تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
روح الإيمان في كلام أهل البيت:
عن الحسن بن جهم عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح روح البدن وروح القدس وروح القوة و روح الشهوة وروح الايمان وفى المؤمنين أربعة أرواح افقدها روح القدس روح البدن وروح الشهوة وروح الايمان وفى الكفار ثلاثة أرواح روح البدن وروح القوة وروح الشهوة ثم قال روح الايمان يلازم الجسد ما لم يعمل بكبيرة فإذا عمل كبيرة فارقه الروح وروح القدس من سكن فيه فإنه لا يعمل بكبيرة ابدا[1]
عن بكر ن محمد الأزدي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " إن للقلب اذنين ، روح الايمان يساره بالخير ، والشيطان يساره بالشر ، فأيهما ظهر على صاحبه غلبه[2]
عن أبان بن تغلب الكندي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن روح الإيمان واحدة خرجت من عند واحد وتتفرق في أبدان شتى فعليه ائتلفت وبه تحابت وستخرج من شتى ويعود واحدا " ويرجع عند واحد[3]
قال ابو الحسن الشعراني: أما روح الإيمان فهو القوّة العاقلة باعتبار توجهه إلى عالم الغيب والإلهيات وعالم الآخرة .
وعلى شرح المازندراني فيعتبر إن روح الإيمان هو الملك الموكل بالإنسان فيهديه الى الخير ويحثه على اجتناب المعاصي ويدفعه للخير وهنالك الضد المعبر عنه بوسوسة الشيطان فيزين المعصية له .. وقد يطلقه على معنىً آخر [4]
متى تخرج روح الايمان :
1ـ افطار يوم من شهر رمضان
قال الصادق ( عليه السلام ) : من أفطر يوما من شهر رمضان خرج منه روح الإيمان[5]
وخروج روح الإيمان عبارة عن نقصان إيمانه ، وفي الأخبار الكثيرة أن للمؤمن روح الإيمان فإذا ارتكب كبيرة من الكبائر فارقه روح الإيمان ، فإذا فرغ منها عاد إليه ، فيمكن أن يكون ملكا يسدده ويوفقه كما ورد في الأخبار الأخر أيضا ويمكن أن يكون روح الإيمان مخصوصا بالإيمان الذي له بذلك الفعل ، فإذا ارتكبه فكأنه لم يؤمن بأنه مخالفة الله تعالى[6]
2ـ شرب الخمر
وروي عن الصادق عليه السلام إنه قال ( إن الخمر أم الخبائث ورأس كل شر ، ويأتي على شاربها ساعة يسلب لبه فلا يعرف ربه ولا يترك معصية إلا ركبها ولا يترك حرمة إلا انتهكها ولا رحما ماسة إلا قطعها ولا فاحشة إلا أتاها وإن شرب منها جرعة لعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون وإن شربها حتى سكر منها نزع روح الايمان من جسده وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ولم تقبل صلاته أربعين يوما )[7]
3ـ الزنى
أـ عن ابن بكير قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) في قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان ؟ قال : هو قوله : " وأيدهم بروح منه " ذاك الذي يفارقه[8]
ـ عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أرأيت قول النبي صلى الله عليه وآله : " لا يزني الزاني وهو مؤمن " قال : ينزع منه روح الايمان ؟ قال : ينزع منه روح الايمان ، قال : قلت : فحدثني بروح الايمان ، قال : هو شئ ! ثم قال : هذا أجدر أن تفهمه أما رأيت الانسان يهم بالشئ فيعرض بنفسه الشئ يزجره عن ذلك وينهاه ؟ قلت : نعم ، قال : هو ذاك
قال المازندراني: وروح الإيمان إذ بها حياة الإيمان وحياة قلب المؤمن أبداً ، وقد يطلق روح الإيمان على ملك موكل بقلب المؤمن يعينه ويهديه في مقابل شيطان يضله ويغويه وعلى نصرة ذلك الملك أيضاً وحينئذ لا ريب في أنه إذا زنى المؤمن فارق عنه حقيقة الإيمان وكماله ونوره كما دل عليه بعض الروايات وروحه بالمعاني الثلاثة ثم إذا تاب عاد إلى محله ، وقد يعود الروح بالمعنيين الآخرين قبل التوبة أيضاً[9]
