إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقالات صحية...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    موسم الإنفلونزا وتلقي اللقاح

    موسم الإنفلونزا وتلقي اللقاح

    ثمة أمور صحية تحتاج إلى دوام التذكير بأهمية التعامل معها بفاعليه، وخاصة منها تلك الحالات الصحية الشائعة كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتلوث الأطعمة بالميكروبات وغيرها. وبالمقابل، هناك أمور صحية موسمية تحتاج إلى تذكير عموم الناس بأهميتها في فترات قُبيل بدء مواسمها مثل الإنفلونزا ومثل التعامل مع ارتفاع حرارة الأجواء أو انخفاضها. هذا بالإضافة إلى الأمور الصحية الطارئة التي تحتاج في وقت ظهورها إلى تثقيف صحي مباشر وفاعل.

    موسم الإنفلونزا الموسمية في نصف الكرة الشمالي حاليا قاب قوسين أو أدنى من بدئه، وذلك مع اعتدال حرارة الأجواء ودخول موسم الخريف، واعتبار الهيئات الطبية حلول شهر سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول) بداية لهذا الموسم السنوي. وهذه الهيئات الطبية العالمية، مثل «مراكز مكافحة الأمراض واتقائها» في كثير من دول العالم، تُذكر عموم الناس مع قرب بدء هذا الموسم بضرورة اتباع وسائل الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا وكيفية التفاعل الصحيح مع أساليب معالجة إصاباتها من قبل المرضى أنفسهم أو منْ يُخالطونهم.

    إن تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية هو الخطوة الأهم والخطوة الأولى في الجهود التي بمقدور المرء فعلها لحماية نفسه من الإصابة بالإنفلونزا، هذا بالإضافة إلى الخطوات الأخرى المهمة أيضا في وسائل الوقاية من عموم التهابات الجهاز التنفسي خلال فترات ارتفاع الإصابات بالإنفلونزا وبنزلات البرد وغيرها من أنواع التهاب الجهاز التنفسي. وكما هو الحال في أي نوع من أنواع اللقاح، يحتاج جسم الإنسان في حال لقاح الإنفلونزا إلى فترة نحو أسبوعين بعد تلقيه كي يبني قدرة دفاعية للتغلب على احتمالات الإصابة بالإنفلونزا. ولذا تبدأ حملات تقديم لقاح الإنفلونزا الموسمية في هذه الفترة من السنة في دول العالم الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

    وفي هذا الشأن، أصدرت «مراكز مراقبة الأمراض واتقائها» الأميركية نشراتها الخاصة بالإنفلونزا الموسمية وصدّرتها بعبارة: «كل منْ تجاوزوا عمر ستة أشهر وأكثر، عليهم تلقي اللقاح السنوي للإنفلونزا. يتطلب الأمر من الجسم نحو أسبوعين لتوليد قدرة حماية كاملة ضد عدوى الإنفلونزا. أتمْ تلقي اللقاح في شهر أكتوبر كي تُقدم الحماية منها لنفسك ولمنْ تُحبهم». وأضافت المراكز ذكر حقيقة أن «مواسم الإنفلونزا لا يُمكن التنبؤ بها من عدة طرق، إذْ في حين أن الإنفلونزا تنتشر في كل عام إلا أن توقيت وشدة وطول موسم الإنفلونزا تختلف في العادة من موسم لآخر». واستطردت قائلة: «أيام أقصر وبرودة أشد في المساء تعني بدء رؤية الناس يُصابون بالإنفلونزا مجددا».

    والإنفلونزا هي أحد الأمراض الفيروسية المُعدية التي تُصيب أجزاء الجهاز التنفسي، كالأنف والحلق والرئة، ومن الممكن أن تتطور الإصابة وتُؤدي إلى مضاعفات حقيقية قد تتطلب الدخول إلى المستشفى لتلقي المعالجة للحيلولة دون تطور تلك المضاعفات إلى ما يُهدد سلامة الحياة، وخاصة في حالات أولئك الناس المُصابين بالأصل بأحد الأمراض المزمنة كالسكري أو ضعف القلب أو الربو أو أي أمراض أخرى في الجهاز التنفسي أو غيره من أجهزة الجسم. وهذا لا ينفي حقيقة أن الأشخاص الأصحاء بالعموم هم كذلك عُرضة للإصابة بالإنفلونزا وعُرضة كذلك للإصابة بمضاعفاتها الخطرة. ولذا تظل الاستفادة من تلقي اللقاح هي الوسيلة الوحيدة الأفضل للوقاية من الإصابة.

    وكل إنسان بحاجة إلى تلقي اللقاح في كل سنة، ذلك أن فيروسات الإنفلونزا هي في الواقع أنواع مختلفة، وكل نوع منها لديه قدرة مستمرة على التغير والتحور، ولذا في كل موسم تظهر الأنواع تلك قدرات تختلف عن قدراتها السابقة في التغلب على أجهزة المناعة بالجسم، كما أن في كل موسم تختلف أنواع فيروسات الإنفلونزا الأكثر انتشارا، وهو ما يضطر الهيئات الطبية العالمية للتوصية باحتواء لقاح الموسم الحالي على الأنواع الثلاثة الأكثر احتمالا للانتشار بناء على عدة معطيات من أهمها الأنواع الأكثر انتشارا في الموسم الماضي.

    وليس صحيحا أن تلقي اللقاح قد يتسبب بالإصابة بعدوى الإنفلونزا، كما أن فاعلية اللقاح قوية في الوقاية من عدوى الإصابة بالإنفلونزا. ولكن يحصل لدى البعض أنه، على الرغم من تلقيه لقاح الإنفلونزا الموسمية، يُصاب بالتهابات في الجهاز التنفسي، ويعتقد أنها إنفلونزا، وهي في الحقيقة ربما نزلات برد. ومعلوم أن فيروسات نزلات البرد تختلف تماما عن فيروسات الإنفلونزا، ولا يتوفر حتى اليوم أي لقاح يقي من الإصابة بنزلات البرد، والسبب ربما هو أن ثمة أكثر من 200 نوع من الفيروسات ذات القدرة على التسبب بالإصابة بنزلات البرد.

    وعلى الرغم من تشابه الأعراض فيما بين نزلات البرد والإنفلونزا كارتفاع الحرارة واحتقان الحلق وسيلان الأنف وآلام الجسم وغيرها، فإنه وبالعموم، تتسبب الإنفلونزا بأعراض أكثر شدة من نزلات البرد، إذ تكون مصحوبة بارتفاع في الحرارة يتجاوز 39 درجة مئوية وسعال جاف شديد بالمقارنة مع نزلات البرد.

    د. حسن محمد صندقجي* استشاري باطنية وقلب

    تعليق


    • #12
      جائزة نوبل.. و«جي بي إس» الدماغ

      جائزة نوبل.. و«جي بي إس» الدماغ

      كان بالفعل قرارا رائعا، هذا أقل ما يُمكن به وصف تقديم جائزة نوبل للطب في هذا العام 2014 للباحثين من بريطانيا - الولايات المتحدة ومن النرويج لإضافاتهم العلمية في مجال بحث البشرية عن كيفية عمل الدماغ على تحديد موقع الجسم في البيئة المحيطة به، سواءً كنّا ساكنين أو متحركين، ومعرفتنا لمواقع الأشياء التي تحيط بنا، سواءً كانت ساكنة أم متحركة.

      وُهبنا أدمغة قادرة على العمل بكفاءة عالية جدا، فوق حدود تصورنا لما يُمكن أن تقوم به، وما زلنا نحن كبشر نُحاول أن نعرف كيفية عمل الدماغ على مساعدتنا في عمل أشياء بسيطة جدا نقوم بها مرارا وتكرارا في حياتنا اليومية.

      لو سأل أحدنا نفسه السؤال التالي: كيف أعرف ما هو موقعي في الحجرة أو المكتب أو المطعم الذي أجلس فيها الآن وأنا أقرأ جريدة «الشرق الأوسط» أو أتصفح هذا المقال بموقعها الإلكتروني على شاشة الكومبيوتر؟. الجواب ببساطة: أعرف موقعي ولكن لا أستطيع تفسير كيفية معرفتي بذلك.

      جائزة نوبل لهذا العام في مجال الطب ذهبت لثلاثة علماء اكتشفوا بدايات طريق معرفتنا عن كيفية عمل دماغنا لتحديد موقعنا في كل لحظة نتحرك أو نسكن فيها، أو ما يُعرف في تطبيقات عالمنا اليومي بـ«نظام تحديد الموقع العالمي» GPS Global Positioning System، وهم العالم الأميركي البريطاني البروفسور جون أوكيف والعالمة النرويجية ماي بريت مويزر وزوجها العالم النرويجي إدفار مويزر. هؤلاء العلماء اكتشفوا بعضا من خلايا الدماغ المعنية بـ«نظام تحديد المواقع» والموجودة في مناطق محددة داخل الدماغ Brain Inner GPS، والذي يُمكننا من توجيه أنفسنا في حركاتنا وسكوننا ويُمكننا أيضا من معرفة ما يتحرك أو ما هو ساكن من حولنا. وعلقت جمعية نوبل في معهد كارولينسكا بالسويد في بيانها بالقول: «هذه الاكتشافات حلّت مشكلة شغلت الفلاسفة والعلماء لقرون.. وكيف يرسم الدماغ خريطة للفضاء المحيط بنا وكيف نشق طرينا عبر بيئة مركبة»، وأضافت: ومن ثمّ فإن التعرف على نظام الدماغ لتحديد تموضعنا يُمكن أن يُساعدنا في فهم آلية فقد قدرة الإدراك المكاني الذي يُؤثر بشكل مدمر على أولئك الذين يُعانون من مرض ألزهايمر وفهم آلية غيره من الأمراض المزمنة أو الطارئة، وكذلك فهم آلية حصول الحالات الطارئة لفقد قدرة معرفة وإدراك موضعنا بالنسبة للعالم فيما حولنا. والحالات قد تشمل تأثيرات تناول المواد المؤثرة على عمل الدماغ أو معايشة ظروف نفسية أو بدنية مرهقة تتسبب بضعف تلك القدرات.

      البروفسور أوكيف يعمل حاليا مديرا لمركز سينسبري ويلكام للعلوم العصبية والسلوكية في جامعة لندن، والزوجان مويزر يعملان في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة تروندهايم بالنرويج. وجائزة نوبل للطب هي أولى مجموعة جوائز نوبل التي يجري تقديمها سنويا للمتميزين في تحقيق إنجازات تتعلق بمجالات شتى كالأدب والطب والسلام وغيرها، وقيمتها رمزية لا تتجاوز نحو 1,1 مليون دولار ولكنها تقدير عالمي وتاريخي للذي ينالها، وهي مُنحت لأول مرة في عام 1901 تنفيذا لوصية رجل الأعمال السويدي ألفرد نوبل الذي ارتبط اسمه باختراع الديناميت.

      البداية كانت حينما اكتشف البروفسور أوكيف في عام 1971 الجزء الأول من النظام الداخلي للدماغ في تحديد المواقع Brain›s Internal Positioning System، وذلك خلال تجاربه التي رصد فيها إثارة نشاط خلايا معينة في الدماغ حينما يكون الفأر في مكان معين، وإثارة خلايا أخرى حينما ينتقل إلى مكان آخر من الغرفة، بمعنى أنه في كل مرة يوجد الفأر في منطقة، تنشط مجموعة من الخلايا، وإذا انتقل إلى مكان آخر تنشط مجموعة أخرى مختلفة من خلايا الدماغ.

      ومنها واصل أبحاثه حول عمل «خلايا المكان» هذه، والموجودة في منطقة «قرن أمون» Hippocampus في قلب الدماغ، والتي تعمل بالنتيجة على تكوين خريطة الموقع داخل الدماغ. وفي عام 2005، توصل الزوجان مويزر إلى اكتشاف جزء مختلف في الدماغ يعمل لإنتاج ما يُشبه الرسم البياني الملاحي، وسموها «خلايا الشبكة» التي تنتج معلومات شبيهة بخطوط الطول والعرض، مما يُساعد الدماغ على عملية التحكم في حركة المسافة والتنقل. وهاتان المعرفتان، خلايا ذاكرة المكان وخلايا الشبكة المكانية، هما بالفعل قفزة إلى الأمام في محاولات البشر معرفة كيف تعمل أدمغتنا على تحديد موقع الجسم في البيئة المحيطة به، سواءً كنّا ساكنين أو متحركين، ومعرفتنا لمواقع الأشياء التي تحيط بنا، سواءً كانت ساكنة أم متحركة.

      ومعرفة آلية إدراك الدماغ معلومات الجغرافيا المكانية هي بداية لفهم آليات الدماغ لإدراك الجغرافيا الزمانية وإدراك الجغرافيا العاطفية للعلاقات مع البشر وإدراك الجغرافيا المعرفية للعلوم والمعلومات التي تدخل أدمغتنا في كل لحظة، وذلك لضبط عمل أجهزة «جي بي إس» الدماغية في شتى جوانب الحياة الصحية بجوانبها النفسية والبدنية، أسوة بما لاحظته لجنة جائزة نوبل من احتمالات الاستفادة من جهود علماء جائزة نوبل للطب في هذا العام في فهم أو معالجة حالات ألزهايمر.

      د. حسن محمد صندقجي* استشاري باطنية وقلب

      تعليق


      • #13
        وباء ايبولا.. هل سيعزل افريقا عن العالم؟

        وباء ايبولا.. هل سيعزل افريقا عن العالم؟


        شبكة النبأ: يعيش العالم اليوم في قلق متزايد ومخاوف كبيرة، جراء الانتشار المضطرد لفيروس ايبولا، والذي عده الخبراء في مجال الصحة أخطر وباء عرفه العالم منذ ظهور الايدز في مطلع الثمانينات.


        حيث تفشى هذا الوباء الخطير وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية في العديد من الدول ومنها غينيا وليبيريا وسيراليون و نيجيريا والسنغال جمهورية الكونغو هذا بالإضافة الى اسبانيا والولايات المتحدة، وأودى بحياة 4555 شخصا من بين 9216 حالة إصابة مسجلة بحسب آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية، وليبيريا هي البلد الاكثر تعرضا للوباء مع 4262 إصابة و2484 وفاة. وفي 14 تشرين الاول/اكتوبر سجلت 3410 اصابات و1200 وفاة تم إحصاؤها في سيراليون و862 وفاة من 1519 إصابة في غينيا حيث انطلق الوباء.

        وهو ما دفع العديد من الدول الى اتخاذ إجراءات مشددة لمنع وصول هذا الوباء المميت الى اراضيها خصوصا مع عدم وجود علاج خاص. حيث فرضت بعض الدول الأوربية إجراءات مشددة في المطارات تجاه المسافرين القادمين من دول غرب إفريقيا، بينما تدرس الولايات المتحدة اغلاق حدودها تماما إمامهم. وكان الرئيس الامريكي الغي زيارة عمل خارج واشنطن ليترأس اجتماعا طارئا للحكومة بشأن الإجراءات المطلوبة في مواجهة ذلك الوباء.

        وتأثر عالم الرياضة ايضا بهذا الوباء اذ طلبت الحكومة المغربية تأجيل تنظيم كأس الامم الافريقية لكرة القدم التي يستضيفها مطلع 2015 بسبب وباء ايبولا، حسب ما ذكر مصدر في الحكومة المغربية. ومن المقرر ان يستضيف المغرب البطولة الافريقية من 17 كانون الثاني/يناير الى 8 شباط/فبراير. واعلن الامين العام المساعد للامم المتحدة جان الياسون انه لم يتم حتى الان تلقي اكثر من 25% من الاموال المطلوبة لمكافحة ايبولا استجابة لنداء الامم المتحدة لجمع مليار دولار.

        واشار الى حاجة ماسة للطاقم الطبي المؤهل للمساعدة في مكافحة المرض في الدول الاكثر معاناة وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا. وقال "يمكننا ان نتغلب على ايبولا اذا عملنا كلنا معا"، داعيا كذلك الى تحسين النظام الصحي في الدول المصابة "لان كثيرين يموتون جراء امراض اخرى" غير ايبولا او لا يحصلون على الرعاية الاساسية.

        مكافحة الوباء

        وفي هذا الشأن أعلنت منظمة الصحة العالمية انها تتخوف من تسجيل ما بين 5 و10 الاف اصابة اسبوعيا بفيروس ايبولا في البلدان الثلاثة الاكثر اصابة في غرب افريقيا، ابتداء من كانون الاول/ديسمبر، قبل اجتماع لمجلس الامن الدولي لبحث مكافحة الوباء. واعلنت المنظمة ان الوفيات بالحمى النزفية باتت تتجاوز 4500 وفاة معظمها في ليبيريا وسيراليون وغينيا، في حين قال بروس ايلوارد مساعد المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية ان نسبة الوفيات بين المصابين بالحمى النزفية الناجمة عن ايبولا في الدول الثلاث الاكثر اصابة قد تصل الى 70%.

        وقدم المسؤول حصيلة جديدة للوباء الذي قال انه ادى الى اصابة 9216 شخصا منذ ظهوره بداية 2014 في سبعة بلدان. وبلغت الوفيات 4555. وقال ايلوارد "الوباء يواصل تقدمه في غرب افريقيا. قد نسجل ما بين خمسة الاف وعشرة الاف اصابة جديدة اسبوعيا في بداية كانون الاول/ديسمبر"، مشيرا الى انه يتم الان تسجيل الف اصابة جديدة في الاسبوع.

        وقال ان عدد الاصابات يرتفع بصورة مضطردة في عواصم هذه الدول، مونروفيا وكوناكري وفريتاون، وان العدد الحقيقي يقدر باكثر بمرة ونصف مما يتم تسجيله رسميا في غينيا، واكثر بمرتين في سيراليون، وبمرتين ونصف في ليبيريا. وحددت الامم المتحدة انه من اجل وقف تفشي الوباء ينبغي ان يتم بحلول الاول من كانون الاول/ديسمبر دفن 70% من الجثث بصورة آمنة وعزل 70% من الحالات المشتبه بها. وقال بروس ايلوارد "هذا هدف طموح. الانتشار الجغرافي للوباء يشكل تحديا هائلا".

        وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان في جنيف انها قد تعلن اندثار موجة ايبولا في السنغال ثم في نيجيريا يوم 20 تشرين الاول/اكتوبر اذا لم يتم تسجيل اي اصابة جديدة في هذين البلدين حتى ذلك الوقت. وقالت المنظمة انه يمكن القول انه لم يعد هناك انتقال لعدوى ايبولا في بلد ما بعد 42 يوما من اخر اصابة. ويجتمع مجلس الامن الدولي في نيويورك لبحث سبل مواجهة اخطر موجة من الوباء منذ اكتشافه في 1976.

        وشدد الرئيس الاميركي باراك اوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي خلال محادثة هاتفية على ضرورة ان "تبرهن الاسرة الدولية على المزيد من التصميم والالتزام للتصدي بحزم لهذه الازمة"، وفق البيت الابيض. وتحادث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كذلك مع اوباما ودعا الى "زيادة التعبئة" قبل اجتماع وزراء الصحة في الاتحاد الاوروبي في بروكسل للاتفاق على تعزيز اجراءات المراقبة على الحدود وتنسيق جهود الوقاية.

        وبدأت بريطانيا وحدها بمراقبة المسافرين القادمين في المطارات ومحطات القطار كما فعلت الولايات المتحدة وكندا. وسيتم استجواب الركاب القادمين من البلدان الاكثر اصابة بالفيروس، كما سيتم قياس حرارة المسافرين في مطار هيثرو. وتعتزم فرنسا تطبيق اجراءات مماثلة للرحلات القادمة من غينيا. وفي الولايات المتحدة، تبين ان خمسة ركاب تم اخراجهم من طائرة قادمة من دبي في مطار لوغان في بوسطن لانهم اشتكوا من اعراض الرشح ليسوا مصابين بايبولا، كما اكد مسؤولون صحيون في ولاية ماساتشوستس.

        واكد المسؤولون ان الركاب لا يعانون من ايبولا ولا من الالتهاب التنفسي للشرق الاوسط (ميرز) الذي ظهر في السعودية في 2012 ولا من التهاب السحايا. واوقفت الطائرة الاماراتية ووضعت تحت الحجر الصحي لساعتين بعد وصولها. وتم استقدام عدد من سيارات الاسعاف وشوهد ممرضون باللباس الابيض يصعدون الى الطائرة لتحري الوضع.

        وتقرر ان تجري خمسة مطارات اميركية تستقبل 94% من الركاب القادمين من ليبيريا وسيراليون وغينيا اجراءات فحص الركاب لدى وصولهم. وبدأ ذلك في مطار كينيدي على ان تحذو المطارات الاخرى حذوه. وتأخذ السلطات خطر انتشار ايبولا على محمل الجد بعد اصابة ممرضة في مستشفى دالاس بتكساس جنوب البلاد في المستشفى الذي توفي فيه سائح ليبيري بعد ايام من وصوله. وقالت الممرضة نينا فام (26 عاما) في بيان "انا بخير واود أن اشكر الجميع على تمنياتهم وصلواتهم".

