الإخلاص: وهو الصدق في وجه العمل ويقابله الرياء.
لكل عمل من الأعمال غاية يقصدها الناس العقلاء حين يصدرون ذلك العمل فالذي يشرب الماء مثلاً يقصد بعمله رفع أذى العطش، والذي يكتسب يهدف إلى تحصيل المال، والذي يتعبد لربه يقصد التقرب منه، والزلفى لديه، والمخلص في عمله هو الذي يطلب بالعمل غايته الصحيحة التي يطلبها العقلاء، ويمكن ان يكون لبعض الأعمال غايات متعددة فيكون الإتيان بالعمل لإحدى هذه الجهات إخلاصاً إذا كانت كل واحدة من الجهات تعد غاية صحيحة، والمرائي هو الذي يغير وجه العبادة فيجعلها ذريعة لتحصيل الجاه ويطلب بها المنزلة عند الناس فهو يعبد الناس بعبادة الله، ويجعل الدين سلماً لا هوائه وأغراضه، وقد قال الإمام الصادق (ع) في تفسيره قوله تعالى. ليبلوكم أيكم أحسن عملاً: " ليس يعني أكثركم عملاً، ولكن أصوبكم عملاً، وإنما الإصابة خشية الله، والنية الصادقة والخشية، ثم قال الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد ان يحمدك عليه أحد إلا الله، والنية أفضل من العمل "[15] النية الصادقة هي الغاية الصحيحة التي يقصدها الإنسان عند العمل، وهي التي حكم الإمام بتفضيلها على العمل في آخر الحديث، والعمل الخالص في رأي الإمام (ع) هو ما كان الله غايته الأولى والأخيرة، وعلامة هذا الإخلاص ان لا يريد ان يحمد على عمله من أحد سوى الله.
والإخلاص لا يقبل المزاحمة في الغاية حتى بعد إتمام العمل، فإذا أحال الإنسان وجه النية فقد أحال وجه العبادة وغير صفة الإخلاص، ولذلك كان الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، ويقول (ع): " كل رياء شرك، أنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله "[16] ويقول: " الرجل يعمل شيئاً من الثواب لا يطلب به وجه الله إنما يطلب تزكية الناس، يشتهي ان يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه " ثم قال: " ما من عبد أسر خيراً فذهبت الأيام أبداً حتى يظهر الله له خيراً، وما من عبد يسر شراً فذهبت الأيام أبداً حتى يظهر الله له شراً "[17] .
المرائي مشرك لأنه يعبد أكثر من معبود واحد، والمرائي منافق لأنه يظهر مالاً يبطن ويلبس السيئة ثوب الحسنة، والمرائي ممقوت عند الله لأنه يجعل الله ذريعة لجرم ووسيلة لأثم، وهو ممقوت عند الناس لأنه يخادعهم بما لا يعلمون. ولابد وأن يكشف الحجاب يوماً ويبرز المستور.
ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا التحفت به فإنك عاري والمرائي كاذب حتى عند نفسه وان غالطها بالعلل، ومنّاها بالأمل: " ما يصنع أحد كم ان يظهر حسناً ويسر سيئاً أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أنه ليس كذلك "[18] .
[15] الكافي الحديث4 باب الإخلاص.
[16] الكافي الحديث3 باب الرياء.
[17] الحديث4 من الصدر المتقدم.
[18] الحديث11 من المصدر المتقدم.
لكل عمل من الأعمال غاية يقصدها الناس العقلاء حين يصدرون ذلك العمل فالذي يشرب الماء مثلاً يقصد بعمله رفع أذى العطش، والذي يكتسب يهدف إلى تحصيل المال، والذي يتعبد لربه يقصد التقرب منه، والزلفى لديه، والمخلص في عمله هو الذي يطلب بالعمل غايته الصحيحة التي يطلبها العقلاء، ويمكن ان يكون لبعض الأعمال غايات متعددة فيكون الإتيان بالعمل لإحدى هذه الجهات إخلاصاً إذا كانت كل واحدة من الجهات تعد غاية صحيحة، والمرائي هو الذي يغير وجه العبادة فيجعلها ذريعة لتحصيل الجاه ويطلب بها المنزلة عند الناس فهو يعبد الناس بعبادة الله، ويجعل الدين سلماً لا هوائه وأغراضه، وقد قال الإمام الصادق (ع) في تفسيره قوله تعالى. ليبلوكم أيكم أحسن عملاً: " ليس يعني أكثركم عملاً، ولكن أصوبكم عملاً، وإنما الإصابة خشية الله، والنية الصادقة والخشية، ثم قال الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد ان يحمدك عليه أحد إلا الله، والنية أفضل من العمل "[15] النية الصادقة هي الغاية الصحيحة التي يقصدها الإنسان عند العمل، وهي التي حكم الإمام بتفضيلها على العمل في آخر الحديث، والعمل الخالص في رأي الإمام (ع) هو ما كان الله غايته الأولى والأخيرة، وعلامة هذا الإخلاص ان لا يريد ان يحمد على عمله من أحد سوى الله.
والإخلاص لا يقبل المزاحمة في الغاية حتى بعد إتمام العمل، فإذا أحال الإنسان وجه النية فقد أحال وجه العبادة وغير صفة الإخلاص، ولذلك كان الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، ويقول (ع): " كل رياء شرك، أنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله "[16] ويقول: " الرجل يعمل شيئاً من الثواب لا يطلب به وجه الله إنما يطلب تزكية الناس، يشتهي ان يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه " ثم قال: " ما من عبد أسر خيراً فذهبت الأيام أبداً حتى يظهر الله له خيراً، وما من عبد يسر شراً فذهبت الأيام أبداً حتى يظهر الله له شراً "[17] .
المرائي مشرك لأنه يعبد أكثر من معبود واحد، والمرائي منافق لأنه يظهر مالاً يبطن ويلبس السيئة ثوب الحسنة، والمرائي ممقوت عند الله لأنه يجعل الله ذريعة لجرم ووسيلة لأثم، وهو ممقوت عند الناس لأنه يخادعهم بما لا يعلمون. ولابد وأن يكشف الحجاب يوماً ويبرز المستور.
ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا التحفت به فإنك عاري والمرائي كاذب حتى عند نفسه وان غالطها بالعلل، ومنّاها بالأمل: " ما يصنع أحد كم ان يظهر حسناً ويسر سيئاً أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أنه ليس كذلك "[18] .
[15] الكافي الحديث4 باب الإخلاص.
[16] الكافي الحديث3 باب الرياء.
[17] الحديث4 من الصدر المتقدم.
[18] الحديث11 من المصدر المتقدم.