريق شائكة، ويسعى إلى أن يضع قدمه على الأرض بتأنّ وحذر، كي لا تخزه الأشواك، أو تتعلق بثيابه، يقول:
خَل الذُّنُوبَ صَغيرَهَا وَكَبيرَهَا فَهُوَ التُّقى
وَاصْنَعْ كَمَاش فَوْقَ أرْ ضِ الشَّوْك يَحْذَرُ مَا يَرى
لا تَحْقِرَنَّ صَغيرَة اِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصى!(1)
هذا التشبيه يفيد أيضاً أن التقوى لا تعني العزلة والإنزواء عن المجتمع، بل تعني دخول المجتمع، وخوض غماره، مع الحذر من التلوّث بأدرانه إن كان المجتمع ملوثاً.
بشكل عام، فانّ حالة التقوى والضبط المعنوي من أوضح آثار الإيمان بالله واليوم الآخر. ومعيار فضيلة الإنسان وافتخاره، ومقياس شخصيته في الإسلام، حتى أضحت الآية الكريمة: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ اَتْقَاكُمْ)(2) شعاراً إسلامياً خالداً.
يقول الامام عليّ(عليه السلام): «اِنَّ تَقْوى اللهِ مِفْتَاحٌ سَدَادٌ، وَذَخيرَةُ مَعَاد، وَعِتْقٌ من كُلِّ مَلَكَة، وَنَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلكَة»(3).
جدير بالذكر أن التقوى ذات شعب وفروع، منها التقوى المالية والإقتصادية، والتقوى الجنسية والإجتماعية، والتقوى السياسية ... .
1 ـ تفسير أبو الفتوح الرازي، ج 1، ص 62
مع تحيات ابوعلي
تعليق