        وفي المانيا، توفي موظف سوداني لدى الامم المتحدة كان يبلغ من العمر 56 عاما خلال الليل في عيادة سانت جورج في لايبزيغ "رغم العناية الطبية المكثفة وكل جهود الطاقم الطبي"، كما اكد المستشفى في بيان. واصيب الموظف في ليبيريا وهو واحد من ثلاثة مصابين بالفيروس نقلوا الى المانيا للعلاج، شفي احدهم وهو خبير سنغالي لدى منظمة الصحة العالمية، ويتلقى اخر وهو اوغندي يعمل لدى منظمة انسانية ايطالية العلاج منذ 3 تشرين الاول/اكتوبر في مستشفى بفرانكفورت (غرب). وهذا ما دفع الامم المتحدة الى وضع 41 من العاملين ضمن بعثتها في ليبيريا قيد الحجر الصحي وبينهم 20 عسكريا.

        وقررت اسبانيا التي سجلت اول حالة ايبولا خارج افريقيا تاهيل كل العاملين في قطاع الصحة والاسعاف الذين يمكن ان يحتكوا بمرضى محتملين. واعرب الاطباء المعالجون للممرضة تيريزا روميرو عن تفاؤل حذر حيال فرصها في الشفاء بعد 15 يوما من اصابتها. وقالوا ان وضعها مستقر. وتحدث الوفاة عادة في الاسبوعين الاولين بعد ظهور الاعراض.

        وفي حين اشتكى العاملون الصحيون في اسبانيا من ضعف التدريب، قال المسؤولون الصحيون في الولايات المتحدة ان ثغرات في تطبيق اجراءات الوقاية هي السبب في حصول العدوى بايبولا في مستشفى دالاس. وقالت السلطات ان حالة الممرضة المصابة مستقرة. وفي ليبيريا هددت الحكومة بطرد العاملين الصحيين المضربين في اليوم العاشر من الاضراب للمطالبة بزيادة اجورهم. وقال وزير الصحة والتر غوينيغيل "كل من يبقى في بيته ويلبي نداء نقابات العاملين في المجال الصحي سيفقدون وظائفهم".

        وبدأ الاضراب في عيادة ايلاند بمونروفيا التي تكتظ بالمرضى ثم انضم اليه عدد كبير من الممرضين والعاملين في المراكز الصحية في حين اختبأ مسؤولو النقابة الذين تلاحقهم السلطات. وينفذ الاضراب على نطاق واسع في المستشفيات حيث كان المتغيبون اكثر بكثير ممن حضروا. ولكن من غير الممكن معرفة النسبة بدقة. وقال مكتب منظمة الصحة العالمية ان ثلث العاملين في عيادة ايلاند التي يديرها لم يحضروا.

        ودعا المكتب في رسالة الكترونية الممرضين الى استئناف العمل "حرصا على سلامة المرضى". واضاف "ان الاضراب يزيد الضغوط على العاملين الذين يهتمون بالمرضى وهذا يزيد بالتالي مخاطر ارتكاب اخطاء وهو مصدر قلق لنا". ويطالب العاملون بابرام عقود مع نحو ستة الاف موظف يعملون من دون عقود ودفع الاجور التي وعدوا بها في بداية الازمة والتي تراجعت عنها الحكومة. واصيب نحو 200 من العاملين الصحيين بايبولا في ليبيريا توفي 95 منهم، وفق منظمة الصحة العالمية. ودعا رئيس بعثة الامم المتحدة لمكافحة ايبولا انتوني بانبري "المزيد من الدول للمساعدة عبر ارسال عسكريين ومدنيين ومهنيين صحيين".

        واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها سترسل خلال الاسابيع المقبلة اجهزة متخصصة الى بلدان غرب افريقيا الثلاثة لمساعدتها في سرعة تشخيص المصابين بالمرض باعتماد تكنولوجيا النسخ التسلسلي للحمض النووي للفيروس التي تتيح الكشف عن الاصابة خلال ساعات بدلا من عدة ايام كما هي الحال في التحاليل التي تعتمد على زراعة الخلايا. وقالت الوكالة في بيان "ان الكشف المبكر مع توفير العناية الصحية الملائمة يزيد من فرص بقاء المرضى على قيد الحياة وفي ابطاء انتشار المرض عبر جعل عزل وعلاج المرضى في وقت مبكر ممكنا". بحسب فرانس برس.

        وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان انها لم تشهد من قبل "ازمة تهدد بقاء المجتمعات والحكومات في بلدان تعاني من الفقر الشديد" في خطاب تلي نيابة عنها. واضافت ان هذا الوباء يبرهن كيف "يمكن لاحد العناصر الأكثر فتكا في العالم ان يستغل اصغر نقاط الضعف في النظام الصحي" في افريقيا جنوب الصحراء حيث يوجد نقص في المهنيين وفي البنى الملائمة.

        زيادة المخاوف

        في السياق ذاته تزداد المخاوف في الولايات المتحدة بشأن الايبولا حيث أضرب نحو 200 من عمال نظافة الطائرات في نيويورك وطالب بعض المشرعين الحكومة بمنع المسافرين القادمين من دول غرب أفريقيا الأكثر تضررا من الفيروس. وقالت وزيرة الصحة الامريكية سيلفيا بارويل بعد يوم من وفاة أول شخص يتم تشخيص حالته على انها اصابة بالايبولا في الولايات المتحدة "الأمة في حالة رعب والناس خائفون من هذا المرض."

        وقالت بارويل في مؤتمر صحفي إن الناس مصابون برعب لان الايبولا "معدلات الوفيات به مرتفعة للغاية. وهم خائفون لانهم يحتاجون الى تعلم وفهم الحقائق بشأن هذا المرض." وبينما تستعد الحكومة لبدء فحص المسافرين القادمين من غرب افريقيا تحسبا لاصابتهم بالحمى في خمسة مطارات رئيسية توقف عمال نظافة في مطار لا جارديا في نيويورك عن العمل احتجاجا على ما يقولون انه حماية غير كافية للعمال الذين تشمل وظيفتهم إزالة القيء وتنظيف الحمامات. ويسبب فيروس الايبولا حمى نزفية وينتشر عن طريق الاتصال المباشر بسوائل الجسم لشخص مصاب يعاني من نوبات قيء شديدة واسهال.

        وقال شيركول اسلام (20 عاما) الذي يعمل في تنظيف الطائرات في مطار جون كنيدي بنيويورك وتجعله وظيفته يتعرض دائما لنوع النفايات والسوائل التي يمكن ان تنقل الايبولا "نحن دائما مع البراز وبالقرب من النفايات." ووقع 23 عضوا جمهوريا بمجلس النواب وثلاثة أعضاء ديمقراطيين رسالة الى الرئيس باراك أوباما يطلبون فيها من وزارة الخارجية الامريكية أن تفرض حظرا على السفر وتقييد منح تأشيرات لمواطني غينيا وليبيريا وسيراليون. بحسب رويترز.

        وفي رسالة تحمل تاريخ الثامن من اكتوبر تشرين الاول طلبوا ايضا من مسؤولي مراقبة الحدود والصحة الامريكيين بحث عزل أي شخص يصل من الدول التي أضيرت بعد تعرضه للايبولا وانقضاء 21 يوما وهي فترة ستظهر فيها اعراض المرض. وقالت الرسالة ان منظمة الصحة العالمية "منظمة من الموظفين غير المنتخبين والمعينين بدواع سياسية من جانب دول أجنبية. ليس من واجبها حماية أرواح ورفاهية الأمريكيين مثلما هو الحال بالنسبة لك."

        لا مفر

        من جانب اخر قالت سوزانا جاكاب المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية إنه من المحتم تقريبا أن تشهد أوروبا مزيدا من حالات الإصابة بالفيروس القاتل إيبولا داخل حدودها لكن القارة مستعدة بشكل جيد لمكافحة المرض. وقالت إن وقوع مزيد من هذه الأحداث "لا مفر منه." وقالت سلطات الصحة الأسبانية إن أربعة أشخاص يخضعون للمتابعة في مستشفى باسبانيا لوقف انتشار الإيبولا بعدما أصبحت الممرضة الأسبانية أول شخص تنتقل إليه عدوى المرض خارج افريقيا.

        وقالت جاكاب من مكتبها في كوبنهاجن "مثل هذه الحالات المستوردة والأحداث المماثلة كتلك التي جرت في أسبانيا ستحدث مرة أخرى على الأرجح في المستقبل." وأضافت "لا مفر من أن تقع مثل هذه الحوادث في المستقبل بسبب حركة السفر المكثفة من أوروبا إلى البلدان المنكوبة والعكس." وكانت عدة بلدان في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية منها فرنسا وبريطانيا وهولندا وألمانيا وسويسرا والنرويج وأسبانيا عالجت مرضى عادوا إلى الوطن بعد ان انتقلت إليهم العدوى في أفريقيا حيث انتشرت الإصابة بالفيروس إيبولا في غينيا وسيراليون وليبيريا منذ مارس آذار الماضي.

        وقالت جاكاب إنه داخل أوروبا فإن أشد الناس عرضة لخطر الإصابة بالفيروس هم عمال الصحة الذين يقومون برعاية مرضى الإيبولا العائدين إلى الوطن من الخارج وكذلك أسرهم ومن خالطوهم. واستدركت بقولها "ولكن أهم شيء هو أن الخطر الذي تتعرض له أوروبا محدود وأن الجزء الغربي من المنطقة الأوروبية خصوصا هو الأفضل استعدادا في العالم لمواجهة اشكال الحمى النزفية الفيروسية ومنها الإيبولا."

        ومع تزايد أعداد حالات الإصابة في غرب افريقيا يقول خبراء إنه إن عاجلا أم آجلا ستنتشر الإيبولا على المستوى الدولي لكنهم يشددون على أن احتمالات أن تؤدي إصابات متفرقة إلى تفشي المرض في أوروبا أو الولايات المتحدة أو مكان آخر خارج افريقيا ضئيلة للغاية. وقال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه يوجد احتمال ضئيل أن يجلب مسافرون الإيبولا إلى أوروبا دون علمهم لكن سلطات الصحة العامة في المنطقة "بمقدورها ان ترصد بكفاءة حالات الإصابة بالفيروس إيبولا ومن ثم منع انتشاره." بحسب رويترز.

        وقالت جاكاب إن المقر الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية يراقب الأوضاع عن كثب وعلى اتصال بكل بلدان المنطقة. واضافت قولها مشيرة إلى حالات الإصابة في اسبانيا "إذا رأوا حاجة لمساعدة او مشورة فإننا دوما في خدمتهم ونحن مستعدون استعدادا جيدا ولا اعتقد حقا في هذه المرحلة أنه يوجد ما يدعو للقلق من هذه الحالات." وسئلت جاكاب هل تحبذ فحصا على حدود أوروبا للمسافرين القادمين من البلدان المنكوبة في غرب افريقيا فقالت إنها لا ترى ذلك ضروريا في الوقت الحالي لكن قد يتعين دراسته في المستقبل.

        ادانة افريقيا

        على صعيد متصل اكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ان التعبئة ضد فيروس ايبولا يجب الا تؤدي الى "تخويف" العالم عبر ادانة افريقيا باكملها، بينما قال وزير المال في سيراليون ان آثار انتشار هذا المرض تشبه تلك الناجمة عن "حظر اقتصادي". وقالت لاغارد "علينا ان نبرهن على اكبر قدر من الحذر حتى لا نرهب العالم كله من افريقيا برمتها" بسبب الوباء الذي اسفر حتى الآن عن وفاة اكثر من اربعة آلاف شخص وينتشر حاليا في ثلاث دول افريقية هي ليبيريا وسيراليون وغينيا.
        واضافت لاغارد ان "هذه الدول الثلاث متضررة جدا ونحاول مساعدتها قدر الامكان. الامر الملح هو وقف (الوباء) واحتواؤه". واشارت الى ان المرض لا ينتشر في كل افريقيا. واكدت لاغارد ضرورة ان "تستمر الاعمال" في انحاء القارة وان "تواصل اقتصادات الدول الاخرى حركتها وخلق وظائف".

        وكانت المديرة العامة للصندوق دعت الى وقف عزل الدول الافريقية الثلاث. وقالت في مؤتمر صحافي "يجب عزل ايبولا وليس الدول". واضافت مديرة هذه المؤسسة المالية الدولية خلال عرضها النتائج التي توصلت اليها الهيئة السياسية للصندوق، ان "التعبئة الدولية "يجب ان تستخدم في القضاء على ايبولا لا في عزل الدول بحد ذاتها". وعبرت الهيئة السياسية في تقريرها عن قلقها من التأثير "الانساني والاجتماعي الاقتصادي" للوباء.

        وقال البنك الدولي ان الوباء يمكن ان يكلف غرب افريقيا اكثر من 32 مليار دولار بحلول نهاية 2015. من جهتها، دعت لجنة التنمية الهيئة المشتركة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي السبت الى تحرك مالي "سريع" و"منظم". وقالت هذه اللجنة خلال اجتماعات الخريف للمؤسستين الماليتين انه "بمعزل عن الماساة الانسانية، تبدو الخسائر الاقتصادية التي سجلت في الدول المتضررة كارثية".
        واضافت انه "لا بد من تحرك ومساعدة مالية سريعين ومنسقين لتطويق الاثار الاقتصادية المباشرة والمستمرة لهذه الازمة والتخفيف منها". وخلال الاجتماعات نفسها، قال وزير مالية سيراليون ان فيروس ايبولا يؤدي الى النتائج نفسها التي تنجم عن "حظر اقتصادي" في الدول التي ينتشر فيها عندما يتم عزلها عن العالم ويتقلص النشاط الاقتصادي فيها. وقال كيفالا مراه "انه حظر اقتصادي حقيقي سواء كان عفويا او متعمدا. انه الواقع شئنا ام ابينا الاعتراف بذلك". واضاف ان عدة قطاعات اقتصادية مثل البناء والمناجم والنقل الجوي ستعاني من "الركود" و"ستخنق" مجمل المنطقة. بحسب فرانس برس.

        وتابع مراه ان "العائدات تراجعت الى حد كبير (...) والنفقات تواصل ارتفاعها لان ميزانيتنا لم تكن تتضمن واجب التصدي لايبولا". وكانت سيراليون التي خرجت للتو من حرب اهلية استمرت عدة سنوات، تتوقع ان تبلغ نسبة النمو 11,3 بالمئة في 2014. وقال وزير المالية ان السلطات "خفضت توقعاتها الى حد كبير". واضاف مراه ان "كل التقدم الذي حققناه ضاع"، معبرا عن اسفه للرد "المتأخر" من جانب الاسرة الدولية. واتخذت بلدان عدة اجراءات لمنع وصول المرض اليها من بينها فرض اجراءات مراقبة على الحدود وفي المطارات والدعوة الى الامتناع عن السفر الى الدول الافريقية الثلاث.

        لقاحات روسية

        في السياق ذاته صرحت وزيرة الصحة الروسية بأن علماء بلادها طوروا ثلاثة لقاحات ضد فيروس إيبولا، ستكون على الأغلب جاهزة خلال ستة أشهر. وأضافت الوزيرة بأن أحد هذه اللقاحات أصبح جاهزا للتجربة على متطوعين. وكانت روسيا قد أرسلت فريقا من العلماء ومختبرا متنقلا للمساهمة في مكافحة الفيروس القاتل في غينيا.

        وأعلنت وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا أن العلماء الروس سيتمكنون خلال ستة أشهر من توفير ثلاثة لقاحات ضد فيروس إيبولا الذي يتسع انتشاره بعد أن تسبب بوفاة أكثر من أربعة آلاف شخص في غرب أفريقيا بشكل خاص. ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن الوزيرة قولها خلال لقاء تلفزيوني "لقد طورنا ثلاثة لقاحات .. ونعتقد أنها ستكون جاهزة خلال الأشهر الستة المقبلة". وقالت الوزيرة إن أحد هذه اللقاحات التجريبية "بات جاهزا للتجربة السريرية"، أي على متطوعين. وأوضحت أن أحد هذه اللقاحات تم تطويره من نسخة غير فاعلة للفيروس.

        ولم تسجل روسيا أي إصابة بالمرض ولكنها أرسلت نهاية آب/أغسطس فريقا من علماء الحميات ومختبرا متنقلا للمساهمة في جهود مكافحة إيبولا في غينيا. ولا توجد أدوية معتمدة لعلاج المرضى أو لقاحات فاعلة في حين تجرى تجارب في عدة دول وخصوصا في بريطانيا وكندا. بحسب فرانس برس.

        وقالت منظمة الصحة العالمية إن هناك لقاحين واعدين تعمل على أحدهما شركة غلاكسو-سميثكلاين البريطانية والآخر هيئة الصحة العامة الكندية على ان تسوقه شركة نيولنك جنيتيكس الأميركية. وبدأت غلاكسو-سميثكلاين تجارب سريرية على لقاحها في مالي المجاورة لغينيا. وينتظر صدور النتائج الأولية للقاحين التجريبيين خلال الشهرين المقبلين على ان تبدأ بعدها المرحلة الثانية لتحديد فاعلية اللقاح في الدول المصابة في بداية 2015.

        طريقة انتقال ايبولا

        كيف انتقل وباء ايبولا الذي يتفشى منذ حوالى اربعين عاما في المناطق المعزولة نسبيا في افريقيا الوسطى، الى افريقيا الغربية وتسبب في وفاة اكثر من اربعة الاف شخص خلال ستة اشهر؟ لم يتوصل العلماء بعد الى إجابة شافية على هذا السؤال الذي يعتريه غموض شديد. وقال خبير الحميات اندرو فاستن من جامعة واريك بوسط بريطانيا "كنت اتمنى لو اني اعرف الجواب". واضاف "كنا نظن ان المشكلة تقتصر على منطقة وسط افريقيا، لكن ذلك لم يكن صحيحا". والوباء الذي يتفشى منذ اذار/مارس كما اعلن رسميا، قد استوطن على ما يبدو منطقة الغابات في غينيا، بمديرية غوكيدو المتاخمة للحدود مع سيراليون وليبيريا.

        واعلنت المنظمة العالمية للصحة ان اصابة بالعدوى ترقى الى كانون الاول/ديسمبر 2013 قد تكون نقطة انطلاق هذه الآفة في قرية ميلياندو. وتفيد بحوث اخرى ان الوباء نجم على الارجح عن دفن معالجة بالسحر مصابة بالعدوى في قرية سوكوما السيراليونية النائية القريبة من غيكيدو. وفي اعقاب الدفن، تفرق المشاركون في جنازتها الى مناطق اخرى، وما لبثت الوفيات ان تتالت بعد ذلك.

        وبالإضافة الى السؤال الذي يتمحور حول المصدر الدقيق لهذا الوباء الفتاك والمستمر منذ تسجيل اولى الحالات في 1976 في زائير (جمهورية الكونغو الديموقراطية اليوم) والسودان، تطرح تساؤلات عن المنشأ الحيواني للوباء. وقال جوناتان بال استاذ علم الحميات الجزيئية في جامعة نوتينغهام البريطانية، "نحن مقتنعون بنسبة 99% بأن الخزان الطبيعي لهذا الوباء هو الخفافيش آكلة الثمر وان الوباء يتفشى كثيرا بين هذه الحيوانات". وتعتبر الخفافيش "الخزان الطبيعي" لعدد كبير من الأوبئة التي تنتقل بعد ذلك الى حيوانات اخرى هي "حاملة وسيطة" قبل انتقالها الى الناس.

        وهذه على سبيل المثال حالة وباء سارس (الالتهاب التنفسي الحاد) الذي تسبب في اندلاع ازمة صحية عالمية في 2003 وحصد حوالى 800 وفاة كان القسم الاكبر منها في آسيا. وفي ما يتعلق بايبولا، تعتقد المنظمة العالمية للصحة ان الوسطاء المحتملين لانتقال الوباء هم القردة الكبار كالشمبانزي او الغوريلا، والايائل او القنافذ التي يعتبرها الصيادون "لحوم طرائد" في افريقيا. ويمكن ان يحصل الاتصال بين الانسان والحيوانات المصابة بالعدوى بصورة عرضية او ينجم عن الصيد. وقد طرح عدد من النظريات لتفسير نشوء الوباء في افريقيا الغربية. وقال اوليفييه رينار الباحث في مجال الاوبئة في المركز الدولي لبحوث الاوبئة في ليون، "يعتقد الباحثون عموما ان الوباء وصل الى هنا قبل بضع سنوات فقط، وقد نقلته الخفافيش التي لا تصاب بالمرض".