ب ـ عن عبد الله بن بكير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله " إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان . " قال : قوله عز وجل " وأيدهم بروح منه . " ذلك الذي يفارقهم[10]
ويتضح من الأحاديث أعلاه سعة معنى " روح الإيمان " وشمولها للملك والمرتبة العالية للروح الإنسانية ، وفي الضمن توضح هذه الحقيقة وهي أن وجود هذه المرحلة من الإيمان للإنسان يمنعه من التلوث بالمعاصي كالزنا وشرب الخمر وأمثالها ، حيث تصبح لديه حصانة تمنعه من ذلك[11]
وقد فسرت برواية : فعن نعمان الرازي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : من زنى خرج من الايمان ، ومن شرب الخمر خرج من الايمان ، ومن أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا خرج من الايمان[12]
4ـ فاقد الغيرة
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا أغير الرجل في أهله أو بعض مناكحه من مملوكه فلم يغر ولم يغير بعث الله عز وجل إليه طائرا يقال له : القفندر حتى يسقط على عارضة بابه ثم يمهله أربعين يوما ثم يهتف به إن الله غيور يحب كل غيور فإن هو غار وغير وأنكر ذلك فأنكره إلا طار حتى يسقط على رأسه فيخفق بجناحيه على عينيه ثم يطير عنه فينزع الله عز وجل منه بعد ذلك روح الايمان وتسميه الملائكة الديوث[13]
.................................................. .................................................. ................................
1ـ جمعت أغلب الروايات المروية حول هذا المعنى وتتبعتها فتركت المتشابه منها معتمداً على أمهات المصادر في الحديث الشريف.
2ـ ان "روح الايمان" تخرج من الانسان عندما يرتكب الاثام والذنوب وتعود اليه عند العودة من الذنب او عند التوبة وقد ذكرت الروايات مصاديق للكبائر التي بارتكابها تخرج روح الايمان من الانسان كشرب الخمر والزنا .
3ـ فسرت بعض الروايات معنى روح الايمان بانه الملك الذي يحث الانسان لفعل الخير ، وقد ذكرنا تفسير بعض العلماء لذلك .
4ـ نستشف من النصوص الروائية ضرورة أجتناب الكبائر وعدم ارتكابها لشناعتها وقبحها.
ومسالة خروج روح الايمان هو بيان لحال المرتكب للذنب الكبير وهنا تكلمت الشريعة بلغتها وطريقتها ، اما القران الكريم فقط بين اثر بعض الذنوب فمثلاً بين أثر تناول مال اليتيم في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)
.................................................. .................................................. ............
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
روح الإيمان في كلام أهل البيت:
عن الحسن بن جهم عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح روح البدن وروح القدس وروح القوة و روح الشهوة وروح الايمان وفى المؤمنين أربعة أرواح افقدها روح القدس روح البدن وروح الشهوة وروح الايمان وفى الكفار ثلاثة أرواح روح البدن وروح القوة وروح الشهوة ثم قال روح الايمان يلازم الجسد ما لم يعمل بكبيرة فإذا عمل كبيرة فارقه الروح وروح القدس من سكن فيه فإنه لا يعمل بكبيرة ابدا[1]
عن بكر ن محمد الأزدي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " إن للقلب اذنين ، روح الايمان يساره بالخير ، والشيطان يساره بالشر ، فأيهما ظهر على صاحبه غلبه[2]
عن أبان بن تغلب الكندي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن روح الإيمان واحدة خرجت من عند واحد وتتفرق في أبدان شتى فعليه ائتلفت وبه تحابت وستخرج من شتى ويعود واحدا " ويرجع عند واحد[3]
قال ابو الحسن الشعراني: أما روح الإيمان فهو القوّة العاقلة باعتبار توجهه إلى عالم الغيب والإلهيات وعالم الآخرة .