        وثمة تفسيران مطروحان، الاول هو وصول الخفافيش المصابة بالعدوى والمهاجرة من افريقيا الوسطى، وهي حيوانات قادرة على اجتياز مسافات طويلة، او العدوى التدريجية للسكان من الخفافيش الآتية من افريقيا الوسطى الى افريقيا الغربية. ويقول اندرو ايستون ان فرضية انتقال العدوى بواسطة انسان مصاب في افريقيا الوسطى "غير محتملة" لأن المنطقة الاولى المصابة المعروفة في غرب افريقيا "معزولة" واتصالها بالخارج قليل. ومن المحتمل ايضا ان يكون الوباء موجودا منذ سنوات بين الخفافيش في غرب افريقيا وان الظروف لتفشي الوباء لم تكن متوافرة من قبل. وقال المركز الاوروبي للوقاية ومراقبة الامراض ان اسباب هذا الوباء "لم تعرف بالكامل بعد" لكن "دخول الانسان الى غابات كانت من قبل معزولة ... اضطلع بدور على الارجح". من جانبه، قال البروفسور جوناثان بال ان تفشي وباء "ينجم عن تضافر عدة ظروف". بحسب فرانس برس.

        وفي دراسة جديدة اعتبر باحثون في جامعة اوكسفورد من جهتهم ان اكثر من 22 مليون شخص كانوا يعيشون في مناطق بافريقيا تتوافر فيها كل الظروف لانتقال وباء ايبولا من الحيوان الى الانسان، اي ما يعني انتشارا اكبر بكثير مما كنا نتصوره حتى الان.

        تعليق


        • #14
          مكافحة البدانة عند الأطفال أولية التنشئة السليمة

          مكافحة البدانة عند الأطفال أولية التنشئة السليمة


          شبكة النبأ: تعد مشكلة البدانة من أهم واخطر أمراض التغذية، التي قد تصيب جميع الفئات العمرية من كلا الجنسين و هي من أكثر الأمراض انتشارًا حول العالم، هذه المشكلة تكون أكثر تعقيدًا لدى الأطفال خصوصا وان العديد من التقارير تشير الى ارتفاع نسبة البدانة عند الأطفال بصورة مطّردة أثارت قلق الكثير من الجهات، التي تتوقع أن تتضاعف هذه النسبة خلال السنوات المقبلة كما يقول بعض الخبراء، ولقد ساهمت عدّة عوامل في انتشار هذه الظاهرة أبرزها الإكثار من تناول الوجبات السريعة، وتناول الطعام في أثناء مشاهدة التلفاز أو استخدام الألعاب الإلكترونية،والبدانة عند الأطفال لا تقل خطورة عما هي عليه عند الكبار ويعتبر الطفل البدين عرضة لأن يكون راشدًا بدينًا بنسبة كبيرة جدا.

          وتعرف السمنة بأنها زيادة في مجموع نسبة الدهون الكلية في الجسم مقارنة بالأنسجة الأخرى، مما يؤدي الى زيادة في وزن الجسم. ويعتبر مؤشر كتلة الجسم، وهو طريقة حساب نسبة الدهون في الجسم على أساس الطول والوزن، اكثر وسيلة محبذة لقياس زيادة الوزن والسمنة، ويحسب مؤشر كتلة الجسم للأطفال باستخدام ذات الاسلوب المتبع مع البالغين، أي الوزن بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالمتر، بالإضافة الي استعمال الرسوم البيانية الخاصة بالعمر ونوع الجنس.

          وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الشخص “زائد الوزن” اذا كان مؤشر كتلة جسمه اكثر من 25، وسمين اذا كان المؤشر 30 فأكثر، في دراسة أجرتها وزارة الصحة البريطانية لقياس السمنة لدى الاطفال دون 11 عاما، وجدت ان 27.7% من الأطفال يعدون زائدي الوزن، فى حين ان 13.3% يعانون من السمنة، تعتبر الولايات المتحدة من أكثر الدول الشائعة بالسمنة وزيادة الوزن فالإحصائيات تشير الي ان 17.1% من الأطفال والمراهقين بين عامين و 19 عاما يعانون من الوزن الزائد.

          شيوع البدانة
          وفي هذا الشأن قالت منظمة الصحة العالمية إن الزيادة في الوزن باتت شائعة جدا في أوروبا لدرجة تهدد بأن تصبح "القاعدة الجديدة" إذ يعاني نحو ثلث المراهقين من زيادة في اوزانهم. وفي تقرير عن معدلات البدانة في 53 بلدا اوروبيا قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن ما يصل الى 27 في المئة ممن تبلغ اعمارهم 13 عاما و33 في المئة ممن في سن الحادية عشرة يعانون من زيادات في أوزانهم.

          وقالت سوزانا جاكاب المديرة الإقليمية للمنظمة "باتت زيادة الوزن أمرا شائعا ... يجب ألا نسمح بأن تصبح البدانة أمرا مسلما به في جيل جديد." وأوضحت ان من اسباب انتشار البدانة الخمول وانتشار ثقافة تروج لأطعمة رخيصة غنية بالسكر والدهون والملح واصفة تلك الثقافة بأنها "مميتة". وقال التقرير إن معدلات البدانة بين الصبية والفتيات في سن 11 عاما تصل الى أعلاها في اليونان والبرتغال وايرلندا واسبانيا بينما أقلها في هولندا وسويسرا. بحسب رويترز.

          وقال التقرير إن قلة التمرينات الرياضية جزء من المشكلة. وأوصت منظمة الصحة العالمية بأن يخضع الاطفال من سن الخامسة وحتى السابعة عشرة لساعة من النشاط البدني على الاقل يوميا وان يخضع البالغون لمئة وخمسين دقيقة اسبوعيا من التمرينات الخفيفة. لكن تقرير منظمة الصحة العالمية قال إن بعض البلدان ومنها فرنسا وبعض البلدان الاسكندنافية تمكنت من احتواء وباء البدانة من خلال "نهج حكومي كامل".

          المضادات الحيوية

          من جانب اخر أظهرت دراسة اميركية حديثة ان اعطاء مضادات حيوية للاطفال دون سن الثانية يزيد خطر الاصابة بالبدانة خلال مرحلة الطفولة، مع خطر اكبر على الاطفال الذين يتناولون جرعات كبيرة منها. وقال تشارلز بايلي من مستشفى الاطفال في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا (شمال شرق)، المشرف الرئيسي على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "جورنال اوف ذي اميركان اسوسييشن" (جاما) "نظرا الى ان البدانة تنجم عن اسباب متعددة، تقليص انتشارها يعتمد على تحديد كل عوامل الخطر والسيطرة عليها". واضاف "نتائج دراستنا تدعو الى الاعتقاد بأن بعض استخدامات المضادات الحيوية قبل سن 24 شهرا يمكن ان تكون من بين هذه العوامل".

          وحلل الباحثون البيانات الصحية الالكترونية لاكثر من 64 الف طفل من الولادة حتى سن الخامسة، على فترة تمتد بين 2001 و2013. وتناول 69 % من الاطفال ما معدله 2,3 مرات من المضادات الحيوية قبل سن العامين. وبالنسبة لاجمالي عدد الاطفال، بلغت نسبة انتشار البدانة 10 % في سن العامين، و14 % في سن الثلاث سنوات و15 % في سن الاربع سنوات، بحسب معدي الدراسة.

          اما في ما يتعلق بالزيادة البسيطة في الوزن، فقد بلغت النسبة 23 % لدى الاطفال في سن العامين و30 % في سن الثلاث سنوات و33 % في سن الاربع سنوات. ولفت الباحثون الى ان الاشخاص الذين عولجوا اربع مرات او اكثر بالمضادات الحيوية قبل سن العامين كانوا يواجهون خطرا اكبر للبدانة. بحسب فرانس برس.

          وتمثل البدانة مشكلة كبرى على صعيد الصحة العامة. وذكر بايلي بأن دراسات اجريت سابقا تشير الى ان التغييرات التي تحدثها المضادات الحيوية على الامعاء الدقيقة قد تكون مرتبطة بالبدانة.
          شكل القلب

          في السياق ذاته قال باحثون إن هناك فروقا ملحوظة في شكل ووظيفة القلب بين الأطفال العاديين والأطفال الذين يعانون من السمنة. وقال الدكتور نورمان مانجنر من مركز القلب في جامعة لايبزيج بألمانيا "لا نعرف ما إذا كانت (هذه التغييرات) تعني شيئا من الناحية السريرية أو خطيرة بالضرورة...لا يمكننا الاجابة عن هذا السؤال." مع ذلك بعض خصائص القلب لدى الصغار البدناء كانت مشابهة لخصائص القلب لدى أطفال يعانون من سرطان الدم بعد تلقيهم العلاج الكيماوي. وكتب الباحثون في دورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن السمنة ترتبط بحدوث تغييرات في القلب لدى البالغين ومع ذلك قد تحدث هذه التغيرات لدى الأطفال البدناء.

          وخلال الدراسة أخذ مانجنر وزملاؤه عينات من 101 طفل وصبي تتراوح أعمارهم بين تسع سنوات و16 سنة بينهم 61 يعانون من السمنة. كما أجروا فحوصات بالموجات فوق الصوتية ثنائية الأبعاد لرصد ضربات قلب الصغار. وكان لدى البدناء منهم غرف أكبر (الاذينان والبطينان) في شقي القلب. كما كانت جدران البطين الأيسر -المسؤول عن ضخ الدم المحمل بالاكسجين إلى بقية أعضاء الجسم- أكثر سمكا.

          وأضاف الباحثون أن قلوب الصغار الذين يعانون من السمنة تجد صعوبة أكبر فيما يبدو في ضخ كمية أكبر من الدم مع كل نبضة مقارنة بنظرائهم الأقل وزنا. كما كان ضغط الدم مرتفعا لديهم عن أقرانهم الأخف وزنا لكنه عند المعدلات الطبيعية. كما كانوا يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع. بحسب رويترز.

          وقال الدكتور شيلدون إي ليتوين طبيب القلب لدى جامعة ساوث كارولاينا الطبية في تشارلستون والذي شارك في الدراسة إن تضخم البطين الأيسر وهو عبارة عن زيادة في حجم جدران القلب مؤشر معروف على زيادة مخاطر الاصابة بأمراض القلب. وأضاف "لو استمر الوضع فترة طويلة يمكن ان يسبب مشكلة...يمكن أن تتصلب عضلة القلب إذا ما زاد سمكها وهو ما قد يؤدي إلى حالة فشل القلب الاحتقاني." وقال ليتوين إن التغيرات التي تحدث في القلب يمكن أن تتحسن إذا ما فقد المرضى الوزن الزائد. وأردف أن النظام الغذائي السليم وممارسة التمارين الرياضية تساعد في أنواع تغييرات القلب التي وجدت في هذه الدراسة.

          البدانة و تفاعل الأسرة

          على صعيد متصل تشير نتائج دراسة جديدة الى أن الأسر التي تظهر دفئا أكبر وتستمتع بالتناول الجماعي للوجبات العائلية يقل لديها مخاطر اصابة الأطفال بالسمنة. وقالت المشرفة على الدراسة جيريكا إم. بيرج بقسم طب الأسرة وصحة المجتمع بجامعة مينيسوتا في مينيابوليس "لقد أظهرت البحوث السابقة أن تناول الوجبات العائلية بشكل متكرر يقي من بدانة الشباب ولكن لا نعرف سبب هذا الأمر". وقالت بيرج هيلث "الدراسة الحالية تهدف الى الاجابة عن سبب هذه الحالة".

          وشملت الدراسة 120 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما من أسر بمنطقة سان بول في مينيابوليس والذين قالوا انهم يتناولون العشاء مع الأسرة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل. وسجلت الوجبات العائلية بالفيديو على أجهزة آيباد لمدة ثمانية أيام. وسجلت أنواع الأطعمة ومدة تناول الوجبات والتواصل والتفاعل بين الآباء والأبناء وبين الأشقاء. واستخدم الباحثون أيضا مسوحات ومقابلات للآباء والأطفال.

          وكان ثلاثة أرباع الأطفال المشاركين من الأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية ونصفهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وكان الأطفال الذين يتمتعون بوزن طبيعي يتناولون الوجبات العائلية لفترة أطول بحضور أب أو زوج أم مقارنة مع نظرائهم الذين لديهم زيادة في الوزن. وبشكل عام استمر العشاء نحو 16 دقيقة بمتوسط ​​18 دقيقة للأطفال أصحاب الوزن الصحي و 13.5 دقيقة للأطفال البدناء الوزن الزائد.

          وقالت "هذا الاكتشاف ربما يعني أنه عندما يكون الأطفال تحت رقابة اكبر خلال الوجبات تكون لديهم حماية أكثر ضد زيادة الوزن أو السمنة بما يعنى انه قد يكون هناك بيئة وجبات أقل فوضوية ومزيد من الفرص للتواصل". وكانت الأسر التي تتسم بدفء ورعاية أكبر كما صنفها الباحثون الذين تابعوا تسجيلات الفيديو أقل احتمالا لأن يكون لديها أطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وارتبط عدم الانضباط والاتجاهات الأبوية المتساهلة بزيادة في احتمالات السمنة في مرحلة الطفولة.

          وقالت بيرج "هذا ربما يعني أنه في الأسر التي يكون لديها أطفال لا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هناك تفاعلات أكثر ايجابية خلال الوجبة العائلية وهو ما يوفر شعورا بالأمن والانتظام والقدرة على التنبؤ والذي قد يساعد الأطفال على تنظيم حياتهم اليومية بما في ذلك تنظيم سلوكياتهم الغذائية بشكل ذاتي". وكانت الأسر التي تتواصل بشكل أكبر بشأن الطعام أقل احتمالا لأن يكون لديها أطفال يعانون من زيادة في الوزن أو سمنة وفقا للنتائج التي نشرت في دورية طب الأطفال "Pediatrics". بحسب رويترز.

          وقالت بيرج إن هذه النتائج تحدد فقط الارتباط بين عادات الوجبات والبدانة في مرحلة الطفولة ولا تثبت أن ديناميات تناول الطعام تسبب السمنة ولكن هناك بعض الاستراتيجيات الصحية المعروفة التي يمكن للآباء توظيفها على مائدة العشاء. وقالت انه من المهم للأسر توفير وتشجيع أجواء ايجابية خلال الوجبات العائلية. وأَضافت أنه على سبيل المثال لا تستخدم الوجبة العائلية كوقت لتلقين الأطفال بشأن واجباتهم المدرسيةوبدلا من ذلك يجب استغلال الوقت للتواصل حول أمور الحياة اليومية لتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة.

          شرب الماء

          من جانب اخر أوصت مجموعة من خبراء التغذية بشرب الأطفال للماء وحده أثناء الوجبات، والامتناع عن تناول المشروبات الغازية لمكافحة البدانة. وقال خبراء التغذية إن المشروبات السكرية هي سعرات حرارية لاقيمة لها، وإن الناس تخلوا عن "عادة شرب الماء" مع الوجبات. وتأتي هذه الدعوة تزامنا مع استعداد هيئة الصحة العامة في إنجلترا لنشر خطتها لتقليص استهلاك السكر في البلاد.

          وقال شركة "آيه بي شغر" لإنتاج السكر إن "شيطنة مادة واحدة" لن "يعالج انتشار البدانة". وقال الدكتور جوليان كوبر، مدير قسم علوم التغذية في شركة "آيه بي شغر" إن استهداف السكر ليس هو "الحل السحري"، وإنه على الناس أن يوازنوا بين السعرات الحرارية التي يتناولونها وبين حجم ما يقومون به من نشاط.

          والرأي الحالي فى هذا المجال هو الا تزيد نسبة السعرات الحرارية التى نتناولها يوميا عن طريق السكر المضاف للأطعمة ومن العسل عن 11 فى المئة من اجمالي السعرات الحرارية التي نستهلكها، وتنخفض هذه النسبة الى 10 فى المئة عند استبعاد المشروبات الكحولية. وتجد جميع فئات الأعمار، خاصة الأطفال، في بريطانيا صعوبة كبيرة في الالتزام بهذه المعدلات.

          وقال علماء التغذية قبل الاعلان عن هذه المعدلات إنه لا يوجد حل سهل لمعالجة مشكل البدانة. ولكنهم وجهوا أصابع الاتهام للمشروبات التي يضاف لها السكر. وتوجهت البروفيسور، سوزان جيب، من جامعة أوكسفورد إلى المستهلكين قائلة: "اختاروا شيئا آخر". وقالت "الأمر يتوقف على نصيحة بسيطة للكبار. شجعوا أطفالكم على شرب الماء." وأضافت: "أن الأطفال لابد أن يشربوا الماء بعد فطامهم، الحليب مفيد ولكن تبقى نصيحتي الجوهرية هي شرب الماء".

          وقال البروفسور توم ساندرز، رئيس قسم أمراض السكري وعلوم التغذية في كلية كينغز كولدج بلندن إنه "ينبغي أن يتعود الأطفال على شرب الماء". وأضاف: "المشكلة أن الناس تخلوا عن شرب الماء، فلابد أن تضع العائلات الماء على الطاولة وليس المشروبات الغازية، التي ينبغي أن يكون استهلاكها فقط كنوع من الحلوى". وقالت مجموعة الخبراء إن تأثير السكر على الصحة هو أنه مصدر سعرات حرارية قد تؤدي إلى البدانة.

          ولكنها كشفت عن دلائل جديدة تبين أن الحصول على نسبة عالية من السعرات الحرارية من السكر قد يضر بالصحة. فالسكر - برأي الخبراء - يرفع مخاطر الإصابة بمشاكل في القلب، وبالدرجة الثانية من مرض السكري، فضلا عن تأثيره على محيط خصر الشخص المعني. وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن لفتت الانتباه إلى المشاكل التي يسببها السكر. فقد نبهت توجيهات المنظمة التي نشرت في مارس/آذار إلى أن الأطعمة التي يضاف لها السكر ينبغي الا تمثل أكثر من 10 في المئة من الاستهلاك اليومي للسعرات الحرارية، وأنه على الناس والحكومات السعي من أجل تقليل هذه النسبة إلى 5 في المئة. بحسب بي بي سي. وتشمل تلك النسبة جميع أنواع السكريات المضافة الى الطعام، والسكر الموجود بشكل طبيعي فى العسل، وسكر الفواكة المركز، وعصائر الفواكة، والعصائر المركزة. ومن المتوقع أن تقترح هيئة الصحة العامة فى انجلترا فرض ضرائب على المشروبات السكرية لتقليل استهلاك الأطفال والمراهقين من السكر.

          على صعيد متصل أفادت دراسة جديدة بأن آباء وأمهات الأطفال البدناء ربما يريدون مساعدة أطفالهم على التمتع بصحة أفضل إلا أنهم أكثر استعدادا لتغيير النظام الغذائي لأطفالهم مقارنة بزيادة حركتهم الجسدية ونشاطهم. وتوصل الباحثون إلى أن تغيير رؤية الوالدين لأنفسهم وأطفالهم وتشجيع الأطباء على الحديث عن أهمية النشاط الجسدي قد يزيل عقبة مهمة في طريق فقدان الوزن. وقالت كيونج ري التي قادت الدراسة في جامعة براون بولاية رود أيلاند الأمريكية "فكرنا في إجراء هذه الدراسة لأنه عندما عملنا مع أسر في محاولة لإشراكها في فقدان الوزن لاحظنا اختلافات في استعداد الوالدين لتغيير السلوك الغذائي مقابل النشاط الجسدي." وأضافت ري طبيبة الأطفال في جامعة كاليفورنيا بسان دييجو "لم يكونوا مستعدين دائما لفعل الأمرين معا.

          كانت بعض الأسر مستعدة لأحد الأمرين لكن عندما تحاول بالفعل بدء عملية فقدان وزن فمن المهم القيام بالأمرين." وقامت الدراسة التي نشرت في دورية أكاديمية التغذية بقياس مدى استعداد الآباء والأمهات لاجراء تغييرات سلوكية في الأنظمة الغذائية لأطفالهم وفي التمرينات الرياضية.

          اساليب لمكافحة البدانة

          الى جانب ذلك تنقض مدارس فلوريدا هذه السنة على "الاكل غير الصحي" وما يرافقه من اصابة بالبدانة من خلال تعليم الاطفال زراعة خضارهم مثل الطماطم العضوية او كيفية طهو طبق من الباستا بكمية قليلة جدا من زيت الزيتون. فالبلد الذي يتمتع باقوى اقتصاد في العالم، يسجل ايضا اكبر نسبة من البدناء. فاكثر من بالغ اميركي واحد من كل ثلاثة كان يعاني من البدانة في 2011-2012 على ما جاء في تقرير المركز الوطني للوقاية من الامراض.

          هذه الارقام رغم انها تظهر تراجعا في اعداد البدناء دفعت المدارس الرسمية في الولايات المتحدة الى جعل تلاميذها وهم بالغو المستقبل، يهتمون بشيء اخر غير الوجبات السريعة. في فلوريدا تتركز المبادرة المدعومة من القطاع الخاص في الاحياء الفقيرة حيث نسبة البدانة هي الاعلى. وفي منطقة ميامي-دايد التي تضم ميامي وضاحيتها الكبرى، المطبخ الايطالي هو موضوع الساعة مع "يوم التراث الايطالي". ويقول دميان وودوورد (16 عاما) الذي يشارك في بناء مختبر للزراعة المائية في ثانوية ميامي نورثويسترن في ليبرتي سيتي احد افقر احياء المدينة "لم اكن لاظن ان ثمة طماطم اصغر حجما واقل احمرارا من تلك التي تباع في المتاجر".

          وتضيف جيسيكا (15 عاما) "لم يسبق لي ان رأيت القرنبيط او تذوقته" وهي حولت جزءا من ملعب المدرسة الى بستان للزراعة المائية وهي زراعة خارج التراب تكون فيه النبتة موضوعة في سائل مغذ. ويقول رالستون كونو وهو طالب عضو في مشروع "ذي إدوكيشن ايفيكت" الذي يموله مصرف "تشايز" وجامعة فلوريدا الدولية "منذ تعلمت انتاج ما اكله وان بامكاننا تحسين غذائنا اؤكد لك اني لم اتناول اي هامبرغر وبطاطا مقلية". ويشير المراهق ضاحكا الى بطنه الممتلئ قائلا انه عائد "الى الهرمونات والمواد المعدلة جينيا" التي نتناولها.

          الطاهي الاسباني الشهير خوسيه اندريس المقيم في الولايات المتحدة يشارك ايضا في المبادرة ويدعم المشروع "الرائع لان العملية تبدأ من زراعة الخضار ونرى ان الاطفال يدركون فعلا اهمية ما نأكله". ويضيف الطاهي الذي يدير ستة مطاعم في الولايات المتحدة وقد استشارته السيدة الاميركية الاولى ميشال اوباما التي تكافح البدانة في مجال التغذية "اذا اردنا ان تكون بلادنا وعالمنا وقارتنا اكثر غنى علينا ان نولي المناطق الريفية الاهمية التي تستحقها". ويختم قائلا "المزارعون يجب ان يكون نجوما على غرار المغنين او الطهاة والمشروع خطوة في الاتجاه الصحيح لانه سيثير اهتمام الاطفال". بحسب فرانس برس..

          ويقول دميان ورلستون وزملاؤه انهم متحمسون لكلام خوسيه اندريس. ويروي دميان "ما ان يصبح محصولنا من الخضار كافيا سنقيم حفلة للتلاميذ واهاليهم في مدرستنا. نريد اعادة استثمار ارباحنا لتوسيع مختبرنا". الا ان الطريق لا يزال طويلا امامهم. فعند ابواب المدرس كما في غالبية الاحياء الفقيرة في الولايات المتحدة تكثر مطاعم الوجبات السريعة. ويقول رالستون "منذ تعلمت الزراعة والاكل بطريقة صحية اكثر اقنعت اهلي انه بامكاننا ان نأكل بشكل افضل في المنزل. لكن اكل الخضار والفكاهة يكلف غاليا".

          تعليق


          • #15
            بكتيريا الجسم.. تسيطر على سلوك الإنسان وطعامه

            بكتيريا الجسم.. تسيطر على سلوك الإنسان وطعامه
            100 تريليون من الكائنات العضوية البسيطة تتحكم في مخلوق كبير متطور

            يستوطن الجسم البشري الواحد نحو 100 تريليون من البكتيريا وغيرها من الميكروبات التي تعرف جميعا بـ«ميكروبيوم» (microbiome)، وهو مصطلح يعبر عن جميع الميكروبات وتركيبتها الجينية داخل الجسم. وكان علماء الطبيعة قد تعرفوا على هذه الأحياء غير المنظورة التي تقطن في الجسم في القرن السادس عشر، لكن التعرف الدقيق عليها ومعرفتها عن كثب، لم يحصلا إلا في السنوات الأخيرة. وقد أضفت الأبحاث الأخيرة على «ميكروبيوم» شهرة «حميمة»، فقد تمكنا من تقدير قيمة هذه الميكروبات، وكم هي مفيدة ونافعة لأجسامنا، فهي تهضم طعامنا، وتحارب التهاباتنا، وتغذي جهازنا المناعي. إنها حديقة جميلة غير منظورة ينبغي علينا رعايتها لمنفعتنا الخاصة. لكن فريقا من العلماء أثاروا في مجلة «بايو إيسيز» (BioEssays) بعض التساؤلات المقلقة، لكون هذه المجموعة من الميكروبات قد تؤثر أيضا على سلوكنا بغية تطوير نجاحها التطوري والارتقائي، مما يعطينا شهية مثلا لبعض أصناف الطعام على سبيل المثال، أكثر من غيرها.

            * كائنات متحكمة

            ويقول كارلو مالي، عالم البيولوجيا الثوروي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن «أحد الأساليب التي جعلتنا نفكر في هذا الأمر، هو من المنظور الروائي الإجرامي». واشترك العالم في كتابة تقرير جديد طرح فيه التساؤل التالي «ما هي الدوافع والأساليب والفرص بالنسبة إلى الميكروبات لكي تستغلنا، والتي تمارسها جميعا؟».

            إن الفكرة التي تقول إن كائنا عضويا بسيطا من شأنه أن يسيطر ويتحكم في حيوان كبير معقد تبدو من عالم الخيال العلمي، لكن ثمة أمثلة عديدة موثقة جيدا، تثبت قيام الطفيليات في التحكم بمضيفيها. إذ إن بعض أجناس الفطريات على سبيل المثال يتسلل إلى أدمغة النمل ويستميلها لتسلق الأعشاب، والتعلق بالجهة السفلى من أوراقها. وتقوم الفطريات بعد ذلك بالنمو خارج أجسام النمل مرسلة أبواغا تغمر النمل الآخر في الأسفل، الذي لم يصب بالعدوى بعد.

            أما كيف تقوم هذه الطفيليات في التحكم بمضيفيها، فلا يزال من الألغاز، لكنها تبدو وكأنها تطلق جزيئات تؤثر إما مباشرة أو غير مباشرة على دماغ المضيف. وبمقدور «ميكروبيوم» في أجسامنا القيام بالأمر ذاته. فالبكتيريا الموجودة في معدتنا تقوم بصنع بعض من الكيميائيات ذاتها التي تستخدمها خلايانا العصبية للتواصل مع بعضها البعض، مثل الدوبامين والسيروتونين. وبإمكان هذه الميكروبات تسليم مثل هذه الجزيئات العصبية إلى نهايات الشبكات العصبية الكثيفة التي تغلف وتبطن قناة الجهاز الهضمي.

            وأشارت دراسات أخيرة إلى أن بكتيريا المعدة تستخدم مثل هذه الإشارات لتغيير التركيب البيولوجي الكيميائي للدماغ. ومثلا ومقارنة مع الفأر العادي، فإن الفئران الخالية من مثل هذه الجراثيم تتصرف بصورة مختلفة في عدد من الأمور، فهي أكثر حرصا وحيطة على سبيل المثال، ولها ذاكرة ضعيفة. وإضافة بعض أنواع البكتيريا إلى «ميكروبيوم» فأر طبيعي تكشف عن أساليب أخرى من شأنها التأثير على السلوك. وبعضها يخفض مستويات التوتر لدى الفأر. وعندما يقوم العلماء بقطع العصب الذي ينقل الإشارات من المعدة إلى الدماغ، يختفي تأثير تخفيض التوتر هذا.

            * تأثيرات على الطعام

            وأظهرت بعض الاختبارات أن بمقدور البكتيريا التأثير على الطريقة التي يأكل بها مضيفها. والفئران ذوات المعدة الخالية من الجراثيم مثلا تطور المزيد من المستقبلات الخاصة بالمذاق الحلو في مصارينها، كما تفضل أيضا تناول المشروبات الحلوة مقارنة بالفئران العادية. كذلك اكتشف العلماء أن بمقدور البكتيريا تغيير مستويات الهرمونات التي تتحكم بالشهية لدى الفئران.

            ويقول مالي ورفاقه إن عادات أكلنا من شأنها أن تنتج دافعا قويا للميكروبات لكي تستغلنا «فبالنسبة إلى منظور الميكروبات، فإن الذي نأكله هو مسألة موت أو حياة» لها. والعديد من أجناس الميكروبات المختلفة تعيش وتنمو على الأنواع المختلفة من الطعام، لذلك فإنها تحضنا على تناول المزيد من الطعام الذي تعتمد عليه بغية أن تتكاثر. ويضيف مالي أن هذا الاستغلال الميكروبي قد يملأ بعض فجوات فهمنا واستيعابنا لتوقنا الشديد للطعام. فقد جرب العلماء شرح هذا التوق للطعام على أنه أسلوب جسدي لصنع المغذيات وإمدادها بعد فترة من الحرمان، أو كنوع من الإدمان مثل الإدمان على التبغ والمخدرات. لكن كلا التفسيرين مقصر. لنأخذ الشوكولاته مثلا، فالكثير من الأشخاص يشتهونها بشدة، لكنها ليست من الغذاء الأساسي، وهي لا تدفع الناس إلى الإكثار منها «فأنت لست بحاجة إلى تناول مقادير كبيرة منها في كل جلسة للاستمتاع بها»، كما يقول مالي. ربما، يستطرد مالي، فإن بعض أنواع البكتيريا التي تعيش وتحيا عليها تحاول استدراجنا لإطعامها هي.

            ويشير جون كريان، عالم الأعصاب في جامعة كوليج كورك في آيرلندا، الذي لم يشترك في هذه الدراسة الجديدة، إلى أن الميكروبات قد تحاول أيضا استغلالنا بأساليب قد تنفعنا وتنفعها في الوقت ذاته «فربما الأمر ليس سيناريو طفيليات بسيطا».

            *
            تأثير اجتماعي

            وأشار بحث أجراه كريان وآخرون إلى أن الميكروبات الصحية تساعد الحيوانات اللبونة على التطور اجتماعيا، لأن الفئران الخالية من الميكروبات تتفادى الاتصال مع الفئران الأخرى. وهذا الرباط الاجتماعي الجيد بالنسبة إلى الثدييات صالح أيضا للبكتيريا ذاتها. «فلدى وجود اللبونات هذه في مجموعات اجتماعية، تكون أكثر عرضة للعدوى وتمرير الميكروبات من واحدة إلى الأخرى» يقول كريان.

            ويقول روب نايت، عالم الميكروبات في جامعة كولورادو في أميركا، الذي لم يشترك هو الآخر في هذه الدراسة «أعتقد أنها فكرة مثيرة وصائبة». وأضاف إذا الميكروبات تقوم فعلا باستغلالنا، يمكننا أيضا في المقابل استغلالها أيضا لمنفعتنا، ومثال على ذلك تناول لبن الزبادي (اللبن الرائب) المطعم بالميكروبات الذي يجعلنا نتوق للأطعمة الصحية ونشتهيها. والمهم حاليا، كما يقول نايت وغيره من العلماء الآخرين، هو المضي في المزيد من الاختبارات للتأكد من أن الميكروبات تستغلنا فعلا.

            ويقوم مارك لايت، عالم الميكروبات في مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس التقنية، الذي أشرف على هذا النوع من الأبحاث في التسعينات الماضية، بإجراء بعض التجارب في هذا المضمار، للبحث في ما إذا كانت بعض الأجناس المعينة منها يمكنها تغيير أفضلية ما تتناوله الفئران من أطعمة معينة.

            *
            خدمة «نيويورك تايمز»

            تعليق


            • #16
              الذاكرة اليقظة لدى الأطفال.. تقيهم من الوقوع في هوة الإدمان

              الذاكرة اليقظة لدى الأطفال.. تقيهم من الوقوع في هوة الإدمان
              دراسة تجيب عن التساؤلات حول توقف بعض المراهقين عن تناول المخدرات


              لا شك أن المراهق الذي يتمتع بذاكرة حاضرة وذهن متقد يكون أسعد حظا من أقرانه، سواء في الدراسة أو في الحياة العادية، في الكثير من المواقف التي تستدعي استرجاع معلومة معينة والاستفادة منها، وهو الأمر الذي يوفر الجهد والوقت في المذاكرة، فضلا عن تجنب المواقف المحرجة.

              وأشارت أحدث دراسة عن الذاكرة اليقظة إلى أن فوائد هذه الذاكرة يمكن أن تمتد لتشمل الوقاية من الاعتماد على المواد المخدرة أو إدمانها في المستقبل. ونشرت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة أوريغون بالولايات المتحدة الأميركية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام في الإصدار الإلكتروني من المجلة الفصلية «النمو وعلم النفس» (journal Development and Psychopathology).

              تركيز الذهن أشار الباحثون إلى أن الجزء الأهم في استدعاء معلومة معينة هو التركيز على الهدف المطلوب تحديدا وعدم التشتت والتفكير في أمور أخرى مما يقوى التركيز على المعلومة المراد استرجاعها. وعلى سبيل المثال إذا كان الطالب يود استرجاع معلومة متعلقة بسؤال معين في امتحان يتكون من الكثير من الأسئلة يفضل أن يقوم الطالب بحل كل سؤال بمفرده والانتهاء منه تماما والتوجه بعد ذلك إلى السؤال التالي، وهكذا. ولكن في حالة إلقاء النظر على جميع الأسئلة ويمكن أن يكون هناك بعض الأسئلة التي يشعر الطالب بأنه لا يتذكرها بشكل جيد فإن هذا يؤثر عليه حتى في الأسئلة التي يتذكرها على وجه اليقين، وذلك لأن الذهن كان في حالة من التشتت.

              وكان الباحثون قد قاموا بتتبع المراهقين بناء على الدراسات السابقة التي أجريت على البالغين الذين بدأوا إدمان المواد المخدرة في سن مبكرة، سواء الكحوليات أو الماريغوانا أو غيرها ومعظمهم كانوا من أماكن حضرية، وهو الأمر الذي جعل فريق البحث يركز على الأطفال في عمر من 11 إلى 13 عاما، وهي الأعمار التي بدأ فيه معظم المدمنين الاعتماد على هذه المواد بداية من الأدوية المهدئة. وأوضح الباحثون أن بعض الأشخاص الذين تناولوا المواد المخدرة في سن مبكرة توقفوا عن تعاطي هذه المواد لاحقا حينما أصبحوا بالغين، بينما استمر البعض الآخر في تناول هذه المواد والتحول إلى إدمانها، وكان هدف هذه الدراسة معرفة الفرق بين المسلكين.

              وقام الباحثون بعمل اختبارات للذاكرة التفاعلية لهؤلاء الأطفال وطلبوا منهم أن يقوموا بإبلاغهم إذا كانوا تناولوا أي مواد مخدرة في خلال الشهر وقاموا بعرض العاب إلكترونية عليهم تعرض أشكالا وأرقاما مختلفة تتطلب استدعاء سريعا للذاكرة ومحددة بالوقت. وكانت النتيجة أن المراهقين الذين مروا بتجربة تعاطي المواد المخدرة في سن مبكرة في الأغلب يميلون إلى الاستمرار في تعاطي تلك المواد في البلوغ، وخاصة أن هؤلاء الأطفال تم تتبعهم لاحقا بعد أن بلغوا سن المراهقة وثبت بالفعل أنهم استمروا في تناول المواد المخدرة، بل وازدادت معدلات تناولهم.

              * ذاكرة تفاعلية وتميز هؤلاء بأنهم لا يتمتعون بالذاكرة اليقظة أو التفاعلية بالشكل الكافي في الاختبارات التي خاضوها في طفولتهم، بينما أقرانهم الآخرون الذين تمتعوا بذاكرة يقظة في الطفولة مكنتهم من الإجابة بسهولة عن اختبارات الألعاب الإلكترونية مع العلم بأنهم كانوا من الذين جربوا المواد المخدرة أيضا، ولكنهم لم يستمروا في تعاطي تلك المواد في البلوغ مما يشير إلى أن الاستمرار في تناول المخدرات يمكن أن يتعلق بعوامل أخرى غير المادة المخدرة في حد ذاتها.

              وأشار الباحثون إلى أن هناك مراكز في الفص الأمامي في المخ مسؤولة عن التحكم في الاندفاع والعواطف المختلفة وتعمل بمثابة مثبطات لبعض المراكز الأخرى التي تتسبب في السلوك الاندفاعي المدفوع بالرغبة في التجربة وعلى ذلك تتحكم تلك المراكز في أفعال الشخص وسلوكه. وبطبيعة هذه المراكز المثبطة للاندفاع فإنها تدفع الشخص إلى التركيز على هدف معين بحد ذاته وتبعده عن التشتت كما في تجربة الألعاب الإلكترونية بحيث يمكنه استدعاء معلومة معينة متعلقة باللعبة في أسرع وقت ممكن. وأشار الباحثون إلى أنهم من خلال تجربتهم توصلوا إلى أن الأطفال الذين لا يتمتعون بالذاكرة الفاعلة واليقظة في الأغلب يمكن أن يكونوا عرضة لتجربة المواد المخدرة سواء كانت أدوية أو مخدرات فعلية.

              وأوضح الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن يؤدي إلى نتائج طيبة لاحقا في الحد من خطورة تعاطي المخدرات بحيث يتم تتبع الطفل منذ الصغر من عمر 3 أعوام لمعرفة إذا كان يتمتع بالذاكرة التفاعلية من عدمه ويمكن تنمية ذلك من خلال الأسرة والطبيب النفسي عن طريق تمرينات ذهنية معينة وبالنسبة للأطفال الأكبر عمرا مثل الذين شملتهم الدراسة يكون العلاج من خلال دمج الأطفال في أنشطة اجتماعية مختلفة ودفعهم لمسابقات تعتمد على تنمية الذاكرة، بحيث يتم الاحتفاظ بمعلومات معينة في مناسبات معينة ويتم استدعاء تلك المعلومات عند المسابقة. ويتم ذلك بالتدريج ويتم رصد جوائز لهذه النشاطات لتحفيز الطلاب وبجانب ذلك يمكن من خلال الأخصائي الاجتماعي تنمية مهارات التحكم في النفس والعواطف وعدم الاندفاع وأخذ القرار المناسب في الوقت الملائم ويجب نشر الوعي الكافي للآباء بأن تقوية الذاكرة للطفل يمكن أن تحقق فوائد تتعدى النجاح الدراسي وتعمل كوقاية من الإدمان.

              د. هاني رمزي عوض* استشاري طب الأطفال

              تعليق


              • #17
                الجينات.. شفرات بشرية تصنع البروتينات وتعالج الامراض

                الجينات.. شفرات بشرية تصنع البروتينات وتعالج الامراض



                شبكة النبأ: علم الوراثة والجينات يشهد وبحسب بعض الخبراء تطور مهم، حيث نال هذا العلم في السنوات الاخيرة اهتمام خاص ومتزايد، خصوصا وان العديد من الدراسات والاستكشافات والتجارب المهمة التي قام بها العلماء بالاعتماد على اخر التقنيات والاجهزة المتطورة، قد اسهمت بالوصول الى اسرار جديدة قد تساعد في علاج او تحديد بعض الامراض.

                وعلم الوراثة هو علم دراسة المورثات (الجينات )، و الصفات الوراثية التي تنتقل عن طريق المورثات وما ينتج عنه من تنوع الكائنات الحية ، كما يدرس تباين الأنواع و اختلاف صفاتهم نتيجة اختلاف المادة الوراثية (الصبغيات Chromosomes ). وكانت مبادئ توريث الصفات مستخدمة منذ تاريخ بعيد لتحسين المحصول الزراعي وتحسين النسل الحيواني عن طريق تزويج حيوانات من سلالة ذات صفات جيدة.

                وبدأ علم الوراثة وكما تشير بعض المصادر على يد العالم المشهور مندل بدراسة انتقال الصفات الوراثية من الآباء للأبناء ونسب توزعها بين افراد الأجيال المختلفة. تعرف هذه الدراسات الآن بعلم الوراثة الكلاسيكي. لكن التقنيات الحديثة سمحت لعلماء الوراثة حاليا باستقصاء آلية عمل الجينات ومعرفة التسلسل الدقيق للحموض الأمينية ضمن دنا ورنا المادة الوراثية ليقوموا بعد ذلك بربط هذا التسلسل بالمورثات، وقد سمح هذا بإتمام واحد من أضخم مشاريع القرن العشرين : وهو مشروع الجينوم البشري.