وعلى شرح المازندراني فيعتبر إن روح الإيمان هو الملك الموكل بالإنسان فيهديه الى الخير ويحثه على اجتناب المعاصي ويدفعه للخير وهنالك الضد المعبر عنه بوسوسة الشيطان فيزين المعصية له .. وقد يطلقه على معنىً آخر [4]
متى تخرج روح الايمان :
1ـ افطار يوم من شهر رمضان
قال الصادق ( عليه السلام ) : من أفطر يوما من شهر رمضان خرج منه روح الإيمان[5]
وخروج روح الإيمان عبارة عن نقصان إيمانه ، وفي الأخبار الكثيرة أن للمؤمن روح الإيمان فإذا ارتكب كبيرة من الكبائر فارقه روح الإيمان ، فإذا فرغ منها عاد إليه ، فيمكن أن يكون ملكا يسدده ويوفقه كما ورد في الأخبار الأخر أيضا ويمكن أن يكون روح الإيمان مخصوصا بالإيمان الذي له بذلك الفعل ، فإذا ارتكبه فكأنه لم يؤمن بأنه مخالفة الله تعالى[6]
2ـ شرب الخمر
وروي عن الصادق عليه السلام إنه قال ( إن الخمر أم الخبائث ورأس كل شر ، ويأتي على شاربها ساعة يسلب لبه فلا يعرف ربه ولا يترك معصية إلا ركبها ولا يترك حرمة إلا انتهكها ولا رحما ماسة إلا قطعها ولا فاحشة إلا أتاها وإن شرب منها جرعة لعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون وإن شربها حتى سكر منها نزع روح الايمان من جسده وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ولم تقبل صلاته أربعين يوما )[7]
3ـ الزنى
أـ عن ابن بكير قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) في قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان ؟ قال : هو قوله : " وأيدهم بروح منه " ذاك الذي يفارقه[8]
ـ عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أرأيت قول النبي صلى الله عليه وآله : " لا يزني الزاني وهو مؤمن " قال : ينزع منه روح الايمان ؟ قال : ينزع منه روح الايمان ، قال : قلت : فحدثني بروح الايمان ، قال : هو شئ ! ثم قال : هذا أجدر أن تفهمه أما رأيت الانسان يهم بالشئ فيعرض بنفسه الشئ يزجره عن ذلك وينهاه ؟ قلت : نعم ، قال : هو ذاك
قال المازندراني: وروح الإيمان إذ بها حياة الإيمان وحياة قلب المؤمن أبداً ، وقد يطلق روح الإيمان على ملك موكل بقلب المؤمن يعينه ويهديه في مقابل شيطان يضله ويغويه وعلى نصرة ذلك الملك أيضاً وحينئذ لا ريب في أنه إذا زنى المؤمن فارق عنه حقيقة الإيمان وكماله ونوره كما دل عليه بعض الروايات وروحه بالمعاني الثلاثة ثم إذا تاب عاد إلى محله ، وقد يعود الروح بالمعنيين الآخرين قبل التوبة أيضاً[9]
ب ـ عن عبد الله بن بكير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله " إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان . " قال : قوله عز وجل " وأيدهم بروح منه . " ذلك الذي يفارقهم[10]
ويتضح من الأحاديث أعلاه سعة معنى " روح الإيمان " وشمولها للملك والمرتبة العالية للروح الإنسانية ، وفي الضمن توضح هذه الحقيقة وهي أن وجود هذه المرحلة من الإيمان للإنسان يمنعه من التلوث بالمعاصي كالزنا وشرب الخمر وأمثالها ، حيث تصبح لديه حصانة تمنعه من ذلك[11]
وقد فسرت برواية : فعن نعمان الرازي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : من زنى خرج من الايمان ، ومن شرب الخمر خرج من الايمان ، ومن أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا خرج من الايمان[12]
4ـ فاقد الغيرة
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا أغير الرجل في أهله أو بعض مناكحه من مملوكه فلم يغر ولم يغير بعث الله عز وجل إليه طائرا يقال له : القفندر حتى يسقط على عارضة بابه ثم يمهله أربعين يوما ثم يهتف به إن الله غيور يحب كل غيور فإن هو غار وغير وأنكر ذلك فأنكره إلا طار حتى يسقط على رأسه فيخفق بجناحيه على عينيه ثم يطير عنه فينزع الله عز وجل منه بعد ذلك روح الايمان وتسميه الملائكة الديوث[13]
.................................................. .................................................. ................................