                والمعلومات الوراثية بشكل عام تكون محمولة ضمن الصبغيات الموجودة في نواة الخلايا وتحوي ضمنها الدنا الحامل الأساسي للمورثات. وتقوم الجينات بتشفير المعلومات الضرورية لاصطناع سلاسل الأحماض الأمينية التي ستدخل في تركيب البروتينات المختلفة، هذه البروتينات ستلعب بدورها دورا كبيرا في تحديد النمط الظاهري النهائي للمتعضية. عادة في الأحياء ثنائية الصيغة أحد النسخ الجينية (الحليل) المسيطرة سوف تطغى بصفاتها على صفات الجينة المتقهقرة (الضعيفة). وتقوم المورثات بتحديد مظهر الكائنات الحية الخارجي إلى حد كبير، وهناك احتمال يطرحه البعض كتحكمها بالسلوك البشري لكن هذه القضية ما زالت قيد نقاش عميق وتختلف وجهة النظر حسب التوجهات العلمية للباحثين.

                مرض الفصام

                وفي هذا الشأن اكتشف علماء 80 جينا لم تكن معروفة من قبل، قد تتسبب في إصابة الإنسان بمرض الفصام (انفصام الشخصية أو الشيزوفرينيا). وقال فريق العلماء، في بحث نشر بدورية نيتشر، إن أكبر دراسة للجينات في العالم حول الفصام أظهرت احتمال وجود أسباب بيولوجية، مما يجعلها مؤثرة مثل الأسباب الطبية الأخرى للمرض.

                ويعتقد فريق الباحثين الدولي، الذي تقوده جامعة كارديف، أن هذا الاكتشاف ربما يكون نقطة انطلاق لعلاجات جديدة للمرض. وطالبت مؤسسات خيرية بضرورة مواصلة التعامل الشامل مع هذا المرض. وكان العلماء قد ناقشوا على مدى أعوام عديدة، الدور النسبي للجينات في الإصابة بالفصام، وهي الظروف التي تؤثر على أكثر من 24 مليون شخص حول العالم.

                واختبر اتحاد عالمي يضم علماء من 35 دولة، الخريطة الجينية لأكثر من 37 ألف مريض بالفصام، وقارنوها مع الخريطة الجينية لحوالي 110 ألف شخص لا يعانون من المرض. واكتشف العلماء أكثر من 100 جين من بينها حوالي 83 جينا لم تكن معروفة من قبل، تجعل البشر أكثر قابلية للإصابة بالفصام. والعديد من هذه الجينات تساهم في نقل الرسائل الكيميائية حول المخ.

                وهناك جينات أخرى لها دور في النظام المناعي، تؤثر على مستودع الأسلحة الطبيعية التي تقاوم الأمراض في جسم الإنسان. وقال البروفيسور مايكل أودونفان، من جامعة كارديف الذي يقود البحث :"لسنوات عديدة كان من الصعب تطوير خطوط علاج جديدة للفصام، بسبب عدم القدرة على فهم بيولوجية هذا المرض." وأضاف :"ايجاد مجموعة جديدة كاملة من الترابطات الجينية يفتح نافذة أمام تجارب جيدة لاكتشاف العوامل البيولوجية لهذه الحالة، ونأمل في الوصول إلى علاجات جديدة في نهاية المطاف."

                وقال ديفيد كورتيس، من جامعة لندن وأحد كتاب البحث:"هذه الدراسة تضع الطب النفسي في نفس التصنيف مع أقسام الطب الأخرى." وتابع :"في الماضي كنا نقاوم فكرة أن حالات الأمراض النفسية ليست مرض حقيقي، وحققت الدراسات الجينية المبكرة نجاحا محدودا، والآن نكشف بكل ثقة أن هناك اخفاقا لعمليات حيوية في جسم الإنسان." بحسب بي بي سي.

                ووصف جيروم برين، من كينجس كوليدج لندن والذي لا يشارك في هذه الدراسة لكن سيعمل على دراسات مستقبلية، ما حدث بأنه عمل ثوري. وقال "لدينا الآن معدل هائل من العلوم الحيوية الجديدة لبحثها، والأفكار الجديدة يمكن أن تقدم طرقا محتملة للوصول لعلاج، خاصة أن عقاقير علاج الفصام لم تتغير إلى حد كبير منذ فترة السبعينيات." وأوضحت بيث مارفي، من مؤسسة مايند الخيرية، أن بحث اليوم يمثل خطوة هامة وواعدة على طريق البحث عن خيارات علاجية مناسبة أكثر من تلك المتاحة حاليا. وقالت :"من الجيد إدراك خبراء الصحة الحاجة إلى نهج شامل لعلاج مرضى الفصام والإضطراب الوجداني ثنائي القطب في الوقت الحالي."

                طول القامة

                الى جانب ذلك فليس سرا انه اذا كان والدك طويل القامة وكانت والدتك كذلك فمن المرجح ان تكون مثلهما... إلا ان فهم وراثة طول القامة بصورة وافية ظل لغزا غامضا يؤرق العلماء. وكشف العلماء النقاب عن ذلك فيما وصفوها بانها اضخم دراسة حتى الآن تتناول هذا الموضوع إذ قاموا بتحليل بيانات خاصة بالجينوم البشري -أو الطاقم الجيني للانسان- لأكثر من ربع مليون شخص كي يضعوا أيديهم على ما يقرب من 700 من الفروق الفردية الوراثية وما يتجاوز 400 منطقة على الجينوم تختص بصفة الطول عند الانسان. وتشير التقديرات الى ان صفة طول القامة أو قصرها تعزى الى الوراثة بنسبة 80 في المئة فيما تمثل التغذية والعوامل البيئية الأخرى نسبة العشرين في المئة الباقية. واصبح متوسط طول قامة الانسان اكبر في العالم على مر الاجيال القليلة الماضية بسبب عوامل عدة منها تحسين نوعية الغذاء.

                وقال جويل هيرشورن عالم الوراثة والغدد الصماء لدى الاطفال بمستشفى الاطفال في بوسطن وعضو مجلس ادارة معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد "درسنا مسألة طول القامة لسببين رئيسيين." واضاف "على مدى أكثر من 100 عام كان طول القامة انموذجا رائعا لدراسة وراثة الامراض مثل السمنة وداء السكري والربو التي تتسبب فيها ايضا تأثيرات مشتركة لعدد كبير من الجينات التي تعمل سويا. لذا فان فهمنا لكيفية عمل وراثة الطول سيجعلنا نعي كيف تعمل وراثة أمراض الانسان." وقال إنه علاوة على ذلك فان قصر القامة لدى الاطفال لا يزال من بين المسائل الاكلينيكية بالغة الاهمية بالنسبة لعلماء الغدد الصماء لدى الاطفال مضيفا ان معرفة الجينات والفروق بينهما المتعلقة بطول القامة ستساعد الاطباء في نهاية المطاف على تشخيص حالات الاطفال ممن لديهم سبب رئيسي وحيد غامض مسؤول عن قصر القامة.

                وقام وفد دولي من الباحثين بتحليل بيانات مستقاة من جينوم 253288 شخصا من اصول وانسال اوروبية ومن اوروبا نفسها ومن امريكا الشمالية واستراليا. وظل الباحثون يتتبعون نحو مليونين من الفروق الوراثية الشائعة في هؤلاء الافراد ووضعوا ايديهم على 697 اختلافا وراثيا في 424 منطقة جينية تتعلق بطول القامة. وقال الباحثون إن الكثير من الجينات التي حددتها الدراسة بدقة ربما تكون من العوامل المهمة في تنظيم نمو الهيكل العظمي إلا انه لم يكن دورها معروفا من قبل. ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية (نيتشر جينيتكس).

                ويرتبط بعض هذه الجينات بمادة الكولاجين أحد مكونات العظام وايضا مادة كبريتات الكوندرويتين المسؤولة عن تكون الغضروف وصفائح النمو وهي مناطق ضمن الانسجة المسؤولة عن النمو وتقع قرب نهايات العظام الطويلة في جسم الانسان. إلا ان العلماء يقولون إنه لايزال امامهم الكثير الذي يتعين ادراكه.

                وقال تيموثي فرايلينج عالم الوراثة بجامعة اكستر البريطانية "وجدنا الاختلافات الوراثية -وهي مناطق في المادة الوراثية دي ان ايه التي تختلف من شخص لاخر- والتي تمثل 20 في المئة من المكون الوراثي للاختلافات العادية في طول القامة." واضاف "يمكن مقارنة ذلك بوضع كان سائدا عام 2007 عندما كنا لا ندري شيئا على الاطلاق عن الجينات والمناطق الموجودة على الجينوم البشري المتعلقة بالاختلافات الطبيعية في طول القامة على الرغم من ان جميعنا يدرك ان طول القامة مسالة متعلقة بالوراثة بصورة مطلقة." بحسب رويترز.

                وتضمنت دراسة سابقة اجراها الفريق البحثي عام 2010 عددا اقل من الناس وحدد 199 اختلافا وراثيا تقع على 180 منطقة على الجينوم. وقال هيرشورن "من خلال مضاعفة حجم العينة امكن لنا مضاعفة عدد المناطق الجينية المرتبطة بطول القامة مما زاد كثيرا بواقع نحو سبعة امثال من عدد الجينات الفعلية التي يمكننا من خلالها ايجاد علاقة بينها وبين بيولوجيا النمو الطبيعي للهيكل العظمي."

                الجينات لدى الأصدقاء

                على صعيد متصل أظهرت دراسة لباحثين أمريكيين مثيرين للجدل أن هناك تشابها من الناحية الجينية بين الأصدقاء أكثر من الغرباء. ومن خلال دراسة الاختلافات بين نحو ألفي شخص، في إطار دراسة للقلب في بلدة أمريكية صغيرة، توصل الباحثان إلى أن الأصدقاء يشتركون في الحمض النووي أكثر من الغرباء بواقع 0.1 في المتوسط.

                وبالرغم من أنها نسبة صغيرة، فإن هناك نفس مستوى التشابه المتوقع لدى أبناء العمومة من الدرجة الرابعة. وأعرب بعض العلماء عن شكوكهم في البحث، الذي نشر في دورية "بي ان ايه اس". وقال البروفيسور جيمس فاولر أحد الذين أجروا الدراسة والأستاذ في تخصصي الجينات الطبية والعلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، "أعتقد أن هذه نتائج غير معتادة، وهذا عادة ما يثير انتقادات من العلماء".

                وقد حلل فاولر برفقة البروفيسور نيكولاس كريستاكيس من جامعة "يل" نحو 500 ألف من علامات الجينوم ذات الأحرف الواحدة، باستخدام بيانات من دراسة فرامنغهام للقلب. وأوضح فاولر أن "هذه النتائج كانت مفيدة لأنه بالإضافة إلى تقديم عينات من الحمض النووي سئل المشاركون عن أقرب أصدقائهم. وقاس فاولر والبروفيسور كريستاكيس"معامل القرابة"، وباستخدام علامات وراثية من اثنين من الأصدقاء والغرباء، توصل الاثنان إلى أن معامل القرابة أعلى قليلا بين الأصدقاء. وقال فاولر "إننا لا نقدم افتراضات عن جينات محددة هنا، إننا نقدم افتراضات بشأن خصائص بنائية عبر المجموع الوراثي بالكامل". وعبر باحثون آخرون عن قلقهم بشأن العوامل المختلفة التي يمكن أن تؤثر على النتائج، مثل العرق أو الأنواع الأخرى من التقسيمات السكانية، والتي يمكن أن تجعل الناس متشابهين جينيا وأكثر قابلية للصداقة.

                وعبر باحثون آخرون عن قلقهم بشأن العوامل المختلفة التي يمكن أن تؤثر على نتائج الدراسة مثل الارتباط العرقي وقال إيفان كارني، من جامعة ديوك والذي انتقد بحثا سابقا لفاولر وكريستاكيس:"هذا النوع من التحليل يكون فاعلا فقط إذا لم يكن هناك ارتباط إطلاقا بين الحالات (التي خضعت للدراسة) مع بعضها البعض، وهو ما يصعب تأكيده." وأوضح فاولر :"لقد استبعدنا أى واحد منهم (الخاضعين للدراسة) يكون على صلة قرابة. لم نكن نريد أن يعتقد أحد أن هذا الأمر يقوده أشخاص كانوا بالصدفة أصدقاء مع أبناء عمومتهم من الدرجة الرابعة ولم يخبرونا."

                وأعرب الدكتور روري باودن، خبير الإحصاء والمحاضر في مركز ويلكوم ترست للجينات البشرية بأوكسفورد، عن تحفظاته على هذه النتائج. وقال "أتساءل إذا ما كانت تستطيع (هذه الطرق) أن تكون السبب وراء العوامل المعروفة التي تحفز الصداقات مثل عضوية الكنيسة، الرياضة، أو الانتماءات الثقافية الأخرى، وهل يمكن أن يؤدي هذا أيضا إلى ارتباط النمط الوراثي." بحسب بي بي سي. وأشار دكتور كارني إلى أن مثل هذه الدراسات تؤكد لنا بشدة أهمية تسلسل الحمض النووي الخاص بنا، "فالأشخاص لا يمتلكون نفس الجينوم في جميع الخلايا والأنسجة بأجسادهم." لكن القائمين على الدراسة مازالا واثقين من النتائج التي توصلا إليها، وقال كريستاكيس :"غالبية الناس لا يعرفون حتى أبناء عمومتهم من الدرجة الرابعة."

                علاج جيني جديد

                من جانب اخر بدأ بريطاني في السابعة والثلاثين من العمر يحتاج مضخة ميكانيكية ليضمن استمرار قلبه في العمل تجارب لعلاج جيني جديد قد يساعد في شفائه وربما يجنبه الحاجة لزرع قلب. وتأمل شركة سيلادون الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية ان يساعد علاجها (ميديكار) Mydicar مرضى مثل لي ادامز الذي يعاني فشلا في القلب في حالة متقدمة ويعتمد على مضخة للقلب كي يبقى على قيد الحياة إلى ان يتوافر له قلب من أحد المانحين. ويعمل علاج سيلادون بغرس جين يسمى (سيركا2ايه) SERCA2a بصورة مباشرة في خلايا القلب عبر قسطرة لاصلاح تلك الخلايا. ويضعف ضخ القلب للدم في حالة عدم وجود هذا الجين. وستحدد التجربة أي قدر من الجينات يمكنه الدخول الى عضلة القلب وكيف سيتحسن اداؤها.

                وأدامز وهو من هرتفوردشير شمالي لندن هو الأول من 24 مريضا يستعملون مضخات للقلب سيحصلون إما على علاج جيني واما على علاج وهمي في اطار دراسة تمولها جزئيا مؤسسة القلب البريطانية وترعاها كلية امبريال في لندن. وقال نيك بانر استشاري القلب في مستشفى هيرفيلد الذي أجرى أول غرس للجينات "فشل القلب المتقدم حالة مستفحلة تؤدي الى نوعية رديئة من الحياة وتقصر متوسط العمر." بحسب رويترز. واضاف أن "أفضل علاج متاح حاليا هو زرع قلب لكن نقص اعضاء المانحين في المملكة المتحدة يعني أن كثيرا من المرضى سيموتون اثناء وجودهم في قائمة الانتظار." وأدامز مدرج على قائمة الانتظار ويعيش منذ اكثر من عامين ونصف العام بمضخة قلب. ومن المتوقع ان تعلن نتائج التجربة الحالية للعلاج الجيني العام المقبل.

                الفئران والتعلم

                في السياق ذاته ورغم أن المسألة بعيدة كل البعد عن عمليات زرع المخ التي يعشقها الشغوفون بالخيال العلمي فقد اتخذ العلماء خطوة واحدة في هذا الاتجاه.. إذ قاموا بعزل جين رئيسي خاص بمخ الإنسان ثم زرعوه في فئران التجارب. وفي أول دراسة من نوعها تهدف إلى تقييم كيف يمكن أن يؤثر اضفاء الطابع البشري الجزئي على مخ مختلف الانواع على الوظائف الادراكية وقال العلماء إن الفئران التي نقل إليها الجين البشري المرتبط باللغة تعلمت طرقا جديدة في البحث عن الغذاء وسط متاهات تجريبية على نحو أسرع من مثيلاتها من الفئران الطبيعية.

                ومن خلال عزل آثار جين بعينه تسلط هذه الدراسة الضوء على وظائفه وتشير إلى التغيرات الخاصة بالتطور التي أدت إلى خلق الامكانات الفريدة للمخ البشري. واستعان العلماء في هذه الدراسة بمئات من فئران التجارب التي جرى تعديلها وراثيا لتحمل نسخة بشرية من الجين المسؤول عن اللغة والتخاطب. وفي دراسة اجريت عام 2009 تكونت لدى فئران تجارب نقل إليها هذا الجين خلايا عصبية أكثر تعقيدا ودوائر اتصال في المخ أكثر كفاءة. وبناء على هذه الدراسة قام خبراء في علوم الاعصاب تحت إشراف كريستيان شريفايس وآن جريبيل من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بتدريب الفئران على البحث عن الشكوكولاتة وسط متاهة معملية. وكان أمام الفئران خياران الاول هو الاستعانة بمعالم ارشادية مثل ادوات المعامل والاثاث الذي يظهر من خلال المتاهة والثاني استشعار ارضية المتاهة والاستدلال على الطريق من خلالها.

                وقال العلماء في دورية الاكاديمية القومية للعلوم إن الفئران التي تحمل الجين البشري استدلت على الطريق خلال سبعة أيام اما الفئران العادية فقد اتمت هذه المهمة في 11 يوما. إلا أن ما يبعث على الدهشة هو انه عندما أزال العلماء جميع المعالم الارشادية داخل حجرة المعمل -حتى تستدل الفئران على الطريق من خلال ملمس الارضية فقط- تعادلت امكانات الفئران ذات الجين البشري وتلك الطبيعية. وجاءت النتيجة مطابقة لذلك عندما عكس الوضع أي ظلت المعالم مكانها وازيلت الارضية. بحسب رويترز. ويعني ذلك أن الفئران ذات الجين البشري تميزت عن اقرانها الطبيعية عندما تم توفير الاسلوبين معا. وقالت جريبيل إن ذلك يشير إلى أن الجين البشري اسهم في زيادة ما يعرف باسم المرونة الادراكية المعرفية. وإذا كان هذا الجين البشري يجعل حاسة المرونة الادراكية المعرفية تتنقل بين صور التعلم المختلفة فقد يساعد ذلك في تفسير دوره في اللغة والتخاطب.

                خريطة القمح

                على صعيد متصل كشف فريق من العلماء الدوليين النقاب عن الخريطة الجينية (الجينوم) لنبات قمح الخبز وهو إنجاز في مجال البحوث الزراعية ربما يفتح الباب لاستنباط أصناف جديدة ذات انتاجية عالية من هذا المحصول الغذائي المهم. وأزاح الباحثون الستار عن نتائج مشروع جينوم قمح الخبز وهو النبات الذي يعرف علميا باسم (تريتيكوم ايستيفوم).

                وهؤلاء الباحثون ضمن كونسورتيوم دولي لبرنامج جينوم القمح أسسته عام 2005 مجموعة من منتجي القمح وعلماء النبات وخبراء تربية النبات. وقال فريدريك شوليه عالم وراثة النبات في المعهد الفرنسي الوطني للبحوث الزراعية وهو أحد المشاركين في الدراسة إن هذا الجهد يجعل من اليسير تحديد الجينات المسؤولة عن صفات مهمة من الوجهة الزراعية منها حجم المحصول ومدى مقاومته للأمراض والآفات وصمود المحصول في ظروف الجفاف.

                وقال شوليه "قمح الخبز محصول رئيسي. إنه أشيع المحاصيل انتشارا في كل أنحاء العالم والغذاء الرئيسي لثلث سكان العالم. إلا ان خريطته الجينية معقدة للغاية وكان من المتصور ان من الصعوبة بمكان رسم هذه الخريطة." وأضاف "هذا الإنجاز جوهري في مجال الأمن الغذائي والنهوض بالزراعة المستدامة في ضوء الزيادة السكانية والتغير المناخي."

                وأسهمت ضخامة التسلسل الجيني لقمح الخبز وتكراره في تعقيد الجهود الرامية الى فك شفرته الوراثية. وتضمن البحث الذي وردت نتائجه في دورية (ساينس) نحو 60 في المئة من جينات نبات قمح الخبز. وتشير تقديرات الباحثين الى ان عدد جينات القمح يصل الى 124 ألف جين وهو ما يمثل 40 مثلا لجينات الأرز وسبعة أمثال جينات الأذرة. وكان العلماء قد انتهوا من فك طلاسم الشفرة الوراثية لنباتي الأرز والأذرة. وقال الباحثون إن عدد جينات القمح يعادل خمسة أمثال جينات الانسان.

                وتضمنت نتائج البحث أيضا إلقاء نظرة جديدة على كروموسومات (صبغيات) القمح وعددها 21 كروموسوما. وأكد العلماء ضرورة إستنباط أصناف جيدة من القمح. وقال بيان الكونسورتيوم "يجابه العالم تحديات هائلة حيث تشير التقديرات الى ان عدد سكان العالم سيتجاوز تسعة ملايين نسمة بحلول عام 2050 . بحسب رويترز.

                ويتعين زيادة إنتاج الغذاء بنسبة تتجاوز 50 في المئة دون التوسع في الرقعة الزراعية وذلك في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وعدم توافر المخصبات الزراعية وندرة المياه وتراجع فاعلية مكافحة الآفات." وأشار العلماء الى ان القمح من المحاصيل التي يمكن زراعتها في مختلف الاقاليم المناخية والبيئية فضلا عن سهولة تخزينه وتحويله الى دقيق (طحين) لصنع المخبوزات. وقال الباحثون إنهم سينتهون من الخريطة الجينية للقمح في غضون ثلاث سنوات.

                تعليق


                • #18





                  السجائر الالكترونية.. بديل عصري لا يضمن الإقلاع

                  شبكة النبأ: يعد تدخين التبغ من أكثر المظاهر شيوعا في جميع دول العالم، حيث يمارس هذه الظاهرة أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية. ويرجع تاريخ التدخين إلى عام 5000 قبل الميلاد، حيث وُجد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم. ولتدخين العديد من مخاطر الصحية والاقتصادية فهو مصدر رئيسي للإصابة بالعديد من الأمراض والأزمات الصحية كالسكتة القلبية والجلطة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان (سرطان الرئة بشكل خاص) بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى وبالتالي الوفاة المبكرة.

                  والتدخين كما تشير بعض المصادر، هو عملية يتم فيها حرق مادة والتي غالباً ما تكون التبغ وبعدها يتم تذوق الدخان أو استنشاقه. وتتم هذه العملية في المقام الأول باعتبارها ممارسة لتروح النفس عن طريق استخدام المخدرات، حيث يَصدر عن احتراق المادة الفعالة في المخدر، مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة، وهناك آلاف من المواد الكيميائية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.

                  وتعد السجائر هي أكثر الوسائل شيوعًا للتدخين في الوقت الراهن، سواء كانت السيجارة منتجة صناعيا أو ملفوفة يدويًا من التبغ السائب وورق لف السجائر. وهناك وسائل أخرى للتدخين تتمثل في الغليون، السيجار، الشيشة، والبونج "غليون مائي"، هذا بالإضافة الى السيجارة الالكترونية التي اصبحت اليوم وبحسب بعض الخبراء، محل جدل واسع بسبب عدم وجود تأكيدات صحية حول هذا المنتج الجديد، الذي طرح في الاسواق العالمية بغرض مساعدة المدخنين على التوقف عن التدخين.

                  ففي الوقت الذي تتحدث فيه بعض المؤسسات الصحية عن عيوب ومخاطر السيجارة الالكترونية، يرى البعض من الخبراء انها مجرد افتراضات لا تستند الى دليل علمي، بل على العكس فان جميع النتائج تشير الى ان لهذا المنتج العديد من النتائج الإيجابية، اذا ما تم مقارنته مع تدخين التبغ المعتاد الذي يزيد من ارتفاع الضغط و تسارع نبض القلب و ما إلى ذلك. وقد حل هذا النوع من التدخين مشكلة لكثير من الناس الذين لم يتمكنوا من الإقلاع عن التدخين باستخدام الوسائل الأخرى. والسجائر الإلكترونية هي عبارة عن أنابيب تشبه شكل السجائر و تعمل بالبطارية, تحتوي على مادة النيكوتين التي يتم تحويلها إلا بخار يستنشقها مستخدم السيجارة من خلال طاقة البطارية, و يعد هذا البخار أمنا للاستخدام بحسب بعض الدراسات. هي اختراع صيني بدأ في عام 2003 في الصين, وهو الآن واسع الانتشار حول العالم.

                  مرضى السرطان

                  وفيما يخص بعض الدراسات والبحوث الجديدة في هذا المجال فقد اتخذ الجدل المحتدم حول ما اذا كانت السجائر الالكترونية تساعد المدخنين على الاقلاع عن هذه العادة منحى جديدا بعد تعرض دراسة عن استخدام مرضى السرطان لها لانتقادات حادة ترى انها معيبة. وخلصت الدراسة عن مرضى السرطان المدخنين الى ان من يستخدمون السجائر الالكترونية ومن يدخنون سجائر التبغ هم أكثر اعتمادا على النيكوتين وان فرصهم في الاقلاع عن التدخين متساوية وربما هي أقل بالنسبة لمن يستخدمون السجائر الالكترونية.

                  وقال العلماء المشاركون في الدراسة التي نشرت على الانترنت في مجلة (كانسر) وهي الدورية التي تصدرها الجمعية الامريكية للسرطان ان نتائج دراستهم تشكك في امكانية ان تساعد السجائر الالكترونية مرضى السرطان على الاقلاع عن التدخين. لكن هذه النتائج كانت عرضة للتشكيك من جانب باحثين آخرين في مجال التدخين والادمان قالوا ان عملية اختيار عينة المرضى في الدراسة المعنية جعلتها غير محايدة. وزاد خلال العامين الماضيين بصورة كبيرة استخدام السجائر الالكترونية لكن هناك جدلا شديدا حول مخاطرها ومزاياها المحتملة. وتعمل السيجارة الالكترونية ببطارية تنفث دخانا بطعم النيكوتين يستنشقه المدخن. ونظرا لحداثتها فلا توجد أدلة علمية طويلة المدى على سلامتها. ويخشى بعض الخبراء ان تؤدي الى ادمان للنيكوتين وان تكون فاتحة لتدخين التبغ بينما يقول آخرون ان لديها امكانية هائلة على مساعدة ملايين المدخنين في أنحاء العالم على الاقلاع عن التدخين.

                  ومع ندرة الدراسات تصبح الصورة مرتبكة.. فالبعض يخلص الى ان السجائر الالكترونية يمكن ان تساعد الناس على الاقلاع عن عادة قاتلة بينما يقول آخرون انها قد تنطوي على مخاطر صحية خاصة بها. وشملت الدراسة التي نشرت في دورية كانسر وقادتها جامي أوستروف من مركز ميموريال سلون كترينج للسرطان في مدينة نيويورك 1074 مدخنا مريضا بالسرطان شاركوا بين عامي 2012 و2013 في برنامج لعلاج المدخنين في مركز للسرطان. ووجد الباحثون زيادة بواقع ثلاثة أمثال في استخدام السجائر الالكترونية بين عامي 2012 و2013 لترتفع من 10.6 في المئة الى 38.5 في المئة.

                  ولدى بدء البرنامج خلص التحليل الذي قام به الباحثون الى ان مستخدمي السجائر الالكترونية هم اكثر اعتمادا على النيكوتين من الذين لا يستخدمونها وان لديهم محاولات سابقة أكثر للاقلاع عن التدخين وانهم أكثر ترجيحا للاصابة بسرطان الرئة والمخ والعنق. وبنهاية فترة الدراسة قال الباحثون ان من يستخدمون السجائر الالكترونية مثلهم مثل الذين لم يستخدمونها سيظلون من المدخنين. لكن مدير أبحاث التبغ في كلية لندن الجامعية قال ان الدراسة لم تستطع ان تقيم ما اذا كان استخدام مرضى السرطان المدخنين للسجائر الالكترونية لمساعدتهم على الاقلاع عن التدخين كان مفيدا "لان العينة ربما تشمل مستخدمين للسجائر الالكترونية فشلوا من قبل في محاولة الاقلاع واستبعاد كل من نجحوا من قبل." بحسب رويترز. واتفق بيتر هاجيك مدير وحدة ابحاث الاعتماد على النيكوتين في كوين ماري بجامعة لندن مع الرأي القائل بأن هذه الدراسة لا تبرر النتائج التي توصلت لها. وقال "الدراسة تتبعت مدخنين جربوا السجائر الالكترونية لكنهم لم يقلعوا عن التدخين واستبعدت مدخنين جربوا السجائر الالكترونية وتوقفوا عن التدخين."

                  مثار قلق

                  على صعيد متصل حذرت مراكز مراقبة الامراض والوقاية منها (سي دي سي) من ان استخدام السجائر الالكترونية لدى الشبان غير المدخنين ارتفع بواقع ثلاث مرات خلال عامين ما يشجعهم على الانتقال الى تدخين التبغ، في وقت يطالب اطباء القلب بحظر بيع هذه السجائر للقاصرين. وأشارت دراسة لهذه المراكز الفدرالية الاميركية نشرت نتاجها في مجلة "نيكوتين اند توبايكو ريسيرتش" الى ان نحو 263 الف طالب اميركي ممن لم يدخنوا يوما تناولوا سيجارة الكترونية في 2013، في مقابل 79 الفا في 2011، اي ان العدد ارتفع ثلاث مرات في عامين.

                  وبحسب "سي دي سي"، فإن هؤلاء الشباب لديهم احتمال مضاعف للانتقال الى تدخين سجائر التبغ، اذ ان 43,9 % منهم يعتزمون تدخين السجائر العادية خلال السنة المقبلة في مقابل 21,5 % من غير المدخنين الذين لم يتناولوا سيجارة الكترونية يوما. وأشار مدير مكتب التبغ والصحة في "سي دي سي" تيم ماكافي الى انه "من المقلق جدا رؤية الشباب يتنشقون النيكوتين، ايا كان مصدره، سواء أكانت سيجارة تقليدية او الكترونية او منتج اخر للتبغ". واضاف في بيان صحافي "النيكوتين لا تسبب الادمان الشديد فحسب، لكنها ايضا قد تضر بنمو الدماغ لدى المراهق".

                  وقالت ريبيكا بونل المعدة الرئيسية للتقرير ان "الاهل والاخصائيين في الصحة يجب ان يقلقوا من العدد المتزايد من الشباب الذين يستخدمون السيجارة الالكترونية". وتستند الدراسة الى ارقام عائدة الى الاعوام 2011، 2012 و2013 ومستقاة من دراسة رسمية وطنية بشأن علاقة الشباب بالتبغ. كذلك ابدت منظمة "اميركان هارت اسوسييشن" (جمعية القلب الاميركية) النافذة التي تخصص جهودها لصحة القلب والاوعية الدموية، قلقها ازاء تأثير السجائر الالكترونية على صحة الشباب.

                  وقالت رئيسة المنظمة نانسي براون في بيان انه "خلال السنوات الخمسين الاخيرة، تسببت السجائر بوفاة عشرين مليون شخص ونحن مصممون بحزم على منع صناعة التبغ من ايجاد جيل جديد من المدخنين المدمنين على النيكوتين". وأطلقت المنظمة نداء لمنع بيع السجائر الالكترونية الى القاصرين والحد من الاعلانات التي تستهدفهم. كذلك طلبت المنظمة من ادارة الاغذية والادوية الاميركية (اف دي ايه) انجاز التشريعات الفدرالية بحلول نهاية العام، محذرة من ان "اي تأخير اضافي سيكون له تبعات على الصحة العامة".
                  واقترحت "اف دي ايه" وضع اطر قانونية للسجائر الالكترونية خصوصا عبر منع بيعها للقاصرين وارغام المصنعين على الاستحصال على رخصة لبيع منتجاتهم في الاسواق. وهذا الاطار القانوني الاول بشأن السجائر الالكترونية في الولايات المتحدة التي تمثل سوقا تقارب قيمته ملياري دولار. بحسب فرانس برس. في المقابل، يعتبر المدافعون عن السيجارة الالكترونية انها مفيدة في مكافحة ادمان تبغ عبر مساعدتها للاشخاص على التوقف عن تدخين السجائر العادية. وبحسب الاحصائيات الرسمية، يتسبب التدخين بوفاة نحو 500 الف شخص سنويا في الولايات المتحدة حيث يعاني 16 مليون شخص مرضا مرتبطا بالتدخين. والتكاليف المرتبطة بهذه الافة تبلغ 132 مليار دولار سنويا، كما ان 3200 شاب يوميا يدخنون سيجارتهم الاولى.

                  خطر على الأطفال

                  من جهة اخرى أكد أطباء في مدينة برمنغهام البريطانية أنه ينبغي على الآباء إبعاد العبوات الإضافية التي تحتوي على سائل النيكوتين الخاص بالسجائر الإلكترونية عن متناول أيدي الأطفال الصغار بسبب وجود مخاطر لإصابتهم بالتسمم. وجاء هذا التحذير في دورية "أرشيف أمراض الطفولة" بعد أن لعقت طفلة تبلغ من العمر عامين بعض السائل الموجود في العبوات. وتعافت الطفلة، لكن وجود جرعات كبيرة من النيكوتين يمكن أن يسبب الوفاة. وأكد الأطباء أنه يجب على الآباء التعامل مع عبوات النيكوتين مثل تعاملهم مع الخمور والأدوية ومواد التبييض. وتزايدت شعبية السجائر الإلكترونية، ويعتقد بأن أكثر من مليوني شخص يستخدمونها في بريطانيا. وفي المقابل كانت هناك زيادة مماثلة في حالات التسمم بالنيكوتين.

                  وقالت الهيئة الوطنية لمعلومات السموم التابعة لهيئة الصحة العامة في انجلترا إنها تلقت 139 استفسارا بشأن النيكوتين العام الماضي، مقارنة بـ29 في عام 2012 و36 فقط في السنوات الخمس السابقة مجتمعة. وفي الحالة التي سجلت في مستشفى "غود هوب" في برمنغهام، وضعت الطفلة البالغة من العمر عامين عبوة سائل السيجارة في فمها ويعتقد أنها لعقت بعض القطرات من السائل قبل أن تبعد والدتها الزجاجة عنها. وتقيأت الطفلة ونقلت للمستشفى كإجراء احترازي، حيث تعافت.

                  وقال الدكتور سانجاي غوبتا من قسم طب الأطفال في مستشفى غود هوب "في كل مكان تتوجه إليه ويكون هناك سجائر إلكترونية وعبوات بخار، يتزايد بصورة أكبر احتكاك الأطفال بالزجاجات الصغيرة المليئة بسائل النيكوتين المركز". ويعتقد أن 40 ملليغراما من النيكوتين تمثل جرعة مميتة للبالغين، والجرعات الأقل من ذلك بكثير تكون مميتة للأطفال. وزادت حالات التسمم بالنيكوتين بالتزامن مع زيادة استخدام السجائر الإلكترونية وقال الدكتور جون تومسون مدير وحدة الهيئة الوطنية لمعلومات السموم في كارديف التابعة لهيئة الصحة العامة في انجلترا إنه "بالرغم من أن أي حالات تسمم تثير حالة من القلق، فإن أبحاثنا السابقة أظهرت أنه لحسن الحظ فإن أقل من واحد من بين كل عشرة مرضى أصيبوا بأعراض تسمم استمرت لأكثر من أربع ساعات، وأصيب مريضان فقط بأعراض لفترة طويلة". وأضاف بأن "استخدام السيجارة الإلكترونية تزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ويمكن أن يكون السائل الموجود في السجائر الإلكترونية ضارا جدا، وإنني أناشد جميع من يستخدمون السجائر الإلكترونية بالتأكد من تخزين السوائل بطريقة آمنة، وبالأخص بعيدا عن متناول الأطفال". بحسب بي بي سي.

                  وقال اتحاد صناعة السجائر الإلكترونية في بريطانيا في بيان له إن اللوائح الحالية "قوية للغاية"، لكنه دعا الآباء إلى توخي قدر أكبر من الحذر. وأضاف "إننا ندعو المستهلكين إلى أن يطلعوا جيدا على المنتجات التي يشترونها، وأن يقرأوا دائما الملصق الخاص بها ويستخدمونها وفقا للإرشادات". وتابع "من الجدير بالذكر أن بعض أجزاء السيجارة الإلكترونية يمكن أن تمثل مخاطر محتملة للإصابة بالاختناق للأطفال الصغار".

                  قيود صارمة

                  في السياق ذاته دعت منظمة الصحة العالمية إلى تنظيم بيع واستخدام السجائر الإلكترونية ومنع تدخينها في الأماكن المغلقة وحظر الاعلان عنها وبيعها للقصر. وأعلنت المنظمة في تقريرها المنتظر منذ فترة طويلة عن قلقها من تحكم شركات التبغ الكبرى بسوق تقدر قيمتها بثلاثة مليارات دولار. وأعلنت المنظمة الحرب على التبغ قبل عقد من الزمن وتوصلت إلى اتفاق إطار بشأن مكافحة التدخين في أول معاهدة دولية للصحة العامة تبنتها 179 دولة منذ دخولها حيز التنفيذ عام 2005. وحثت المنظمة على اتباع مجموعة من "الخيارات التنظيمية" بينها منع مصنعي السيجارة الالكترونية من إطلاق المزاعم الصحية مثل مساعدة المدخنين على التخلص من هذه العادة إلى أن "يقدموا دليلا علميا مقنعا ومدعوما ويحصلوا على الموافقة التنظيمية."

                  من جانب اخر قالت مجموعة من خبراء إدمان التبغ إن مراجعة طلبتها منظمة الصحة العالمية بشأن السجائر الإلكترونية تحتوي على أخطاء ومغالطات وتحريفات قد تضلل صناع القرار عند تقدير مدى جدوى وفوائد السجائر الإلكترونية. وفي انتقاد للوثيقة المرجعية لمنظمة الصحة العالمية بخصوص السجائر الإلكترونية ويدعو إلى فرض مزيد من القيود على استخدام هذا النوع من السجائر قال الخبراء إن تقييم الأدلة ليس دقيقا.

                  وقالت آن ماكنايل -وهي باحثة في المركز القومي للإدمان بكلية لندن الملكية- في إفادة صحفية " لقد أصبت بصدمة وذهول عندما قرأتها .. لقد شعرت انه وصف غير دقيق للأدلة بشأن السجائر الإلكترونية." وقالت ماكنايل إن السجائر الإلكترونية جديدة نسبيا و "لا نملك جميع الإجابات عن تأثيرها على الصحة على المدى الطويل" لكن من الواضح انها اكثر أمانا من السجائر العادية التي تتسبب في وفاة ما يزيد على ستة ملايين شخص سنويا.

                  وقال بيتر هاجيك من وحدة أبحاث التبغ المستقلة في جامعة الملكة ماري في لندن والتي شاركت في المقال النقدي إنه لأمر حيوي أن يجرى تقييم السجائر الإلكترونية في ضوء الأضرار المعروفة لسجائر التبغ العادية. وأضاف " يوجد الآن منتجان يتنافسان في سوق المدخنين الأول السجائر التقليدية التي تعرض المستخدمين والمحيطين بهم للخطر وهي تجتذب زبائن جددا من بينهم أطفال غير مدخنين يجربونها." وقال "والآخر هو السجائر الإلكترونية وحينما تكون في حدود كميات آمنة لا تشكل خطرا على المحيطين وتؤدي إلى معدلات بسيطة من الاستخدام المنتظم لدى الأطفال غير المدخنين الذين يجربونها."

                  وقال جاك لو ويزيك الذي شارك في الانتقاد وهو استشاري في الصحة العامة وإدمان التبغ في فرنسا ومحاضر في جامعة نوتنجهام في بريطانيا "استخدام السجائر الإلكترونية قد ينقذ حياة الملايين اثناء هذا القرن .. وله اكثر التأثيرات أهمية على الصحة العامة في تاريخ استخدام التبغ." وركزت ماكنايل ومن شاركوها في المقالة النقدية التي نشرت في دورية الإدمان الطبية على العديد من النقاط الرئيسية التي تضمنتها مراجعة منظمة الصحة العالمية والتي قالوا انها مضللة وهي: المراجعة افترضت أن استخدام السجائر الإلكترونية لدى الشباب مشكلة كبيرة وقد يؤدي إلى تمهيد الطريق للتدخين لكن الحقائق تشير إلى أن الاستخدام الحالي لها من قبل غير المدخنين نادر للغاية وأن معدلات التدخين لدى الشباب آخذة في التراجع.

                  لم تدرك المراجعة أن السجائر الإلكترونية ليست أقل ضررا من سجائر التبغ التقليدية فحسب بل أيضا في أن تركيزات المواد السامة فيها هي جزء ضئيل للغاية مقارنة بما هو موجود في سجائر التبغ. تشير المراجعة إلى أن المحيطين بالمدخن ربما يستنشقون نسبا كبيرة من السموم من البخار لكن التركيزات القليلة جدا لا تشكل خطرا كبيرا على الصحة. تعطي المراجعة انطباعا بأن الأدلة تشير إلى أن السجائر الإلكترونية تجعل الإقلاع عن التدخين اكثر صعوبة لكن العكس هو الصحيح وفقا لآراء الخبراء. بحسب رويترز.

                  وانتقد الخبراء التقارير التي أيدتها منظمة الصحة العالمية لاستخدامها "لغة مثيرة للمخاوف في وصف النتائج وطرح الآراء كما لو كانت ادلة." ويأتي المقال النقدي الأخير بعد مقال افتتاحي نشر في دورية الممارسة العامة البريطانية لخبراء في الصحة العامة من كلية لندن الجامعية الذين حثوا على أن تكون الرسائل المتعلقة بالصحة بشأن السجائر الإلكترونية مبنية على حقائق.