1ـ جمعت أغلب الروايات المروية حول هذا المعنى وتتبعتها فتركت المتشابه منها معتمداً على أمهات المصادر في الحديث الشريف.
2ـ ان "روح الايمان" تخرج من الانسان عندما يرتكب الاثام والذنوب وتعود اليه عند العودة من الذنب او عند التوبة وقد ذكرت الروايات مصاديق للكبائر التي بارتكابها تخرج روح الايمان من الانسان كشرب الخمر والزنا .
3ـ فسرت بعض الروايات معنى روح الايمان بانه الملك الذي يحث الانسان لفعل الخير ، وقد ذكرنا تفسير بعض العلماء لذلك .
4ـ نستشف من النصوص الروائية ضرورة أجتناب الكبائر وعدم ارتكابها لشناعتها وقبحها.
ومسالة خروج روح الايمان هو بيان لحال المرتكب للذنب الكبير وهنا تكلمت الشريعة بلغتها وطريقتها ، اما القران الكريم فقط بين اثر بعض الذنوب فمثلاً بين أثر تناول مال اليتيم في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)
.................................................. .................................................. ............
[1] ـ بصائر الدرجات : الشيخ محمد بن الحسن الصفار، 467
[2] ـ قرب الاسناد: الحميري القمي: ص33
[3] ـ الاختصاص: الشيخ المفيد، ص250
[4] ـ يُنظر:شرح الكافي: الشيخ المازندراني، ج9،ص236
[5] ـ الهداية: الشيخ الصدوق، ص189
[6] ـ روضة المتقين: محمد تقي المجلسي، ج3،ص325
[7] ـ المسائل المنتخبة: السيد علي الحسيني السيستاني، ص470
[8] ـ اصول الكافي: الشيخ الكليني، ج2،ص280
[9] ـ شرح الكافي: الشيخ المازندراني، ج9،ص267
[10] ـ المحاسن: الشيخ أحمد البرقي، ج1،ص106
[11] ـ الامثل في تفسير كتاب الله المنزل: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج18،ص157
[12] ـ اصول الكافي: ج2،ص278
[13] ـ فروع الكافي: الشيخ الكليني، ج5،ص536
[2] ـ قرب الاسناد: الحميري القمي: ص33
[3] ـ الاختصاص: الشيخ المفيد، ص250
[4] ـ يُنظر:شرح الكافي: الشيخ المازندراني، ج9،ص236
[5] ـ الهداية: الشيخ الصدوق، ص189
[6] ـ روضة المتقين: محمد تقي المجلسي، ج3،ص325
[7] ـ المسائل المنتخبة: السيد علي الحسيني السيستاني، ص470
[8] ـ اصول الكافي: الشيخ الكليني، ج2،ص280
[9] ـ شرح الكافي: الشيخ المازندراني، ج9،ص267
[10] ـ المحاسن: الشيخ أحمد البرقي، ج1،ص106
[11] ـ الامثل في تفسير كتاب الله المنزل: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج18،ص157
[12] ـ اصول الكافي: ج2،ص278
[13] ـ فروع الكافي: الشيخ الكليني، ج5،ص536
تعليق