                  أقل ضررا
                  من جانب اخر يعتقد علماء أن استبدال السيجارة التقليدية بالسيجارة الالكترونية قد يقلل من الوفيات المرتبطة بالتدخين، على الرغم من أن ضرر السيجارة الالكترونية على المدى الطويل يبقى مجهولا. ويرى باحثون في "مجلة إدمان" أن السيجارة الالكترونية لابد أن تواجه موانع أقل صرامة من التبغ. ولكن خبراء حذروا من أن تشجيع تدخين السيجارة الالكترونية دون أدلة قوية على سلامتها يعد "مجازفة". وبدل استنشاق دخان التبغ، يتنفس مدخنو السيجارة الالكترونية بخار النيكوتين السائل. ويبلغ عدد مدخني السيجارة الالكترونية في بريطانيا المليونين، ويزداد عددهم في العالم.

                  ويقول علماء إن مخاطر السيجارة الالكترونية على المدخنين وعلى المعرضين للتدخين السلبي أقل بكثير من مخاطر دخان السيجارة التقليدية، ولكنهم يحذرون من تأثيرها على المصابين بأمراض تنفسية. ويوضحون أن السيجارة الالكترونية تحتوي على كمية أقل من السموم التي تحتوي عليها السيجارة التقليدية. وجاء في التقرير أنه لا توجد حاليا أدلة على تحول الشباب من السيجارة الالكترونية إلى السيجارة التقليدية، وبالتالي فأنها لا تشجع على التدخين التقليدي. ويضيف التقرير أن تحول المدخنين إلى السيجارة الالكترونية يساعدهم على التقليل من استهلاك السجائر.

                  وقال البروفيسور، بيتر هاجوك، من جامعة كوين ماري في لندن: "إن هذه ليست القائمة النهائية للمخاطر، فقد تظهر مخاطر أخرى". وأضاف أن هيئات الضبط لابد أن تكون على وعي بأن وقف سوق السيجارة الالكترونية سيحرم المدخنين من وسيلة أقل ضررا قد تنقذهم من الموت. وعلى حد تعبيره، فإننا "إذا وضعنا قوانين صارمة الآن، فإننا سنلحق ضررا بالصحة العامة على مدى أوسع".

                  ويختم الباحثون بالقول إنه لابد من دراسات على المدى الطويل تتناول مقارنة صحة مدخني السيجارة الالكترونية بغيرهم من المدخنين. وقال البروفيسور، مارتن ماكي، من كلية حفظ الصحة وطب المناطق الحارة في لندن "إن اختلافات وجهات نظر خبراء الصحة عميقة بشأن السيجارة الالكترونية". "فالذين يعالجون كبار مدمني النيكوتين يرون السيجارة الالكترونية بديلا أقل ضررا لهم".

                  وعلى العكس فإن الكثيرين، ومنهم 129 خبيرا وجهوا خطابا إلى منظمة الصحة العالمية، ينظرون إلى السيجارة الالكترونية بحذر شديد، لما فيها من مخاطر، ولغياب الأدلة على أنها تساعد على الإقلاع عن التدخين، وكذا للطريقة التي تستغل بها من قبل شركات التبغ لإغراء الأطفال. بحسب بي بي سي. ويقول مارك دوكرال من هيئة الصحة العامة في إنجلترا: "إن عددا متزايدا من المدخنين يتحولون إلى السيجارة الالكترونية، باعتبارها وسيلة للإقلاع عن التدخين، وهناك أدلة على فعاليتها في هذا الجانب. ومن أجل تحقيق أكبر قدر من المنفعة للصحة العامة، والاحتياط للمخاطر، لابد أن تكون القوانين متناسبة وتضمن توفر المواد الفعالة والآمنة، ومنع بيع السيجارة الالكترونية للأطفال".



                  تعليق


                  • #19
                    الخمر وإدمان الموت الصامت

                    الخمر وإدمان الموت الصامت

                    شبكة النبأ: إدمان الكحول مشكلة خطيرة تعاني منها اغلب دول العالم، وكما يقول بعض الخبراء أشد تأثيراً من المخدرات حسب عدد الإصابات وحسب الكلفة الاقتصادية الكلية، وأضراره صحية اجتماعية اقتصادية وامنية كبيرة حيث يعد إدمان الكحول سببا مهما في خراب المجتمع وانتشار العنف والجريمة والتشرد فضلا عن انه قد يكون سببا في الموت المفاجىء. لذا فقد سعت العديد من الحكومات الى اتخاذ بعض القوانين والخطط الخاصة التي تهدف الى محاربة هذه المشكلة او الحد منها.

                    ومصطلح إدمان الكحول وكما تشير بعض المصادر يطلق على الحالة الناتجة عن استهلاك الكحول الإيتيلي بغض النظر عن المشاكل الصحية والعواقب الاجتماعية السلبية التي يسببها. التعريف الطبي لإدمان الكحول يعرفه على أنه مرض ناتج عن الاستخدام المستمر للكحول على الرغم من العواقب السلبية التي يحدثها وهو أحد أنواع الإدمان، وقد ظهر مصطلح الكحولية منذ 200 عام والشيء المميز لها عدم قدرة المدمن في مراحلها النهائية من التوقف عن الشرب من أول كأس يشربها وقد حذر بعض الباحثين الأوربيين من أن الكحولية مرض دائم لا يشفى ويجب المحافظة على الامتناع الكلي حتى لا يقع الشخص في منزلق الشرب غير المسيطر عليه مرة أخرى ومما حذروا منه البيرة منزوعة الكحول لأن نسبة الواحد بالألف التي تبقى بها قد تكون كافية لتحريك شهية الكحولي للعودة للشرب مرة أخرى.

                    وتقدر كلفة سوء استعمال الكحول والكحولية من حيث نقص الإنتاجية ونفقات العلاج في الولايات المتحدة بحوالي 100 مليار دولار سنوياً وهنالك مشكلة إضافية تتعلق بإنكار الشخص الكحولي لحاجته للعلاج، وهو أمر خطير فالكحولية في الولايات المتحدة تعد القاتل رقم ثلاثة بعد أمراض القلب والسرطان، ولو أضيف إليها رقم وفيات حوادث الطرق التي تنجم عن الكحول وما يدون في شهادات الوفاة سنجد أن الكحول هو القاتل رقم واحد في الولايات المتحدة.

                    وقد اثبتت الدراسات أن سوء إستخدام الكحول ينطبق على من يشرب أكثر من ثلاث وحدات من الكحول يوميا للرجال بحد أقصى واحد و عشرون وحدة أسبوعياً أو وحدتين من الكحول يوميا للنساء بحد أقصى أربعة عشر وحدة أسبوعياً . كما ينطبق التعريف أيضاً على من يشرب ثمان وحدات أو أكثر للرجال أو ستة وحدات أو أكثر للنساء فى مناسبة واحدة. وتعرف الوحدة من الكحول بحوالى زجاجة أو علبة من البيرة سعة 250 مل أو كأس من النبيذ سعة 125 مل أو كأس من الخمر كالويسكى سعة 25 مل. إذ كثير من الشبان يظنون أنّ تناول الخمر سمة من سمات التقدم، لكن اللجوء إلى المشروبات الكحولية يفصح عن اضراره العضوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية كما أنه سمة من سمات النفوس الضعيفة.

                    3.3 مليون

                    وفي هذا الشأن قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص ممن يتعاطون المشروبات الكحولية توفوا في 2012 لأسباب تتراوح من السرطان إلى العنف ودعت الحكومات إلى بذل المزيد من الجهد للحد من هذا الضرر. وقال اوليج شيستوف خبير الأمراض المزمنة والصحة العقلية بالمنظمة "يجب بذل المزيد من أجل حماية البشر من الاثار السلبية على الصحة لاستهلاك الكحوليات."

                    وأضاف قائلا "لا مجال للتهاون" محذرا من أن الافراط في تناول الكحوليات يقتل من الرجال أكثر مما يقتل من النساء ويعرض البشر لخطر الإصابة باكثر من 200 مرض وكان سببا في وفاة 3.3 مليون شخص في 2012 . وقال شيكار ساكسينا مدير ادارة الصحة العقلية وتعاطي المخدرات في منظمة الصحة العالمية إن الفقراء بشكل عام هم الأكثر تأثرا بالأضرار الاجتماعية والصحية للكحوليات. واضاف قائلا "هم غالبا يفتقدون الرعاية الصحية الجيدة ولا يجدون حماية كافية من عائلات فاعلة أو شبكات مجتمعية."

                    وغطى التقرير العالمي عن وضع الكحوليات والصحة 194 دولة وبحث استهلاك الكحوليات وتأثيرها على الصحة العامة وسياسات التعامل معها. وخلص التقرير إلى ان بعض الدول تشدد بالفعل الاجراءات لحماية الأفراد من الافراط في تعاطي الخمور. وتشمل هذه الاجراءات زيادة الضرائب على الكحوليات والحد من بيعها من خلال رفع سن الشراء وتنظيم السوق. بحسب رويترز. وقالت المنظمة إن دولا كثيرة عليها اتخاذ خطوات مماثلة. كما يجب فعل المزيد من أجل زيادة التوعية بالأضرار التي يمكن أن تسببها الكحوليات لصحة الإنسان واجراء فحوص للاشخاص الذين ربما يحتاجون إلى تدخل مبكر أو التقليل من كميات التعاطي أو التوقف عنه نهائيا. وتستهلك أوروبا أكبر نسبة من الكحوليات للفرد. وفي بعض دولها بشكل خاص معدلات مرتفعة للتعاطي المضر.

                    الإفراط يضعف الذاكرة

                    الى جانب ذلك أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن شرب الكحوليات بكثرة في مرحلة منتصف العمر يضاعف خطر فقدان الذاكرة في وقت لاحق. وخلصت الدراسة إلى أن الرجال والنساء في الخمسينات والستينات من العمر - الذين كانوا يشربون الكثير من الكحوليات في مرحلة ما من حياتهم - أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الذاكرة، وذلك في غضون فترة تصل إلى عقدين. وتعد الدراسة - التي نشرت في الدورية الأمريكية للطب النفسي للمسنّين - بمثابة دليل جديد يضاف إلى أدلة متزايدة على أن الإفراط في شرب الكحوليات يمكن أن يضعف الوظائف الذهنية الذاكرة لاحقا. ويقول الباحثون إن هذا الأمر يتعلق بالصحة العامة ويجب معالجته. وطرح العلماء ثلاثة أسئلة محددة على 6500 شخص في منتصف العمر بشأن شرب الكحوليات في الماضي. وجاءت الأسئلة كالتالي:

                    - هل تعرضوا لمضايقات من الناس عن طريق انتقاد شربهم للكحوليات؟
                    - هل شعروا بالذنب أو انتابهم شعور بالاستياء بسبب شرب الكحوليات؟
                    - هل شربوا الكحوليات بعد الاستيقاظ مباشرة في الصباح بهدف تهدئة الأعصاب أو التغلب على الشعور بالإعياء جراء الإسراف في شرب الكحوليات؟

                    وأشارت الدراسة إلى أن أي شخص أجاب بنعم على أحد تلك الأسئلة كان لديه مشكلة مع الكحوليات ويعاني من مخاطر مضاعفة للإصابة بضعف حاد في الذاكرة. وقال لاين لانغ، وهو باحث بارز بكلية الطب بجامعة إكستر، "نعلم أن الكحوليات لها أضرار على المخ بشكل عام، لكن الأمر لا يتعلق بكمية الكحوليات فحسب، ولكنه يتعلق أيضا بتأثير ذلك على الشخص". وأضاف أن "الكمية التي يتناولها الشخص هامة.. والشيء المهم أيضا هو ما إذا واجهت أي مشاكل في تناول الكحوليات أو ما إذا أخبرك آخرون بأن لديك مشكلة". ونصح لانغ بتناول الكميات الموصى بها يوميا وأسبوعيا، كما نصح بتخفيض الكمية إذا كان الشخص يتأثر بأي من المواد الواردة في الاستبيان، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.

                    وقال دوغ براون، مدير البحث والتطوير بجمعية الزهايمر الخيرية، إن هناك تأثيرا غير ظاهر لإدمان الكحوليات، مشيرا إلى وجود أدلة متزايدة على أن إدمان الكحوليات يمكن أن يؤثر على الإدراك في وقت لاحق. وأضاف أن "هذه الدراسة الصغيرة تظهر أن الأشخاص الذين اعترفوا بتناول الكحوليات في مرحلة ما من حياتهم أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بمشاكل حادة في الذاكرة". بحسب بي بي سي.

                    وأردف أن "هذا لا يعني أن الناس بحاجة إلى الامتناع عن تناول الكحوليات تماما. ففي ظل اتباع نظام غذائي صحي وعدم التدخين والحفاظ على وزن صحي، يمكن أن يساعد تناول كمية قليلة من النبيذ الأحمر في تقليل خطر الإصابة بالخرف". وقال إريك كارين، مدير العلوم في مؤسسة أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة، إنه "على الرغم من أن مثل هذه الدراسات قد تكون مفيدة للغاية لرصد الاتجاهات الصحية، فإن من المهم الإشارة إلى أنها ليست قادرة على أن تظهر السبب والنتيجة، وأنه من غير الواضح ما إذا كانت عوامل أخرى قد أثرت على هذه النتائج".

                    اسعار الكحول في بريطانيا

                    من جانب اخر قال باحثون ان تحديد حد ادنى لسعر المواد الكحولية بخمسة واربعين بنسا (0.73 دولار) للوحدة الواحدة في بريطانيا كان سيقلص عدد الوفيات وفترة البقاء في المستشفى فيما بين مدمني الخمور ومع ذلك لم يكن سيؤثر عكسيا بشكل فعلي على ميزانية من يشربون الخمر باعتدال. وفي دراسة تشكك في قرار اتخذته الحكومة العام الماضي بالتخلي عن خطط لتحديد حد ادنى للمواد الكحولية وجد الباحثون انه كان سيصبح له اكبر تأثير على الخمسة في المئة من الاشخاص الذين يشربون بمعدلات صنفت بانها "ضارة."

                    وقالت بيترا ماير من جماعة شيفيلد لابحاث الكحوليات والتي عملت في هذه الدراسة ان التأثير العام لفرض حد ادنى على شاربي المواد الكحولية باعتدال كان سيصبح ذا تأثير بسيط للغاية في حين ان التأثير الكبير على شاربي الخمور بافراط اي الرجال الذين يشربون اكثر من 50 وحدة اسبوعيا والنساء اللائي يشربن اكثر من 35 وحدة كان سيؤدي الى تقليل معدلات المرض والوفاة المبكرة بشكل كبير.

                    وقال جون هولمز من جامعة شيفيلد والذي راس الدراسة "يتعين على صناع السياسة ان يجدوا توازنا بين زيادة خفض استهلاك شاربي (الخمور) بشراهة ذوي الدخل المنخفض والفوائد الصحية الكبيرة التي يمكن ان تشهدها هذه المجموعة من تخفيض المرض وحالات الوفاة المرتبطة بالكحول." وتحدد الوحدة بعشرة مليمترات من الكحول الصافي. وتوجد نحو وحدتين في كل نصف لتر من البيرة ومابين تسع وعشر وحدات في زجاجة النبيذ. بحسب رويترز.

                    وقال مسؤولون حكوميون لدى الغائهم خطط وضع حد ادنى لسعر المواد الكحولية انهم لم يروا ادلة تكفي للاشارة الى ان مثل هذه الخطوة ستمنع الافراط في شرب الخمور. ولكن اطباء كبارا اتهموا حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون "بالرضوخ لصناعة الكحوليات" وعدم اعطاء الصحة العامة اولوية في قرارها بالتراجع عن تحديد حد ادنى لسعر المواد الكحولية.

                    قانون جديد

                    على صعيد متصل فرضت كولومبيا على من يقود السيارة بعد شرب الكحول غرامة قياسية تعادل خمسين مرة الحد الادنى للاجور، لتصبح بذلك نموذجا في الضرب بيد من حديد لمكافحة هذه الممارسات التي تسببت اخيرا بسلسلة من الحوادث المرورية المروعة. فقد صوت الكونغرس الكولومبي اواخر العام المنصرم، على مشروع قانون يجيز التشدد في معاقبة السائقين المخمورين، بشكل لم يسبق له مثيل. وكانت الغرامة التي يفرضها القانون الكولومبي على السائقين الذين يثبت شربهم للكحول قبل قيادة السيارة، محددة بتسعمائة دولار، تضاف اليها 20 ساعة من الخدمة العامة، لكن ارتفاع نسبة استهلاك الكحول دفع السلطات الى التشدد، وباتت الغرامة بقيمة 14 الفا و600 دولار، علما ان الحد الادنى للاجور يساوي 320 دولارا.

                    وبشكل عام تشتهر اميركا اللاتينية بالسمعة السيئة في مجال حوادث المرور، وقد ارتفعت وتيرة هذه الحوادث اخيرا بحيث باتت نسبة الوفيات الناجمة عنها 16,1 شخصا من بين كل 100 الف، بحسب ما اظهرت احصائيات اعدتها في العام 2012 منظمة الصحة الاميركية. وللمقارنة، فان هذه النسبة في اوروبا تبلغ 10,3 اشخاص من بين كل مائة الف، وتنخفض في فرنسا الى 5,8. وترتفع هذه النسبة الى 22,1 في منطقة الاندين، حيث تعاني الطرق من الاهمال وقلة المراقبة المرورية من جانب السلطات.

                    وتقول اوجينيا رودريغز المستشارة في منظمة الصحة الاميركية "ان العاملين المسببين للخطر واللذين نعتبرهما في رأس قائمة اولوياتنا هما القيادة تحت تأثير الكحول، والسرعة الزائدة". وتدعو المنظمة باستمرار دول اميركا اللاتينية الى التشدد في معاقبة السائقين المخمورين. ورحب ممثل المنظمة في كولومبيا تيوفيلو مونتيرو بهذا القرار الجديد في كولومبيا، مشيرا الى الاثر النفسي العميق الذي ستولده هذه الغرامات الباهظة. وقال "لا شك ان الناس سينتبهون كثيرا كي لا يقعوا في عقوبة كهذه" داعيا السلطات الى تشديد المراقبة.

                    وياتي هذا التشدد في القانون الكولومبي بعد اجراءات مماثلة، ولكن أقل شدة، اتبعتها البرازيل وتشيلي، حيث تفرض غرامات تصل الى 830 دولارا في حال وجود نسبة تتعدى 0,05 غرام من الكحول لدى السائقين، وقد تسحب اجازات السوق منهم. ويبدو ان دولا اخرى في اميركا اللاتينية تسير على الخطى نفسها، مثل باناما التي تعد مشروع قانون ينص على تغريم السائقين المخمورين بمبالغ تراوح بين 1500 دولار و12 الفا، مع الغاء اجازة القيادة مدى الحياة في حال تكررت المخالفة ثلاث مرات. بحسب فرانس برس.

                    وفي الاوروغواي، اكتفت السلطات بمعاقبة السائقين بالمخمورين بالزامهم تقديم خدمات ذات منفعة عامة، اما في كوبا، فقد اعتمدت عقوبة سحب اجازة القيادة لمدد تراوح بين ستة اشهر وخمس سنوات. وفي فنزويلا والباراغواي تشديد من نوع آخر، اذ تنص القوانين هناك على معاقبة السائقين المخمورين بالغرامات والسجن معا، لكن المنظمات المدنية تندد بما تعتبره تراخيا من السلطات في تطبيق هذه القوانين الصارمة.

                    الى جانب ذلك تخطط أكثر الولايات الهندية استهلاكا للمشروبات الكحولية لأن تتخلص من هذه العادة نهائيا.. قطرة قطرة على مدى عشر سنوات. وتتجه ولاية كيرالا الاستوائية في جنوب الهند لتصبح ولاية خالية من الكحول في غضون عشر سنوات. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن رئيس وزراء الولاية أومن شاندي قوله إن الحكومة المحلية تفضل "الحظر الكامل" للكحول في الولاية مضيفا أنه ستمنح الفنادق الكبرى فقط رخصا لتقديم الكحوليات. ويستهلك الفرد الواحد في ولاية كيرالا نحو 8.3 لترا من الخمور في العام أي أكثر من مثلي المعدل الوطني العام. غير أن المسؤولين في قطاع السياحة يخشون أن يؤثر الحظر على القطاع الاكثر نشاطا في الولاية. ووصلت عائدات السياحة في العام الماضي 3.8 مليار دولار.

                    خسائر وجرائم

                    من جانب اخر تجري السلطات الاميركية تحقيقا بشأن شكوى تقدم بها مقامر اميركي يأخذ فيها على كازينو في لاس فيغاس انه تركه يخسر نصف مليون دولار عندما كان ثملا. ويحظر القانون في ولاية نيفادا (غرب) على الكازينوهات "السماح لاشخاص تبدو عليهم بوضوح امارات السكر والمخدرات باللعب" على ما افاد مارك جونستون الذي تقدم بشكوى ضد الكازينو في عاصمة العاب الميسر الاميركية.

                    ولعب رجال الاعمال وهو مقامر كبير لمدة 17 ساعة متتالية. واكد انه ادرك حجم خسائره في اليوم التالي عندما استفاق من النوم. وفتحت الهيئة الضابطة لالعاب الميسر في ولاية نيفادا تحقيقا "وهي تأخذ اقواله على محمل الجد" على ما قال احد المسؤولين فيها كارل بنيسون، وقال مارك جونستون لنه بدأ يشرب قبل ان يستقل طائرة من لوس انجليس الى لاس فيغاس مع شريكة حياته وانه لا يذكر شيئا مما حصل معه في ذلك المساء في الفترة التي تلت العشاء اي عندما بدأ يقامر.

                    وجاء في شكواه التي اوردتها صحيفة "لوس انجليس تايمز" انه تناول حوالى عشرين كأسا اضافية بعد ذلك عندما كان يقامر وكان ثملا الى درجة انه لم يعد يتعرف على الاوراق التي كانت بين يديه. وقد كدس الخسائر بفضل تسليفات الكازينو واستمر بالمقامرة حتى بعدما خلدت شريكته للنوم. وهذه الاخيرة صدمت عندما استفاقت في صباح اليوم التالي وادركت انه لا يزال يقامر. وقال شون ليتل محامي جونستون للصحيفة "في حالات كهذه وعندما يكون الشخص ثملا عادة ما يقترب منه موظف في الكازينو او المشرف على طاولة المقامرة ليقول له ان يتوقف".

                    الى جانب ذلك فرض قاض في جزر كايمان غرامة مالية قيمتها 600 دولار على رجل من لويزيانا لإجباره طائرة تابعة لشركة دلتا إير لاينز على الهبوط اضطراريا بعد مشاجرة بينه وبين زوجته وهو مخمور على متن الطائرة في عيد زواجهما. وأنزلت الشرطة مايكل فوريت (33 عاما) من طائرة دلتا إير لاينز بعد هبوطها في جزر كايمان. وكانت الطائرة في رحلة من أتلانتا إلى كوستاريكا. وقالت الشرطة إن الزوجة بقيت على متن الطائرة وواصلت رحلتها إلى سان خوسيه في كوستاريكا.

                    وقال بن تونر محامي فوريت إن موكله -الذي كان محتجزا لدى الشرطة- ومثل أمام أحد قضاة جزر كايمان. وقال إنه عوقب بالغرامة المالية عن السلوك المضطرب على متن طائرة تجارية. وهذه ثاني مرة خلال الأسابيع القليلة الماضية التي تقوم إحدى طائرات دلتا إير لاينز بهبوط اضطراري بسبب سلوك مسافر مخمور. وفي وقت سابق غيرت رحلة لشركة دلتا إير لاينز متجهة من بالتيمور إلى سولت ليك سيتي مسارها بسبب مسافرة جامحة وصفها مسؤولون بأنها ثملة.


                    على صعيد متصل شهدت مدينة "لوهافر" شمال غرب فرنسا حادثة مثيرة لكنها لا تخلو من مخاطر، حيث أقدم مراهق بعمر 14 سنة على سرقة شاحنة للإطفاء ليتمكن من الدخول إلى شقة صديقته في إحدى المساكن الجامعية في مدينة "لوهافر" الفرنسية. وقالت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية إن مراهقا أقدم على سرقة شاحنة إطفاء "مجهزة بسلالم" لكي يتمكن من الوصول إلى شقة صديقته، قبل أن يتم توقيفه من قبل شرطة المدينة. ووفقا لمصدر من الشرطة، فإن الأحداث في مدينة "لوهافر" شمال غرب فرنسا، حين قرر "بوريس" وبعد أن زار بعض الحانات، الذهاب للقيام بزيارة "غير عادية" إلى شقة صديقته والتي تقع في أحد المساكن الجامعية. ولأنه لم يكن قادرا على الدخول من الباب، فقد خطرت على باله فكرة أخرى هي الدخول من النافذة، وتحت تأثير أكثر من غرامين من الكحول في دمه وفقا لـ"فحص الشرطة"، قرر "بوريس" اقتحام ثكنة تابعة للإطفاء واستولى على إحدى الشاحنات المجهزة بـ "سلالم"

                    وتضيف معلومات التحقيق، أن "بوريس" وبعد أن نال قسطا من الراحة والنوم داخل الشاحنة التي تركت مفتوحة ومفتاح المحرك بداخلها، قرر قيادتها رغم أنه لا يملك أي رخصة للقيادة ورغم كونه تحت تأثير الكحول. فاعتمر المراهق خوذة رجال الإطفاء وانطلق بالشاحنة وهو مصمم على تنفيذ فكرته "المجنونة" لكن ولأنه في حالة غير واعية فقد أخطأ "بوريس" الطريق ليجد نفسه في منطقة "غونفورفيل-لورشي" جنوب مدينة "لوهافر". وقد قامت الشرطة بتوقيف الشاب بعد أن تم إبلاغها من قبل إدارة المطافئ بوقوع سرقة لواحدة من شاحنات الخدمة، وبعد أن وصلتها بلاغات من قبل مواطنين أفادت بوجود شاحنة إطفاء تسير بطريقة "غير طبيعية". وبعد أن استعاد "بوريس" وعيه في مركز الشرطة، اعترف بقيامه بسرقة شاحنة الإطفاء لكنه ادعى عدم تذكر الكثير من تفاصيل وأحداث، رجل الإطفاء "المزيف" قبل إجراءات الإقرار بالذنب وسوف يتم عرضه على المدعي العام حيث قد يواجه عقوبة بالسجن 6 أشهر.

                    من جهة اخرى إعتقل رجل من ولاية مونتانا الأمريكية لقيادته سيارته مخمورا أثناء توجهه لدفع كفالة لاخراج زوجته من السجن بعد القبض عليها للاشتباه بقيادتها سيارتها وهي مخمورة . وكان نائب قائد شرطة مقاطعة جالاتين قد اعتقل ستاسي جو فانتشر (44 عاما) بعد اخفاقها في اجتياز اختبار الكشف عن مستوى الكحول في الدم بعد أن أوقفتها الشرطة وذلك حسبما ذكرت صحيفة بوزيمان ديلي كرونيكول على موقعها على الإنترنت نقلا عن وثائق الاتهام. بحسب رويترز. وقالت الصحيفة إن زوجها ريك فانتشر وصل للسجن المحلي وحاول اخراجها بكفالة الا أنه بالكشف عليه اتضح وجود كمية من الكحول في دمه تتجاوز الحد القانوني المسموح به لقيادة السيارة. وقالت الصحيفة إنه رغم ذلك فقد قاد شاحنته وقام نفس النائب الذى اعتقل زوجته قبل ساعات بايقاف الرجل الذي اعترف بتناوله كمية كبيرة من الجعة. واعتقل الرجل ايضا ودفع الزوجان الكفالة وأطلق سراحهما.

                    الى جانب ذلك قالت الشرطة إن رجلا من كاليفورنيا حاول منع ابنته من قيادة سيارتها وهي مخمورة لكن السيارة صدمته وقتلته. وقالت شرطة ريفرسايد الواقعة شرقي لوس انجليس إن سوكفيلي بارتون (37 عاما) تواجه اتهامات بالقتل غير العمد بمركبة وبالقيادة تحت تأثير الخمر فيما يتعلق بالحادث الذي وقع في منزل في ريفرسايد. وذكر تقرير للشرطة ان التحريات أفادت أن بارتون كانت تتجادل مع أفراد العائلة وتشرب الخمور قبل أن تركب سيارتها وهي من نوع بي.ام.دبليو وتبدأ في التراجع للخروج من المرآب. ووقف والدها بونمي راجسومباث (69 عاما) في طريق السيارة محاولا منعها من القيادة لكن السيارة صدمته. وأعلنت وفاته في مستشفى في ريفرسايد.

                    تعليق


                    • #20
                      العلاج بالخلايا الجذعية.. بين النجاح والفشل


                      العلاج بالخلايا الجذعية.. بين النجاح والفشل
                      إنجازات صغيرة قد تحقق آمال المرضى



                      إدغار إرازتورزا كان في الواحدة والثلاثين من العمر، عندما توقف قلبه في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2008. وإرازتورزا الذي يعمل في حقل العقارات في ميامي في أميركا كان يمارس رياضة الرقص، والمصارعة قبل مرضه، عندما كان في المدرسة الثانوية. لكن في الفترة الأخيرة ازداد وزنه كثيرا. وأثناء ممارسته الرياضة في أحد الأيام شعر بضيق تنفس، فأصر على أصدقائه ليحملوه إلى المستشفى، وبعد دقائق توقف نبضه. لكن، بعد نجاته من نوبته القلبية، أثرت الندبة على نسيج قلبه، فخفضت قدرته على ضخ الدم بمقدار الثلث، ولم يعد قادرا على حمل أطفاله، وتوقف عن الرقص، وعندما كان يخلد إلى النوم كل ليلة، كان يتساءل ما إذا كان سيفيق ويستيقظ في صباح اليوم التالي.

                      وقد دفعه اليأس إلى التطوع لكي يخضع لبحث طبي غير عادي، ألا وهو حقن خلايا جذعية مباشرة في قلبه ذاكرا «وثقت بأطبائي وبالعلوم التي تكمن وراء ذلك، ورأيت أن هذه هي فرصتي الوحيدة». وعبر السنين، وعن طريق دراسة الخلايا الجذعية في الأوعية المختبرية، وعلى الحيوانات، والمرضى الذين يتحلون بالشجاعة والإقدام من أمثال إرازتورزا، تمكن الباحثون من تقريب تنفيذ الوعود والآمال الغامضة المبالغ بها حول العلاج بالخلايا الجذعية قريبا من الواقع. وكان هذا الأسلوب من العلاج قد دخل في أذهان الناس في أوائل الـتسعينات، وبأنه قادر على التغلب على أمراض مثل أوجاع الظهر، والضمور والانحلال، مثل مرض «ألزهايمر»، وتنمية أجزاء جديدة لمعالجة حالات، كالعمود الفقري وإصاباته. لكن التقدم كان بطيئا، مما دفع مؤسسات مثل مؤسسة «مايكل فوكس» لأبحاث «باركنسون» التي كانت من أوائل الداعمين لأبحاث مثل هذه، إلى سحب دعمها المالي قبل سنتين، قائلة إنها تفضل استثمار الأموال في أبحاث تكون أقرب إلى تأمين مساعدات فورية لضحايا هذا المرض. بيد أن الباحثين شرعوا يدركون ببطء كيفية استخدام هذه الخلايا بأفضل طريقة ممكنة، وما هي الأنواع الواجب استخدامها، وكيفية إدخالها ووضعها في الجسم، بعدما وجدوا أنها ليست قادرة إفراديا على إحداث التحول المطلوب، لكن بأسلوب تصاعدي وتدرج واقعي وعملي. وهنالك حاليا نحو 4500 عيادة للتجارب السريرية في الولايات المتحدة لعلاج مرضى مصابين بأمراض القلب، والعمى، و«باركنسون»، والإيدز، والسكري، وسرطان الدم، وإصابات العمود الفقري، وغيرها من حالات كثيرة.

                      وأظهرت الدراسات الأولية أن العلاج بالخلايا الجذعية يمكن إجراؤه بطريقة سلمية، كما يقول الدكتور إلين فيغال كبير نواب رئيس قسم الأبحاث والتطوير في معهد كاليفورنيا للطب التجديدي، الذي هو عبارة عن إدارة تابعة للولاية للخلايا الجذعية، التي نالت أكثر من ملياري دولار للإنفاق على أبحاثها منذ عام 2006. والتي تعالج مرضى موزعين على 10 عيادات تجريبية خلال العام الحالي. والفكرة من الخلايا الجذعية التي يجري جمعها من الأجنة أنها قد تتحول إلى أي من خلايا الجسم بأنواعها الـ200. وهي تعيش نظريا فترة عيش جسد الإنسان، خلافا لغالبية الخلايا. وهي قد تعمل ببساطة عن طريق حقنها مثلا في الدماغ الذي شرعت خلاياه تموت، لتقوم هي افتراضيا بالنمو والحلول محلها. والشيء ذاته ينطبق على العضلات، والدم، والأعضاء، والعظام. ونظريا فهي تقوم بأعمال الترميم والتعويض عن القديم والمفقود بنموها من جديد.

                      لكن الحماس لهذا العلاج قد يتعدى العلم، فعندما جرى حقن ريك بيري حاكم تكساس بخلايا جذعية بالغة في عموده الفقري في عام 2011 بعد إصابته في الظهر، وكان جراحوه لم يختبروا هذا الأسلوب من قبل. لكن تبين فيما بعد، وفقا لمجلة «نيوإنغلند» الطبية، أن العملية هذه التي روجها عدد من الرياضيين لم تنفع، تماما مثل وعود أطباء الجلد الذين يعدون ببشرة ناعمة ملساء، أو قيام المنتجعات الطبية والحمامات الصحية بتقديم وعود بمعجزات طبية التي نتيجتها وضع المريض في حالة أشد خطورة. ومثل هذه الأخبار، قد تعني أن الأبحاث في الخلايا الجذعية متقدمة أكثر مما تبدو، كما يقول الدكتور تشارلز مري المدير المشارك في معهد الخلايا الجذعية والطب التجديدي في جامعة واشنطن، في حيث لـ«نيويورك تايمز».

                      وطالما تركت بعض المواقع الماكرة على الشبكة الإلكترونية التي تعلن عن علاجات بالخلايا الجذعية انطباعا بأن مثل هذه العلاجات جاهزة للاستخدام، لكن المشكلة الوحيدة هي الحكومات والأطباء الأشرار الذين يفصلون بين الأفراد، والعلاج المنقذ للأرواح، وفقا إلى مري الطبيب المتخصص بأمراض القلب والشرايين. وفي الواقع وباستثناء زراعة النخاع، فإن القليل من أساليب العلاج هذه أظهر فعاليته، كما يضيف: «فغالبية هذه المواقع هي دجالة ومزيفة»، على حد تعبيره.

                      وكان الباحثون في جامعة «هارفارد» بالتعاون مع مستشفى «برغهام والنسائية» في بوسطن، الذين يعملون مع العلماء اليابانيين، قد أعلنوا عن إنجاز كبير في إنتاج خلايا جذعية قوية عن طريق استخدام حمام حمضي بسيط، لكن بعد شهور قليلة، ووسط مزاعم عن سوء سلوك علمي، قامت مجلة «نتشر» بالتراجع عن هذا الإعلان. وأعقب ذلك أيضا سحب الكثير من ادعاءات الإنجاز من قبل مجلات ونشرات مثل «سيركيوليشن» و«لانسيت». واليوم ما يزال العلماء يستخدمون الخلايا الجذعية المأخوذة من الأجنة التي تعتبر المقياس الذي تقارن به الخلايا الجذعية الأخرى، بيد أن الطب بات أقل اعتمادا عليها. وفيما يتجاوز أساليب العلاج المباشرة، تقوم الخلايا الجذعية بتوفير عدد وأدوات جديدة للباحثين في المختبرات، وذلك عن طريق استخدام الخلايا المنتجة من المرضى الذين يعانون من علل معينة، وبذلك يمكن إعادة إنتاج أمراض ودراستها في الأوعية المختبرية.

                      ويستخدم كيفين إيغان الذي يعمل أيضا في معهد الخلايا الجذعية في «هارفارد» هذا الأسلوب لدراسة مرض التصلب الجانبي الضموري amyotrophic lateral sclerosis (ايه إل إس ALS)، أو مرض «لو غيهريغ» Lou Gehrig’s disease. فقبل 5 سنوات، قام بأخذ خلايا جلدية من امرأتين على وشك الوفاة من هذا المرض الوراثي وحولها إلى خلايا جذعية وبعد ذلك إلى خلايا عصبية، ولاحظ أن هنالك مشكلة كهربائية. فهذه الخلايا كانت لا تتبادل الإشارات فيما بينها بصورة صحيحة، وهذا ما سبب ربما الضمور العصبي، المسبب بدوره لمرض «ايه إل إس». وقام بنسخ هذه الخلايا العصبية آلاف المرات، ثم اختبر آلاف المركبات الدوائية لمعرفة أي منها قادر على معالجة مشكلة الإشارات الكهربائية، فوجد مرشحا منها يستخدم حاليا لعلاج داء الصرع. وسيجري اختبار هذا العقار على مرضى «ايه إل إس» قبل نهاية العام الحالي. وهكذا فوجود خلية عصبية في وعاء هو أكثر سهولة وبساطة من دراسة المرض على البشر، الذي يضم الجسد الواحد منهم تريليونات من الخلايا والنظم المتشابكة.

                      وكعودة إلى الاختبار الذي تطوع إرازتورزا الخضوع له في جامعة ميامي، أظهر أن القلب الذي يحقن بخلاياه الجذعية، من شأنه ترميم ذاته، لا بل وجد أن المرضى تحسنوا أيضا بالنسبة ذاتها، إذا ما جرى حقنهم بخلايا جذعية مأخوذة من إنسان آخر، وأن أجسادهم لم ترفضها بسبب نظام المناعة. وقد قام الباحثون بأخذ خلايا بالغة، يعتقد أنها جذعية، من نخاع عظم إرازتورزا وأدخلوها بالقسطرة مباشرة في قلبه. واليوم يقول الأطباء له، إن قلبه يتعافى، وفي طريقه إلى الشفاء، وقد عاد إلى صحته السابقة حتى الآن بنسبة الثلث.

                      إذن كالحرب على السرطان التي أعلنت عام 1971. والتي لم تحقق أهدافها كلها، لكن آلاف الناس هم أحياء اليوم بسبب الانتصارات الصغيرة التي تحققت، والذين سيزداد عددهم مع مرور كل سنة، كذلك الأمر مع العلاج بالخلايا الجذعية الذي سيستغرق بعض الوقت، لكن إذا نظرنا إلى 20 سنة من الآن، فإن الطب وصحة الإنسان سيتأثران به حتما.




                      تقنية طبية جديدة في أستراليا تسمح بزراعة القلوب بعد توقفها عن النبض
                      تطبيقها على مريضين لا يزالان على قيد الحياة


                      طور فريق من الأطباء في أستراليا تقنية طبية جديدة تسمح بزراعة القلوب البشرية بعد أن تتوقف عن النبض. ونقلت شبكة (إيه بي سي) الإخبارية عن فريق الباحثين في مستشفى «سانت فينسنت» في سيدني قولهم إن التقنية الجديدة سوف تسمح باستخدام مزيد من القلوب التي يتم التبرع بها. واستغرق فريق البحث 12 عاما لتطوير التقنية الجديدة التي تتكون من وحدة محمولة تسمح باستمرار تدفق الدم عبر أنسجة القلب بعد توقفه عن النبض لمدة 20 دقيقة مع طريقة علمية لتحسين قدرته على مقاومة نقص الأكسجين.

                      وقال البروفوسير بوب غراهام من معهد «فيكتور تشانج» لأبحاث القلب بالمستشفى إن أول جراحة لزرع قلب من هذا النوع أجريت قبل ثلاثة أشهر على مريضة تدعى ميشيل غريبيلاس (57 عاما)، مضيفا أن جراحة ثانية أجريت باستخدام نفس الطريقة على مريض آخر يبلغ من العمر 44 عاما. وقالت ميشيل غريبيلاس إنها شعرت بأنها أصغر بعقد من الزمن وهي الآن شخصية مختلفة.

                      وتعتمد الطريقة المستخدمة في أستراليا على وضع قلب توقف عن النبض في جهاز يطلق عليه «قلب في صندوق» ويتم الاحتفاظ بالقلب دافئا ويتم استعادة دقات القلب ويضاف إلى محلول يساعد على الحد من الأضرار التي تلحق بعضلات القلب. وأوضح البروفسور بيتر ماكدونالد رئيس وحدة زرع القلوب في مستشفى سانت فينسنت الأسترالية أن هذا التطور «يمثل خطوة كبيرة في خفض نقص الأعضاء التي يتم التبرع بها».

                      وتجري جراحات زراعة القلوب في الوقت الحالي باستخدام قلوب ما زالت تنبض، وهو ما يعني ضرورة وجود المتبرع والمتلقي في نفس المكان، وبالتالي لا يمكن إجراؤها بشكل قانوني إلا في حالة إعلان وفاة المريض المتبرع بمجرد توقف وظائف مخه، ويمكن الاحتفاظ به في صندوق من الثلج لمدة تصل إلى نحو أربع ساعات قبل زرعه في المريض. والمعروف أن القلوب هي العضو الوحيد في جسم الإنسان الذي لا يمكن استخدامه بعد توقفه عن النبض. ويذكر أن أول جراحة لزراعة قلب في العالم أجريت في جنوب أفريقيا في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) عام1967 بواسطة الجراح كريستيان برنارد.

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X